Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أهلاً بكم في ثيلافوشي الجزيرة المالديفية المبنية بكاملها من النفايات

كثير من القمامة مصدره قطاع السياحة الهائل في جزر المالديف

دخان يتصاعد من ثيلافوشي جزيرة النفايات بجزر المالديف في عام 2013 (أ ف ب عبر غيتي)

يكون من الصعب في العادة على أي جزيرة أن تؤمن مساحة لأي شيء كان، بما في ذلك القمامة، لكن في المالديف الدولة المؤلفة من مجموعة جزر، والواقعة في المحيط الهندي، لجأت حكومة البلاد في أوائل تسعينيات القرن الماضي، إلى قرار جذري إلى حد ما، لمعالجة هذه المشكلة، إذ عملت على بناء جزيرة جديدة لتكون مكبا للنفايات. وفي الواقع، قامت على وجه التحديد، ببناء جزيرة من أكوام القمامة التي تنتجها جزر الدولة.

منذ ذلك الحين، بدأت نفايات مدينة ماليه عاصمة البلاد، تتراكم على جزيرة القمامة الجديدة، التي أطلق عليها اسم ثيلافوشي Thilafushi. وعلى مر الأعوام، كانت هذه النفايات تنجرف إلى المحيط حيناً، أو تشتعل فيها النار حيناً آخر، الأمر الذي جعل دعاة حماية البيئة يقلقون من هذا الواقع.

وبحسب موقع "غيزمودو" Gizmodo الإلكتروني [مجلة على الإنترنت تعنى بالتكنولوجيا والتصميمات والاتجاهات الاجتماعية والتوجهات المستقبلية]، فقد عمدت السلطات المالديفية في الوقت الراهن إلى تغيير الطريقة التي تتعامل بها مع النفايات في الجزيرة، لكن التحديات التي تواجه جزر المالديف تشير إلى وجود مشكلة قمامة على مستوى عالمي.

وبحسب "قناة آسيا الإخبارية" Channel News Asia فإن الجزيرة كانت في الأساس مجرد منطقة ضحلة من المحيط، لكن مع تراكم النفايات، تحولت تلك النقطة المائية إلى جزيرة مكتملة المواصفات، بعد أن أنشئت عليها مبان صناعية وشيدت عليها طرقات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتم اختيار الموقع بسبب قربه من ماليه المدينة الأكبر في البلاد، التي يبلغ عدد سكانها نحو 250 ألف نسمة، لكن كثيراً من القمامة يأتي أيضاً من قطاع السياحة الكبير في جزر المالديف، الذي يجتذب بمنتجعاته الشاطئية الزائرين والسياح من مختلف أصقاع العالم.

أندريا سيمونيلي أستاذة العلوم السياسية في "جامعة فرجينيا كومنولث"، والتي أجرت أبحاثاً عن أزمة المناخ في جزر المالديف، قالت لـ"اندبندنت"، إن مشكلة عدم توفر المساحات في جميع أنحاء هذه الدولة الجزيرة، يتعدى موضوع النفايات.

ولاحظت الدكتورة سيمونيلي وجود كومة عملاقة من النفايات، غالباً ما كانت تشتعل فيها النيران، في إحدى الجزر الأصغر حجماً التي زارتها. وتشير إلى إمكانية أن يتسبب ذلك بمشكلة صحية نتيجة الأبخرة السامة المحتملة، فإن هذه الجزر بعيدة للغاية عن ماليه، كي تتمكن من جلب نفاياتها إلى ثيلافوشي.

 

بمعنى آخر، فإنه من خلال نقل النفايات إلى مكان بعيد عن مكان وجود معظم الناس في المدينة الرئيسة، يمكن لخيار جزيرة القمامة أن يكون صديقاً للبيئة إلى حد ما، أكثر من أي طرق الأخرى لإدارة النفايات في البلاد.

لكن في المقابل، تلقي الجزيرة الاصطناعية هذه بمواد القمامة في مياه المحيط، ما قد ينعكس سلباً على الحياة البحرية هناك. ففي عام 2011، أفادت شبكة "بي بي سي" أن الحكومة المالديفية حظرت إلقاء النفايات من الفنادق في ثيلافوشي، منذ أن بدأت تتسرب إلى مياه المحيط. وأفادت محطة "سكاي نيوز" في العام الماضي، بأن الحرائق اندلعت في الجزيرة منذ عقود، وغالباً ما تنشر أبخرتها في أجواء العاصمة في ماليه، على الرغم من توقف اشتعال تلك الحرائق الآن.

وترى الدكتورة أندريا سيمونيلي أن جزيرة ثيلافوشي تجسد الحاجة الملحة لقضايا [توفر] المساحة في بلد كجزر المالديف. فإلى جانب مسألة إزالة النفايات من الأماكن المأهولة، غالباً ما تجبر المساحة المحدودة الشباب المالديفي على الانتقال إلى ماليه، لأنه لا مكان لهم لبدء حياتهم في جزرهم الأصلية.

ومن المرجح أن تصبح مستقبلاً أزمة المساحات قضية أكثر إلحاحاً بالنسبة إلى الدولة الواقعة في جنوب آسيا. فجزر المالديف هي البلاد الأكثر انخفاضاً في العالم بمتوسط متر ونصف المتر (5 أقدام) فقط فوق مستوى سطح البحر. (وبحسب موقع "غيزمودو"، فإن أعلى نقطة في البلاد توجد في الواقع في جزيرة النفايات).

ويتوقع أن ترفع أزمة المناخ في العالم مستويات المياه في المحيط الهندي بما لا يقل عن 60 سنتيمتراً (قدمين) بحلول سنة 2150، مع احتمال تجاوزها عتبة المترين و20 سنتيمتراً (7 أقدام). وفي حالة جزر المالديف التي تعد معظم أراضيها منخفضة، فإن أي ارتفاع في مستوى سطح البحر من شأنه أن يبتلع مساحات كبيرة من اليابسة.

 

هذه الدولة ليس لديها كثير من الحلول الممكنة للتخفيف من مشكلة تراكم النفايات. فعلى سبيل المثال، وضعت حكومة جزر المالديف خططاً لبناء محرقة تحول القمامة إلى طاقة حول ثيلافوشي. وإضافة إلى ذلك، يفيد موقع "غيزمودو" بأن البلاد تتخذ إجراءات لحظر استعمال المواد البلاستيكية غير القابلة للتدوير. وتشير الدكتورة سيمونيلي إلى أن المالديف يمكن أن تستخدم بعض جزرها غير المأهولة، لأغراض أخرى، كأن تكون مرافق إعادة تدوير.

وعلى الرغم من ذلك، تجسد جزيرة القمامة في المالديف عالمية مشكلة النفايات. وترى الدكتورة سيمونيلي أن السبب الوحيد الذي يجعل معظم [الناس في] دول العالم المتقدم لا تفكر في إدارة النفايات، هو أن جهات أخرى تتعامل معها [مع مشكلة النفايات] بالنيابة عنا.

وتختم بالقول، إنه "في نهاية المطاف، نجد أنفسنا جميعاً وسط معركة بين مجمل هذه السلع التي نحتاج إليها والتي تباع لنا وهي موضبة بعدد هائل من مواد التعبئة والتغليف غير الضرورية في الواقع".

*نشر المقال في اندبندنت بتاريخ 20 مايو 2022

© The Independent

المزيد من بيئة