Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قاتل آبي "حاقد" استخدم بندقية يدوية الصنع

تنديد دولي بعد وفاة رئيس الوزراء الياباني السابق بعد إصابته برصاصتين أثناء حملة انتخابية

أقر مطلق النار على رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي باستهدافه، وقال إنه كان حاقداً على منظمة اعتقد أن آبي يرتبط بها، بحسب ما أعلنت الشرطة، الجمعة الثامن من يوليو (تموز).

وقال ضابط كبير في الشرطة في منطقة نارا للصحافيين، "أقر المشتبه فيه بأنه كان حاقداً على منظمة معينة، وبأنه ارتكب الجريمة لأنه كان يعتقد أن رئيس الوزراء السابق آبي على ارتباط بها"، من دون كشف مزيد من التفاصيل.

وأعلنت الشرطة اليابانية أن مطلق النار يدعى تيتسويا ياماغامي وهو عاطل عن العمل يبلغ 41 سنة، وأفاد الشرطة بأنه استخدم بندقية يدوية الصنع. وقال ضابط شرطة إن البندقية "مصنوعة يدوياً على ما يظهر بوضوح، علماً بأن تحليلاتنا مستمرة".

وتوفي آبي، أطول رئيس للوزراء بقاء في سدة الحكم بالبلاد، الجمعة بعد ساعات من تعرضه لإطلاق نار في أثناء حملة انتخابية، في بلد يعد العنف السياسي فيه نادر الحدوث ويفرض قوانين صارمة لحيازة الأسلحة.

إطلاق النار

وفتح رجل النار على آبي (67 سنة) من الخلف بمسدس محلي الصنع على ما يبدو، بينما كان يلقي كلمة في مدينة نارا بغرب البلاد.

وقال رئيس الوزراء الحالي فوميو كيشيدا وهو يحاول السيطرة على مشاعره، "هذا الهجوم هو عمل وحشي حدث خلال الانتخابات، أساس ديمقراطيتنا، وهو أمر لا يغتفر على الإطلاق".

وكان كيشيدا قال إن آبي في حال خطيرة جداً عقب إطلاق النار عليه.

وهذه أول عملية اغتيال لرئيس وزراء ياباني حالي أو سابق منذ محاولة انقلاب عام 1936 عندما تم اغتيال عدد من الساسة ومن بينهم رئيسا وزراء سابقان.


نزف حتى الموت

ولم يتمكن الأطباء من إنقاذ آبي، الذي نُقل إلى المستشفى وهو يعاني من توقف القلب والرئة، ولم تظهر عليه أي علامات حيوية. وأُعلنت وفاته في الساعة 5:03 مساءً (08:03 بتوقيت غرينتش)، بعد حوالي خمس ساعات ونصف الساعة من تعرضه لإطلاق النار.

وقال هيديتادا فوكوشيما، الطبيب المسؤول عن وحدة الطوارئ في مستشفى نارا الجامعي، إن آبي نزف حتى الموت متأثراً بجرحين بالغين في القلب والجانب الأيمن من العنق، على الرغم من أنه تلقى أكثر من 100 وحدة من الدم في عمليات نقل على مدى أربع ساعات، إذ كان ينزف من جرح في القلب. ووصل إلى المستشفى وهو مصاب بسكتة قلبية ولم يستعد وعيه أبداً.

 

 

دوي رصاص ودخان

وكان آبي يلقي كلمة في فعالية انتخابية خارج محطة قطار عندما سُمع دوي طلقتين في حوالى الساعة 11:30 صباحاً (02:30 بتوقيت غرينتش). وشوهد مسؤولو الأمن بعد ذلك وهم يتعاملون مع رجل يرتدي قميصاً رمادياً وسروالاً بني اللون.

وقال رجل الأعمال ماكوتو إيتشيكاوا، الذي كان في مكان الحادث، لوكالة "رويترز"، "كان هناك دوي قوي ثم دخان"، مضيفاً أن السلاح كان بحجم كاميرا التلفزيون.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف، "في الطلقة الأولى، لم يعرف أحد ما كان يحدث، ولكن بعد الطلقة الثانية، تصدت له ما بدت أنها قوة خاصة".

وبحسب وسائل إعلام يابانية، نقلاً عن السلطات ومصادر في الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، أصيب آبي برصاصتين من الخلف، وسقط بعد الطلقة الثانية.

وأظهرت صورة لوكالة "كيودو"، آبي راقداً على الأرض في الشارع ووجهه للأعلى والدماء تغرق قميصه الأبيض. وكان الناس متجمعين حوله وقام أحدهم بتدليك للقلب.

وفي وقت لاحق من اليوم، وضع مواطنون الزهور بالقرب من المكان الذي سقط فيه آبي.

هيمنة حزبية

ويرافق أفراد أمن مسلحون كبار السياسيين اليابانيين، لكن هؤلاء غالباً ما يقتربون من الجمهور، خصوصاً في أثناء الحملات السياسية عندما يلقون خطباً في الشوارع ويصافحون المارة.

والعنف المرتبط بالسياسة نادر في اليابان في فترة ما بعد الحرب. ففي عام 2007، تعرض حاكم ناغازاكي لإطلاق نار على يد أحد أفراد عصابات الياكوزا مما أودى بحياته. واغتيل رئيس الحزب الاشتراكي الياباني خلال خطاب ألقاه عام 1960 على يد شاب يميني بسيف ساموراي قصير. وتعرض عدد قليل من السياسيين البارزين بعد الحرب لهجمات لكنهم لم يصابوا بأذى.

وأفادت الشرطة بأن المشتبه فيه بتنفيذ الهجوم من سكان نارا. وقالت وسائل إعلام إنه خدم في الجيش الياباني حتى عام 2005.

وشغل آبي منصب رئيس الوزراء لفترتين وتنحى في عام 2020 بسبب اعتلال صحته. لكنه ظل حاضراً ومهيمناً على الحزب الديمقراطي الحر الحاكم إذ يسيطر على أحد فصائله الرئيسة.

وقال محللون إن كيشيدا، تلميذ آبي والذي تولى منصبه العام الماضي، كان يأمل في استغلال الانتخابات للخروج من ظل آبي ورسم معالم رئاسته للوزراء. وعلق كيشيدا حملته الانتخابية بعد إطلاق النار على آبي. ونددت جميع الأحزاب السياسية الرئيسة بالهجوم.


بايدن "مصدوم وغاضب"

وأبدى الرئيس الأميركي جو بايدن استياءه من مقتل آبي، واصفاً إياه بأنه بطل التحالف الأميركي - الياباني الذي اهتم بشدة بالشعب الياباني والديمقراطية. وقال بايدن في بيان، "أنا مصدوم وغاضب وحزين بشدة من أنباء مقتل صديقي شينزو آبي رئيس وزراء اليابان السابق بالرصاص في أثناء حملته الانتخابية. هذه مأساة لليابان ولكل من عرفه". وأضاف، "حتى في اللحظة التي تعرض فيها للهجوم، كان مشغولا بالعمل الديمقراطي".

وفي تصريحات على هامش اجتماع لمجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن عملية اغتيال آبي "صادمة" و"مقلقة للغاية". ووصف آبي بأنه كان زعيماً ذا رؤية عظيمة.

وقال بلينكن إن آبي بالنسبة للولايات المتحدة "كان شريكاً استثنائياً وشخصاً كان من الواضح أنه قائد عظيم". وأضاف أن آبي نقل العلاقة بين الولايات المتحدة واليابان إلى "آفاق جديدة" خلال فترة وجوده في المنصب. ووصف وفاته بأنها "خسارة لليابان وخسارة للعالم".

تنديد دولي

وانهالت رسائل مماثلة تعبر عن التعاطف والصدمة من جميع أنحاء العالم بعد أنباء وفاة آبي، بما في ذلك من تايوان والصين وروسيا المجاورة، وكذلك من جميع أنحاء آسيا وأوروبا والولايات المتحدة. وارتفع الين وانخفض المؤشر نيكي الياباني بعد أنباء إطلاق النار.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه شعر بالفزع والحزن الشديد لسماع خبر "الهجوم الخسيس" على آبي، وأضاف على "تويتر"، "قلبي مع عائلته وأحبائه".

وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إنه "حزين جداً" لإطلاق النار على آبي، واصفاً رئيس الوزراء الياباني السابق بأنه "صديق عزيز". وكتب مودي على "تويتر"، "حزين جداً جراء الهجوم على صديقي العزيز آبي"، مؤكداً أن "أفكارنا وصلواتنا معه ومع أسرته وشعب اليابان".

ورأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مقتل آبي "خسارة لا تعوض". وأضاف أن "ذكريات جميلة لهذا الرجل الرائع ستبقى إلى الأبد في قلوب من عرفوه".

رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول قال إن قتل آبي "عمل إجرامي غير مقبول".

واستنكرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في تغريدة "القتل الجبان والوحشي" لآبي الذي وصفته بأنه "ديمقراطي عظيم ومدافع عن نظام عالمي متعدد الأطراف" شكل الاعتداء عليه "صدمة للعالم بأسره".

حكم آبي

واُشتهر آبي بسياسة "آبينوميكس" المتمثلة في تيسير السياسة النقدية والإنفاق المالي. كما عزز الإنفاق الدفاعي بعد سنوات من تراجعه، ووسع قدرة الجيش لإظهار قوته في الخارج.

وفي تحول تاريخي عام 2014، أعادت حكومته تفسير الدستور السلمي، الذي تم وضعه بعد الحرب، للسماح للقوات اليابانية بخوض عمليات قتالية في الخارج للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية. وفي العام التالي، أنهى تشريعاً حظر ممارسة حق الدفاع الجماعي عن البلاد، أو الدفاع عن دولة صديقة تتعرض لهجوم.

ومع ذلك، لم يحقق آبي هدفه طويل الأمد في مراجعة الدستور الذي صاغته الولايات المتحدة بكتابة قوات الدفاع الذاتي، وهي الصيغة التي يتم بها تعريف الجيش الياباني، في المادة التاسعة السلمية.

ووصل آبي إلى المنصب أول مرة في عام 2006 وكان أصغر من يشغله في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية. وبعد عام شهد فضائح سياسية وغضباً من الناخبين بسبب فقد سجلات خاصة بمعاشات التقاعد وهزيمة تكبدها حزبه الحاكم في الانتخابات، استقال آبي عازياً قراره لاعتلال صحته.

وتولى رئاسة الوزراء مجدداً في عام 2012. وينتمي آبي لعائلة سياسية ثرية وكان والده وزيراً للخارجية وجده رئيساً للوزراء.

المزيد من دوليات