Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نقابات المزارعين في بريطانيا: الطقس الحار والجاف تسبب بأبكر بداية حصاد مند عام 1976

كل أشهر السنة الحالية حتى الآن سجلت معدلات درجات حرارة أعلى من المتوسط

صورة جوية للحقول المتفحمة بعد حريق في المحاصيل بالقرب من قرية دينينغتون في 20 يوليو 2022 في روثرهام، المملكة المتحدة (غيتي)

حمل الطقس الجاف والحار في المملكة المتحدة، كثيراً من المزارعين على بدء الحصاد في موعد هو الأبكر منذ عام 1976، ما أثار مخاوف حول تأثير ذلك في إنتاج الأغذية وزرع المحاصيل.

فقد أنهى بعض المزارعين في منطقة "إيست أنغليا" حصادهم في شهر يوليو (تموز)، وهو أمر "غير معهود" [لا عهد لهم به] كما يقول توم برادشو نائب رئيس "الاتحاد الوطني للمزارعين"National Farmers’ Union (NFU)  الذي يزرع حبوب القمح والشعير والشوفان بالقرب من كولتشيستر في مقاطعة إيسيكس الإنجليزية.

وقال برادشو "لقد انتهينا في مزرعتنا من حصاد القمح يوم الخميس الماضي. نحن لا نبدأ في العادة في جني محاصيل القمح حتى اليوم الأخير من شهر يوليو، لكن الموعد جاء مبكراً على نحوٍ لا يُصدق، وهو حتماً غير مسبوق على صُعد عدة".

وفي حين أشار إلى أن حصاد هذه السنة من القمح شكل "مفاجأةً سارة" بالنسبة إليه لأنه كان أفضل من المتوقع نظراً إلى الظروف الحارة والجافة، إلا أنه أبدى قلقاً على بذور الشعير والشوفان الربيعية، التي تشكل نحو 40 إلى 50 في المئة من إنتاج حقوله.

وفيما يُعد من السابق لأوانه الجزم بشكلٍ قاطع كيف ستكون نتيجة أداء هذين النوعين من الحبوب، أجاب بأن حدسه ينبئه بأن الحصاد سيكون "سيئاً للغاية". إذ إن المحاصيل التي تُزرع عادةً في موسم الربيع، كالشعير والشوفان والبازلاء، تأثرت بشكل سيء خلال فترة زرعها في شهري مارس (آذار) وأبريل (نيسان)، لأنها كانت تفتقر للرطوبة طيلة موسم نموها، بالتالي فإن محاصيلها تضررت بشدة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"مكتب الأرصاد الجوية" أفاد يوم الاثنين بأن شهر يوليو كان الأكثر جفافاً في إنجلترا منذ عام 1935، وبلغ الذروة في مقاطعة "إيست أنغليا" وجنوب شرقي إنجلترا وجنوبها، حيث سجلت البلاد 35 في المئة فقط من متوسط مستويات الأمطار لهذا الشهر.

وسيكون كذلك شهراً دخل التاريخ بسبب الحرارة الشديدة، حيث تجاوزت درجات الحرارة 40 مئوية للمرة الأولى على الإطلاق في مقاطعة لينكولنشير، في وقتٍ كانت درجات الحرارة الإجمالية في المملكة المتحدة أعلى من المتوسط في جميع أشهر هذه السنة حتى الآن.

ويوضح السيد برادشو أن الجزء الأكبر من المحاصيل في كل من إنجلترا وويلز، زرعت في فصل الخريف بدلاً من الربيع، ما يعني أن إجمالي الحصاد لن يشكل على الأرجح "كارثة". لكنه توقع أن يكون لمحصول الربيع تأثيرٌ على توافر حبوب الشعير العادية وتلك التي تُستخدم في صناعة الجعة والويسكي.

ويسود أيضاً بين المزارعين قلقٌ من أن الطقس الحار سيؤدي إلى تأخير زرع بذور اللفت الزيتي (السلجم) لهذا الشهر، أو استبدالها بمحصول آخر إذا ظلت التربة جافةً للغاية. وأكد برادشو أن ذلك قد يؤثر في إمدادات زيت الطهي، في وقت لا تتوفر محاصيل أخرى يعتد بها تستخدم في تصنيعه.

تجدر الإشارة إلى أن أزمة الحصاد في المملكة المتحدة تقع في ظل الصراع الروسي في أوكرانيا، الذي تسبب في نقص زيت دوار الشمس على مستوى العالم. ويُعتبر زيت بذور اللفت أحد البدائل الممكنة لزيت عباد الشمس في الطهي.

وتُعد أوكرانيا وروسيا أيضاً من الموردين الرئيسيين لحبوب القمح والشعير والذرة، وقد أسهم النزاع الدائر، إلى جانب مفاعيل الطقس الحار في أنحاء عدة من العالم، في تفاقم ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وفي أزمة جوع في الدول النامية.

 

ويقول السيد برادشو، "كان الجميع يأمل في جني محاصيل وفيرة، للمساعدة في التخفيف من بعض التحديات القائمة. لكن لسوء الحظ، لم نشهد الوفرة المتوخاة في مختلف المحاصيل".

ميلي أسكيو المحللة الرئيسية في "مجلس الزراعة والبستنة والتنمية" في بريطانياAgriculture and Horticulture and Development Board (AHDB) [هيئة تُعنى بتعزيز الزراعة والثروة الحيوانية وصناعة الألبان والأجبان] أكدت أن حصاد القمح بدأ قبل نحو شهرٍ في أجزاء من إنجلترا، لكنها رأت أنه ما زال من السابق لأوانه تقييم مدى تأثير الطقس الحار والجاف في كمية القمح المنتج وجودته.

وأظهرت بيانات "مجلس الزراعة والبستنة والتنمية" حتى الآن، أن محاصيل الشعير الشتوي، تبدو على ما يرام - أو حتى جيدة - لكن المحاصيل التي زُرعت في تربةٍ خفيفة [تحوي على طين أقل ورمل أكثر] تجد صعوبةً في الاحتفاظ بالرطوبة، وواجهت مشقةً شديدة. وتتوقع السيدة أسكيو أن تسجل محاصيل القمح تأثيرات مماثلة.

وكانت ظروف زرع القمح مؤاتيةً في وقتٍ سابقٍ من الموسم، ما أحيا الأمل في أن بدايته القوية ستساعد المحصول على الصمود. لكن الطقس الحار والجاف الذي تلا تلك الفترة، تسبب في نضوج مبكر لبعض محاصيل القمح، لا سيما في جنوب إنجلترا، ما أثر في كميات الإنتاج.

ولحسن الحظ أنه تم زرع كميةٍ فائضة وغير معتادة من القمح هذه السنة، ما ساعد في حماية البلاد من أي تدهورٍ في المحصول. إلا أن درجات الحرارة العالية غير المسبوقة، قد تؤثر في المقابل في جودة القمح المتوافر والمُعد للطحن.

وتلفت المحللة الرئيسية في "مجلس الزراعة والبستنة والتنمية" إلى أن نسبة الطلب على القمح المطحون تفوق تلك الخاصة بنوع الطحين الذي يُستخدم لإطعام المواشي، ما يؤشر إلى أن سوق القمح المطحون قد تشهد موجةً من الضغوط المحتملة هذا الموسم.

وختمت السيدة ميلي أسكيو بالقول إن "كل ما علينا فعله الآن هو الانتظار والترقب".

نُشر في اندبندنت بتاريخ 2 أغسطس 2022

© The Independent

المزيد من بيئة