Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الحوار السوداني" ينطلق وسط غياب قوى معارضة  

البرهان يصف المبادرة السياسية بـ"الفرصة التاريخية" والمجلس المركزي للحرية والتغيير وحزب الأمة على رأس المقاطعين

الجلسة الافتتاحية من الحوار السياسي السوداني بحضور نائب رئيس مجلس السيادة  (اندبندنت عربية - حسن حامد)

انطلق الأربعاء حوار بين العسكريين وأحزاب سياسية سودانية برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة دول شرق ووسط أفريقيا للتنمية (إيغاد)، لحل الأزمة التي تشهدها البلاد منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، في غياب أطراف رئيسة معارضة، بينها المجلس المركزي للحرية والتغيير، وحزب الأمة القومي والحزب الشيوعي ولجان المقاومة وتيارات ثورية أخرى أعلنت مقاطعتها حضور الجلسة اعتراضاً على مشاركة سياسيين مؤيدين لنظام البشير.

وقالت الوكالة السودانية (سونا) إن المحادثات المنعقدة حالياً في فندق السلام روتانا، وهو واحد من أكبر الفنادق في الخرطوم، تهدف إلى إيجاد حلول للأزمة السودانية والتوافق على كيفية إدارة ما تبقّى من الفترة الانتقالية.

وتشارك مكونات "قوى الحرية والتغيير" (ميثاق التوافق الوطني) ومكونات الجبهة الثورية، إضافة إلى مكونات أحزاب الوحدة الوطنية وممثلين عن حزب المؤتمر الشعبي وقوى سياسية أخرى، وحضر الجلسة الافتتاحية أيضاً نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق محمد حمدان دقلو، وعضوا مجلس السيادة و"اللجنة العسكرية الثلاثية" الفريق أول ركن شمس الدين كباشي والفريق بحري إبراهيم جابر.

وكان السودان دخل في تعقيدات سياسية بعد انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) وإزاحة المكون المدني عن السلطة الانتقالية، فأصبح الانتقال السياسي أكثر تعثراً.

وبدأت المحادثات بجلسة افتتاحية بحضور الأجهزة الإعلامية ثم دخلت الأطراف المختلفة في اجتماعات مغلقة تستمر جلساتها خلال اليوم.

القرار بيد السودانيين

من جانبه، أكد رئيس البعثة الأممية لدعم التحول الديمقراطي في السودان (يونيتامس) فولكر بيرتس في مستهل الجلسة التحضيرية أن "القرار بيد السودانيين وينحصر دور البعثة في تسهيل الحوار من أجل إحداث تغيير حقيقي"، مبيناً أن "أول ما تطرحه الآلية على الحضور هو مدى رغبتهم بإدارة الآلية للمناقشات، أم تفضيلهم أن يتم ذلك بواسطة أحد المشاركين؟".

وأوضح أن "القرار يظل بيد السودانيين من خلال الأسئلة المحددة التي تم التركيز عليها حول مؤسسات الفترة الانتقالية بما في ذلك مجلس السيادة وهويته، وموقع المكون العسكري في تلك المؤسسات".

وأكد بيرتس أنه "جرى التنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية لدعم جهود إخراج السودان من أزمته الحالية"، معرباً عن أمله في أن "تتحقق خطوات إلى الأمام باتجاه حل مستقبلي مستدام للأزمة السودانية الحالية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار إلى "استمرار السعي لرؤية نتائج الحوار خلال الأيام المقبلة بعد خوض مشاورات كثيفة لتسهيله خلال الأسابيع الماضية"، ولفت إلى أنه "بعد انتهاء المحادثات غير المباشرة، اتضح أن الوضع في السودان بات مناسباً للاجتماع المشترك".

وأضاف الممثل الأممي أن "الآلية كانت تتشاور في المراحل الأولى مع الأطراف المختلفة عن العملية في حد ذاتها والإجراءات وأهداف الحوار، وفي مرحلة لاحقة في أبريل (نيسان) الماضي جرت مشاورات غير مباشرة تناولت الترتيبات الدستورية وآلية ومعايير اختيار رئيس الوزراء ومجلس الوزراء، وبرنامج فترة انتقالية تنتهي بانتخابات وشروط إجراء تلك الانتخابات النزيهة".

وأعلن خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم، "من المهم ألا نضيع هذه اللحظة. نطلب من الجميع العمل مع بعضهم بعضاً بحسن نية".

وفي تصريحات سابقة، كان المبعوث الأممي حذر من أن استمرار الوضع الحالي مع الانتهاكات قد يمهد إلى عودة النظام السابق.

فرصة تاريخية

وفي السياق، أكد البرهان عشية انطلاق جلسات الحوار، الثلاثاء، دعم المجلس للعملية التي دعت إليها الآلية الثلاثية وتقديم التسهيلات اللازمة كافة لتهيئة بيئة الحوار.

وشدد البرهان في خطاب تلفزيوني على "الالتزام التام بالعمل مع الجميع للوصول بالمرحلة الانتقالية إلى نهايتها بأسرع ما يمكن، التي تتمثل في انتخابات حرة وشفافة يختار فيها الشعب من يحكمه"، مشيراً إلى أنه "في سبيل تحقيق ذلك، قبلنا ووافقنا ودعمنا العملية التي دعت إليها الآلية الثلاثية، وقدمنا وسنقدم التسهيلات اللازمة لتهيئة البيئة للحوار".

واعتبر رئيس مجلس السيادة الحوار "فرصة تاريخية لاستكمال الفترة الانتقالية وفق ما يرجوه السودانيون"، داعياً "كل المكونات المعنية بهذه المبادرة إلى الاستجابة وعدم الوقوف حجر عثرة في طريق استدامة الانتقال والتحول الديمقراطي"، كما جدد "الالتزام بتنفيذ مخرجات الحوار والنأي بالمؤسسة العسكرية عن المعترك السياسي عقب التوافق الوطني الذي تيسره الآلية الثلاثية أو الانتخابات التي هي الأداة الشرعية لتداول السلطة".

وكان البرهان قرر الأسبوع الماضي رفع حالة الطوارئ التي فرضها عقب الانقلاب العسكري، بهدف "تهيئة المناخ وتنقية الأجواء لحوار مثمر وهادف، يحقق الاستقرار للفترة الانتقالية"

ورحب برتيس بالقرار، وقال إنه "يمكن فعل المزيد". ودعا مبعوث منظمة "إيغاد" إسماعيل وايس الفصائل الغائبة للانضمام إلى الحوار، مؤكداً "مرحب بهم دائماً والباب مفتوح". وأعلن محمد لبات، المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي "نحن كآلية لا يمكننا تصور حل سياسي من دون مشاركة الفصائل الغائبة".

"الحرية والتغيير" تمتنع

ومنذ الاثنين الماضي، قرر المجلس المركزي لـ"الحرية والتغيير" عدم المشاركة في جلسة الحوار المباشر التحضيرية التي تنظمها الآلية الثلاثية، بسبب مشاركة قوى كانت تدعم المكون العسكري وتحالفت مع نظام البشير السابق حتى لحظة سقوطه، وقادت تظاهرات مناهضة للانقلاب خلال الآونة الأخيرة.

وأعلن المجلس إجازة رؤيته حول العملية السياسية، وأساسها إنهاء الانقلاب وتأسيس جديد للمسار المدني الديمقراطي في اجتماع له مطلع الأسبوع الحالي، وقرر بالإجماع عدم المشاركة في جلسة الحوار المباشر، متمسكاً "بضرورة استكمال تهيئة المناخ بإطلاق المعتقلين السياسيين كافة وإيقاف العنف ضد المتظاهرين وإنهاء حال الطوارئ".

حزب الأمة يدخل على خط المقاطعة

وفي السياق، أصدر رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر بياناً في شأن انطلاق الحوار جاء فيه، "إن قيادة الحزب ومؤسساته تؤكد التزام قرار تحالف قوى الحرية والتغيير وقرار الحزب بعدم المشاركة في الحوار، حرصاً منهم على وحدة الصف الوطني والسعي للوصول إلى حلول ذات صدقية تؤدي إلى حل الأزمة الوطنية لا تعقيدها".  وأكد "تقديره العالي لجهود الآلية الثلاثية ومساعيها"، مبيّناً أن "موقف الحزب ينبع من حرصه على جمع الصف وتوحيد الأمة السودانية".

وكانت الآلية الثلاثية بدأت العمل في مارس (آذار) الماضي، وفي أول مرحلة كانت تتشاور مع الأطراف المختلفة عن العملية في سياق حوارات منفردة غير مباشرة.

ومنذ أن أزاح البرهان المدنيين من حكم المرحلة الانتقالية حين نفذ انقلاباً عسكرياً في أكتوبر، يشهد السودان اضطرابات سياسية واقتصادية ويخرج للتظاهر بشكل منتظم آلاف السودانيين في العاصمة ومدن أخرى للمطالبة بعودة الحكم المدني ومحاسبة قتلة المتظاهرين، فيما تقدر لجنة أطباء السودان المركزية أن نحو 100 شخص على الأقل قتلوا وجرح العشرات.

ودفع هذا الوضع كلاً من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي الذي علّق عضوية السودان منذ الانقلاب، ومنظمة "إيغاد" إلى الدعوة لحوار سياسي حتى لا ينهار السودان تماماً "على الصعيدين السياسي والأمني".

المزيد من العالم العربي