Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قناديل البحر تجتاح الشاطئ اللبناني وقلق من لدغاتها

ينظر الخبراء بإيجابية إلى ظهور هذه الكائنات البحرية النادرة في البحر

ينظر الخبراء بإيجابية إلى ظهور الكائنات البحرية النادرة في بحر لبنان (رويترز)

يثير ظهور القناديل البحرية كثيراً من المخاوف في أوساط السابحين والصيادين، ويشهد البحر الأبيض المتوسط اجتياحاً كثيفاً لهذه الكائنات في هذه الفترة من العام انطلاقاً من جبل طارق بفعل التيارات البحرية، ووثق رواد البحر ظهور أسراب كبيرة منها قبالة الشاطئ اللبناني من الناقورة جنوباً إلى أقصى الساحل اللبناني - السوري، وحملت التيارات البحرية ملايين القناديل، ما تسبب بأجواء من القلق في هذا الموسم الصيفي، حيث يعول على السياحة البحرية. وعلى غرار باقي الظواهر، تتباين التحليلات إزاءها، بين خائف من كثافة انتشارها، وبين من يقرأ فيها تجدداً للحياة البحرية.

حذار لدغة القنديل

عصر الأربعاء 13 يوليو (تموز)، وثق المواطن فيصل بدور ظهور الآلاف من القناديل قبالة بحر القلمون في شمال لبنان. وأشار فيصل، وهو صياد محترف، إلى أن "ظهور القناديل أمر مألوف في هذه الفترة من العام"، متوقعاً استمرار هذه الظاهرة لغاية منتصف أغسطس (آب)"، إلا أنه حذر، في المقابل، من كثافة هذه الكائنات الهلامية التي تجتاح البحر اللبناني بأعداد كبيرة وغير مسبوقة. ولفت إلى ضرورة التعامل بحذر مع هذه المخلوقات بسبب الضرر الكبير الذي يمكن أن تلحقه، فهذه القناديل يمكن أن تسبب في حال الاصطدام بها "حروقاً بليغة من الدرجة الأولى، وقد لا تشفى بسهولة". وأوضح بدور أن "القناديل لا تندفع نحو الإنسان ولا تلاحقه، لكن طبيعتها الشفافة، قد تسبب حادثاً مفاجئاً، إذ يشعر الفرد بالاحتراق الشديد تحديداً في حال التأخر في علاجها"، لذلك اعتاد الصيادون على صناعة بعض التركيبات الشعبية التي يدخل في مكوناتها الخل والماء المكثف بالملح لمعالجة اللدغات سريعاً.

ويؤدي ظهور القناديل إلى عرقلة عمليات الصيد بالشباك، لأن الأسماك تمتنع عن الاقتراب إلى الشباك التي تعلق فيها القناديل. وحذر بدور من إمكان وقوع بعض الحوادث المفاجئة، "في بعض الأحيان تعلق أجزاء من القناديل بالشباك، وعندما يقوم الصياد بسحبها، من دون انتباه منه، تصيب الأيدي بلدغات شديدة، فهي تصبح كالنار الحارقة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أضاف أن هذه الكائنات لا تبقى بصورة دائمة في الماء لأنها "تعتبر غذاء للسلاحف البحرية، ولبعض الأسماك"، كما يقوم الصياد المحترف بإخراجها من الماء ووضعها تحت أشعة الشمس لتذوب وتتفكك.

التيارات البحرية صديقة القناديل

في لبنان، نشطت رياضة الغوص البحري، ويقر هؤلاء بقدوم أعداد كبيرة من القناديل إلى بحر لبنان، ما قد يؤدي إلى لدغات في الجسم. وأكد شفيق طرابلسي (أكاديمية سكوبا اللبنانية لتعليم الغطس والرياضات البحرية)، أن مسؤولية التعامل مع القناديل تقع على عاتق الرياضيين، الذين عليهم السباحة بانتباه، والابتعاد عن الأماكن التي توجد فيها القناديل بكثافة. ولفت إلى أن "التيارات البحرية هي التي تقود القناديل نحو الشاطئ، ولا تسبح بصورة ذاتية"، لذلك، لا بد من الحصول على تدريبات للسباحين من أجل سرعة التعامل مع الحروق الناجمة عن لدغاتها. وقال إن الإصابة بالقناديل تصيب مبدئياً الطبقات الخارجية من الجلد وأحياناً تكون فادحة، وتنقلها الأعصاب إلى الدماغ، ويبدأ الشعور بالألم، لذلك تختلف طرق التعامل معها، مشيراً إلى أن التأخر في العلاجات الأولية، قد يستدعي العلاج الطبي واستخدام المراهم الخاصة في معالجة الحروق، ومحذراً من إصابات فادحة في حال كانت الصدمة في منطقة حساسة كالقلب والعيون، لذلك، يفضل في هذه الفترة أخذ الاحتياطات وارتداء بدلات الغطس، أو ملابس معينة تمنع من وطأة الاصطدام بالقناديل، والاستعانة بحقائب الإسعافات الأولية، بالتالي "تحقيق التوازن بين الرغبة في السباحة ضمن البحر، وعدم الإصابة بحروق بليغة".

تجديد الحياة البحرية

في موازاة نشاط القناديل، لاحظ المهتمون بالرياضات والحياة البحرية ظهور بعض الكائنات البحرية وفصائل محددة من الحيتان والقروش. ولفت طرابلسي إلى أن "القناديل البحرية التي توجد في البحر الأبيض المتوسط هي من الأحجام الصغيرة التي تشهد طفرة وتزايداً في الأعداد أثناء فترة الحرارة المرتفعة، وهي ليست من الفصائل الكبيرة السامة والقاتلة، على خلاف تلك التي تنشط في المحيطات وتكون أحجامها كبيرة للغاية بسبب الحرارة المعتدلة في المتوسط". واعتبر ظهور القناديل ظاهرة طبيعية عادية، وتتكاثر في الفترة التي ترتفع فيها الحرارة، وتلعب دوراً أساسياً في تنظيف البحر من خلال ضرب البكتيريا الضارة في الماء، لتأتي السلاحف لاحقاً وتلتهمها ضمن سلسلة الحياة الطبيعية، موضحاً في الوقت نفسه أن كثافة القناديل تفيد بارتفاع مستوى التلوث بالبكتيريا، من هنا، يصبح البحر بعد مغادرتها أكثر نظافة ونقاء.

أسماك القرش والحوت

كما شهد المتوسط أخيراً ظهور القرش والحيتان، وأحدثها توثيق وجود الحوت قبالة شاطئ شكا في شمال لبنان. ولفت طرابلسي إلى وجود بعض فصائل القرش التي "تخشى البشر ولا تقترب منهم"، و"نحن مشهورون بفصيلة Top shark أو كلب البحر، الذين يوجدون في لبنان، حيث يلتهم الكائنات ذات دقات القلب السريعة أو البطيئة باستثناء البشر، لذلك فهو يهاجم شباك الصيادين". ورأى أن "وجود الحوت في البحر اللبناني مؤشر تعافٍ، وهذه ليست للمرة الأولى، فأثناء فصل الشتاء ظهرت حيتان الأوركا التي تأتي من البحر الأسود إلى المتوسط قبل أن تعود أدراجها بعد إتمام جولتها"، مضيفاً، "الحيتان تأتي إلى البيئة البحرية المنتظمة، ويمكن النظر إليها من زاوية نظافة الأعماق البحرية التي تزيد على 35 متراً، وكذلك إلى تكاثر أسماك السردين ووجودها بأعداد كبيرة". وختم طرابلسي بأن ما يجري من ظواهر هو نتيجة أكيدة لابتعاد الصيادين عن استخدام السم، والشباك الصغيرة في عمليات الصيد البحري.

المزيد من بيئة