Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زواج لوبيز وآفليك يثبت أن الانفصال والطلاق ليسا دليلاً على الفشل

بالتزامن مع ارتباط النجمين المحبوبين، نتأمل في الدرس الذي نتعلمه من الرومانسية من علاقتهما

تواعد الثنائي لمدة عام ونصف في أوائل العقد الأول من القرن الحالي (غيتي)

 ليلة يوم السبت، كان هناك رجل وامرأة ينتظران دورهما أمام ليتل وايت تشابل في لاس فيغاس لعقد قرانهما. استخدمت العروس غرفة الاستراحة لارتداء فستان من فيلم قديم، بينما كان العريس يرتدي سترة قديمة في غرفة الرجال. دقت الساعة معلنة حلول منتصف الليل، وبعد السير في الممر على إيقاعات الزفة الصادرة عن مكبر  صوت لا سلكي، أصبح الثنائي رسمياً زوجاً وزوجة. من هما العروسان؟ إنهما جينيفر لوبيز وبن آفليك.

قد يبدو الحدث وكأنه حفل زفاف غير عادي للمشاهير. لكن بالنظر إلى تاريخ العلاقة العاطفية لـ لوبيز وآفليك – أو “بينيفر” كما يعرف الثنائي اختصاراً - فقد كان احتفالاً مناسباً، احتفالاً يتحدى التقاليد، ويتخلى عن الأبهة والبهرجة المبالغ بها لصالح البساطة والعفوية.

ربما تعرفون المحطات الأساسية في قصة بينيفر. لكن في حال كنتم بحاجة إلى تحديث معلوماتكم [تذكير]: فقد تواعد الثنائي لمدة عام ونصف في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، ثم تمت خطبتهما قبل إلغاء حفل الزفاف فجأة في عام 2003 بسبب ما وصفوه بـ "الاهتمام المفرط من وسائل الإعلام" [ضغوط الاهتمام الإعلامي]. بعد بضعة أشهر، افترقا. وارتبطا بأشخاص آخرين. في عام 2004، تزوجت لوبيز من المغني مارك أنتوني. أنجبا توأمين ثم انفصلا في عام 2014. وفي الوقت نفسه تزوج أفليك من الممثلة جينيفر غارنر في عام 2005. وأنجبا ثلاثة أطفال، وانفصلا في عام 2018.

كل هذا يعني أن احتمالية إحياء الثنائي بينيفر كانت ضئيلة جداً. ومع ذلك، في مايو (أيار) عام 2021، ظهرت صور تجمع الثنائي المشهور، ما ضخ موجة مذهلة من الحنين والإثارة في عالم الإنترنت. ثم أكد الثنائي خبر مواعدتهما في نهاية الشهر.

قصتهما هي قصة حب ستبعث الأمل حتى في أكثر المتشككين بيننا. لكنها أيضاً تعلمنا بعض الدروس القيمة في العلاقات. خذوا مثلاً تصوير وسائل الإعلام لحياة لوبيز العاطفية على مر السنين، أثير كثير حول العلاقات "الفاشلة" للمغنية فإلى جانب أزواجها السابقين (فقد كانت متزوجة أيضاً من رجل الأعمال أوجاني نوا بين عامي 1997 إلى 1998، والراقص كريس جَد من عام 2001 حتى 2002 ) تضم قائمة علاقاتها السابقة مغني الراب شون "ديدي" كومبس، ولاعب البيسبول أليكس رودريغيز والموسيقي دريك (بحسب الإشاعات). إنها قصة نراها تتكرر على نحو دائم: عندما تنهار علاقة المرأة يُنظر إليها على أنها نوع من الفشل الاجتماعي والبيولوجي بخاصة إذا كانت فوق سن الثلاثين. ونتيجة لذلك يُنظر إلى تلك العلاقات التي لا تستمر على أنها مضيعة للوقت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حقيقة أن لوبيز سعيدة الآن بإعادة ارتباطها بأحد عشاقها السابقين تثبت أن الحال ليست كذلك. لطالما باعتنا الثقافة الشعبية خرافة مفادها أنه يجب علينا أن ننظر بمرارة وازدراء إلى العلاقات السابقة، لكن لماذا؟ في بعض الحالات قد يكون هذا صحيحاً وضرورياً حتى، ولكنه ليس كذلك دائماً. لا تدوم جُل العلاقات إلى الأبد إذ يُقصد لمعظمها أن تدوم لمدة محدودة ولا بأس في ذلك.

هذا لا يعني أنه يجب على جميع الأحباب السابقين محاولة إحياء رومانسياتهم. لكن وسم كل علاقة سابقة بالفاشلة سيكون خطأ، وهو نظرة قديمة متأصلة تعطي الأولوية للزواج قبل كل شيء. من المؤكد أن التفكير في علاقاتنا السابقة على أنها فترات من حياتنا كان لها معنى في وقت ما أمر مطمئن أكثر. بغض النظر عن المدة التي استمرتها تلك العلاقات فإنها تعلمنا درساً ما أليس كذلك؟ وإذا كانت جزءاً من قصة أكبر تقودنا في النهاية إلى "الشريك الصحيح" فمن الذي سيقول إنها ليست مهمة؟

يتحدى الثنائي بينيفر التقاليد بطرق أخرى أيضاً. خذوا مثلاً حقيقة بسيطة مفادها أن أفليك ولوبيز البالغين من العمر 49 و 52 سنة على التوالي، قد قررا الاستقرار سوية في مرحلة متقدمة من حياتهما. لقد عاش كلاهما بالفعل قصة "الزواج والأطفال" التي فُرضت علينا جميعاً في أواخر سن العشرينيات وأوائل الثلاثينيات.

يُطلب من النساء على وجه الخصوص الانتباه إلى "ساعاتنا البيولوجية"، ونظراً إلى الطريقة التي يتم التعامل بها مع الحب الرومانسي باعتباره دليلاً على موافقة المجتمع، فإننا نضع ضغطاً هائلاً على أنفسنا كي نتزوج. ومما يزيد الوضع سوءاً بالطبع أنه ما زال ينظر إلى النساء العازبات على أنهن ثائرات على المجتمع، كما لو أنهن قمن بتخريب الأعراف الثقافية من خلال امتلاك الجرأة لخوض الحياة بمفردهن.

لكن الثنائي بينيفر يوضح لنا أن الصبر يمكن أن يؤتي ثماره على المدى الطويل. وبينما قد لا ينتهي بنا الأمر جميعاً مع الشخص الذي ابتعد في السابق فمن المريح أن نرى الاحتفال العلني بهذا النوع الفريد من قصص الحب. لا ينبغي لأحد أن يشعر بأنه مجبر على الاستقرار مع شخص ما لمجرد أن التكييف الاجتماعي الذي استمر لسنوات يملي عليه ذلك.

وكما قالت لوبيز في منشور لها، "لا تتوقفوا عن البحث لفترة كافية وربما ستعيشون أفضل لحظة في حياتكم في نافذة طلب الوجبات السريعة في لاس فيغاس في الساعة 12:30 بعد منتصف الليل في نفق الحب [...] مع أطفالكم و الشخص الذي ستمضون بقية حياتكم معه". وخلصت لوبيز إلى أن الحب شيء يستحق الانتظار، وبالنظر إلى الحالة التي يعيشها العالم في الوقت الحالي فهذا هو تماماً الأمل الذي نحتاجه جميعاً.

© The Independent

المزيد من منوعات