تكرر التراشق بين الرئيس الأميركي جو بايدن وكبار رجال الأعمال الأميركيين، بخاصة في التعليقات والانتقادات على موقع "تويتر"، إذ انتقد جيف بيزوس، مؤسس شركة التجارة الإلكترونية العملاقة "أمازون"، تغريدة للرئيس الأميركي طالب فيها الشركات المالكة لمحطات البنزين بخفض أسعار الوقود للتخفيف عن كاهل المستهلكين الأميركيين.
وكان الرئيس بايدن كتب على "تويتر" في عطلة نهاية الأسبوع، متهماً الشركات التي تدير محطات البنزين بأنها تتصرف بدافع الطمع والجشع، مضيفاً "هذا وقت حرب وتراجع اقتصادي".
ومع وصول معدلات التضخم في أكبر اقتصاد في العالم إلى مستويات غير مسبوقة منذ 40 عاماً، تلقي إدارة بايدن باللائمة في ارتفاع الأسعار على الحرب في أوكرانيا، على الرغم من أن التضخم يرتفع منذ العام الماضي قبل الحرب وفرض العقوبات على روسيا.
وكتب بايدن على الحساب الرئاسي في "تويتر" مخاطباً الشركات، "عليكم خفض الأسعار في محطات البنزين لتعكس الكلفة التي تتحملونها لإنتاج الوقود. ولتفعلوا ذلك الآن وحالاً". وأعاد جيف بيزوس نشر التغريدة مع تعليق يتهم إدارة بايدن إما بسوء الإدارة الواضح أو عدم الفهم لديناميات عمل السوق.
وكتب مؤسس "أمازون" على حسابه في "تويتر"، "أوه. يبدو أن التضخم أصبح مشكلة عويصة للبيت الأبيض ليواصلوا إصدار تصريحات مثل هذه، هذا إما سوء توجه واضح وجلي، أو عدم فهم مطبق لديناميات السوق الأساسية".
استعداء الأغنياء
ليست تلك المرة الأولى التي يتم فيها التراشق عبر "تويتر"، أو خلال التصريحات المباشرة بين الرئيس الأميركي وكبار رجال الأعمال الأثرياء، مثل جيف بيزوس، ومؤسس شركة "تيسلا" لصناعة السيارات الكهربائية إيلون ماسك، وغيرهم.
Ouch. Inflation is far too important a problem for the White House to keep making statements like this. It’s either straight ahead misdirection or a deep misunderstanding of basic market dynamics. https://t.co/XgKfEICZpk
— Jeff Bezos (@JeffBezos) July 3, 2022
ورداً على تغريدة جيف بيزوس، التي انتقد فيها تصريحات بايدن تجاه شركات الوقود، قالت المتحدثة الصحافية باسم البيت الأبيض كارين جين– بيير، "لقد انخفضت أسعار النفط بنحو 15 دولاراً خلال الشهر الأخير، لكن أسعار الوقود في محطات البنزين لم تكد تنخفض. هذه ليست ديناميات السوق الأساسية. إنما هي سوق تتعمد خذلان المستهلك الأميركي". وأضافت، "لكني لا أستغرب اعتقاد البعض أن استغلال شركات النفط والغاز قواعد السوق لتكديس الأرباح على حساب الشعب الأميركي هي الطريقة التي يعمل بها اقتصادنا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسبق أن انتقد جيف بيزوس، مثله مثل إيلون ماسك وغيره، تعامل الإدارة الأميركية مع مشكلات الاقتصاد الأميركي، بخاصة التضخم وارتفاع الأسعار. ومنذ تركه منصبه رئيساً تنفيذياً لشركة "أمازون"، يستخدم بيزوس موقع "تويتر" أكثر. وفي مايو (أيار) الماضي، اتهم بيزوس الرئيس الأميركي بأنه يضلل الشعب الأميركي بتصريحاته حول التضخم.
وأثار تعليقه وقتها جدلاً دفع متحدثاً باسم البيت الأبيض لاتهام الملياردير الأميركي بمحاولة النيل من النقابات العمالية وحماية ثروته الخاصة. وقال المتحدث الرئاسي أندرو بيتس، "لا يحتاج الأمر إلى عبقرية لمعرفة لماذا يعارض واحد من أغنى الأثرياء على وجه الأرض خطة اقتصادية لصالح الطبقة الوسطى، تستهدف خفض بعض التكاليف التي تتحملها الأسر، وذلك بالطلب من دافعي الضرائب من الأثرياء والشركات أن يتحملوا نصيبهم فيها. وليس مستغرباً طبعاً أن تأتي هذا التغريدة لجيف بيزوس، بعد لقاء الرئيس مع ممثلي النقابات، بمن فيهم عاملون في (أمازون)".
سياسة شعبوية
مطلع الشهر الماضي، علق الرئيس الأميركي جو بايدن على تصريحات مؤسس شركة "تيسلا" وشركة "سبيس إكس" وأغنى رجل في العالم، الملياردير إيلون ماسك، المتشائمة في شأن الاقتصاد. ورد ماسك بسخرية أيضاً على التعليق في حسابه على "تويتر".
ونشر موقع "ذا هيل" وقتها تحليلاً عن اعتبار إدارة الرئيس التشابك العلني مع الأغنياء من رجال المال والأعمال والشركات الكبرى مثل شركات الطاقة "سياسة جيدة"، في الوقت الذي تشهد شعبية الرئيس وإدارته تراجعاً مستمراً في استطلاعات الرأي، لكن التحليل شكك في إمكانية أن تأتي تلك السياسة بمزيد من أصوات الناخبين للرئيس وحزبه الديمقراطي. ويواجه الديمقراطيون احتمالاً قوياً بخسارة الأغلبية الضئيلة لهم في مجلسي النواب والشيوخ بانتخابات التجديد النصفي للكونغرس هذا العام، على الرغم من أن تلك التصريحات من الرئيس وأركان إدارته ضد الأثرياء والشركات تلقى قبولاً شعبياً بالفعل، على حد قول "ذا هيل".
لكن في الوقت نفسه، يؤدي هذا التوجه إلى استعداء الشركات ورجال الأعمال، ويبعدهم عن التعاون مع الإدارة في البيت الأبيض، في الوقت الذي تحتاج الإدارة إلى تعاون الشركات ورجال المال والأعمال كي تتمكن من إنفاذ سياساتها لمواجهة الأزمات التي يمر بها الاقتصاد.