Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سوق "فوكوجاي"... جنة الملابس المستعملة في موريتانيا

يقصده فقراء نواكشوط لتأمين حاجات أبنائهم بأرخص الأثمان ولا أحد يسأل عن مصدر البضائع

لا تذكر الخمسينية فاطمة علي عدد المرات التي ذهبت فيها إلى سوق "فوكوجاي"، فهي أم لأربعة أطفال تعيلهم من كدحها اليومي، وهداها واقعها الصعب لتاجر ملابس مستعملة يملك محلاً في هذه السوق الذي تؤمن منها حاجات أبنائها من الملابس وبأرخص الأثمان.

سمعة السوق هي ما جذب فاطمة والآلاف من فقراء العاصمة نواكشوط إلى هذه الدكاكين المتناثرة على جنبات طريق فرعي، وقد تحول خلال السنوات الأخيرة إلى مقصد دائم لتسوق معظم فقراء موريتانيا، حيث تستطيع فاطمة أن تشتري بأقل من 10 دولارات ملابس لأطفالها الأربعة.

أنفضُ وألبسُ

تحتفظ الذاكرة الجمعية للموريتانيين بكثير من القصص المرتبطة بظاهرة "فوكوجاي" التي تعني بإحدى اللغات المحلية الأفريقية "أنفض وألبس" في إشارة إلى جاهزية اللباس عند اقتنائه، فهو يعرض في حال جيدة في الغالب ولا يحتاج إلى ترتيب من المشتري قبل ارتدائه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دخلت الكلمة في الحكي اليومي لمعظم الموريتانيين منذ ظهور أول كومة ملابس مستعملة دخلت البلاد في نهاية سبعينيات القرن الماضي، إذ تعرف فقراء نواكشوط على القادم الجديد الذي يوفر لهم حاجاتهم من الملابس والأحذية إلى حقائب السفر وملاءات الأسرة، وصولاً إلى جوارب الأطفال.

هبة الشمال

لا يعرف كثير من رواد سوق "فوكوجاي" مصدر هذه الملابس التي يشترونها منذ عقود، وبحسب موسى الشيخ أحد أكبر مستوردي "فوكوجاي"، فإن بضاعتهم تصل إليهم من أوروبا وأميركا وأحياناً من الإمارات العربية. وتمر العملية بمحطات عدة، إذ "يمنح الأفراد والمؤسسات فائض حاجاتهم من الملابس والأغراض إلى منظمات غير ربحية لتوزيعها على فقراء العالم، وتخضع الملابس لتعقيم عال يساعد في إطالة تخزينها بشكل جيد حتى تصل إلى وجهتها النهائية".

فقراء تحولوا إلى تجار

تحول الثلاثيني محمد رافع من زبون دائم لأحد محال "فوكوجاي" إلى تاجر يملك دكاناً ويتلمس طريقه إلى آفاق تجارية واعدة، وبدأت القصة بحسب رافع "حين عرض عليه أحد تجار الجملة الذي صادفه في محل بالسوق توزيع كميات كبيرة من البضاعة على صغار التجار، على أن تكون له نسبة ثابتة من الربح عن كل عملية توزيع".

ويضيف رافع، "تمكنت بعد جهد كبير من أن أؤمن لنفسي مكانة في هذه السوق بعد أن فهمت قواعد اللعبة، وأطمح إلى أن أغدو تاجر جملة كبيراً في هذه السوق التي توفر للفقراء حاجتهم من الملابس، ولا ينقصنا سوى دعم الدولة بخفض جمركة البضاعة في الميناء، ومنحنا قطع أراض نشيد عليها حوانيت لبضاعتنا التي توفر للشباب الموريتاني المئات من فرص العمل".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات