قال مسؤول أميركي كبير لرويترز إن إيران تخلت عن بعض الشروط الأساسية لإحياء الاتفاق النووي الذي يهدف لتقييد برنامج طهران النووي، تشمل إصرارها على إنهاء مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعض التحقيقات المتعلقة ببرنامجها النووي، الأمر الذي يزيد احتمال التوصل لاتفاق.
وأضاف المسؤول الذي اشترط عدم ذكر هويته لحساسية الأمر أنه على الرغم من أن طهران تقول إنه يتعين على واشنطن تقديم بعض التنازلات فإنها تخلت عن بعض مطالبها الأساسية.
وتابع "عادوا في الأسبوع الماضي وتخلوا بشكل أساسي عن العقبات الرئيسة في سبيل إبرام اتفاق".
ونفت الولايات المتحدة، الإثنين الـ22 من أغسطس (آب) الحالي، الاتهامات التي وجهتها إليها إيران بالتسويف في المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي، مؤكدة أنه لا تزال هناك "قضايا عالقة" يتعين حلها من أجل التوصل إلى اتفاق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين، إن "فكرة أننا أخرنا هذه المفاوضات بأي شكل من الأشكال هي بكل بساطة غير صحيحة".
وأوضح أنه بعد أن أرسل الاتحاد الأوروبي في أواخر يوليو (تموز) إلى كل من طهران وواشنطن، ما أطلق عليه اسم النص "النهائي" للاتفاق المقترح، ردت إيران "بعدد من التعليقات"، من دون أن يحدد ماهيتها.
وأضاف، "هذا هو السبب في أننا استغرقنا بعض الوقت الإضافي لمراجعة تلك التعليقات وتحديد ردنا. نحن نراجع هذه التعليقات بجدية".
وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قد رجح، الإثنين، عقد اجتماع "هذا الأسبوع" لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، مشيراً إلى أن طهران قدمت رداً "معقولاً" على النص المقترح.
وأعلن بوريل اليوم الثلاثاء في مقابلة مع التلفزيون الإسباني أن معظم الدول المشاركة في المحادثات النووية مع إيران توافق على اقتراح الاتحاد الأوروبي الذي يهدف إلى إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وقال "معظمهم موافقون".
وأضاف بوريل أن إيران طلبت بعض التعديلات على الاقتراح، الذي لم يتم الكشف عنه والذي جاء بعد محادثات متقطعة وغير مباشرة بين واشنطن وطهران على مدار 16 شهراً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي مؤتمره الصحافي قال برايس، إن الرد الإيراني كان مشجعاً لجهة أن طهران "تخلت على ما يبدو عن بعض مطالبها غير المقبولة، مثل رفع اسم الحرس الثوري الإيراني" من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية. وكان هذا الشرط الإيراني إحدى القضايا التي أعاقت تحقيق تقدم في المفاوضات.
وتابع المتحدث الأميركي، "لا يزال هناك بعض القضايا العالقة التي يجب حلها، وبعض الثغرات التي يجب سدها" للتوصل إلى اتفاق. وأضاف، "نحن نعمل بأسرع ما يمكن لإعداد رد مناسب على الورقة الإيرانية".
ولفت برايس إلى أنه "لو كان هناك رد واضح من إيران، فما كنا، على ما أعتقد، سنشهد كل هذا الأخذ والرد"، لكن المتحدث الأميركي أكد "أننا اليوم أقرب إلى اتفاق مما كنا عليه قبل أسبوعين".
وأتاح الاتفاق المبرم في 2015 بين إيران والدول الست الكبرى، واسمه الرسمي "خطة العمل الشاملة المشتركة"، رفع عقوبات عن طهران لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، إلا أن الولايات المتحدة انسحبت أحادياً منه خلال عهد رئيسها السابق دونالد ترمب، وأعادت فرض عقوبات على إيران التي ردت ببدء التراجع تدريجاً عن معظم التزاماتها.
وبدأت إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق (فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وروسيا، والصين) مباحثات لإحيائه في أبريل (نيسان) 2021، تم تعليقها مرة أولى في يونيو (حزيران) من العام ذاته. وبعد استئنافها في نوفمبر (تشرين الثاني)، علقت مجدداً منذ منتصف مارس (آذار) مع تبقي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، على الرغم من تحقيق تقدم كبير في سبيل إنجاز التفاهم.
وأجرى الطرفان بتنسيق من الاتحاد الأوروبي مباحثات غير مباشرة ليومين في الدوحة في أواخر يونيو، لم تفض إلى تحقيق تقدم يذكر. وفي الرابع من أغسطس، استؤنفت المباحثات في فيينا بمشاركة من الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.
وبعد أربعة أيام من التفاوض، أكد الاتحاد الأوروبي أنه طرح على الطرفين الأساسيين صيغة تسوية "نهائية".