Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تسير إدارة بايدن نحو مزيد من الضعف؟

كاتب بريطاني يراها تمثل إحراجاً للغرب والعالم الحر ويتوقع خسارة الديمقراطيين انتخابات التجديد النصفي للكونغرس

شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن تراجعت بين الناخبين ومراقبون يرون في سياساته إحراجا للغرب (أ ف ب)

في الوقت الذي تتراجع فيه شعبية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بين الناخبين الأميركيين، كما تبين استطلاعات الرأي المتتالية، لا يقتصر التراجع على داخل الولايات المتحدة، بل إن كثيرين في العالم الغربي يرون في الإدارة الديمقراطية بالبيت الأبيض خيبة أمل واضحة. وعلى الرغم من أن أحد أهداف إدارة بايدن الرئيسة، كما روجت في الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي عام 2020، هو "استعادة الدور الأميركي في العالم" عبر بناء "تحالف غربي قوي"، إلا أن "أكثر مشهد محزن في العالم الآن هو الانحدار المذهل للقوة العظمى الغارقة"، كما يقول الكاتب البريطاني نايل غاردنر في مقال له في صحيفة "صنداي تلغراف".

يرى الكاتب، الذي يشغل منصب مدير مركز مارغريت تاتشر للحرية في "مؤسسة التراث" البريطانية، أن "الولايات المتحدة في مسار انحدار حر، فالاقتصاد يتجه نحو الركود مع معدلات التضخم المرتفعة والزيادة الصاروخية في أسعار الوقود والسلع الاستهلاكية، وهبوط أسواق الأسهم الذي يمحو تريليونات الدولارات من صناديق التقاعد الأميركية". إضافة إلى ذلك، زادت الهجرة غير القانونية عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة ليصل العدد إلى مليونين في العام ونصف من عمر إدارة بايدن. كما تشهد المدن الأميركية أعلى معدلات الجريمة منذ عشرات السنين. "مرة أخرى أصبحت الفوضى وعدم احترام القانون من نيويورك إلى لوس أنجليس مشكلة تؤرق الناخب الأميركي"، كما يقول غاردنر.

يزيد من تعقيد المشكلة، أن الإدارة لا تكاد تعترف بها على الرغم من أن "أعراض المرض واضحة للعيان". لذا، تتهاوى ثقة الجماهير العادية في قيادة جو بايدن "الرئيس الذي يعيش حالة إنكار دائمة ويكتفي بلوم منتقديه من مختلف جوانب الطيف السياسي، ويرفض تحمل المسؤولية عن الوضع المتدني للبلاد".

ربما يكون موقف الكاتب، وهو من التيار السياسي المحافظ في بريطانيا، والصحيفة التي تعد أقرب الصحف البريطانية الرئيسة من اليمين السياسي، وراء الحملة على ما يعتبرها كثيرون "إدارة يسارية" في البيت الأبيض، لكن الواقع أن التيارات الليبرالية، سواء في الولايات المتحدة أو في الغرب عموماً، تشارك المحافظين انتقادهم لإدارة الرئيس بايدن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتشير استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة إلى مدى اتساع دائرة عدم الرضا عن إدارة بايدن يوماً بعد يوم. فأقل من ربع الأميركيين الآن يعتقدون أن بلادهم "تسير في الاتجاه الصحيح"، حسب أحدث نتائج متوسط استطلاع "ريال كلير بوليتيسكس". أما مستوى رضا الناخب الأميركي عن الرئيس بايدن فلا يزيد كثيراً على نسبة 40 في المئة، ليصبح أقل الرؤساء الأميركيين شعبية في التاريخ الأميركي الحديث في تلك الفترة المبكرة من الحكم.

ومما يشير إلى أن الحزب الديمقراطي نفسه بدأ يشعر بأن الرئيس جو بايدن وإدارته يمثلون عبئاً على قاعدة الحزب الانتخابية، ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أخيراً عن تمرد داخل الحزب من قبل رموز ليبرالية فيه، تشكك بقدرة جو بايدن على قيادة الحزب في الانتخابات الرئاسية عام 2024. وتعد "نيويورك تايمز" أقرب الصحف الأميركية الرئيسة من اليسار السياسي الأميركي.

يرى الكاتب البريطاني أن التيار اليساري في الحزب الديمقراطي في حقبة رئاسة بايدن قاد أميركا إلى مزيد من الضعف على الساحة الدولية، ويذكر الانسحاب الفوضوي من أفغانستان كمثال على تدهور هيبة القوة العظمى. ويضيف أن الرئيس جو بايدن تزداد عزلته يوماً بعد يوم، ويبدو منفصلاً تماماً عن الشعور العام لأغلب الأميركيين. ويذكر مثالاً بكلمته الأخيرة على متن البارجة في ميناء لوس أنجليس، حيث بدا كلام الرئيس الموجه للشعب "غير مترابط"، حتى إنه كان "من الصعب تصديق أن هذا زعيم العالم الحر يخطب في الأمة بتلك الطريقة في مثل هذه الظروف الاقتصادية المؤلمة".

لكل هذه الأسباب، ليس مستغرباً أن يخسر الحزب الديمقراطي وإدارة الرئيس جو بايدن انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي هذا العام. ويخلص نايل غاردنر إلى أنه "من نواح عدة، فإن رئاسة جو بايدن هي أكثر رئاسة من الهواة في التاريخ الأميركي الحديث. إنها مصدر إحراج على الساحة العالمية". ومع أن الكاتب لم يتعرض للحرب الحالية في أوكرانيا، إلا أن كثيراً من المعلقين في الولايات المتحدة وأوروبا يرون أن سياسة إدارة بايدن تجاه أزمة أوكرانيا تتسم بالمغامرة دون أي "خطة خروج" من الأزمة.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات