Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أبل" تطلب من موظفيها العودة للمكاتب فهل ولت حقبة العمل من المنزل؟

تجري عملية شد حبل بين الإغراءات التي يوفرها أسلوب العمل الهجين وصعوبات الإدارة من بعد

هناك توفير كبير لكل من صاحب العمل والموظف عند العمل من المنزل (غيتي)

هل تعملون من المنزل؟ أما زلتم على هذا الحال؟ أتعملون بشكل غير مقبول في العطلة؟ أم تتعرضون إلى ضغوط كي تعاودوا العمل من المكتب؟

منحت شركة "أبل" لتوها موظفيها مهلة حتى الخامس من سبتمبر (أيلول) كي يعودوا للدوام المكتبي، وعليهم أن يقضوا ثلاثة أيام على الأقل في المكتب، الثلاثاء والخميس ويوم آخر يتفقون عليه مع أعضاء فريقهم، وبالتالي فإن كانت هذه مطالب أعلى الشركات قيمة في العالم الغربي فهل سيصبح هذا الوضع الطبيعي الجديد بشكل عام؟ وكيف سيؤثر هذا الأسلوب في نمط العمل بالمملكة المتحدة، حيث يعمل الموظفون بمعدل يوم ونصف اليوم في المكتب أسبوعياً؟ أم ستكون الولايات المتحدة هي الحال الشاذة في موضوع العمل الهجين، على ما هي [تغرد خارج السرب] في مجال أيام عطلها المدفوعة والقليلة جداً، 10 أيام في السنة، مقارنة بباقي دول العالم المتقدم؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هناك كثير من الأمور التي تجري حولنا، وكما هو الحال دائماً يصعب اختيار التطورات المهمة، أي تلك التي ستحشد زخماً في كل مكان، عن التجارب التي ستطويها الأيام.

وفيما يبدو أن العودة للعمل في المكتب تحصل بوتيرة أشد بطئاً مما توقعه كثيرون، تجري حالياً عملية شد حبل بين الإغراءات التي يوفرها أسلوب العمل الهجين، العمل من المنزل والمكتب من جهة، والصعوبات التي تفرضها إدارة موظفين غير موجودين في المكان نفسه معظم الوقت، من جهة أخرى.

وتزيد فترة الأعياد هذا الارتباك، فلقد تلاشت بالفعل الحدود بين وقت العمل ووقت الراحة، إذ أخذ الموظفون يعملون مساء للاهتمام ببريدهم الالكتروني، والآن يقوم بعضهم بتفقد أعمالهم على الأقل أثناء قضائهم، لما قد يكون اسمياً فقط، فترة عطلتهم، سواء أكانت هذه العطلة "محلية" أم رحلة إلى شاطئ على المتوسط.

في سوق العمل الضيق تعتبر تفضيلات الموظفين مهمة، فقد تخسر الشركات أشخاصاً موهوبين إن لم تسمح ببعض وقت العمل من المنزل.

ومع ذلك بدأ بعض الوضوح يلوح في الأفق، وفي ما يلي ثلاث أطروحات عن أمور أصبحت واضحة بشكل جلي، وثلاث أخرى ما زالت غير محسومة.

أولاً، يتطلب العديد من الوظائف حضوراً فعلياً وهذا الوضع لن يتغير أبداً، لا يمكنك أن تملأ قسماً في المستشفى بموظفين من المنزل، وبالنسبة إلى من يريدون العمل من المنزل إجمالاً، سيقصيهم ذلك عن بعض المهن كلياً.

ثانياً، بالنسبة إلى من يمكنهم العمل عبر الإنترنت بعض الوقت على الأقل، فإن نظام العمل الهجين وجد ليبقى، فـ "أبل" مثلاً تطلب وجود الموظفين في المكتب ثلاثة أيام خلال الأسبوع فقط وليس خمسة.

في سوق العمل الضيق تعتبر تفضيلات الموظفين مهمة، فقد تخسر الشركات أشخاصاً موهوبين إن لم تسمح ببعض وقت العمل من المنزل.  

ثالثاً، يوفر العمل من المنزل كثيراً من الكلف بالنسبة إلى الموظف وصاحب العمل على حد سواء، مساحة أصغر للمكاتب وكلفة تنقلات أقل، وغيرها من الأمور.  

أما بالنسبة إلى الأمور الأقل وضوحاً فهي،

أولاً، وهذه النقطة حيوية، لا نعرف كثيراً عن نوعية الإنتاج [ونجاعته] على المدى البعيد، فمن الصعب إدارة فرق العمل الهجين، وبالفعل يدور جدل حول أنه أسوأ الاحتمالات الممكنة، وفقاً لفرانسيس ميليكن أستاذة الإدارة في "كلية ستيرن لإدارة الأعمال" التابعة لجامعة نيويورك. وعلى سبيل المثال اعتمدت شركة "يلب" أسلوب العمل من بعد بشكل كامل لهذا السبب، لكن هذا الخيار ليس متاحاً فعلياً سوى لشركات التكنولوجيا المتطورة، لأن أعمالها، بطبيعة الحال، أساساً على شبكة الإنترنت.

ثانياً، نحن لا نعلم إن كان نجاح الأمور على المدى القصير سيعني نجاحها أيضاً على المدى البعيد، ومن الباكر جداً أيضاً أن نعرف إن كان من الممكن تدريب الموظفين بفعالية في حال تركز معظم عملهم من بعد، وفيما ستتأقلم فرق العمل بين بعضها أو إن كان الابتكار ممكناً حين لا يقضي الموظفون بعض الوقت سوية في نشاطات غير رسمية، مثل تناول شراب بعد العمل، نعلم بأن الموضوع سيختلف بالنسبة إلى الأشخاص بحسب اختلاف تطور مسيرتهم المهنية، ولكن لا يمكننا أن نعرف شكل هذا الاختلاف.

وثالثاً، لا نعلم ما هي التحسينات التي ستطرأ على عالم العمل عبر استبدال التكنولوجيا باللقاء الفعلي، وأين ستقع الخسائر.

كلنا في مرحلة التعلم، ولا شك في أن بعض الأمور أسهل من غيرها، لكن رداءة أفعالنا ستكون على المدى القصير فيما نكيف ممارساتنا العملية، ولن يتسنى لنا أن نخرج بتقييم منطقي لنوعية إنتاجنا، والحكم بأنها أفضل أو أسوأ حقاً، قبل أن نعيد التفكير في كثير من الممارسات التي نقوم بها. 

في الحقيقة، أعتقد بأننا سنلحظ بعض المؤشرات قريباً، فإذا ارتأى عمالقة التكنولوجيا المتطورة في أميركا أنهم بحاجة إلى وجود الموظفين في المكتب كي تستمر أرباحهم بالارتفاع، فسيحضرون الموظفين إلى المكتب ولو كانت مصارف نيويورك ولندن تكسب مزيداً من المال عبر وجود أشخاص ينكبون على العمل فوق مكاتبهم وداخل غرف التداول، وحينها ستكون غرف التداول تلك مليئة بأكثر موظفيها طموحاً.   

ولو حدث العكس وتبين أن أداء الشركات التي تعمل من بعد كلياً هو الأفضل، فسيعتمد نظام العمل من بعد، فالقرار للسوق.

لكنني أعتقد أن أسلوب العمل الهجين سيكون الطريقة الأساس في العمل مستقبلاً، وسيتعلم المديرون وطواقم العمل معاً، كيفية إنجاح هذا الأسلوب، وقد يصبح أسبوع العمل على أساس دوام ثلاثة أيام في المكتب، كما حددته "أبل"، طريقة العمل العادية الجديدة.

© The Independent

المزيد من آراء