Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هبوط حاد في "وول ستريت" على وقع ارتفاع التضخم

مخاوف متزايدة من زيادة أسعار الفائدة بأعلى من التوقعات وحدوث ركود قوي للاقتصاد الأميركي

بدأ التراجع في البورصات منذ افتتاح الأسواق لكنه أخذ يتصاعد مع تزايد التحليلات أن التضخم المرتفع قد يدفع باتجاه مزيد من زيادة الفوائد (أ ف ب)

شهدت "وول ستريت" مرة أخرى، الأربعاء 11 مايو (أيار) هبوطاً حاداً بعد أن أظهرت بيانات التضخم الأميركية ارتفاعاً متواصلاً في أسعار السلع والخدمات، وهو ما زاد المخاوف بين المستثمرين من قيام المركزي الأميركي بزيادة أسعار الفائدة بأكثر من التوقعات.

ذروة التضخم

وعلى الرغم من أن تقرير مؤشر أسعار المستهلك الشهري الصادر عن وزارة العمل أظهر أن التضخم قد يكون قد بلغ ذروته في أبريل (نيسان) الماضي، فإن ترجيحات المحللين بأن يظل قوياً بما يكفي لإبقاء السياسة النقدية المتشددة للاحتياطي الفيدرالي، وفي تفاصيل التداولات، هبط مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بنحو 1.64 في المئة ليغلق عند 3935 نقطة، وهوى مؤشر "ناسداك" المجمع 3.16 في المئة إلى 11366 نقطة، بينما تراجع مؤشر "داو جونز" الصناعي 1.325 في المئة إلى 31835 نقطة.

ركود اقتصادي

وبدأ التراجع في البورصات منذ افتتاح الأسواق لكنه أخذ يتصاعد مع تزايد التحليلات أن التضخم المرتفع قد يدفع باتجاه مزيد من زيادة الفوائد، ما سيؤدي بشكل أسرع إلى ركود الاقتصاد الأميركي، وكانت مخاوف حدوث ركود اقتصادي قد بدأت تتزايد منذ إعلان "المركزي" عن زيادة الفائدة بنصف نقطة مئوية في اجتماعه قبل أسبوع، حيث تتعالى الأصوات المشككة في قدرة "المركزي" على محاربة التضخم، لا سيما أن هناك عوامل خارجة عن إرادته تؤثر في أسعار التضخم.

وأبرز هذه العوامل هي تفاقم تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية وتبعاتها على أسعار الغذاء والطاقة، إذ تتزايد ضغوط أسعار النفط على المنتجين في أميركا وخارجها، وهو ما سينعكس على أسعار السلع والمنتجات ويزيد من تكاليف النقل ويضعف الاقتصاد، في المقابل، هناك عامل آخر مستجد في الصين مع الإغلاقات المستمرة للاقتصاد الصيني بسبب تداعيات فيروس كورونا وسياسة الحكومة في "صفر كوفيد" غير المتساهلة مع انتشار المرض.

تحركات أسرع

وكان هناك أمر لافت عندما صرح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك بأنه منفتح على "التحرك أكثر" بشأن أسعار الفائدة إذا استمر التضخم عند مستويات مرتفعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فقد فاقمت هذه التصريحات من الخسائر والقناعة في السوق بأن هناك تأييداً فيدرالياً أكبر لزيادة الفوائد، وهبط مؤشر "ستاندرد أند بورز" الذي يعكس أكبر 500 شركة أميركية إلى أدنى مستوياته منذ مارس (آذار) 2021، بينما انخفض مؤشر "ناسداك 100" الذي يقيس أكبر الشركات التكنولوجية بأكثر من ثلاثة في المئة، بعد أن شهدت شركات كبرى مثل "تيسلا" و"أبل" مستويات كبيرة، وفقدت "أبل" موقعها كأكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية بعد أن تراجعت بنسبة خمسة في المئة عند 2.37 تريليون دولار، لتصعد في المقابل شركة "أرامكو" السعودية لتصبح الأكبر عالمياً عند 2.43 تريليون دولار.

رفع إضافي للفوائد 

ومع أن المراهنات باحتمال رفع الفائدة بنسبة 0.75 في المئة أو 75 نقطة أساس في اجتماعات "المركزي" المقبلة قد تراجعت في "وول ستريت"، لكن ظهر رهان جديد على الساحة يفيد بأن هناك زيادة بحجم نصف نقطة مئوية في اجتماع "المركزي" في سبتمبر (أيلول)، وذلك بعد زيادات مماثلة في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، وهو رهان لم يكن مطروحاً، وفاقم الخسائر بالتالي في الأسهم الأميركية.

وأظهر مؤشر أسعار المستهلكين بعض التفاصيل التي فتحت مجالاً لهذه المراهنات، وكانت الزيادة في التضخم أعلى من التوقعات، وهناك تسارع في تكاليف الخدمات في معظم السلع، ما أعطى إشارة إلى وجود عوامل ضغط على الأسعار قد تمنع هبوطها بسهولة مع رفع الفوائد.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة