Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زيارة ولي العهد تدشن مرحلة جديدة من التعاون بين السعودية وتركيا

اتفاق على تعزيز العلاقات في مجالات عدة على رأسها التبادل التجاري والطاقة والتغير المناخي

في بيان مشترك، أكدت السعودية وتركيا العلاقات الأخوية المتميزة والروابط التاريخية الراسخة بين البلدين وشعبيهما الشقيقين.

وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الأربعاء، إلى العاصمة أنقرة، في إطار جولة إقليمية رسمية بدأها بمصر ثم الأردن، لتكون تركيا المحطة الثالثة والأخيرة.

وكان في مقدم مستقبلي ولي العهد السعودي عند وصوله إلى القصر الرئاسي في أنقرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أجريت مراسم استقبال رسمية.

وصدر بيان ختامي مشترك لزيارة ولي العهد السعودي إلى تركيا، أكد أن المباحثات جرت في جو سادته روح المودة والإخاء، بما يجسد عمق العلاقات المتميزة بين البلدين.

تعزيز التعاون

وقال البيان إن المباحثات استعرضت العلاقات الثنائية بين البلدين من مختلف الجوانب، وتم تأكيد عزمهما المشترك لتعزيز التعاون، بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية، مشيراً إلى أن الجانبين تبادلاً وجهات النظر حيال أبرز المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأضاف أن الجانبين ناقشا سبل تطوير وتنويع التجارة البينية، وتسهيل التبادل التجاري، وتذليل أي صعوبات في هذا الشأن، وتكثيف التواصل بين القطاعين العام والخاص في البلدين لبحث الفرص الاستثمارية وترجمتها إلى شراكات ملموسة في شتى المجالات.

كما أشاد الجانبان بالمقومات الاقتصادية الكبيرة للبلدين بصفتهما عضوين في مجموعة العشرين، والفرص التي تقدمها رؤية المملكة 2030 في مجالات الاستثمار، والتجارة، والسياحة، والترفيه، والتنمية، والصناعة، والتعدين، ومشاريع البناء والنقل والبنى التحتية، بما في ذلك المقاولات والزراعة، والأمن الغذائي، والصحة، ومجالات الاتصالات وتقنية المعلومات، والإعلام، والرياضة، واتفقا على تفعيل أعمال مجلس التنسيق السعودي التركي، ورفع مستوى التعاون والتنسيق حيال الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، والعمل على تبادل الخبرات بين المتخصصين في البلدين.

الطاقة ولتغير المناخي

وأعرب الجانبان عن تطلعهما للتعاون في مجالات الطاقة، ومنها البترول وتكريره والبتروكيماويات، وكفاءة الطاقة، والكهرباء، والطاقة المتجددة، والابتكار والتقنيات النظيفة للموارد الهيدروكربونية، والوقود المنخفض الكربون والهيدروجين، والعمل على توطين منتجات قطاع الطاقة وسلاسل الإمداد المرتبطة بها، وتطوير المشروعات ذات العلاقة بهذه المجالات.

وفي مجال البيئة والتغير المناخي، رحبت تركيا بإطلاق السعودية لمبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، وأعربت عن دعمها لجهود الرياض في مجال التغير المناخي من خلال تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون، الذي أطلقته المملكة وأقره قادة دول مجموعة العشرين.

وجدد الجانبان تأكيدهما على أهمية الالتزام بمبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي واتفاقية باريس، وضرورة تطوير وتنفيذ الاتفاقية المناخية بالتركيز على الانبعاثات دون المصادر. كما أكدا دعمهما للمبادرتين اللتين أطلقتا خلال ترؤس السعودية لاجتماعات مجموعة قمة العشرين 2020، وهما المبادرة العالمية لخفض تدهور الأراضي وتعزيز المحافظة على الموائل الأرضية، ومبادرة منصة تسريع البحث والتطوير في مجال الشعب المرجانية العالمية.

الذكاء الاصطناعي

واتفق الطرفان على تطوير شراكات إنتاجية واستثمارية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية والمدن الذكية، وتشجيع الجهات الفاعلة في القطاع الخاص العاملة في هذه المجالات على التعاون.

ودعا الجانب التركي الصناديق الاستثمارية العاملة في بيئة ريادة الأعمال السعودية للاستثمار في الشركات الناشئة في تركيا، وإقامة شراكات معها.

واتفق الطرفان على تعزيز واستمرار العلاقات بين "مؤسسة المواصفات التركية" و"الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس "في إطار اتفاقيات التعاون الموقعة بين المؤسستين المعنيتين. وتبادل زيارات العلماء، في نطاق بروتوكول التعاون الموقع بين مجلس البحث العلمي والتكنولوجي في تركيا "توبيتاك" و"مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا" في عام 2016.

أكد الطرفان على ضرورة تعزيز وتطوير أنشطة التعاون بين "إدارة تنمية ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في تركيا" و"الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في السعودية".

الشأن الدفاعي

وفي الشأن الدفاعي، اتفق الجانبان على تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في مجالات التعاون الدفاعي، وتعزيزه وتطويره، بما يخدم مصالح البلدين، ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. كما اتفقا على تعزيز التعاون العدلي، والعمل على تبادل الخبرات بين المتخصصين في المجالين القضائي والعدلي.

وأكد الجانبان على أهمية التعاون في المجال السياحي وتنمية الحركة السياحية بين البلدين، واستكشاف ما تزخر به كل بلد من مقومات سياحية، وتعزيز العمل المشترك بما يعود بالنفع على القطاع السياحي وتنميته حسب الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين البلدين. وكذلك أهمية تعزيز التعاون بين هيئات الطيران المدني الوطنية، وتسهيل الإجراءات الإدارية لعمليات شركات الطيران. كماا اتفق الطرفان على عزمهما على تطوير التعاون القائم بين البلدين في مجال الصحة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الساحتان الإقليمية والدولية

أكد الطرفان سعيهما لتكثيف التعاون والتنسيق وتبادل وجهات النظر بخصوص المسائل والقضايا المهمة على الساحتين الإقليمية والدولية وبما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. ودعم الحلول السياسية لجميع الأزمات في دول المنطقة مع تأكيد عدم المساس بسيادة أي منها والسعي لكل ما من شأنه إبعاد دول المنطقة عن التوترات، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار فيها.

كما أكد الطرفان عزمهما على زيادة التعاون والتنسيق الفعال بينهما في إطار المنظمات الإقليمية والدولية وعلى رأسها منظمتي: التعاون الإسلامي والأمم المتحدة. ومواصلة تعاونهما الوثيق بما يضمن السلام والاستقرار والأمن في المنطقة.

عبر الأمير محمد بن سلمان أل سعود عن شكره لحسن ضيافة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكذلك الألفة والمحبة اللتين سادتا خلال الزيارة.

بينما ثمن أردوغان جهود السعودية في تنظيم موسم الحج للعام الماضي 2021، على الرغم من التحديات التي تسببت فيها جائحة كورونا، معبرا عن ارتياحه لزيادة أعداد الحجاج والمعتمرين هذا العام، وشكر الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على جهودهما في هذا الشأن.

وتأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان لأنقرة بعد الزيارة التي قام بها أردوغان إلى السعودية في أبريل (نيسان). وكان الرئيس التركي أكد يوم الجمعة الماضي "بإذن الله سنرى إلى أي مستوى يمكننا الارتقاء بالعلاقات" بين تركيا والسعودية.

الأهم منذ عقد

ويرى سونر كاغابتاي من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن "هذه الزيارة هي من بين الأهم إلى أنقرة منذ قرابة عقد من الزمن.

وخلال الفترة الأخيرة عملت أنقرة على ترميم علاقتها مع قوى إقليمية قبل عام من الانتخابات الرئاسية المقررة في منتصف يونيو (حزيران) العام المقبل.

وفي هذا الإطار رأى كاغيتاي أن أردوغان يهدف إلى الفوز بالانتخابات المقبلة، كما "يسعى بشتى الطرق إلى استقطاب استثمارات خليجية".

المزيد من الشرق الأوسط