Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إمام أوغلو... ابن "طرابزون" ينهي سطوة "العدالة والتنمية" على إسطنبول

حصل على 54.03% من الأصوات مقابل 45.9% لمنافسه... وفوزه انتكاسة لأردوغان

أكرم إمام أوغلو يحيي أنصاره بعد الفوز برئاسة بلدية إسطنبول (رويترز)

لا يبدو للوهلة الأولى ذلك المرشح الذي يخيف المنافسين بشكل استثنائي، إذ إن حضوره على الساحة السياسية التركية كان متواضعاً حتى أشهر قليلة قبل المعركة الانتخابية، إلى أن جاء فوزه بـشكل "حاسم" لا جدال فيه أو تأويل بعد إلغاء نتائج الجولة الأولى في الـ31 مارس (آذار) الماضي وإعادة الانتخابات للمرة الثانية في الـ23 من يونيو (حزيران) الحالي. إنه أكرم إمام أوغلو ذلك الرجل الذي تحدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفاز على حليفه من حزب العدالة والتنمية الحاكم، بن علي يلدريم، في معقله بإسطنبول.

 

في تلك الانتخابات البلدية، التي عدّها البعض بمثابة "استفتاء حول أردوغان وسياسته"، تمكّن إمام أوغلو مرشح المعارضة من حزب الشعب الجمهوري من توجيه "ضربة قوية"، وفق كثيرين، إلى الحزب الحاكم بزعامة الرئيس، بعد أن حصل على نحو 54.03% من الأصوات مقابل نحو 45.9% ليلدريم، حسب النتائج التي نشرتها وكالة الأناضول الحكومية، منهياً بذلك أسطورة حزب العدالة والتنمية "الذي لا يقهر في الانتخابات" والمسيطر على إسطنبول تحديداً منذ نحو عقدين. فمن يكون أكرم إمام أوغلو؟

جذور سياسية
وفقاً للسيرة الذاتية التي وزّعها مكتبه الإعلامي، ولد إمام أوغلو في طرابزون، وهي منطقة تقع على شواطئ البحر الأسود عام 1970، لأسرة متدينة ومحافظة من الناحية الاجتماعية، لكن لها تاريخ طويل في العمل السياسي، فوالده مؤسس فرع حزب الوطن الأم بزعامة رئيس وزراء تركيا الراحل تورغوت أوزال في طرابزون.

واعترف إمام أوغلو الذي درس إدارة الأعمال في جامعة إسطنبول، وحصل على شهادة ماجستير في الإدارة، بأنه ينحدر من أسرة محافظة، لكنه أصبح أكثر تحرراً، وتبنّى القيم الديموقراطية الاجتماعية خلال دراسته الجامعية.

خلال سنوات حياته الأولى، عمل إمام أوغلو في شركة بناء تملكها عائلته، إلى أن دخل السياسة قبل نحو 10 سنوات في صفوف حزب الشعب الجمهوري في العام 2008، حيث ينتمي إلى جيل الشباب نسبياً بعكس قيادة حزبه، الذي ينتمي إليه، ويتزعمه كمال كليجدار أوغلو البالغ من العمر 71 عاماً.

وفي عام 2014 انتزع إمام أوغلو حي بيليك دوزو في القسم الأوروبي بإسطنبول، من حزب العدالة والتنمية، ليستغل بعدها حزبه أداءه الجيد في إدارة حي بيليكدوزو خلال الأعوام الخمسة الماضية، ورشّحه في الانتخابات الأخيرة لرئاسة بلدية إسطنبول التي تضم أكثر من عشرة ملايين ناخب و16 مليون نسمة.

في مواجهة أردوغان
تظهر نتائج أمس الأحد، تحوّل إمام أوغلو (49 عاما) بالنسبة إلى المراقبين ليكون النجم الصاعد على مسرح السياسة التركي، والقادر على منافسة أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2023.

ومع الفوز برئاسة بلدية العاصمة الاقتصادية لتركيا، يفرض إمام أوغلو نفسه بالفعل على الساحة السياسية. ففي مقابلة سابقة مع وكالة الصحافة الفرنسية، وصف نفسه بـ"رئيس بلدية إسطنبول المعزول"، ووعد بـ"ثورة ديموقراطية"، معتبراً معركة رئاسة بلدية إسطنبول بـ"معركة الدفاع عن الديموقراطية" في تركيا.

وفي بلد اعتاد على الاستقطاب الشديد والهجمات المتبادلة بين السياسيين، يفاجئ إمام أوغلو الجميع بخطابه الجامع والهادئ.

يقول بيرق إسين الأستاذ المساعد في جامعة بيلكنت في أنقرة، إن إمام أوغلو "لم يستخدم الخطابات الأيديولوجية لتسهيل إسماع صوته لدى كل الناخبين، متجنباً إشاعة أجواء الاستقطاب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع أن أنصاره أعربوا عن الغضب والسخط على قرار إلغاء انتخابه، سعى هو إلى التهدئة والطمأنة، رافعاً شعار "كل شيء سيجري على ما يرام"، إلى أن فوجئ المراقبون خلال الانتخابات الأولى بتقدم إمام أوغلو على منافسه ين علي يلدريم، رغم أن الظروف التي رافقت الحملة الانتخابية كانت مواتية جداً لمنافسه.

فقد استفاد مرشح أردوغان من تغطية إعلامية ضخمة من وسائل إعلام بات القسم الأكبر منها يخضع لنفوذ الرئيس. بالمقابل راهن إمام أوغلو على وسائل التواصل الاجتماعي للتخاطب مع سكان إسطنبول، ونجح في ذلك، كما أتاحت له قاعدته الشعبية الحصول على دعم حزب الشعوب الديموقراطي الموالي للأكراد، وعلى دعم حزب قومي ليبرالي.

ومع أن المراقبين كانوا يتوقّعون له الفشل الأكيد خلال الانتخابات الأولى، كان يبدي طمأنينة كبيرة، ويؤكد أن ترشحه من خارج الطبقة السياسية التقليدية لا بد أن يكون لصالحه.

وفي إشارة إلى أن إلغاء الانتخابات الأولى ليس سوى محطة عابرة، لم يعدّل سيرته على حسابه على موقع "تويتر"، إذ ظل يصف نفسه منذ انتصاره في مارس (آذار) الماضي على صفحته على تويتر، بأنه "رئيس بلدية إسطنبول".

ويمثل فوز إمام أوغلو انتكاسة شخصية لأردوغان، الذي بدأ مسيرته السياسية من مدينة إسطنبول عام 1994، عندما انتُخب رئيساً للبلدية مرشحاً عن حزب الرفاه الإسلامي.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات