Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إنجاز أم كذبة؟... سباح تونسي يثير أزمة

شكوك وتناقضات حول قطع نجيب بالهادي 155 كيلومتراً في 66 ساعة متواصلة بالمياه المفتوحة

هل غالط السباح التونسي نجيب بالهادي الرأي العام؟ (صفحة السباح على الفيسبوك)

تناقلت وسائل إعلام محلية أن السباح التونسي نجيب بالهادي حقق إنجازاً عالمياً باهراً في المياه المفتوحة، عندما ربط جزيرة بانتليريا الإيطالية بمدينة الحمامات التونسية، سباحة ومن دون توقف لمدة 66 ساعة متواصلة بمسافة فاصلة تبلغ 155 كيلومتراً.

وكان بالهادي، البالغ من العمر تسعة وستين سنة، انطلق من سواحل بانتليريا الإيطالية يوم 16 يونيو (حزيران) 2022.

"أكبر كذبة في تاريخ الرياضة التونسية"

وفجر هذا الخبر موجة من التشكيك في هذا "الإنجاز" نظراً إلى طول المسافة، وسن السباح بالهادي. وقال البطل الأولمبي التونسي أسامة الملولي، في تدوينة على صفحته بموقع "فيسبوك"، إن "هذا الإنجاز هو أكبر كذبة في تاريخ الرياضة التونسية، ووصمة عار على السباحة التونسية".

وأضاف أن "الأكبر من هذا أن وزارة شؤون الشباب والرياضة تعترف بهذه المهزلة وتشجع مثل هذه السلوكيات وتغالط الرأي العام".

ليطرح السؤال نفسه وبقوة، هل فعلاً غالط السباح نجيب بالهادي الرأي العام بإعلانه تحقيق رقم قياسي جديد؟ وكيف يمكن التحري عن هذا الإنجاز؟

تناقضات وشكوك

المدرب الأولمبي في السباحة، توفيق العياري، الذي تولى سابقاً منصب المدير الفني للجامعة الوطنية للسباحة، قال إن "السباحة في المياه المفتوحة منظمة بالقوانين، ولها جامعات تشرف عليها وتنظم مسابقات رسمية"، مشيراً إلى أن الجامعة التونسية للسباحة تنظم مسابقات في المياه المفتوحة التونسية، وهي منظمة بالقانون وتشارك فيها الأندية وفيها بطولة وطنية.

وبخصوص ما حققه السباح نجيب بالهادي في المياه المفتوحة غير المقيدة. يقول العياري إنه "نشاط خارج نطاق الجامعة الوطنية للسباحة، وهي مبادرة فردية من أجل إنجاز شخصي". ودعا بالهادي إلى تقنين المسابقة من خلال الجامعة الوطنية للسباحة.

وأشار المدرب الوطني السابق في السباحة إلى أن بالهادي ينشط في إطار الجامعة الدولية للمياه المفتوحة، ومقرها الولايات المتحدة الأميركية، معبراً عن "شكوكه في ما حققه نظراً إلى غياب الإثباتات العلمية، والحجج التي تؤكد ما صرح به"، لافتاً إلى "وجود تناقضات كثيرة في تصريحاته، خصوصاً قوله إنه قطع مسافة ستة أو سبعة كيلومترات في ساعة، والحال أن السباح المحترف يقطع المسافة نفسها في أكثر من ساعة".

ودعا توفيق العياري السباح نجيب بالهادي إلى "العمل على توثيق المسافات التي يقطعها، وأن يحضر الحكام من أجل نزاهة ما يحققه وصدقية المسابقة".

إنجاز معترف به

في المقابل، أوضح السباح التونسي نجيب بالهادي، يوم الاثنين 20 يونيو (حزيران) 2022، في تصريحات صحافية، أن "الإنجاز الذي حققه في السباحة بالمياه المفتوحة عندما ربط بانتليريا الإيطالية بمدينة الحمامات التونسية، معترف به من قبل المنظمة الدولية للسباحة في المياه المفتوحة، التي أشرفت على تنظيم السباق".

وقال بالهادي، "البحر كان هادئاً وساعدني على تحقيق هذا الإنجاز، وحتى هبوب الأمواج في مرحلة ثانية زاد من سرعتي التي وصلت إلى سبعة كيلومترات في الساعة".

وفي تعليقه على تشكيك السباح الأولمبي أسامة الملولي، قال بالهادي "أسامة الملولي ليس له المشروعية للحديث عن سباقات السباحة في المياه المفتوحة، كنت أحترمه لكنه أصبح غير متواضع".

ومن جهته، أوضح الدكتور ذاكر لهيذب، المتخصص في أمراض القلب والشرايين، أن السباح نجيب بالهادي قادر على القيام بهذا الإنجاز، على الرغم من معاناته سابقاً من مشكلات في القلب، خصوصاً أنه يتدرب بشكل يومي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رجل عام 2020

وكانت المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة أعلنت عن فوز السباح التونسي نجيب بلهادي بلقب رجل العام في العالم في المياه المفتوحة لعام 2020، ضمن الجوائز التي تنظمها هذه المنظمة سنوياً.

وتوج بالهادي بهذا اللقب إثر اختياره بنتيجة التصويت على موقع المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة. وجاء هذا التتويج للسباح التونسي بعد تحقيقه أطول مسافة من دون معينات في السباحة حول جزيرة جربة، حيث قطع مسافة 155 كيلومتراً في 47 ساعة و50 دقيقة عام 2020، بحسب ما جاء على موقع المنظمة العالمية للسباحة في المياه الحرة.

وتحوم شكوك كبيرة حول ما حققه السباح نجيب بالهادي، خصوصاً في سنه البالغة (69 سنة)، وفي غياب ما يؤكد صحة تصريحاته من تقارير الحكام المتخصصين والجهات الرسمية، ليبقى هذا الإنجاز رهين نتائج التحقيق الذي ستجريه وزارة الشباب والرياضة ووعدت بنشره للرأي العام.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات