Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تشعل زيارة بيلوسي إلى تايوان حرب الرقائق بين واشنطن وبكين؟

تخوفات في الأسواق من تداعيات نقص الإنتاج وأثرها في قطاعات الأمن القومي العالمي 

أشباه الموصلات باتت جزءاً رئيساً من التنافس بين الولايات المتحدة والصين على التكنولوجيا (أ ف ب)

بعيداً من الصراعات الجيوسياسية، سلطت زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان الضوء مرة أخرى على الدور الحاسم للجزيرة في سلسلة توريد الرقائق العالمية، وعلى وجه الخصوص شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات أو "تي أس أم سي"، أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم. 

وشهدت الزيارة المثيرة للجدل، التي أغضبت بكين، لقاء بيلوسي برئيس الشركة مارك ليو، في إشارة إلى مدى أهمية أشباه الموصلات للأمن القومي للولايات المتحدة والدور الأساسي الذي تلعبه الشركة في صنع الرقائق الأكثر تقدماً.

وأصبحت أشباه الموصلات التي تدخل في كل شيء من هواتفنا الذكية إلى السيارات والثلاجات جزءاً رئيساً من التنافس بين الولايات المتحدة والصين على التكنولوجيا في السنوات القليلة الماضية. وفي الآونة الأخيرة دفع النقص في أشباه الموصلات الولايات المتحدة إلى محاولة اللحاق بآسيا والحفاظ على الصدارة في الصناعة.

قالت ريما بهاتاشاريا، رئيسة أبحاث آسيا في "فيريسك مابليكروفت"، لبرنامج "سريت ساينز يوروب "على قناة "سي أن بي سي" الأربعاء، إنه على الرغم من أن الوضع الدبلوماسي الذي لم يتم حله لتايوان يبدو مصدراً لعدم اليقين الجيوسياسي فإن رحلة بيلوسي تؤكد مدى أهمية تايوان لكلا البلدين.

وأضافت "السبب الواضح هو أهميتها الاستراتيجية الحاسمة كشركة مصنعة للرقاقات وفي سلسلة توريد أشباه الموصلات العالمية." 

وتظهر زيارة بيلوسي إلى تايوان والاجتماع مع رئيس شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تفعل ذلك بمفردها، وستتطلب التعاون مع الشركات الآسيوية التي تهيمن على معظم الرقائق المتطورة. 

دور الشركة الحاسم 

شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات هي مسبك عالمي، وهذا يعني أنها تصنع رقائق تصممها شركات أخرى منها "أن فيديا" و"أبل"، وهي بعض من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم. 

ونظراً إلى تخلف الولايات المتحدة في تصنيع الرقائق على مدى الخمسة عشر عاماً الماضية أو نحو ذلك، مضت شركات مثل "تي أس أم سي" و"سامسونغ إلكترونكس" بكوريا الجنوبية، في تقنيات صناعة الرقائق المتطورة، بينما لا يزالون يعتمدون على الأدوات والتكنولوجيا من الولايات المتحدة وأوروبا وأماكن أخرى، في حين تمكنت شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات، على وجه الخصوص، من ترسيخ مكانتها كأفضل صانع للرقائق في العالم. 

وتمثل شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات نحو 54 في المئة من سوق المسبك العالمي، وفقاً لـ"كونتار بوينت للأبحاث". وتمثل تايوان كدولة نحو ثلثي سوق المسبك العالمي وحدها عند النظر في "تي أس أم سي" جنباً إلى جنب مع لاعبين آخرين مثل "يو أم سي" و"فانغارد" وهذا يسلط الضوء على أهمية تايوان في سوق أشباه الموصلات في العالم. 

مخاطر التضييق

من جهتها، تنظر الصين إلى تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي ديمقراطياً على أنها مقاطعة منشقة تحتاج إلى إعادة توحيدها مع البر الرئيس. وهناك قلق من هجوم صيني على تايوان، ما من شأنه أن يؤثر بشكل كبير في هيكل القوة في سوق الرقائق العالمية، مما يمنح بكين السيطرة على التكنولوجيا التي لم تكن لديها من قبل. علاوة على ذلك، هناك خوف من أن الهجوم يمكن أن يخنق توريد الرقائق المتطورة لبقية العالم. 

وقال أبيشور براكاش، المؤسس المشارك لشركة استشارية "على الأرجح، سيؤمم الصينيون (تي أس أم سي) والبدء في دمج الشركة وتقنيتها في صناعة أشباه الموصلات الخاصة بها".

وعندما تضيف سامسونغ إلى هذا المزيج، الذي يمتلك 15 في المئة من حصة السوق العالمية للمسبك، فإن آسيا تهيمن حقاً على مجال صناعة الرقائق. وهو ما أوضحته بيلوسي خلال لقائها مع رئيس الشركة التايوانية. 

ومع ذلك، قال ليو من شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات لشبكة "سي أن أن" إن الهجوم على تايوان سيجعل شركة تصنيع الرقائق "غير قابلة للتشغيل". وأضاف ليو "لا أحد يستطيع السيطرة على الشركة بالقوة". 

ماذا تفعل واشنطن؟

وتركز الولايات المتحدة بشكل كبير على إعادة التصنيع. ففي عهد الرئيس التنفيذي بات غيلسنجر، سعت "إنتل" إلى تجديد أعمالها في مجال السباكة بعد تخلفها عن شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات لسنوات عديدة. 

لكن الولايات المتحدة تتطلع أيضاً إلى إقناع الشركات الأخرى بإنشاء متجر على أراضيها. 

وتبني شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات حالياً مصنعاً بقيمة 12 مليار دولار في ولاية أريزونا لصنع رقائق متطورة للغاية. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الأسبوع الماضي، أقر مجلس النواب الأميركي قانون الرقائق والعلوم الذي يتضمن 52 مليار دولار من التمويل المصمم لتعزيز تصنيع أشباه الموصلات في الولايات المتحدة وتحسين القدرة التنافسية مع الصين، كما نظرت الولايات المتحدة أيضاً في الحد من وصول الصين إلى التكنولوجيا. 

في عام 2020، أدخلت واشنطن قاعدة تلزم المصنعين الأجانب الذين يستخدمون معدات صناعة الرقائق الأميركية بالحصول على ترخيص قبل أن يتمكنوا من بيع أشباه الموصلات إلى شركة هواوي الصينية العملاقة لمعدات الاتصالات. صنعت شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات رقائق معالج الهواتف الذكية من "هواوي"، لكن بعد الخطوة الأميركية لم يعد بإمكان الشركة توفيرها، ونتيجة لذلك تضررت أعمال الهواتف الذكية لـ"هواوي". 

وفي العام نفسه تم وضع أكبر شركة صينية لتصنيع أشباه الموصلات في قائمة سوداء للتصدير في الولايات المتحدة، مما يقيد وصولها إلى التقنيات الرئيسة. 

أولوية للصين

جعلت الصين من تعزيز صناعة أشباه الموصلات أولوية استراتيجية على مدى السنوات القليلة الماضية، مع التركيز على الاعتماد على الذات وفطم نفسها عن التكنولوجيا الأميركية.

وتعتبر المؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات "أس أم أي سي" المملوكة للدولة الصينية حاسمة لطموحات بكين، لكن العقوبات عزلتها عن الأدوات الرئيسة التي تتطلبها لصنع أحدث الرقائق كما تفعل شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات، لتبقى المؤسسة خلف منافسيها بسنوات. ولا تزال صناعة أشباه الموصلات في الصين تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا الأجنبية.

لدى شركة تايوان مصنعان لصناعة الرقائق في الصين، لكنهما ينتجان أشباه موصلات أقل تطوراً على عكس منشأة التصنيع في أريزونا. 

وكانت الولايات المتحدة تتطلع إلى تكوين شراكات في شأن أشباه الموصلات مع حلفائها في آسيا بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية كوسيلة لتأمين الإمداد بالمكونات الأساسية والحفاظ على الصدارة.

في غضون ذلك، تقع شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات في وسط التنافس بين الولايات المتحدة والصين، وقد تضطر إلى الانحياز إلى أحد الجانبين، وقد يكون التزامها بمصنع أشباه موصلات متقدماً في الولايات المتحدة بالفعل علامة على البلد الذي تقف معه.

المزيد من اقتصاد