Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مشردون مغاربة من الرصيف إلى "السجادة الحمراء"

بعد أن نالوا جوائز عالمية عادوا للفقر وبيع السجائر في الأسواق الشعبية

نجاة بنسالم من التتويج في مهرجانات عالمية إلى بيع السجائر (الفيلم الوثائقي رجاء بنت ملاح)

عادة ما يتحول الفنان الذي شارك في مهرجانات عالمية إلى نجم يعيش حياة الرفاهية وتطارده كاميرات الصحافيين بحثاً عن جديده وأخباره، لكن في المغرب تطارده لعنة الفقر ويواجه بمفرده صدمة ما بعد انطفاء أضواء الشهرة.

وفي محاولة لنقل الواقع إلى الشاشات، لجأ مخرجون إلى متشردين لتمثيل حياتهم في أدوار فنية، وبالفعل نجحوا في القيام بالمهمة وأصبحوا نجوماً وحصدوا الجوائز والتكريمات، مثلما حدث مع "عوينة" الطفل المغربي المشرد في فيلم "علي زاوا" للمخرج المغربي نبيل عيوش.

وكذلك فيلم "رجاء" الذي لعبت بطولته نجاة بنسالم، للمخرج الفرنسي جاك ديون، الذي يدور حول معاناة الفتيات في مراكش مع الاستغلال. وحازت حينها جائزة أفضل ممثلة عربية في إيطاليا سنة 2003.

تلك الأفلام صفق لها الجمهور الغربي وعاش أبطالها حياة النجومية لبعض الوقت ونالوا جوائز عالمية، لكن ذلك لم يحمهم من التشرد والعودة إلى حياتهم القديمة، فرجاء ما زالت تبيع السجائر في سوق شعبية بمراكش.

من النجومية إلى حياة الفقر

حصد الفيلم المغربي "علي زاوا" الذي شارك فيه الممثل المغربي هشام موسون الملقب بعوينة جوائز عدة في مهرجانات وطنية ودولية، مثل جائزة الحصان البرونزي في مهرجان ستوكهولم السينمائي لعام 2000، وجائزة الجمهور في مهرجان أميان السينمائي الدولي في العام نفسه، وجائزة الدراج الذهبي في مهرجان السينما الدولية في ولاية كيرالا.

تدور أحداث الفيلم عن حياة المشردين في المغرب وما تواجههم من صعوبات وتحديات في الشارع للمخرج المغربي نبيل عيوش الذي اكتسب شهرة عالمية بعد هذا الفيلم، لكن هشام موسون سرعان ما عاد لحياة الفقر ويعيش من دون مورد رزق، فقط يتلقى المساعدات من المحسنين المغاربة.

كان موسون قبل مشاركته في فيلم "علي زاوا" طفلاً مشرداً في شوارع مدينة الدار البيضاء، وشارك إلى جانب مشردين آخرين في الفيلم لأجل الكشف عن معاناة المشردين الأطفال في المغرب للجمهور الدولي، كان موسون يحلم حينها بأن يصبح نجماً بعد أن حقق الفيلم جوائز عالمية وشارك في مهرجانات دولية.

العودة إلى الشارع

نجح موسون في أن يؤسس أسرة وأن يبتعد عن حياة الشارع، على الرغم من أنه لم يشتغل في السينما ولا يملك عملاً سوى دعم المحسنين، بينما عاد أحد أبطال الفيلم عبد الحق أزهيرة إلى حياة التشرد مباشرة بعد انتهاء الفيلم، ونشرت الصحف المغربية خبر سجنه بتهمة محاولة الاغتصاب والاعتداء على قاصر بسلاح أبيض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المخرج نبيل عيوش اختار أطفالاً مشردين لأداء دور حياة المشردين في الفيلم ولنقل الواقع المغربي إلى المهرجانات الدولية، لكن الفيلم بدوره خلق أزمات نفسية لدى الأطفال الممثلين الذين وجدوا أنفسهم في فترة قصيرة تحت الأضواء ليعود بعضهم إلى الشارع، مثل عبد الحق أزهيرة.

