Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

2.7 مليون إحالة إلى فحوص السرطان في بريطانيا بعد تراجع الجائحة

مسؤولة في "خدمات الصحة الوطنية" تقول إن 30 ألف شخص لم يبدؤوا بعد علاجهم بسبب الجائحة

مرضى السرطان كانوا من ضحايا الجائحة في بريطانيا (رويترز)

كشفت بيانات هيئة "خدمات الصحة الوطنية" في المملكة المتحدة (أن إتش أس")  NHS، أنه تمت إحالة نحو ثلاثة ملايين شخص لإجراء فحوص الكشف عن الإصابة بداء السرطان خلال العام الماضي في تحطيم للرقم القياسي، وذلك بعدما أظهرت البيانات أن هناك تراجعاً حاداً [انحسار كبير] لوباء "كوفيد" مقارنة بمعدلات العام 2020.

وتشير الخدمات الصحية أيضاً إلى أن عدد المرضى الذين يتلقون العلاج من المرض ارتفع نحو 2000 شخص منذ بداية تفشي جائحة "كوفيد-19".

في غضون ذلك، بقيت الإحالات الطبية للاشتباه في إصابة الأفراد بداء السرطان عند حدود 116 في المئة عن مستويات ما قبل الوباء، حتى خلال ذروة تفشي موجة متحورة "أوميكرون"، كما توضح بيانات "خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا"  NHS England و"هيئة تحسين خدمات الصحة الوطنية" NHS Improvement  [تشرف على أداء المستشفيات ومزودي خدمات الرعاية]، وارتفعت بشكل عام من 2.4 مليون إحالة إلى أكثر من 2.6 مليون. وتشير أرقام القطاع إلى أن نحو 315 ألف مريض بدأوا تلقي علاجاتهم مقارنة بنحو 313 ألفاً في فترة ما قبل تفشي جائحة "كوفيد-19".

دام كلي بالمر [لقب "دام" Dame الموازي للقب "سير" عند الذكور] المديرة الوطنية لقسم السرطان في هيئة "خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا" ، أقرت بأن نحو 30 ألف شخص لم يبدؤوا علاجاتهم بعد بسبب الوباء، لكنها رأت أن الأرقام الأخيرة تشير إلى إحراز تقدم، وقالت "إننا نمضي قدماً وبسرعة أكبر من أي وقت مضى، في إطار ترجمة طموحاتنا الهادفة إلى تشخيص مزيد من الإصابات بالسرطان في مرحلة باكرة، كي نتمكن من إنقاذ مزيد من الأرواح".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتضيف بالمر، "لقد رأينا أرقاماً قياسية من الأفراد الذين يتقدمون لإجراء فحوص خلال العام الماضي، لكننا ندرك أنه ما زال هناك ما لا يقل عن 30 ألف شخص لم يباشروا علاجهم بسبب الوباء، لذا، المحافظة على معدلات الإحالة هذه مرتفعة أمر حيوية".

وقالت هيئة "خدمات الصحة الوطنية" إنه من أجل تلبية الطلب المتزايد على فحوص السرطان، وسعت قدرات خدماتها التشخيصية للمرض في مختلف أنحاء البلاد بطرق عدة.

وأضافت الهيئة أن تحديد نقاط لإجراء الاختبارات في مرافق مثل مراكز الخدمات الشاملة والعيادات المتنقلة، ووضع خطوط ساخنة لأعراض السرطان، من شأنها أن تساعد ما أمكن في ضمان تشخيص الأفراد وعلاجهم في مرحلة مبكرة من المرض.

أما البروفيسور بيتر جونسون المدير العيادي الوطني لقسم السرطان لدى "خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا" فقال من جانبه "نحن ندرك تماماً أنه في البدايات الأولى لتفشي الجائحة كنا نعاين عدداً أقل من المرضى، لكن في العام الماضي بدأ الأطباء العامون بإحالة المرضى بأرقام قياسية لإجراء الفحوص اللازمة، وبذلوا أقصى الجهود للتأكد من تحديد مواعيد للأشخاص الذين يعانون أعراضاً مقلقة، وقد واصلت مرافق ’أن إتش أس" إعطاء الأولوية لرعاية مرضى السرطان طوال فترة الجائحة".

يأتي ذلك بعدما حذر نواب في البرلمان من أن الاضطرابات المرتبطة بداء "كوفيد" تسببت في تأخر تشخيص الأفراد واكتشاف إصابتهم بالسرطان خلال مرحلة متقدمة، مما جعل من الصعب علاجه.

"لجنة الرعاية الصحية والاجتماعية" البرلمانية Health and Social Care Committee  أشارت في تقرير أصدرته في وقت سابق من هذا الشهر إلى أن ثلاثة ملايين شخص أقل في المملكة المتحدة، دعيوا إلى إجراء فحوص السرطان ما بين مارس (آذار) وسبتمبر (أيلول) من العام 2020.

أما في الفترة الممتدة ما بين مارس 2020 والشهر نفسه من العام 2021، فأحيل قرابة 326 ألف شخص أقل، على نحو عاجل، للاشتباه في إصابتهم بالسرطان.

ويوضح نواب بريطانيون أن موجة متحورة "أوميكرون" أدت هي أيضاً إلى إلغاء مزيد من العلاجات الحيوية للسرطان، "مما يشير إلى أن "خدمات الصحة الوطنية" ما زالت تعاني عجزاً في تأمين الإمكانات والموارد الطبية اللازمة خارج إطار "كوفيد"، التي من شأنها توفير علاجات أخرى والتعامل مع التراكمات الحاصلة.

وفيما رحبت مؤسسات خيرية بزيادة نسبة الإحالات هذه السنة، إلا أنها حذرت من التأثير "المدمر" للجائحة على رعاية مرضى السرطان، وحضت الحكومة على معالجة المشكلة المزمنة المتمثلة في نقص موظفي "خدمات الصحة الوطنية" وفق خطتها العشرية الأساس لمكافحة السرطان.

مينيش باتيل منسق السياسات في جمعية "ماكميلان لدعم مرضى السرطان" Macmillan Cancer Support قال "إنه لأمر مطمئن أن نرى أعداداً قياسية من الأشخاص الذين لديهم أعراض السرطان يتقدمون إلى إجراء هذه الفحوص المنقذة للحياة، لكن مع ذلك فإنه غالباً ما يفقد أفراد مصابون بالسرطان الرعاية الحيوية نتيجة النقص المزمن في عدد موظفي مرافق أن إتش أس".

ورأى أنه "لتجنب فرض مزيد من الضغط على الأطباء والممرضات الذين يعملون بجد، على الحكومة أن تضمن الخطة العشرية المقبلة لمكافحة السرطان خطوات من شأنها زيادة عدد المتخصصين في مجال السرطان، كي يحصل الأفراد المصابون بالمرض على الرعاية الجيدة التي يحتاجون إليها بشدة، وفي الوقت المناسب".

إيان ووكر المدير التنفيذي لـ "السياسات والمعلومات والاتصالات" في "مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة"  Cancer Research UK قال "إننا ندرك أن الوباء كان له تأثير بالغ السلبية على خدمات معالجة السرطان، وأن أوقات الانتظار كان يتم تفويتها قبيل تفشي الوباء، لكن رؤية عدد متزايد من الأشخاص يحالون إلى فحوص السرطان يعد أمراً مشجعاً للغاية".

واعتبر في المقابل أنه "من الضروري تعزيز جهود موظفي مرافق ’خدمات الصحة الوطنية‘ في الخطة المقبلة للحكومة، الهادفة إلى مكافحة السرطان، والتي تمتد لـ 10 سنوات".

بينما رأى ساجد جاويد وزير الصحة البريطاني أن "الوباء فرض ضغوطاً غير مسبوقة على مرافق أن إتش أس"، لافتاً إلى "النقاط الإيجابية التي أُحرزت سواء لجهة رؤية مزيد من الأشخاص يتقدمون للعلاج أو لجهة تسجيل أعداد قياسية من الأفراد لإجراء فحوص السرطان المنقذة للحياة".

وختم بالقول "إن خطتنا للسنوات الـ 10 المقبلة في إطار مواجهة السرطان، التي ستقود أوروبا في مجال رعاية مرضى السرطان، إلى جانب استثمارنا القياسي في إطار خفض أوقات الانتظار واعتماد ضريبة الرعاية الصحية والاجتماعية، جميعها خطوات إضافية أخرى من شأنها أن تساعدنا في مواصلة مهمتنا لمعالجة مشكلة التراكم في الطلب على الاستشفاء الناجم عن جائحة ’كوفيد‘".

نشرت اندبندنت هذا المقال في الثاني من مايو 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة