Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جونسون يشارك أوكرانيا "يوم الاستقلال" وروسيا تستعد لاستفتاء "صوري" بمناطق سيطرتها

رئيس الوزراء البريطاني يقول إن كييف "تواجه تهديداً آخر وشعبها يحارب بعزيمة قوية لتحديد مصيره في بلاده"

قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحافيين إن موسكو قد تعلن اعتباراً من هذا الأسبوع عن استفتاء واحد أو أكثر "بهدف إضفاء الطابع الرسمي على سيطرتها على الأجزاء المحتلة من أوكرانيا هذا الأسبوع"، وأوضح كيربي أن الولايات المتحدة علمت بأن "القيادة الروسية أصدرت تعليمات للمسؤولين للبدء في الاستعداد لإجراء استفتاءات صورية"، وأضاف، "في الواقع، قد نرى إعلاناً روسياً عن أول استفتاء أو استفتاءات قبل نهاية هذا الأسبوع"، وتابع أن "لدينا معلومات تفيد بأن روسيا تواصل التحضير لاستفتاءات زائفة" في خيرسون في الجنوب وزابوريجيا وفي منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين وكذلك في خاركيف، وقال، "كانت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في غاية الوضوح: أي محاولة للسيطرة على أراض اوكرانية ذات سيادة ستعتبر غير شرعية".

استفتاءات

وتتوقع الولايات المتحدة بان "تتلاعب روسيا بنتائج هذه الاستفتاءات لتوحي إلى أن الشعب الأوكراني يريد الانضمام لروسيا" كما ذكر المتحدث الأميركي الذي قال أيضاً، "إنه أمر غير صحيح"، وأشار الى العديد من استطلاعات الرأي التي أجريت في الأشهر الأخيرة بين السكان الأوكرانيين في الأراضي التي تسيطر عليها كييف واظهرت أن أكثر من 90 في المئة من الأوكرانيين لا يريدون الالتحاق بروسيا.

وسيجري الرئيس جو بايدن الذي أعلن عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بحوالى ثلاثة مليارات دولار، هي الأهم حتى الآن، اتصالاً هاتفياً، الخميس، مع الرئيس الأوكراني، وفقا لكيربي الذي أضاف، "سنستمر في حشد العالم الحر وفي تشجيع حلفائنا وشركائنا على دعم اوكرانيا التي تدافع عن سيادتها".

جونسون في كييف

ووصل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأربعاء 23 أغسطس (آب)، إلى كييف بشكل مفاجئ، حيث حيا "الإرادة القوية للأوكرانيين في مقاومة" الغزو الروسي، في وقت تحيي أوكرانيا ذكرى استقلالها ويدخل الغزو الروسي لأراضيها شهره السابع.

وقال جونسون للصحافيين خلال الزيارة المفاجئة "لدى الأوكرانيين إرادة قوية للمقاومة. وهذا ما فشل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين في فهمه"، مضيفاً، "تدافعون عن حقكم في العيش بسلام بحرية ولهذا السبب ستنتصر أوكرانيا".

واستبق جونسون الزيارة بإعلانه عبر رسالة مسجلة بالمناسبة أن بلاده ستواصل تقديم كافة أنواع الدعم لأوكرانيا في مواجهة العملية العسكرية الروسية، مهما طال أمدها.

وأكد جونسون الذي سبق أن زار كييف في أوج الهجوم الروسي أن أوكرانيا "تواجه اليوم تهديدا آخر، وشعبها يحارب بعزيمة قوية للدفاع عن وطنه ولتحديد مصيره في بلاده".

وتحدث جونسون، الذي من المقرر أن يترك منصبه الشهر المقبل، في مؤتمر صحفي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته الرابعة للبلاد هذا العام والثالثة له منذ بدء الحرب في 24 فبراير (شباط)، وقال "هذا ليس الوقت المناسب للمضي قدما في خطة واهية للتفاوض"، وتعهد بأن تقف بريطانيا وحلفاء أوكرانيا "صفا واحدا" مع كييف والشعب الأوكراني.

وقال زيلينسكي "ليست كل البلاد محظوظة بوجود مثل هذا الصديق" مضيفا "بريطانيا تساهم في تقريب انتصارنا ونحن واثقون من هذا الانتصار".

22 قتيلاً

وأعلن الرئيس الأوكراني ارتفاع حصيلة ضحايا ضربة روسية استهدفت محطة للقطارات في مدينة تشابلينو بوسط أوكرانيا إلى 22 قتيلاً، وقال زيلينسكي في رسالته المسائية اليومية إن "تشابلينو هي ألمنا اليوم. حتى هذه اللحظة هناك 22 قتيلاً بينهم خمسة احترقوا داخل سيارة، قضى فتى يبلغ 11 عاماً دمّر صاروخ روسي منزله"، وذلك بعد أن كان قد أعلن سابقاً أن الحصيلة بلغت 15 قتيلاً.

ذكرى وتعهدات: لا تنازل 

في الذكرى السنوية الـ31 لانفصال أوكرانيا عن الاتحاد السوفياتي الذي هيمنت عليه روسيا، 24 أغسطس (آب)، تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن تواجه بلاده الهجوم الروسي "حتى النهاية" وألا تقدم "أي تنازل أو تسوية".

وفيما أعلنت النرويج وبريطانيا والولايات المتحدة عن مساعدات عسكرية جديدة لكييف، تتواصل الجهود الدولية لوضع حد للمخاوف من حادثة نووية في محطة زابوريجيا الأوكرانية، الأكبر في أوروبا، والتي تحتلها القوات الروسية، ويتبادل الطرفان المتقاتلان الاتهامات في شأن استهدافها بالقصف.

وقال زيلينسكي، في المناسبة التي تتزامن مع مرور ستة أشهر على بدء الهجوم في 24 فبراير (شباط)، "لا يهمنا الجيش الذي تملكونه، لا تهمنا إلا أرضنا، سنقاتل من أجلها حتى النهاية".

أضاف، "صمدنا بقوة على مدى ستة أشهر، كان الأمر صعباً، لكننا حافظنا على عزمنا، ونقاتل من أجل مصيرنا".

وتابع، "يعطينا كل يوم جديد سبباً لعدم الاستسلام، بعد رحلة طويلة كهذه، لا يحق لنا ألا نستمر حتى النهاية".

وفي إشارة إلى روسيا، قال "لن نحاول التوصل إلى تفاهم مع إرهابيين"، مؤكداً "بالنسبة لنا، أوكرانيا تعني أوكرانيا كاملة بجميع مناطقها الـ25 من دون أي تنازل".

أوكرانيا تستعد لهجمات

وفي وقت تنظم في أوكرانيا احتفالات محدودة النطاق تحت تهديد الهجوم من البر والجو والبحر، حظرت السلطات التجمعات العامة في العاصمة كييف، وفرضت حظر تجوال في مدينة خاركيف الواقعة على خط المواجهة في شرق البلاد، وتتعرض للقصف منذ أشهر.

وفي استعراض للتحدي، وضعت الحكومة الدبابات والعربات المدرعة الروسية المحترقة في وسط كييف كغنائم حرب.

وحث الجيش الأوكراني الناس على أخذ تحذيرات الغارات الجوية على محمل الجد.

وقالت هيئة الأركان العامة، في بيان في وقت مبكر الأربعاء، "يواصل المحتلون الروس شن هجمات جوية وصاروخية على أهداف مدنية في أراضي أوكرانيا، لا تتجاهلوا التحذيرات من الغارات الجوية".

اعتقال سياسي روسي لانتقاده الهجوم

في سياق متصل، ذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، الأربعاء، أن السلطات الروسية اعتقلت السياسي يفجيني روزمان المعروف بانتقاده الكرملين وللحملة العسكرية في أوكرانيا في الآونة الأخيرة.

ونقلت الوكالة عن أجهزة الأمن في يكاترينبورج أنه يجري التحقيق مع روزمان، الرئيس السابق لبلدية المدينة، بتهمة "تشويه سمعة الجيش الروسي".

وكان روزمان واحداً من قلة من منتقدي الكرملين الذين فازوا بمنصب رئيس بلدية بعد سلسلة من تظاهرات معارضة حاشدة خلال حملة الرئيس فلاديمير بوتين لتولي الرئاسة في عام 2012.

وحاكمت السلطات عدداً من النشطاء بسبب وصفهم "العملية العسكرية" بأنها حرب أو انتقادهم الإجراءات الروسية.

مساعدات جديدة لكييف

وفي إطار المساعدات الدولية لكييف، قالت وزارة الدفاع النرويجية الأربعاء، إن النرويج وبريطانيا ستزودان أوكرانيا بطائرات مسيرة صغيرة لمساعدتها في حربها مع روسيا.

وقالت الوزارة في بيان، إن تكلفة الطائرات المسيرة "بلاك هورنيت"، من إنتاج شركة "تيليداين فلير" التي تستخدم للاستطلاع وتحديد الأهداف، ستصل إلى 90 مليون كرونة نرويجية (9.26 مليون دولار).

وفي واشنطن، قال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة، التي أرسلت 10.6 مليار دولار من المساعدات الأمنية إلى أوكرانيا، ستعلن عن حزمة جديدة بنحو ثلاثة مليارات دولار الأربعاء.

وساعدت أنظمة الصواريخ الأميركية المتقدمة فيما يبدو أوكرانيا على ضرب مواقع على مسافات بعيدة من الخطوط الأمامية في الأشهر القليلة الماضية.

مخاوف نووية

في غضون ذلك، قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، إن الوكالة تأمل في الوصول إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تحتلها روسيا في جنوب أوكرانيا في غضون أيام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتبادل الجانبان الاتهامات بإطلاق صواريخ ومدفعية بالقرب من المحطة الأكبر في أوروبا، مما أثار مخاوف من وقوع كارثة نووية.

وقال غروسي، في بيان الثلاثاء، "سأواصل التشاور بنشاط كبير ومكثف مع جميع الأطراف... ومن المتوقع أن تتم المهمة خلال الأيام القليلة المقبلة إذا نجحت المفاوضات الجارية".

واستولت القوات الموالية لموسكو على المحطة بعد قليل من بدء الهجوم، لكن لا يزال الفنيون الأوكرانيون يديرونها. ودعت الأمم المتحدة إلى نزع سلاح المنطقة.

واتهمت روسيا، الثلاثاء، أوكرانيا بمهاجمة المحطة بالمدفعية والذخائر الموجهة وبطائرة مسيرة، وهو ما نفاه سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة سيرغي كيسليتسيا.

وقال كيسليتسيا، خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي في نيويورك دعت إليه روسيا، "لا أحد... يمكن أن يتخيل أن أوكرانيا ستستهدف محطة للطاقة النووية في ما ينذر بخطر هائل لحدوث كارثة نووية وعلى أراضيها".

عقوبات ضد تركيا

في سياق آخر أعلنت جمعية الصناعة والأعمال التركية، أكبر اتحاد تجاري في تركيا، أنها تلقت خطاباً من وزارة الخزانة الأميركية تحذرها فيه من احتمال فرض عقوبات إذا واصلت التعامل مع روسيا.

ويتزايد قلق واشنطن من استخدام الحكومة والشركات الروسية تركيا للالتفاف على القيود المالية والتجارية الغربية المفروضة رداً على عمليتها العسكرية في أوكرانيا، بخاصة بعد أن اتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على تعزيز التعاون الاقتصادي بين بلديهما خلال قمة في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود في وقت سابق هذا الشهر.

وتظهر بيانات رسمية أن قيمة الصادرات التركية إلى روسيا بين مايو (أيار) ويوليو (تموز) ارتفعت بنحو 50 في المئة عن أرقام العام الماضي.

وترتفع واردات تركيا من الزيت الروسي واتفق الجانبان على الانتقال إلى الدفع بالروبل لتسديد ثمن الغاز الطبيعي الذي تصدره شركة "غازبروم" العملاقة المرتبطة بالكرملين.

وأجرى مساعد وزيرة الخزانة الأميركية والي أدييمو زيارة قلما تحدث إلى إسطنبول وأنقرة خلال يونيو (حزيران) للتعبير عن قلق واشنطن إزاء استخدام الأثرياء الروس والشركات الكبيرة كيانات تركية لتفادي العقوبات الغربية.

وسعت تركيا وهي عضو في حلف شمال الأطلسي والمرتبطة بعلاقات جيدة مع كل من موسكو وكييف إلى البقاء على الحياد في النزاع، ورفضت الانضمام إلى نظام العقوبات الدولي.

وأتبع أدييمو الزيارة برسالة إلى جمعية الصناعة والأعمال التركية وغرفة التجارة الأميركية في تركيا، حذر فيها من أن الشركات والبنوك تواجه خطر التعرض لعقوبات.

وقالت جمعية الصناعة والأعمال التركية في بيان، الثلاثاء الـ 23 من أغسطس (آب)، إنها نقلت الرسالة إلى وزارتي الخارجية والمالية التركيتين.

وأول من أورد محتويات الرسالة كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" هذا الأسبوع.

وقال أدييمو في الرسالة إن "أي أفراد أو كيانات تقدم دعماً مادياً لأشخاص تحددهم الولايات المتحدة هم أنفسهم معرضون لخطر عقوبات أميركية"، مضيفاً "لا يمكن للبنوك التركية أن تتوقع إقامة علاقات مراسلة مع بنوك روسية تخضع لعقوبات والاحتفاظ بمراسلاتها مع بنوك عالمية كبرى والوصول إلى الدولار الأميركي وعملات رئيسة أخرى".

ويتضمن اتفاق التعاون الاقتصادي الذي أبرمه أردوغان وبوتين زيادة عدد البنوك التركية التي ستبدأ التعامل بنظام المدفوعات الروسي "مير"، فيما لم يرد المسؤولون الأتراك رسمياً على رسالة أدييمو.

ويمكن أن يسهم التعاون الأوسع مع روسيا في دعم الاقتصاد التركي المتعثر في الفترة التي تسبق الانتخابات العامة المقررة العام المقبل.

وكان أردوغان أعلن في وقت سابق أن أنقرة لا تستطيع الانضمام إلى العقوبات الغربية على موسكو بسبب اعتماد تركيا الشديد على واردات النفط والغاز الطبيعي الروسية.

وقال مستشار أردوغان للسياسة الخارجية إبراهيم كالين في يونيو الماضي إن "فرض عقوبات على روسيا سيضر أول ما يضر بتركيا"، وتابع كالين "أعلنا صراحة موقفنا للغرب وهناك تفاهم بيننا".

نتائج الحرب

وأودت الحرب بحياة آلاف المدنيين وأجبرت أكثر من ثلث سكان أوكرانيا البالغ عددهم 41 مليوناً على ترك منازلهم ودمرت مدناً وهزت الأسواق العالمية. ويعتريها الجمود إلى حد بعيد مع عدم وجود احتمال فوري لمحادثات سلام.

إضافة إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014، وسعت القوات الروسية سيطرتها إلى مناطق الجنوب ومنها سواحل البحر الأسود وبحر آزوف وأجزاء من منطقة دونباس الشرقية التي تضم مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك.

وقالت القوات المسلحة الأوكرانية، إن نحو تسعة آلاف عسكري قتلوا في الحرب.

ولم تعلن روسيا عن خسائرها، لكن الاستخبارات الأميركية تقدر مقتل 15 ألفاً في ما تسميه موسكو "عملية عسكرية خاصة" لتخليص أوكرانيا من "القوميين الخطرين". وفي المقابل. تقول كييف إن الهجوم عمل غير مبرر من أعمال العدوان الإمبراطوري.

وتحررت أوكرانيا من الاتحاد السوفياتي في أغسطس 1991 بعد انقلاب فاشل في موسكو وصوتت الغالبية العظمى من الأوكرانيين في استفتاء لإعلان الاستقلال.

المزيد من دوليات