 

من نجمة إلى بائعة سجائر

لعبت نجاة بنسالم دور البطولة في فيلم "رجاء" للمخرج الفرنسي جاك دويون، وحازت حينها جائزة أفضل ممثلة عربية في إيطاليا سنة 2003، لكن نجاة اليوم لا تعيش تحت أضواء الشهرة، بل في إحدى أسواق الخضر والفواكه في مدينة مراكش جنوب المغرب تبيع السجائر.

تدور أحداث فيلم "رجاء" عن الأجانب الذين يتوجهون إلى المغرب بهدف استغلال الفتيات، ويتناول قصة رجل فرنسي في الأربعينيات يتعافى تدريجاً من أزمة قلبية ويقيم في إحدى ضواحي مراكش وتجمعه علاقة حب بعاملة جنس، يحاول الفيلم تصوير مشاهد الفقر والبؤس في مراكش، وحظي باهتمام الجمهور الغربي.

وتسبب ظهور نجاة بنسالم في مهرجان مراكش السينمائي بملابس بسيطة جدلاً واسعاً، لتكشف حينها للرأي العام المغربي حياة الفقر التي تعيشها وأنها لا تملك المال لاقتناء ملابس أنيقة، لأنها تبيع فقط السجائر في سوق شعبية في مراكش جنوب المغرب.

ولم يستجب المخرجون المغاربة لنداء نجاة، بل فقط بعض المحسنين المغاربة ساعدوها في دفع تكاليف رخصة القيادة، ووعدوها بأنهم سيساعدونها على اقتناء دراجة نارية لتبيع الملابس في الأسواق بمراكش، عوضاً عن بيع السجائر.

مطالب بإنقاذ فنانين من الفقر

النائب البرلمانية عن فريق التجمع الوطني للأحرار في البرلمان المغربي فاطمة خير طالبت وزارة الشباب والثقافة والتواصل "بتسريع تنزيل القوانين التنظيمية المتعلقة بقانون الفنان، وتحسين الدعم العمومي لقطاع الفن"، مشددة على أن عديداً من الفنانين المغاربة يعيشون الهشاشة والفقر.

فاطمة خير هي فنانة مغربية وأيضاً نائب في البرلمان تدافع عن حقوق الفنانين المغاربة المهمشين، وتوصل أصواتهم إلى البرلمان المغربي. قالت إن "هناك مجموعة من الفنانين يعيشون في وضعية جد صعبة، ومنهم من يقطن مناطق منسية في الأطلس وسوس والصحراء والمغرب الشرقي وشمال المملكة".

وشددت النائب البرلمانية على "أن بعض هؤلاء الفنانين أعطوا للفن والثقافة والتراث المغربي الشيء الكثير من خلال مهاراتهم ومواهبهم ومثلوا المغرب في محافل دولية أحسن تمثيل، والآن يعيشون النسيان والإقصاء بسبب عدم تكافؤ فرص العمل".

وأضافت خير "ليس كل الفنانين يجدون فرصاً للعمل، وحتى إن زاولوا المهنة يعملون لفترات متقطعة، وفي ظل الدخل غير المستقر وعدم إمكانية الشغل المتواصل، فهم لا يجدون مورد رزق".

وأكدت "عندما نتحدث عن القضية الاجتماعية للفنان لا نهدف بذلك التمييز بين المواطنين، والفنانون المعوزون يستحقون الدعم أيضاً، لأن قطاع الثقافة غير منفصل عن التعليم والصحة والسكن والشغل، وفي درجة الأهمية نفسها وأن جميع هذه القطاعات مرتبطة في ما بينها".

وأضافت النائب البرلمانية "نحن في برنامجنا الحكومي متأكدين أن الثقافة هي رافعة للتنمية، وأننا نملك في هذا الميدان كفاءات وأطر بشرية تؤهلنا لننتج صناعة فنية".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات