Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أماكن صلاة النساء الكئيبة والمخفية في بريطانيا تحتاج إلى تحسين

ترعرعت مع شعوري بالعزلة عن المسجد المحلي وقد تحاورت مع مسلمات أخريات عن تجاربهن وأسباب هيمنة الرجال على المساجد

تعتقد مجموعات نسوية بضرورة رفع نسبة النساء في إدارات المساجد (غيتي)

يمكنني احتساب عدد المرات التي صليت فيها في مسجد على أصابع اليدين. ويمكنني أن أعد المرات التي صليت فيها في مسجد في المملكة المتحدة على إصبع واحد. وعلى ما أذكر، ففي المدينة التي نشأت فيها يوجد مسجد تضاعف حجمه في الأعوام الأخيرة، لكن إذا سئلت عن مكان العبادة هذا الذي من المفترض أن أسميه مسجدي، ففي الحقيقة لا يمكنني أن أخبر عنه أي شيء. أتصور أن السجادة في قاعة الذكور ناعمة، وألوان سجادات الصلاة متألقة كالأحجار الكريمة، والقاعة مشرقة وجيدة التهوئة، ثم أفكر في قسم النساء، فتأخذني ذاكرتي إلى غرفة صغيرة إنارتها خافتة، صليت فيها في مناسبة وحيدة. وقد حاولت حينها من بين عشرات النساء المتجمعات في مكان ضيق، إنهاء صلاتي على عجل، لأنني كنت أعلم أن كثيرات أخريات كن ينتظرن دورهن في الخارج.

وعلى غرار نساء كثيراث في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، لا أشعر في الواقع بالراحة في التوجه إلى مسجد. ليس لأنني مررت بتجربة سلبية، أو جوبهت بالرفض. وليس بالتأكيد بسبب أي شيء منصوص عليه في الإسلام، الدين الذي يدافع عن حقوق المرأة ويمنحها مكانة متساوية مع الرجل، بل السبب يعود إلى أنني نشأت مع اعتقاد داخلي بأن المساجد أماكن يؤمها الذكور. وفيما كان والدي وإخوتي يتوجهون إلى المسجد المحلي كل أسبوع، لم تكن أختي وأمي لترافقاهم على الإطلاق، أما أنا فلم أتساءل قط عن السبب.

وبحسب آخر الإحصاءات التي جمعت في عام 2017، يوجد نحو 1,795 مسجداً في مختلف أنحاء المملكة المتحدة. تتضمن 72 في المئة منها، مرافق للنساء. وفيما قد يبدو هذا الرقم واعداً، إلا أنه في الغالب يشكل انعكاساً لشرائح أصغر ضمن السكان المسلمين في المملكة المتحدة، إذ إن الفرعين المختلفين في الإسلام هما المذهبان السني والشيعي. وتحت كل مذهب تنضوي مدارس فكرية مختلفة، والسبب في ذلك يعود إلى طريقة تفسير الدين على يد العلماء مع مرور الوقت. ويتبع معظم المسلمين في المملكة المتحدة تعاليم الديوبندية الحنفية [مذهب في شبه القارة الهندية، يسلك مسلك "جامعة ديوبند"] التي تصب في خانة السنة، ومن بين مساجد المملكة المتحدة، يوجد 796 مسجداً ديوبندياً، لكن 49 في المئة منها لديه مرافق مخصصة للنساء.

حينما تجد مساجد تقدم خدمة الصلاة للنساء، تختلف جودة المرافق المخصصة لهن اختلافاً كبيراً في جميع أنحاء البلاد، إذ لا يسمح بعض المساجد لهن بالصلاة إلا خلال المناسبات الرئيسة في التقويم الإسلامي، كرمضان أو العيد. وهذا يتناقض مع الخدمات المقدمة للذكور الذين يرحب بهم لأداء جميع صلواتهم الخمس اليومية في المسجد، كل يوم من أيام السنة. ويشير أيضاً دليل مساجد المملكة المتحدة وعنوانه "مسلمو بريطانيا" Muslims of Britain في بحثه، إلى أن بعض المرافق الخاصة بالنساء قد تحول لاستقبال الرجال خلال فترات الازدحام، وبعض الأماكن لا يمكن للأفراد ذوي القدرة المحدودة على الحركة، الوصول إليها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد كان مقبولاً إلى حد كبير، خلال حياة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، أن يصلي الرجال والنساء في المكان نفسه، لكن في صفوف منفصلة. أما اليوم، ففسرت معظم المساجد هذا الفرز، على أنه هناك حاجة لمناطق منفصلة للجنسين. ومع ذلك، فإن أماكن الصلاة المخصصة للذكور غالباً ما تكون أكبر بكثير، ويجري الاعتناء بها والحفاظ عليها بشكل أفضل مقارنة بنظيراتها المخصصة للنساء.

وقد سلطت الضوء على هذا الواقع أخيراً مجموعة من النساء اللاتي زرن "جامع بريك لين" Brick Lane Jamme. ونشرن على وسائل التواصل الاجتماعي تفاصيل تجربتهن التي وصفن فيها السجاد الفخم والثريات الكبيرة، والطابقين الواسعين المخصصين للرجال، اللذين يمكن الدخول إليهما مباشرة من المدخل الرئيس في "بريك لين". في المقابل، أعطيت النساء تعليمات بالهبوط على سلالم درج معدني، خلف مكان إقامة الجنازات في المسجد، للوصول إلى ما وصفنه بأنه "ملجأ تحت الأرض، لا يوجد فيه إلا القليل من السجاد". وكذلك كانت الغرفة البعيدة كل البعد عن قاعة الرجال، "صغيرة جداً وخانقة"، وسقفها المنخفض يجعلها أشبه بطابق سفلي. ووصفت مجموعة النساء التجربة بأنها كانت "مهينة، ومخيبة للآمال، ومحرجة، ومثيرة للغضب".

وعلى الرغم من أن تلك الإفادات لم تكن فريدة من نوعها، لأن المشكلة موجودة في أنحاء كثيرة من المملكة المتحدة، فإن جودة المرافق ليست العائق الوحيد الذي تواجهه النساء المسلمات أثناء زيارة المساجد المحلية. فعلى مدى عقود من الزمن، نظر إلى كثير من المساجد في المملكة المتحدة في المقام الأول على أنها أماكن مخصصة الرجال. ويعود ذلك إلى حد كبير إلى الاعتقاد السائد بأن الذهاب إلى المسجد فرض على الرجال الذين يتعين عليهم أن يؤدوا جماعة صلاة الجمعة، في حين يكون ذلك اختيارياً بالنسبة إلى النساء.

تتذكر فايزة حسين* عمرها 22 عاماً وهي من لندن، أن موظفاً صاح في وجهها طالباً منها مغادرة المسجد. كانت تلك الشابة قد خرجت لتناول العشاء مع أصدقاء لها في منطقة "بادينغتون"، حينما سعت المجموعة إلى إيجاد مكان لأداء الصلاة فيه. وعلى غرار مسجد "بريك لين"، فقد جرى توجيه النساء إلى أسفل درج "مظلم وضيق" نحو غرفة في الطابق السفلي. ووفق حسين، "كانت السجادة رطبة وشعرت كأن المياه غمرتها". وكذلك كانت مرافق وضوء النساء، وهو تطهير للجسم واجب على المسلمين قبل أداء فريضة الصلاة، في حال سيئة ولم تجر صيانتها. وكان المكان مضاء بشكل سيئ إلى درجة أن إحدى عضوات المجموعة كادت تنزلق وتسقط. وبعد فترة وجيزة من بدء الصلاة، قاطعهن أحد الموظفين الذكور. وتتذكر أنه "أتى إلى مصلى النساء وانهال علينا بالصراخ. ودعانا إلى المغادرة، لأنه يرى أن من الأفضل للنساء أن يؤدين صلاتهن في المنزل".

وفيما يعد الرأي الذي عبر عنه الموظف غير شامل لجميع المسلمين، إلا أنه مطبق إلى حد كبير في معظم مساجد الديوبندية، بالتالي ولأن مساجد هذا المذهب الحنفي تطغى على معظم أماكن العبادة في المملكة المتحدة، فقد كان لذلك تأثير دائم على شعور النساء في ما يتعلق بالحضور إلى مسجدهن المحلي. ويأتي ذلك الاعتقاد من حديث نبوي، مع الإشارة إلى أن الأحاديث هي سجلات لأقوال أو تقاليد من عهد النبي محمد، صلى الله عليه وسلم. يقول إن الصلاة في المنزل أفضل للمرأة، إلا أن أحاديث أخرى تعتبر أنه ينبغي عدم منع النساء من التوجه إلى المسجد، وأن الصلاة ضمن جماعة مفضلة أيضاً.

في سياق مماثل، تمر ناهيم روحي خان، وهي من مدينة ليدز، بأقرب ثلاثة مساجد إلى منزلها قبل أن تصل إلى أحدها الذي يعتبر الأكثر ترحيباً بالنساء. وعلى الرغم من وجود مسجد على مسافة قريبة من المكان الذي تعيش فيه، فإنها لا تشعر بالراحة في التوجه إليه بمفردها. وفي حديث مع "اندبندنت"، أشارت خان إلى وجود "مساحة للنساء هناك، ويمكن الصلاة فيها، لكن هل أشعر بأنه يمكنني التوجه إليها إذا لم أكن برفقة عائلتي، أو امرأة أخرى؟ الجواب هو كلا. أنا امرأة لدي ثقة في نفسي، وأحترف مهنتي، لكن لا أشعر أن لدي انتماء إلى هذا المكان، إذ أشعر بأنه يخص الرجال".

كررت هذا الكلام رضوانة بابار* ابنة السادسة وثلاثين عاماً، التي تفيد إنها إذا كانت خارج المنزل في مكان غير مألوف وتريد أداء الصلاة، "فإن المسجد ليس المكان الأول الذي أفكر فيه، لأنني لا أعرف إذا كان سيحتوي على مكان لي. ليس هناك شعور أسوأ من الابتعاد عن المسجد. قد يكون هناك أيضاً إحراج من المرور بطريق الخطأ عبر قسم الرجال، والتعرض لنظرات ساخرة". وتضيف، "علاقتي بالمساجد ليست رائعة بشكل عام، وفكرتي الأولى عنها هي عادة إما العودة إلى المنزل والصلاة، أو الذهاب إلى متجر واستخدام غرف تغيير الملابس هناك".

جرى التعبير عن تجارب المرأتين روهي خان وبابار، في تقرير أصدرته في شهر مارس (آذار) من السنة 2022، منظمة "فيبرانت سكوتيش موسكس" [حرفياً، "مساجد اسكتلندية عامرة"] Vibrant Scottish Mosques، التي تنهض بحملات من أجل جعل النساء يذهبن إلى المساجد. وتبين من خلال ذلك التقرير أن "الغالبية العظمى من الإناث شعرن بأن المسجد مكان يسيطر عليه الرجال، ويمكن أن يشعرن فيه بأنهن غير مرحب بهن وغير مرغوب فيهن". وبالنسبة إلى البعض منهن، يبدأ هذا الشعور بالعزل عند باب المسجد، إذ زارت الشابة جولي صديقي من سلاو، مسجداً محلياً خلال شهر رمضان، وأبلغها رجل يقف عند البوابة الرئيسة بأن مسجد النساء يقع إلى الجهة الجانبية للمبنى، عند أسفل زقاق مظلم. وتصف ذلك بكلماتها، "كان الأمر مروعاً. لم أرغب في السير إلى هناك بمفردي". وتضيف أن بعض تجاربها في المساجد جعلتها تشعر كأنها "عبء عليها. فأن يكون هناك مكان للصلاة من الدرجة الثانية، لا يعرف فيه اتجاه القبلة، أو ما إذا كان الإمام قد بدأ التلاوة أم لا، يعد أمراً مروعاً. إنه شعور محزن للغاية. وفوق كل ذلك، لا يكف الناس عن طرح السؤال عن عدم ذهاب النساء إلى المساجد".

في الحقيقة، لا توجد أبحاث معاصرة عن أماكن صلاة النساء في مساجد المملكة المتحدة. وقد عمدت مبادرة "أوبن ماي موسك" Open My Mosque [حرفياً، افتح لي مسجدي]، وهي مبادرة توثق التجارب الجيدة والسيئة لاستخدام المساجد في المملكة المتحدة، إلى استطلاع آراء أكثر من 300 شخص من الذكور والإناث البريطانيين المسلمين، في شأن التحسينات المطلوبة داخل المساجد. وبحسب النتائج المؤقتة التي اطلعت عليها "اندبندنت"، فقد أشار نحو 75 في المئة منهم إلى أنه لا بد من إحداث تغيير في المساجد كي تصبح أكثر ترحيباً بالنساء، فيما تحدث نحو 45 في المئة من النساء اللاتي استطلعت آراؤهن، عن أنهن، أو أي شخص آخر يعرفونه، اختبرن تجربة سلبية واحدة على الأقل في المسجد لمجرد كونهن نساء. وإضافة إلى ذلك، أكد 85 في المئة أنهم يريدون أماكن للصلاة تكون متاحة دائماً للرجال والنساء على حد سواء، بمعنى ألا يقتصر ذلك الأمر على المناسبات الإسلامية الرئيسة. في المقابل، رأى قرابة 68 في المئة أن المساجد لا تفهم بشكل كاف احتياجات المصلين من الإناث.

أنيتا نايار المؤسسة المشاركة لمبادرة "أوبن ماي موسك" دعت إلى عدم الاستخفاف بمدى أهمية وجود أماكن للنساء من أجل أدائهن الصلاة، إذ يطلب من المسلمين أدء الصلاة خمس مرات في اليوم، ويشكل ركناً أساسياً من أركان الإسلام. وأظهرت أبحاثنا أن هذا الأمر يأتي في مقدم ما يريد الناس أن يكونوا قادرين على فعله. هناك قلق سائد في أوساط المسلمات من تفويت مواعيد الصلاة. وحينما لا يمكن الوصول إلى مسجد، وليس هناك أي مكان يمكن التوجه إليه من أجل الصلاة، فإن ذلك يضر بسلامتنا الروحية. وفي الأقل، يجب أن نكون قادرين على ذلك، لأن هذا ما يضفي طابعاً خاصاً على يومنا، ويقيم الصلة بيننا وبين الله".

وتقول ساهرة دار التي أسست منظمة "فيبرانت سكوتيش موسكس"، إنه "إذا ما أخذت مسألة الاشتمال في الاعتبار، فقد ألقت جائحة كورونا الضوء إلى حد ما، على عمق هذه الفجوة. فمع فرض إجراءات الإغلاق وما تبعها من إقفال لأماكن العبادة في جميع أنحاء المملكة المتحدة، أدرك كثير من الرجال فجأةً مدى تأثير الفراغ الناجم عن ذلك عليهم، والدور المهم الذي تلعبه المساجد في الحفاظ على السلامة الذهنية، لكننا، نحن النساء، كنا نعلم دائماً أننا لا نمتلك ذلك. وفيما شعر الرجال بالفراغ الذي أحدثه الوباء، فما بالكم بالفراغ الذي لا يفارق النساء على الإطلاق. لقد كانت تلك فرصة حقيقية لاستخلاص العبر".

تشعر نساء كثيرات في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، وأنا إحداهن، بالحزن بسبب غياب هذا الجزء من الحياة المجتمعية، لكنهن يترددن بصراحة عن إثارة هذه المسألة، إذ تخشى بعضهن أن يؤدي إلقاء ضوء سلبي على المساجد إلى تأجيج أفكار وتصورات خاطئة معادية للإسلام، تشير إلى أنه يقمع المرأة، هذا القلق ليس عبثياً ولا يخلو من مرتكزات، إذ لا يزال الخوف المرضي من الإسلام (إسلاموفوبيا) منتشراً، بحيث شكل المسلمون هدفاً لـ2,703 جرائم كراهية دينية في العام المنتهي في مارس (آذار) 2021، أي نحو 45 في المئة من مجموع الجرائم المسجلة في المملكة المتحدة في العام نفسه. وإضافة إلى ذلك، أظهر تقرير صادر عن "مركز مراقبة وسائل الإعلام" التابع لـ"المجلس الإسلامي البريطاني" Muslim Council of Britain، أن 60 في المئة من المقالات المنشورة على الإنترنت تعطي صورة سلبية عن المسلمين.

وفي ذلك الصدد، ترى أنيتا نايار أن تردد النساء في التحدث عن الموضوع "يمنح نوعاً من الحماية لقادة المساجد الذين يمارسون تمييزاً ضد المرأة". وتضيف، "الإسلام يتحدث عن أن مسجد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لم يهمش النساء بوضعهن في الدرجة الثانية، والمساحات كانت متساوية بين الذكور والإناث". وكذلك فإنها تعتبر "طريقة العمل التي تتبعها المساجد في العصر الحديث، تقوض في الواقع حقيقة الإسلام وتتجاهل أصوات النساء. نحن نناضل من أجل الحقوق التي أعطيت أساساً لنا. وبناء على ما توصلنا إليه في أبحاثنا، نجد أن الرجال يريدون الشيء نفسه أيضاً، لكن أقلية صغيرة جداً منهم، لديها أيديولوجية معينة، هي التي تمنع النساء من الذهاب إلى المساجد".

وتعتقد جماعات نسائية أن العنصر الأساسي الكامن وراء جعل أماكن العبادة أكثر شمولاً يكمن في زيادة الحضور النسائي في المجالس واللجان الاستشارية للمساجد. وفيما لا تتوافر بيانات عن عدد النساء المنخرطات في إدارات المساجد، يرى خبراء أن هذا الأمر "نادر للغاية". وتلفت رغد التكريتي، رئيسة "الرابطة الإسلامية في بريطانيا" Muslim Association of Britain، إلى أن المساجد تحتاج لتعيين لجنة نسائية هدفها تقييم أوضاع المرافق المتوافرة. وتعتبر أيضاً أنه "من البديهي وجود بعض الثغرات دائماً، بالتالي لا بد من إشراك النساء المسلمات في التوصل إلى تحديدها. فنحن لا نقبل بأن يدعي الرجال بأنهم ينهضون بما يعتقدونه مناسباً للنساء". ويدعم "المجلس الإسلامي البريطاني" هذا الاتجاه، وكذلك يؤكد أنه يشجع على "مزيد من الحوار البناء والمقاربات التي تركز على الحلول، بهدف ضمان مزيد من الحقوق والفرص للنساء المسلمات".

وعلى غرار الحال مع عدد من القضايا الأخرى التي تعني المرأة، فمن المستحيل اعتماد تحسينات ملموسة إذا لم يتخذ الرجال خطوات تحض على ذلك التغيير. فعلى أثر صدور عدد من الشكاوى في حق مسجد "بريك لين"، أجرى أعضاء مجلس إدارته إصلاحات تتعلق بتخصيص مساحة للنساء، بحيث لم يعد على النساء اللاتي يؤمن المسجد أن يسرن في محاذاة المكان الذي تجرى فيه مراسم الجنازات، أو عبر نفق مظلم يؤدي إلى طابق سفلي مخصص لهن. ويوضح معروف أحمد، وهو إمام في المسجد، أن "مدخل النساء بات الآن مجاوراً لمدخل الرجال، إضافة إلى توفير سلالم لنقلهن مباشرة إلى المصلى"، مضيفاً أنه يأمل في توظيف نساء في اللجنة الاستشارية في المستقبل القريب. وأشار أحمد إلى أن التغيير أعطى بالفعل تأثيراً مضاعفاً، ففيما كان المسجد يشهد في السابق زيارة مجموعات من ثلاث أو أربع نساء لأداء صلاة العيد، استقبل في وقت سابق من هذا الشهر مجموعة من 50 امرأة.

ويخلص أحمد إلى أنه "في ما يتعلق بي، اشتغلت على توسعة مسجدي المحلي أخيراً بغية إنشاء مساحة مخصصة للنساء. ويشمل ذلك مدخلاً مزوداً بلافتات، ومرافق للوضوء تظل مفتوحة لجميع الصلوات اليومية. وآمل في أن توفر هذه التوسعة مساحة مجتمعية ملائمة للنساء، وتشكل مكاناً للعبادة بالنسبة إلى الفتيات اليافعات لم يكن موجوداً من قبل. وآمل أيضاً في أن أتمكن ذات يوم من إزالة أي شعور بالعزل داخل المسجد، كنت قد قبلت به في وقت سابق".

* جرى تغيير الأسماء

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 13 يونيو 2022

© The Independent

المزيد من تحلیل