Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بايدن يستبعد إرسال صواريخ "بعيدة المدى" لأوكرانيا... وروسيا تعتبره "قراراً عقلانياً"

الحلف الأطلسي في حل من التزاماته السابقة بعدم نشر قوات في أوروبا الشرقية

استبعد الرئيس الأميركي، جو بايدن، الاثنين 30 مايو (أيار)، تسليم أوكرانيا أنظمة قاذفات صواريخ بعيدة المدى قادرة على بلوغ روسيا، على الرغم من المطالب المتكررة من كييف للحصول على هذه الأسلحة.

وقال بايدن، للصحافيين بعد أن عاد إلى البيت الأبيض من قضاء عطلة نهاية الأسبوع في ديلاوير، "لن نرسل لأوكرانيا أنظمة صواريخ" يمكنها أن تصل إلى الداخل الروسي.

روسيا ترحب

من جانبه، وصف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، الاثنين، قرار واشنطن عدم إرسال أنظمة صواريخ إلى أوكرانيا يمكنها أن تصل إلى روسيا بأنه "عقلاني".

وسعى مسؤولون أوكرانيون للحصول على أنظمة بمدى أطول تعرف باسم أنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق "أم أل آر أس" التي يمكنها أن تطلق وابلاً من الصواريخ يقطع مئات الأميال.

وذكرت شبكة "سي أن أن"، وصحيفة "واشنطن بوست"، الجمعة، أن إدارة بايدن تميل إلى إرسال هذا النظام ونظام آخر يعرف اختصاراً باسم "إتش آي أم إيه آر أس" سريع النقل في إطار حزمة مساعدات عسكرية أكبر لأوكرانيا. ولم يتضح ما هو النظام الصاروخي، الذي كان بايدن يشير إليه في تصريحاته.

وحثت الحكومة الأوكرانية الغرب على تزويدها بأسلحة أطول مدى حتى تتمكن من قلب موازين الحرب، التي دخلت شهرها الرابع. وقال مسؤولون أميركيون، إنه يجري بحث إرسال مثل تلك الأسلحة.

وقتل الآلاف في أوكرانيا وتشرد الملايين منذ بدأت روسيا الاجتياح العسكري في 24 فبراير (شباط).

البنية الأساسية في سيفيرودونيتسك دمرت بالكامل

من ناحية أخرى، قال سيرغي جايداي حاكم منطقة لوغانسك، اليوم الإثنين 30 مايو (أيار)، إن القوات الروسية تتقدم إلى مدينة سيفيرودونتسك من الضواحي، مضيفاً للتلفزيون الأوكراني، "للأسف لدينا أنباء مخيبة للآمال، العدو يتقدم إلى المدينة".

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال، إن القصف الروسي دمر كافة منشآت البنية التحتية الحيوية في مدينة سيفيرودونيتسك، مشيراً إلى أن الاستلاء على المدينة أصبح يمثل الآن "الهدف الرئيس" للروس.

وقال زيلينسكي في خطاب نقله التلفزيون، "نتيجة للقصف الروسي على سيفيرودونيتسك دُمرت كل منشآت البنية التحتية الرئيسة... تم تدمير أكثر من ثلثي المساكن بالمدينة". وأضاف، "الاستلاء على سيفيرودونيتسك بات هدفاً رئيساً لوحدات الاحتلال".

وتوجه الرئيس الأوكراني الأحد، للمرة الأولى منذ بدء الهجوم الروسي إلى شرق البلاد، فيما تحكم القوات الروسية قبضتها على المدن الرئيسة في منطقة دونباس.

ووفق صور نشرتها على الإنترنت الرئاسة الأوكرانية، يمكن رؤية زيلينسكي مرتدياً سترة واقية من الرصاص ومحاطاً بجنود مسلحين، يزور أنقاض المباني المدمرة في خاركيف (شمال شرق)، ثاني كبرى مدن البلاد، ومحيطها.

وكتب زيلينسكي في منشور مرافق لمقطع فيديو عن زيارته عبر تطبيق "تلغرام" "2229 منزلاً مدمراً في خاركيف وفي المنطقة. سنرمم وسنعيد الإعمار وسنعيد الحياة، إلى خاركيف وكافة المدن والقرى الأخرى حيث أتى الشر".

وقال، "في هذه الحرب، يحاول المحتلون الحصول على نتيجة مهما كانت. لكن يجب أن يدركوا منذ وقت طويل أننا ندافع عن أرضنا حتى النهاية. لن تكون لديهم أي فرصة. سنقاتل وسنربح".

وفي وقت لاحق، أعلن زيلينسكي أنه أقال رئيس الأجهزة الأمنية في خاركيف، "لأنه لم يعمل من أجل الدفاع عن المدينة".

وقال زيلينسكي في خطابه الوطني اليومي عقب الزيارة "لقد أقلت رئيس الأجهزة الأمنية الأوكرانية في منطقة خاركيف لأنني أدركت أنه لم يعمل من أجل الدفاع عن المدينة منذ الأيام الأولى للحرب، لكنه فكر فقط في نفسه".

وأضاف، "لقد خسرت روسيا، ليس فقط معركة خاركيف، ليس فقط معركة الدفاع عن كييف وشمال البلاد بل أيضاً مستقبلها وكل روابطها الثقافية مع العالم الحر".

ثلاثة أشهر

وبعد أكثر من ثلاثة أشهر على الهجوم الذي شنته روسيا على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، يبدو أن الصراع سيطول رغم محاولات الوساطة.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله الأحد، إن "تحرير" دونباس في شرق أوكرانيا هي "أولوية غير مشروطة" بالنسبة لموسكو بينما يمكن لمناطق أوكرانية أخرى تقرير مصيرها بنفسها.

وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن لافروف قال في مقابلة مع محطة "تي أف1" الفرنسية "تحرير منطقتي دونيتسك ولوغانسك، اللتين يعترف بهما الاتحاد الروسي كدولتين مستقلتين، هو أولوية غير مشروطة".

وأضاف بالنسبة لباقي المناطق في أوكرانيا "على الناس أن يقرروا مصيرهم في تلك المناطق".

صحة بوتين

ونفى لافروف التكهنات بأن الرئيس فلاديمير بوتين مريض، قائلاً إنه لا توجد أي إشارات تدل على إصابته بأي مرض. وتعد صحة بوتين وحياته الخاصة من المواضيع المحرمة في روسيا التي لا يتم التطرق إليها في الأماكن العامة.

ورداً على سؤال بهذا الشأن من محطة "تي أف 1"، قال لافروف، "لا أعتقد أن الأشخاص العقلاء يمكن أن يروا في هذا الشخص علامات مرض أو اعتلال". وأشار لافروف إلى أن بوتين الذي سيبلغ السبعين في أكتوبر (تشرين الأول) يظهر بشكل علني "بشكل يومي".

وقال لافروف في تعليقات نشرتها وزارة الخارجية الروسية، "يمكنكم مشاهدته على الشاشات وقراءة خطاباته والاستماع إليها"، مضيفاً "أترك الأمر لضمير هؤلاء الذين ينشرون هذه الشائعات".

وأمر بوتين الذي يحكم روسيا منذ أكثر من عقدين بإرسال قواته إلى أوكرانيا في 24 فبراير، حيث أودى الهجوم الروسي بحياة الآلاف وتسبب بأكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

مقتل صحافي

من جهة أخر، قُتل صحافي فرنسي الإثنين، في أوكرانيا بقصف روسيّ استهدف آليّة لإجلاء مدنيين من شمال أوكرانيا، وفق السلطات الفرنسية والأوكرانية.
وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تويتر "كان فريدريك لوكلير إيمهوف في أوكرانيا ليظهر للعالم حقيقة الحرب". وأضاف "كان في حافلة للإجلاء برفقة مدنيين أُجبروا على الفرار من القصف الروسي، وأُصيب إصابة قاتلة".
وأفادت محطة "بي أف أم" الإخبارية التلفزيونية، حيث يعمل لوكلير إيمهوف، أنّه يبلغ من العمر 32 عاماً، وكان في مهمة ثانية لتغطية الحرب في أوكرانيا.
وكان الصحافي الفرنسي قرب مدينة سيفيرودونيتسك في شمال أوكرانيا، التي تتعرّض في الأسابيع الأخيرة لقصف القوات الروسية المتقدمة باتجاهها، كما أعلنت السلطات الفرنسيّة والأوكرانيّة في بيانين منفصلين.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا التي زارت كييف الاثنين، إن الصحافي الفرنسي فريدريك لوكلير إيمهوف "قُتل بقصف روسي استهدف عملية إنسانية" في شرق أوكرانيا.
وكتبت كولونا على تويتر "أشعر بحزن عميق وصدمة لموت مواطننا فريدريك لوكلير إيمهوف الذي قُتل بقصف روسي استهدف عملية إنسانية أثناء قيامه بواجبه الإعلامي" قائلةً إنها "جريمة مزدوجة تستهدف قافلة إنسانية وصحافي".
وأضافت "تحدّثت مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي للاستفسار، وأكّد لي دعمه ومساعدته".
وأفادت محطة "بي أم أف" أن مراسلها أصيب بشظيّة، وجرح زميله ماكسيم براندستايتر. ولم تصَب مساعدتهما أوكسانا لوتا.
وقُتل 8 صحافيين على الأقل خلال تغطيتهم الحرب في أوكرانيا وفق منظمة "مراسلون بلا حدود" غير الحكوميّة المدافِعة عن حرية الصحافة.

من حق الحلف الانتشار في أوروبا الشرقية

على خط آخر، اعتبر نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" أن الحلف في حل من التزاماته السابقة بعدم نشر قوات في أوروبا الشرقية، وأفاد ميرتشيا جيوانا وكالة الصحافة الفرنسية بأن موسكو بمهاجمتها أوكرانيا "أفرغت" القانون التأسيسي للعلاقات المشتركة والتعاون والأمن بين روسيا و"الناتو" من مضمونه.

وتوافق الطرفان بموجب القانون التأسيسي الموقع عام 1997 على العمل "لمنع أي تحشيد للقوات التقليدية يشكل تهديداً محتملاً في مناطق متفق عليها في أوروبا تشمل أوروبا الوسطى والشرقية".

وقال جيوانا في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا، "اتخذوا قرارات وتعهدات هناك بعدم الاعتداء على الجيران، وهو ما يفعلونه الآن، وأيضاً بإجراء مشاورات منتظمة مع الناتو، وهو ما لا يفعلونه"، وأضاف، "أعتقد أن هذا القانون التأسيسي هو مبدئياً معطل بسبب روسيا"، مشيراً إلى أن روسيا ابتعدت فعلياً عن شروط اتفاقية عام 1997، وتابع جيوانا، "الآن، لا قيود على أن يكون لدينا وجود قوي في الجناح الشرقي وضمان أن كل بوصة من أراضي الناتو محمية بموجب البند الخامس وحلفائنا".

وينص البند الخامس من معاهدة حلف شمال الأطلسي على أن أي اعتداء مسلح ضد عضو أو أعضاء من الحلف، في أوروبا أو أميركا الشمالية، يعد عدواناً عليهم جميعاً، ولم يذكر جيوانا تفاصيل عن أي نشر مخطط له لقوات، لكنه توقع "وجوداً قوياً ومرناً ومستداماً".

الاتحاد الأوروبي يخفق في الاتفاق على مقاطعة النفط الروسي

وسط هذه الأجواء، قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن حكومات الدول الأعضاء أخفقت في التوصل إلى اتفاق الأحد، حول مقاطعة النفط الروسي لكنها ستواصل المفاوضات، صباح الاثنين، بينما تحاول إعداد اتفاق في وقت مناسب لقمة الاتحاد الأوروبي التي ستعقد بعد ظهر الغد.

ويقضي الاقتراح الذي تناقشه الآن الدول الأعضاء بحظر النفط الروسي الذي تتسلمه عن طريق البحر بحلول نهاية العام الجاري لكنه يتضمن استثناء للنفط الذي يمر في خط أنابيب دروعبا الروسي الذي يزود المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك بالنفط.

تسهيل عبور القمح

ومن ناحية أخرى، قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي اليوم الاثنين، بأن روسيا مستعدة لتسهيل العبور البحري غير المقيد لصادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية بالتنسيق مع تركيا.

ويصل نصيب روسيا وأوكرانيا معاً من صادرات القمح العالمية إلى 29 في المئة، أغلبها عبر البحر الأسود، ومن صادرات زيت دوار الشمس العالمية 80 في المئة. كما أن أوكرانيا مصدر كبير للذرة.

وأكد بوتين مجدداً أن روسيا قد تصدر كميات كبيرة من الأسمدة والمواد الغذائية في حالة رفع العقوبات المفروضة عليها، وفقاً لبيان نشره الكرملين عن المحادثة الهاتفية مع أردوغان.

وأضاف الكرملين "خلال مناقشة الوضع في أوكرانيا، تم تأكيد ضمان الملاحة الآمنة في البحر الأسود وبحر آزوف والقضاء على التهديد من الألغام في مياههما".

وتابع البيان "أشار فلاديمير بوتين إلى استعداد الجانب الروسي لتسهيل العبور البحري غير المقيد للبضائع بالتنسيق مع الشركاء الأتراك. وهذا ينطبق أيضاً على صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية".

وتسبب الاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا في اضطراب سوق الحبوب، مما دفع العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو إلى الوصول لمستويات ارتفاع قياسية في مارس (آذار) وسط مخاوف بشأن الإمدادات.

وتتوقع موسكو محصولاً قياسياً هذا العام وشحن الصادرات من موانئ روسيا المفتوحة على البحر الأسود، بينما تظل الموانئ الأوكرانية تحت حصار البحرية الروسية.

المزيد من دوليات