أثارت اقتراحات وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر بأن تقدم كييف تنازلات لموسكو بغية إنهاء الحرب انتقادات لاذعة في أوكرانيا، إذ أكد وزير خارجيتها دميترو كوليبا أن سياسة التنازلات "فشلت".
وقال وزير الخارجية الأوكراني خلال لقاء في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، الأربعاء الـ 26 من مايو (أيار)، إن "تقديم التنازلات بين عامي 2014 و2022 فشل، مما أدى في النهاية إلى أكبر حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وإن فشل الأمر مرة سيشفل مرة ثانية"، مشيراً إلى أن حرب أوكرانيا "ليست نسخة عن أي حرب سابقة".
ورداً على سؤال عن إمكان التوصل إلى سلام مع روسيا عبر التفاوض، قال كوليبا "لو كانت روسيا تفضل الحوار على الحرب لكانت تصرفت بشكل مختلف".
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتقد بدوره بشدة الاقتراحات بأن تتخلى بلاده عن أراض وتقدم تنازلات لإنهاء الحرب مع روسيا، قائلاً إن الفكرة تشبه محاولات استرضاء ألمانيا النازية عام 1938.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واقترح كيسنجر هذا الأسبوع في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أن تسمح أوكرانيا لروسيا بالاحتفاظ بشبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014.
وقالت هيئة تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" في الـ 19 من مايو الحالي، إن التوصل إلى سلام من طريق التفاوض قد يتطلب اتخاذ كييف بعض القرارات الصعبة، نظراً إلى أن تحقيق نصر عسكري حاسم ليس بالأمر الواقعي.
وقال زيلينسكي عبر كلمة مصورة في وقت متأخر الأربعاء، "مهما فعلت الدولة الروسية فستجدون دوماً شخصاً يقول دعونا نأخذ مصالحها في الاعتبار". وتابع، "يتكون لديكم انطباع بأن تقويم السيد كيسنجر لا يشير إلى عام 2022 وإنما إلى عام 1938، وأنه يعتقد أنه يخاطب جمهوراً ليس في دافوس وإنما في ميونيخ في ذلك الوقت".
ووقعت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا عام 1938 اتفاقاً في ميونيخ منح الديكتاتور النازي أدولف هتلر أراضي في ما كانت آنذاك دولة تشيكوسلوفاكيا، ضمن محاولة فاشلة لإقناعه بالتوقف عن مواصلة التوسع في ضم الأراضي.
وقال زيلينسكي، "ربما كتبت (نيويورك تايمز) أيضاً شيئاً مشابهاً عام 1938، لكن اسمحوا لي بأن أذكركم أنه عام 2022 الآن".
وأضاف، "هؤلاء الذين ينصحون أوكرانيا بمنح روسيا شيئاً، هذه الشخصيات الجيو-سياسية العظيمة لا ترى أبداً أشخاصاً عاديين، أوكرانيين عاديين، ملايين يعيشون على الأراضي التي يقترحون تقديمها في مقابل سلام وهمي".