Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"السوننكي" قومية أفريقية تجاهد للحفاظ على تقاليدها

تعتبر لغتهم الأقدم في العالم ويتحدث بها نحو مليوني نسمة

واجه مجتمع "السوننكي" تحديات وجودية وثقافية بالتقوقع على الذات (اندبندنت عربية)

تجاهد قومية "السوننكي" الأفريقية للحفاظ على طابعها الثقافي المميز كمكون عرقي موريتاني، ويسعى الناشطون في هذا المجتمع إلى تنظيم مهرجانات ثقافية تحاكي فيها ثقافتها وتقاليدها المهددة بالضياع، بفعل هجرة معظم أبناء هذه العرقية إلى القارتين الأميركية والأوروبية منذ استقلال البلاد في ستينيات القرن الماضي.

مخاوف من زوال اللغة

وتعتبر اللغة "السوننكية" من أقدم اللغات في العالم اليوم، ويتغير اسمها من مكان لآخر، فمثلاً في مالي تسمى "ماركاس"، وحسب الشاعر والباحث في هذه اللغة محمد ادجاكانا، فإن "لغة هذه القومية التي تقطن في دول أفريقية عدة موزعة بين موريتانيا والسنغال وغينيا بيساو، يتحدثها اليوم نحو مليوني شخص فقط، ومخاوف الانقراض تهددها بشكل جذري خلال السنوات الـ70 المقبلة، حسب أكثر الباحثين تفاؤلاً، وخلال السنوات الـ50 المقبلة، حسب وجهة نظر آخرين".

انعزال مطلق

وواجه مجتمع "السوننكي" تحديات وجودية وثقافية بالتقوقع على الذات، وحسب محمد سالم الخليفة، الباحث والمهتم بتاريخ هذه القومية، ومؤلف كتاب عن عاداتها وأصولها وتقاليدها، فقد "استطاعت هذه القومية الحفاظ على مميزاتها من خلال تماسكها الشديد وانعزالها المطلق عن باقي الإثنيات الاجتماعية المجاورة لها". أضاف، "عمد مجتمع السوننكي، في ما يبدو، في حقب تاريخية لاحقة، على الانغلاق على أنفسهم، ورفض الاختلاط بغيرهم من المجتمعات التي جاوروها، وبذلك، تمكنوا من الحفاظ على خصوصياتهم المميزة وعلى نقائهم العرقي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول الروايات التاريخية إن "السوننكي" لجأوا إلى الانغلاق على أنفسهم حفاظاً على خصوصيتهم، بعد أن انصهرت أجيال عدة منهم في المجتمعات المجاورة بسبب نشاطهم الكبير في الدعوة إلى الإسلام، بعد أن عبروا الصحراء إلى المجتمعات الأفريقية الجنوبية.

قوانين صارمة

ويتمتع مجتمع "السوننكي" بسمعة محترمة في المجتمع الموريتاني، فهذه القومية مشهورة بالأمانة والصدق، وهي قيم ارتبطت في المخيال الشعبي الموريتاني بالعرق "السوننكي". ويرى الصحافي الموريتاني سيد محمد جاكانا أن "الفقر لا يعتبر عيباً في ثقافتهم، بل السرقة وخيانة الأمانة، ويحرص كبار السن على زرع هذه القيم في أجيالنا الصاعدة حفاظاً على سمعة توارثناها في هذه الأرض".

ويرى الباحث محمد سالم الخليفة أن من خصوصيات مجتمع "السوننكي" الثقافية "علاقته ببيئته الجغرافية، فهو مجتمع زراعي منغرس في أرضه، يعيش مما يزرع في أرضه أو يجنيه من خيراتها، لذلك هم يعيشون في مجتمع مستقر، متقشف"، وتسود فيه قيم وتقاليد راسخة من التعاون والتعاضد والتكاتف، وقوانين صارمة يقوم على إنفاذها قادة من كبار السن من الطبقة الحاكمة يخضع الجميع لقراراتهم ولا أحد يستطيع أن ينازعهم في ما يقررونه".

تعلق بالعربية

ولا تخلو تظاهرة ثقافة المجتمع "السوننكي" من مظاهر الاحتفاء باللغة العربية، فهذا المجتمع، الذي يدين كل أفراده بالإسلام، تنشط فيه ثقافة تعلم القرآن الكريم واللغة العربية، وتنتشر الكتاتيب في قرى "السوننكي" المتناثرة على ضفاف نهر السنغال وفى أدغال محافظة "كوكول" حيث الموطن الأصلي لهذه العرقية التي ظلت العربية فيها رافداً ثقافياً وحضارياً لخصوصيتها الثقافية التي تأبى الاندثار.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير