Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا موانئ أوكرانيا مهمة في تحديد أسعار المواد الغذائية عالميا؟

إن خطوط الإمداد العالمية المهمة –وقدرة الأسر على الوصول إلى المواد الغذائية الكافية المقبولة السعر– ستشل لعدة سنوات في غياب الوصول الحر إلى أماكن مثل أوديسا

مستجيبون أوائل يحاولون إزالة الأنقاض في منطقة أوديسا ("وكالة الصحافة الفرنسية" عبر غيتي)

في حرب روسيا على أوكرانيا، تحول المعروض العالمي من المواد الغذائية إلى سلاح استراتيجي. فأوكرانيا واحدة من "سلال الخبز" العالمية – هي البلد الأول في تصدير زيت عباد الشمس وجهة توريد رئيسة للقمح والذرة.

ويخنق الحصار المفروض على موانئ أوكرانيا الإمدادات المهمة من هذه المحاصيل الموجهة إلى العالم ويدفع بالسكان الأقل حظوةً في البلدان النامية إلى خطر المجاعة: قبل الغزو كانت أوكرانيا وروسيا تزودان معاً 100 في المئة من واردات الصومال من القمح، و80 في المئة من واردات مصر من القمح، و75 في المئة من واردات السودان من القمح.

وبلغت أسعار المواد الغذائية العالمية أعلى مستوياتها على الإطلاق منذ غزو روسيا، وتكابد الأسر في مختلف بلدان العالم العواقب. وتعاني الوكالات الإنسانية لا من أجل الوصول إلى أولئك الذين يعانون نقصاً حاداً في الإمدادات الأساسية في أوكرانيا ذاتها فحسب، بل أيضاً من أجل الحفاظ على عملياتها في أجزاء أخرى من العالم مع تسجيل أسعار المواد الغذائية والطاقة ارتفاعاً هائلاً.

ومن المتوقع أن يتفاقم أثر الغزو في الأمن الغذائي العالمي إلى درجة كبيرة. فحقول أوكرانيا تحصد عادة في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز)، في حين تكر سبحة الصادرات طيلة النصف الثاني من العام. وتتوقع الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 30 في المئة من المحصول المعتاد إما لم يزرع أو لن يحصد – مع اضطرار كثر إلى القتال أو التخلي عن أراضيهم، وسيعاني آخرون في الحصول على الأسمدة والوقود اللازم لتشغيل الآلات الزراعية. وقلصت الحرب محصول هذا العام، ولا يزال الضرر الذي لحق بقدرة أوكرانيا على إمداد الأسواق العالمية في مواسم مقبلة أكثر إثارة للقلق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في محاصرة أوديسا – القناة [المحطة] الرئيسة للصادرات في البلاد– والموانئ المحيطة، واحتلال المدن الساحلية الكبرى الأخرى ومحاصرتها، قطعت روسيا الروابط البحرية [حلقات الاتصال البحري] بين أوكرانيا والعالم. ويسعى الاتحاد الأوروبي الآن إلى إخراج المواد الغذائية من أوكرانيا بالطرق البرية، لكنه يواجه عقبات كبرى في تحقيق هذه الغاية، ذلك أن الطرق والسكك الحديد في أوكرانيا تعاني نقصاً شديداً في التمويل والصيانة، كان نقل البضائع في مختلف أنحاء البلاد تحدياً حتى قبل الحرب، ومنذ ذلك الوقت أصبحت هذه الشرايين التجارية هدفاً للقصف الروسي. فالشحنات التي تصل إلى الحدود تواجه تأخيرات طويلة أثناء تفريغها وإعادة تحميلها، هذه خطوة ضرورية لأن العديد من مسارات السكك الحديد الموروثة من الحقبة السوفياتية في أوكرانيا غير متوافقة مع مسارات الاتحاد الأوروبي.

ويبدو أن استهداف فلاديمير بوتين للمدن الساحلية استراتيجياً [له غايات استراتيجية] إلى حد كبير. فهذا يعطي روسيا نفوذاً مهماً على المجتمع الدولي، تقابل النداءات من الأمم المتحدة لإنهاء الحصار بمطالبات برفع العقوبات المفروضة على روسيا أولاً. وهذا من شأنه أيضاً أن يلحق ضرراً بالغاً بتوقعات أوكرانيا بالعودة إلى وضعها كمورد عالمي للقمح وزيت عباد الشمس – فقلة من الشركات على استعداد للمجازفة بالتجارة في البحر الأسود في حين لا يزال الحصار الروسي قائماً.

وتبحث البلدان المستوردة عن مناطق رئيسة أخرى منتجة للمواد الغذائية في سبل سد الفجوة واستعادة ثقة الأسواق لتمكين أسعار المواد الغذائية من الهبوط، لكن في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، وأميركا الجنوبية، وأوروبا، والهند، يعاني المزارعون في مواجهة ظروف بالغة السخونة والجفاف – آثار أزمة المناخ. ودفعت المخاوف من النقص المحلي أكثر من 25 بلداً إلى تقييد صادرات المحاصيل والمواد الغذائية الرئيسة أو حظرها، ما دفع الأسعار العالمية إلى مزيد الارتفاع، وأسهم في استمرار تقلب الأسواق، ذلك أن خسارة صادرات الأسمدة من روسيا –التي تشكل أهمية بالغة للإنتاج في قسم كبير من أميركا الجنوبية ووسط أفريقيا وأوروبا (بما في ذلك أوكرانيا ذاتها)– وأسعار الأسمدة العالمية المرتفعة إلى حد غير عادي من شأنهما أن تقيدا المحاصيل في مواسم مقبلة.

وما لم يكن من الممكن استعادة الروابط البحرية بين أوكرانيا والأسواق العالمية، لن تدور عجلة خطوط الإمدادات الغذائية العالمية المهمة – وستتعطل قدرة الأسر في مختلف أنحاء العالم على الحصول على المواد الغذائية الكافية وذات التكاليف التي يمكن تحملها– لعدة سنوات.

لورا ويليسلي زميلة باحثة بارزة في برنامج البيئة والمجتمع في مركز "تشاثام هاوس"

 

نشرت اندبندنت هذا المقال في 25 مايو 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل