Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الشورى السعودي" يتمسك بالعمل عن بعد والحجة "المقاعد"

عاودت القطاعات الرئيسة في البلاد العمل الحضوري إلا أن المجلس ما زال يطبق الإجراءات الاحترازية

يتمسك مجلس الشورى السعودي بعقد جلساته عن بعد على الرغم من عودة جميع القطاعات للعمل الحضوري بما فيها مجلس الوزراء (غيتي)

"إلى أجل غير مسمى"، هكذا ودّع بيان مجلس الشورى السعودي أعضاءه في آخر جلسة له في 2020، قبيل الإغلاق العام الذي طبّقته البلاد حينها، بعد أن عرضوا جهود وزارة الصحة في الإجراءات الاحترازية. وعلى الرغم من عودة الحياة الطبيعية في السعودية بشكل كامل منذ عام، فإن مجلس الشورى لا يزال يعقد جلساته "عن بعد".

وبحسب مصدر في أمانة مجلس الشورى، يرجع سبب عدم العودة الحضورية لأعضاء المجلس، بسبب قرب المسافة بين مقاعد أعضاء المجلس، ما يجعل تطبيق التباعد غير ممكن بحسب رؤية الإدارة العليا في الأمانة.

وأكد أن المجلس يواصل تصدير قرارات مهمة في جلساته، على الرغم من عدم انعقاده بشكل حضوري منذ عامين تقريباً.

الكل عاد إلا "الشورى"

وبدأت السعودية في تطبيق الإجراءات الاحترازية في نهاية فبراير (شباط) 2020، وذلك بإلغاء الدراسة الحضورية، وممارسة الأعمال الحكومية والخاصة "عن بعد"، وأن لا يتجاوز الحضور في مقر المنشأة ربع الموظفين، وأن تكون المسافة بين الموظفين نحو مترين على الأقل مع لبس الكمامة واستخدام المعقم.

وبعد 6 أشهر، بدأت السعودية في رفع الإجراءات تدريجياً، وذلك برفع حضور الموظفين لنحو النصف، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية وحفظ المسافات بين الموظفين.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2020، وصلت أول دفعة للقاح كورونا للسعودية، وبدأت حملات التطعيم، حتى وصل المجتمع للمناعة العامة في شهر مايو (أيار) 2021، لترفع السعودية الإجراءات الاحترازية عن مقار الأعمال الحكومية والخاصة ومباشرة جميع الموظفين حضورياً، ليتبقى شرط المترين بين كل موظف وفي مقاعد الطيران.

وفي شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2021 أعلنت وزارة التعليم العودة الحضورية لطلاب المرحلة المتوسطة والثانوية وطلاب المرحلة العليا، بعد تلقيهم اللقاح، والحرص على المسافات بين الطلاب، لتعلن بفتح جميع مدارسها بشكل كامل حتى المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال في يناير (كانون الثاني) 2022، ليتزامن مع الإعلان الرسمي لوزارة الصحة حول العودة للحياة الطبيعية، وإلغاء شرط المسافات بين المقاعد حتى في شركات الطيران، لتصبح الرحلات تحمل الطاقة الاستيعابية كاملة للمسافرين.

وفي الشهر نفسه يناير عادت جلسات مجلس الوزراء، والتي يرتبط عمل مجلس الشورى بها حضورياً مع العودة الرسمية لجميع الأعمال وإلغاء الإجراءات الاحترازية.

لكن "الشورى" لم يعد

وبالعودة إلى السبب الذي رأته الأمانة للاستمرار بالعمل عن بعد، ألا وهو قرب المسافة بين الأعضاء في المقاعد، يجدر الذكر بأن المسافة بين المقاعد تحت قبة المجلس تبلغ نحو المترين، وذلك من قبل جائحة كورونا، وهي مساوية للمسافة بين مقاعد الطائرات التي اشترطتها الحكومة على شركات الطيران أثناء الجائحة بإلزامهم بترك مقعد فارغ بين المسافرين كشرط لعودة الرحلات على متنها، ومسافة مقاربة للمقاعد الدراسية في فترة التباعد التي طبقت العام الماضي، إلا أن "الشورى" لم يلتزم بشيء مشابه وفضل عدم العودة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واليوم عادت المدارس وشركات الطيران إلى الوضع السابق بإزالة الحد الأعلى وإلغاء مسافة المترين والاقتراب إلى ما هو دون النصف متر، إلا أن المجلس لا يزال يتمسك بعدم العودة لأن مسافة المترين غير كافية صحياً.

إصابات برلمانية عالمية وتعليق حضور سعودي

وبالعودة للقصة البرلمانية مع فيروس كورونا، في مارس (آذار) 2020، عندما بدأت نشرات الأخبار تذيع إصابة أعضاء البرلمانات العالمية، بداية من إصابة 33 عضواً في إيران ووفاة أحدهم، ومن ثم إطلاق صرخة تحذيرية في البرلمانات الأوروبية في فرنسا وألمانيا وإسبانيا بسبب انتشار الإصابات بينهم، حتى أعلن مجلس الشورى السعودي تعليق جلساته إلى أجل غير مسمى.

وعادت جلسات الشورى "عن بعد" في أبريل (نيسان) 2020، في وقت كانت فيه الجهات الحكومية والخاصة في السعودية تباشر أعمالها أيضاً "عن بعد" بسبب الإجراءات الاحترازية التي وضعتها الدولة حينذاك، حتى جلسات مجلس الوزراء.

وكان الأعضاء من أوائل السعوديين الذين حصلوا على التحصين بأولى دفعات لقاح كورونا عبر حملة لتلقي في مقر المجلس بالتعاون مع وزارة الصحة، لتتيح الأمانة العامة بالمجلس تلقي جميع الجرعات لجميع أعضاء ومنسوبي المجلس الراغبين في اللقاح.

السعودية تعلن العودة الطبيعية للحياة

وأعلنت السعودية مطلع 2022، العودة للحياة الطبيعية لتسدل الستار على الإجراءات الاحترازية بشكل كامل والانتهاء من المؤتمرات الصحافية التي تعرض بشكل يومي مستجدات كورونا، معتبرة أنها انتصرت على الفيروس، وتزامن مع الإعلان عودة جلسات مجلس الوزراء وعودة الطلاب في المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال.

والمفارقة أن المجلس أشاد في بيان بجهود وزارة الصحة في الإجراءات الاحترازية، وبالعودة للحياة الطبيعية والانتصار على الجائحة، إلا أن المجلس لا يزال يعلق جلساته الحضورية إلى أجل غير مسمى، وما زالت الجلسات تُدار عبر الشاشات من المنازل.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي