Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأفقر حالا يموتون قبل أوانهم - الطبقية في بريطانيا موجودة إلى حد كبير

أربع من أصل عشر وفيات بين الذكور في المناطق الأشد حرماناً هي حالات وفاة مبكرة. واقع حقيقي يستحق الخوض فيه

لسخرية القدر، غالباً ما يتعاطى الناس المخدرات والكحول لتخفيف ألم الفقر والتوتر (غيتي إيمجز)

يُقال إن الموت والضرائب أمران لا مفر منهما. ولكن موعد وفاتك غير محدد ويمكن التحكم به من خلال مجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تحدد متوسط العمر المتوقع للفرد. فالمكان الذي تعيش فيه وكذلك أسلوب معيشتك يحددان عمرك في هذه الحياة.

وإذا احتجت إلى دليل، فهو موجود في التقرير الحديث الصادر عن مكتب الإحصاء الوطني بشأن التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية لحالات الوفاة التي يمكن تجنبها. وتدعو نتائج التقرير إلى التشاؤم، إذ إن الفجوة بين الأغنياء والفقراء تتسع أكثر فأكثر منذ البدء بجمع البيانات لأول مرة عام 2001.

ويمكن تفادي 40 في المئة من جميع وفيات الذكور في المناطق الأكثر حرماناً، مقارنة مع 18 في المئة فقط في أكثر المناطق غنى. والحقيقة الأخرى التي ليست صارخة، ولكنها تبعث على الإحباط تتمثل في وفيات الإناث. ففي أكثر المناطق حرماناً، بلغت نسبة حالات الوفاة التي يمكن تجنبها بين الإناث 26.7 في المئة مقارنة مع 12 في المئة فقط في أقل المناطق حرماناً.

تستحق هذه الاختلافات الخوض والتفكير فيها للحظة. فمن أصل كل 10 وفيات للذكور تُسجل في المناطق الأكثر حرماناً، نجد أربع وفيات سابقة لأوانها. والعوامل المساهمة في ذلك مثل رداءة السكن، والفقر، والبطالة، والافتقار إلى التعليم، ليست أمراً لا مناص منه في واحد من أغنى بلدان العالم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فالأمر لا يتمثل فقط في أناس يموتون قبل أوانهم، بل إن الفترة الزمنية السابقة للوفاة تنطوي على سنوات من البؤس. فالفقر لا يقتل فحسب، بل إنه يحرم الناس من القدرة على الحياة بمنأى عن العجز حتى لحظة وفاتهم. وعادة ما تسبق هذه الوفيات المبكرة سنوات من الاعتلال البدني والنفسي المعقد. فالفقر يقضي على جسدنا وروحنا.

ويوضح مكتب الإحصاء الوطني أن اضطرابات الكحول والمخدرات هي أحد الأسباب الرئيسة. وفي أكثر المناطق حرماناً، تبلغ وفيات الرجال بسبب المخدرات والكحول 78.1 لكل 100 ألف حالة، مقارنة بنسبة 13 لكل 100 ألف حالة فقط في أكثر المناطق غنى. وبالنسبة للإناث، فالفجوة لم تتقلص إلا قليلاً عند 35.1 لكل 100 ألف حالة في أفقر المناطق مقارنة بـ7.2 في أغنى المناطق.

والمفارقة القاسية هي أن المخدرات والكحول غالباً ما يجري تعاطيهما لتخفيف معاناة الفقر وكل الضغوط التي تصاحب السكن غير اللائق والبطالة وانعدام الفرص. في عام 2010، تضمنت سياسة التقشف التي اتبعتها حكومة المحافظين تخفيضات قاسية جداً لعلاج حالات الكحول والمخدرات.

لقد كان المحافظون يعرفون أن ثلة من الناخبين ستعترض على تقليص النفقات المخصصة لعلاج الأشخاص الذين يعتقدون أنهم جلبوا المشاكل على أنفسهم.

فالفجوة بين الأغنياء والفقراء تتجلى بكل وضوح في الإحصاءات. وفي بعض أنحاء البلاد يكون متوسط العمر المتوقع عند مستويات شوهدت آخر مرة عندما احتلت الملكة فيكتوريا العرش. إن الوفيات التي يمكن تجنبها هي مجرد وفيات- يمكن تفاديها- وليست حتمية.

والحكومة تعفي نفسها من المسؤولية وتنكر التدخلات التي يمكن أن تقوم بها لإنهاء هذه الفجوة. إن الادعاء الصارخ واللامبال الذي أدلى به المستشار ريشي سوناك في بيان الربيع بأنه لا يستطيع أن يساعد الجميع، يتيح لنا الاطلاع عن كثب على طريقة تفكير هذه الحكومة.

لدينا حكومة تفضل الأغنياء على الفقراء ولا تخفي ذلك. إذا كنت فقيراً، فأنت في نظرهم عديم القيمة ولا تستحق المساعدة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء