Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زيارة زيلينسكي لخاركيف تطيح رئيس الأجهزة الأمنية فيها

الرئيس الأوكراني يعلن دمار البنية الأساسية في سيفيرودونيتسك والروس يتقدمون في دونباس

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد 29 مايو (أيار)، إن القصف الروسي دمّر منشآت البنية التحتية الحيوية كافة في مدينة سيفيرودونيتسك، مشيراً إلى أن الاستلاء على المدينة أصبح يمثل الآن "الهدف الرئيسي" للروس.

وقال زيلينسكي في خطاب نقله التلفزيون، "نتيجة للقصف الروسي على سيفيرودونيتسك دُمرت كل منشآت البنية التحتية الرئية... تم تدمير أكثر من ثلثي المساكن بالمدينة". وأضاف، "الاستلاء على سيفيرودونيتسك بات هدفاً رئيساً لوحدات الاحتلال".

وبعد زيارة إلى لقوات بلاده على الخطوط الأمامية في منطقة خاركيف بشمال شرقي البلاد، الأحد، أعلن زيلينسكي إقالة رئيس الأجهزة الأمنية في خاركيف لأنه "لا يعمل من أجل الدفاع عن المدينة".

وقال صحافي من "رويترز"، إن دوي انفجارات عدة سمع في خاركيف بعد ساعات من زيارة زيلينسكي. وشوهد عمود ضخم من الدخان الأسود يتصاعد في شمال شرقي المدينة التي تتعرض للقصف الروسي منذ أيام، بعد هدوء نسبي على مدى أسابيع.

وتشكل زيارة الرئيس الأوكراني لخاركيف أول ظهور رسمي له خارج منطقة كييف منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط).

ونقل موقع مكتب الرئيس على الإنترنت عنه قوله للجنود، "أنتم تخاطرون بحياتكم من أجلنا جميعاً ومن أجل بلادنا"، مضيفاً أنه أثنى عليهم ومنحهم هدايا.

وكتب زيلينسكي في منشور مرافق لمقطع فيديو عن زيارته عبر تطبيق "تلغرام"، "2229 منزلاً مدمّراً في خاركيف وفي المنطقة. سنرمّم وسنعيد الإعمار وسنعيد الحياة، إلى خاركيف وكل المدن والقرى الأخرى حيث أتى الشرّ".

وقال "في هذه الحرب، يحاول المحتلّون الحصول على نتيجة مهما كانت. لكن يجب أن يدركوا منذ وقت طويل أننا ندافع عن أرضنا حتى النهاية. لن تكون لديهم أي فرصة. سنقاتل وسنربح".

تصاعد الوضع في لوغانسك

وتدور معارك ضارية في شرق أوكرانيا للسيطرة على منطقة دونباس حيث تهدد القوات الروسية مدينتي سيفيرودونيتسك وجارتها ليسيتشانسك، بعد إعلان موسكو السيطرة على بلدة ليمان الإستراتيجية.

وقال مسؤولون إن القوات الأوكرانية تصدت الأحد لهجوم روسي على سيفيرودونيتسك، أكبر مدينة تسيطر عليها القوات الأوكرانية في إقليم لوغانسك بمنطقة دونباس في الشرق، لكنها واجهت كذلك زخات من قذائف المدفعية الثقيلة.

وقال سيرغي غايداي، حاكم منطقة لوغانسك، إن القصف مكثف لدرجة أنه لم يعد من الممكن تقييم أحدث الخسائر والأضرار، فيما دُمر عشرات المباني في الأيام القليلة الماضية. وأضاف "الوضع تصاعد بشدة".

وأضاف غايداي أن "الوضع يزداد سوءاً في ليسيتشانسك"، وقال عبر "تلغرام" إن "قذيفة روسية سقطت على مبنى سكني وقتلت فتاة على الفور ونُقل أربعة مصابين إلى المستشفيات".

وحثت الحكومة الأوكرانية الغرب على تزويدها بأسلحة أبعد مدى من أجل إحداث تحول في اتجاه الحرب التي دخلت شهرها الرابع.

وأصبحت معركة سيفيرودونيتسك التي تقع على الجانب الشرقي لنهر سيفرسكي دونيتس، محور اهتمام روسيا التي تحقق مكاسب كبيرة، وإن كانت بطيئة، في منطقة دونباس التي تضم إقليمي لوغانسك ودونيتسك.

وقال غايداي إن القوات الروسية تمركزت في فندق على الطرف الشمالي لمدينة سيفيرودونيتسك. وأضاف، "لا يمكنهم التقدم إلى داخل المدينة لكننا لا نستطيع في الوقت الراهن دفعهم خارج الفندق".

معركة سيفيرودونيتسك

وقال محللون من معهد دراسات الحرب في واشنطن، إن الروس لم يتمكنوا بعد من تطويق المدينة وإن المدافعين الأوكرانيين كبدوهم "خسائر فادحة". وقالوا في بيان إن الأوكرانيين أنفسهم تكبدوا خسائر جسيمة كذلك.

وتابعوا، "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تسبب في معاناة مروعة للأوكرانيين ويطالب شعبه بتضحيات هائلة في محاول للسيطرة على مدينة لا تستحق هذا الثمن الباهظ، حتى بالنسبة له".

وأدى تركيز روسيا على سيفيرودونيتسك إلى تحويل الموارد من جبهات قتال أخرى، لذلك لم يحققوا مكاسب في مناطق أخرى. وقال المحللون، "الغزو الروسي لأوكرانيا الذي كان يهدف إلى السيطرة على البلد بكامله واحتلاله تحول إلى هجوم دموي يائس للسيطرة على مدينة واحدة في الشرق مع الدفاع عن مكاسب مهمة ولكن محدودة في الجنوب والشرق".

وقال الرئيس الأوكراني إن الوضع العسكري في دونباس، التي يسيطر انفصاليون مدعومون من روسيا على أجزاء منها، معقد للغاية، وأضاف أن الدفاعات صامدة في بعض المناطق منها سيفيرودونيتسك وليسيكانسك. وتابع، "الوضع صعب بدرجة لا توصف وأشعر بالامتنان لكل من تحملوا هذا الهجوم".

وتقع سيفيرودونيتسك على بعد حوالى 60 كيلو متراً من ليمان على الجانب الشرقي من النهر وهي أكبر مدينة في دونباس لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا وتتعرض الآن لهجوم عنيف من الروس، وقالت الشرطة الأوكرانية في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، "سيفيرودونيتسك تتعرض لنيران العدو بشكل مستمر".

المكاسب الروسية

ومن جهة أخرى، قالت القيادة العسكرية الأوكرانية إن قواتها تتصدى لهجوم في منطقة خيرسون الجنوبية التي تحتل روسيا أغلبها.

وقالت القيادة في إفادتها اليومية إن القوات الأوكرانية دفعت القوات الروسية للتقهقر وأجبرتها على اتخاذ "مواقع دفاعية" قرب نهر بيفديني بوه بعد هجوم مضاد مماثل في ثلاث قرى على الحدود مع إقليم ميكولايف المجاور. ولم تورد القيادة مزيداً من التفاصيل. ولم يتسنَ لـ"رويترز" التحقق من هذه المعلومات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت إدارة إقليم ميكولايف إن مناطق سكنية في المدينة التي تحمل الاسم نفسه تعرضت للقصف صباح الأحد، مما أدى إلى مقتل مدني واحد وإصابة ستة على الأقل.

في المقابل، نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها الأحد، إن صواريخ روسية دمرت ترسانة أسلحة ضخمة تابعة للجيش الأوكراني في مدينة كريفي ريه بوسط أوكرانيا.

ونسبت "تاس" للوزارة قولها إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت طائرة مقاتلة أوكرانية "سوخوي-25" في منطقة دنيبرو.

وتشير المكاسب الروسية، وإن كانت بطيئة، في الأيام الماضية، إلى تحول في الحرب التي دخلت الآن شهرها الرابع، ويبدو أن القوات الغازية على وشك السيطرة على كل منطقة لوغانسك بالكامل في دونباس، وهو أحد أهداف الحرب الأكثر تواضعاً التي وضعها الكرملين بعد تخلّيه عن هجومه على كييف في مواجهة المقاومة الأوكرانية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها والقوات الانفصالية المتحالفة معها تسيطران الآن بشكل كامل على ليمان، موقع تقاطع للسكك الحديدية وتقع غرب نهر سيفرسكي دونيتس في منطقة دونيتسك المجاورة للوغانسك، لكن هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني قالت، إن معركة ليمان مستمرة.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تقريرها المخابراتي اليومي، إنه إذا نجحت روسيا في السيطرة على لوغانسك ودونيتسك، فمن المرجح أن ينظر الكرملين إلى ذلك على أنه "إنجاز سياسي جوهري" يمكن استخدامه لتبرير الحرب أمام الشعب الروسي.

لا يمكن الوثوق في أي اتفاق مع روسيا

قال مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي والمفاوض الأوكراني ميخائيلو بودولياك، إنه لا يمكن الوثوق في أي اتفاق مع روسيا، مضيفاً أن القوة وحدها هي التي يمكنها وقف الهجوم الروسي، وكتب في رسالة على تطبيق "تلغرام"، "أي اتفاق مع روسيا لا يساوي شيئاً. هل يمكن التفاوض مع بلد يكذب دائماً باستخفاف وبأسلوب دعائي؟".

وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهام بالمسؤولية عن تعثر محادثات السلام، وكانت آخر جولة مفاوضات مباشرة معروفة بين الجانبين في 29 مارس (آذار)، وقال الكرملين، في وقت سابق من هذا الشهر، إن أوكرانيا لا تظهر أي رغبة في مواصلة محادثات السلام، في حين اتهم مسؤولون في كييف روسيا بالمسؤولية عن عدم إحراز تقدم.

وفي مقابلة تلفزيونية، قال زيلينسكي إنه يعتقد أن روسيا ستوافق على المحادثات إذا كان بإمكان أوكرانيا استعادة كل الأراضي التي فقدتها منذ بدء الهجوم في 24 فبراير.

ومع ذلك، استبعد زيلينسكي فكرة استخدام القوة لاستعادة كل الأراضي التي خسرتها أوكرانيا أمام روسيا منذ عام 2014، والتي تتضمن كذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في ذلك العام. وقال، "لا أعتقد أنه يمكننا استعادة كل أراضينا بالوسائل العسكرية. إذا قررنا السير على هذا النحو، فسوف نفقد مئات الآلاف من الناس".

وبعد أكثر من ثلاثة أشهر على بدء الهجوم الروسي، طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز من الرئيس الروسي خلال مكالمة هاتفية السبت، الدخول في "مفاوضات مباشرة جدية" مع نظيره الأوكراني، وإطلاق سراح 2500 مقاتل أوكراني كانوا متحصنين في مجمع آزوفستال الصناعي في ماريوبول وسلموا أنفسهم إلى القوات الروسية.

من جهته، أكد بوتين بحسب ما أفاد الكرملين، بأن روسيا تبقى "منفتحة على استئناف الحوار" مع كييف لتسوية النزاع المسلح، في حين أن مفاوضات السلام مع أوكرانيا متوقفة منذ مارس.

"أرسلوا السلاح"

وأبدى زيلينسكي أمله في أن تزوده الدول الحليفة بالسلاح المطلوب بشدة لخوض القتال، وقال إنه يتوقع "أخباراً طيبة" في الأيام القليلة المقبلة.

وبدأت أوكرانيا في تلقي صواريخ "هاربون" المضادة للسفن من الدنمارك ومدافع "هاوتزر" الأميركية ذاتية الدفع، وفقاً لما ذكرته وزارة الدفاع السبت.

ودعا بودولياك مجدداً إلى تسليم قاذفات الصواريخ المتعددة بعيدة المدى أميركية الصنع.

وقال مسؤولون أميركيون، إن إرسال مثل هذه الأنظمة يتم النظر فيه بجدية، ومن المحتمل اتخاذ قرار في الأيام المقبلة.

وكتب بودولياك على "تويتر"، "من الصعب القتال عندما تتعرض للهجوم من على بعد 70 كيلو متراً، وليس لديك ما ترد به. باستطاعة أوكرانيا أن تعيد روسيا خلف الستار الحديدي، لكننا نحتاج إلى أسلحة فعالة من أجل القيام بذلك".

وفي هذا السياق، قالت الإذاعة العامة البولندية الأحد، نقلاً عن مصدر حكومي، إن بولندا قدمت 18 مدفعاً من نوع "هاوتزر" ذاتي الحركة من طراز "أيه إتش إس كراب" لأوكرانيا. وذكرت الإذاعة أن بولندا دربت أيضاً 100 من رجال المدفعية الأوكرانيين على تشغيل مدافع الهاوتزر.

وإلى الآن، لم يرد المتحدث باسم الحكومة البولندية وكذلك وزارة الدفاع الأوكرانية على طلب التعليق.

كنيسة أوكرانيا تقطع علاقتها بروسيا

أكّد بطريرك موسكو كيريل، الأحد، أنه "يتفهّم" قرار كنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية التي أعلنت هذا الأسبوع قطع الروابط مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية على خلفية الحرب على أوكرانيا.

وقال البطريرك كيريل خلال قدّاس الأحد في "كاتدرائيّة المسيح المخلّص" في موسكو، "نتفهّم جيّداً معاناة الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، نفهم أنه على غبطة المتروبوليت أونوفري (رئيس الكنيسة) وأساقفته التصرّف بأكبر قدر من الحكمة كي لا يعقّدوا حياة رعيتهم".

وأعلنت كنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية التابعة لبطريركية موسكو قطع الروابط مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، معلنةً "الاستقلال الكامل" في خطوة تاريخية مناهضة للسلطات الروحية في روسيا.

ليتوانيون يقدمون مسيّرة لأوكرانيا

جمع ليتوانيون أكثر من خمسة ملايين يورو خلال حملة تبرّع لشراء طائرة مسيّرة قتالية لأوكرانيا، لمساعدة البلاد في الدفاع عن أراضيها.

وتم جمع الأموال اللازمة لشراء طائرة مسيّرة تركية من طراز "بيرقدار تي بي.2" خلال ثلاثة أيام ونصف يوم في حملة تبرّع انتهت ليل السبت، نظّمت في الدولة الواقعة في منطقة البلطيق والبالغ عدد سكانها 2.8 مليون نسمة.

وقال مطلق المبادرة ومؤسس القناة التلفزيونية المحلية التي تبث عبر الإنترنت "لايسفس تي.في" أندريوس تابيناس، "إنها على الأرجح المرة الأولى في التاريخ التي يتمكّن فيها مواطنو دولة من شراء أسلحة ثقيلة بهذا الحجم لدولة أخرى".

وأشارت القناة التلفزيونية إلى أنها ستحوّل المبلغ الذي تم جمعه إلى وزارة الدفاع الليتوانية التي ستتولى شراء الطائرة المسيّرة والذخائر اللازمة.

والأحد أعلن وزير الدفاع أرفيداس أنوشوسكاس أن معاونه سيتوجّه إلى تركيا مطلع الأسبوع المقبل لتوقيع خطاب نوايا على صلة بعملية الشراء. وأكد الوزير للصحافيين أن الأمر "سيتطلب تحضير كثير من المستندات"، مضيفاً "نتوقع تعاون الجميع".

المزيد من دوليات