Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا تتهم روسيا بإطلاق النار خلال إجلاء مدنيين في آزوفستال

الكرملين يؤكد ألا احتفالات في ماريوبول في يوم النصر والغرب لن يعترف بأي مكاسب ميدانية لموسكو

اتهمت السلطات في مدينة ماريوبول الأوكرانية، القوات الروسية الجمعة، السادس من مايو (أيار)، بانتهاك وقف إطلاق النار عند مصنع آزوفستال للصلب وإطلاق النار على سيارة كانت في طريقها لإجلاء مدنيين من المصنع، مما أسفر عن مقتل مقاتل أوكراني وإصابة ستة.

ولم تعلق روسيا على الفور على بيان مجلس المدينة، وتنفي موسكو استهداف المدنيين وعرضت وقف إطلاق النار لإجلاء الأشخاص المحاصرين مع المقاتلين الأوكرانيين في مصنع آزوفستال.

وقال مجلس مدينة ماريوبول في منشور على الإنترنت، "خلال وقف إطلاق النار في منطقة مصنع آزوفستال، استهدف الروس سيارة باستخدام سلاح موجه مضاد للدبابات. كانت هذه السيارة متجهة نحو المدنيين لإجلائهم من المصنع". وأضاف، "أسفر القصف عن مقتل مقاتل واحد وإصابة ستة بجروح. يواصل العدو خرق كل الاتفاقات وعدم الالتزام بالضمانات الأمنية لإخلاء المدنيين".

ولم يتسنَ لـ"رويترز" التحقق من بيان مجلس المدينة.

وكتب أندري بيليتسكي، مؤسس كتيبة آزوف التي تقاتل في مصنع الصلب، في منشور على الإنترنت، أن القتال تجدد عند المصنع وناشد المساعدة في إجلاء المدنيين. وأضاف في المنشور، "القتال مستمر والقصف لا يتوقف"، ودعا إلى صياغة عريضة لزيادة الضغط على الأمم المتحدة وزعماء العالم للمساعدة في إجلاء المقاتلين والمدنيين. وكتب "كل دقيقة تسويف تساوي حياة مدنيين وجنود وجرحى".

عمليات الإجلاء

وتم إجلاء نحو 500 مدني من مدينة ماريوبول المدمرة ومصنع آزوفستال المحاصر منذ بدء عملية للأمم المتحدة، وفق ما أعلن مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك، الجمعة السادس من مايو (أيار)، قائلاً إن كييف "ستفعل كل ما بوسعها لإنقاذ المدنيين والعسكريين" العالقين في المدينة المنكوبة، وأن عمليات الإجلاء ستستمر.

وأكّدت نائبة رئيس الحكومة إيرينا فيريشتشوك لوكالة الصحافة الفرنسية، أن التركيز الجمعة سيكون على آزوفستال، مضيفةً "العملية تنطلق في هذه اللحظة. نصلّي لكي تنجح". وكانت قد أشارت مساء الخميس إلى أن سكان ماريوبول تمّت دعوتهم للتجمّع في الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش أمام مركز تجاري في ماريوبول لإجلائهم.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أبلغ من جهته مجلس الأمن بأن عملية ثالثة جارية لإجلاء المدنيين من ماريوبول وآزوفستال.

وناشدت أوكرانيا منظمة "أطباء بلا حدود" المساعدة في إجلاء المقاتلين المتحصنين في مصنع آزوفستال. وقالت وزارة إعادة دمج الأراضي المحتلة مؤقتاً، إنها أرسلت خطاباً إلى المنظمة الخيرية الطبية وطلبت منها تقييم الحالة الجسدية والنفسية للمقاتلين وجمع الأدلة على الظروف التي يعيشونها وتقديم المساعدة الطبية إلى "الأوكرانيين الذين انتهكت روسيا الاتحادية حقوقهم الإنسانية".

وتنفي روسيا استهداف المدنيين وحثت المقاتلين في المصنع مترامي الأطراف على الاستسلام.

في المقابل، قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية في تغريدة على "تويتر"، إن القوات الروسية في مدينة ماريوبول الأوكرانية واصلت هجومها البري على مصنع آزوفستال للصلب لليوم الثاني.

قافلة لإجلاء المدنيين

وأعلنت الأمم المتحدة إرسال قافلة جديدة لإجلاء المدنيين من مصنع آزوفستال، الجيب الأخير لمقاومي القوات الروسية في مدينة ماريوبول الاستراتيجية، وذلك على وقع اتهام الأوكرانيين لموسكو بعدم احترام وعدها بإرساء هدنة.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن إجلاء المدنيين من مدينة ماريوبول تواصل الخميس لكنه لم يقدم تفاصيل عن عدد الأشخاص الذين تمكنوا من المغادرة. وأضاف في كلمة بالفيديو أن القوات الروسية تواصل اقتحام وقصف مصنع آزوفستال بالمدينة، حيث يتحصن مدنيون ومقاتلون. ولا تزال المعلومات عن الوضع في هذا المجمع المترامي متضاربة.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الخميس، أن "الجيش الروسي لا يزال مستعداً لضمان إجلاء المدنيين" من آزوفستال والذين يقدر عددهم بـ200، إلى جانب مقاتلين أوكرانيين.

وقف إطلاق النار

وأعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الخميس، أن الجيش الروسي يحترم وقف إطلاق النار حول المصنع والذي أعلنه الأربعاء لثلاثة أيام. لكن مساعد قائد كتيبة آزوف التي تدافع عن المجمع، أفاد في مقطع مصور بأن "معارك دامية" تدور داخل الموقع وأن الروس "لا يحترمون وعدهم" بوقف لإطلاق النار.

وعلى الرغم من عدم وضوح الوضع في المجمع، أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، أن قافلة أممية جديدة تتجه إلى المكان. وقال غريفيث خلال مؤتمر في وارسو، "اليوم، في الوقت الذي نتحدث فيه، تتجه قافلة لبلوغ آزوفستال بحلول صباح الغد مع أمل بإجلاء ما تبقى من المدنيين الموجودين في هذا الجحيم القاتم منذ أسابيع عدة وأشهر، وإعادتهم بأمان".

وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لوكالة الصحافة الفرنسية أن هناك عملية قائمة "بالتنسيق مع الأمم المتحدة وأطراف النزاع".

ومن شأن السيطرة الكاملة على ماريوبول أن تشكل انتصاراً له بعد رمزي لموسكو مع اقتراب التاسع من مايو (أيار)، يوم احتفال روسيا في الساحة الحمراء بالانتصار على ألمانيا النازية في 1945.

الخارجية الروسية: موسكو لن تستخدم أسلحة نووية في أوكرانيا

في غضون ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، إن روسيا تظن أن بوسعها الإفلات من الملاحقات القضائية المتعلقة بجرائم الحرب بسبب تهديدها بشن هجوم نووي. وأضاف زيلينسكي مخاطباً مركز أبحاث "تشاتام هاوس" البريطاني من خلال مترجم، "لا يعتقدون أنه يمكن تحميلهم المسؤولية عن جرائم الحرب لأن لديهم قوة الدولة النووية".

في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أليكسي زايتسيف، الجمعة، إن روسيا لن تستخدم أسلحة نووية في أوكرانيا.

وأبلغ زايتسيف الصحافيين بأن استخدام روسيا للأسلحة النووية، وهو خطر ناقشه المسؤولون الغربيون علناً، لا ينطبق على ما تسميها موسكو عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، في 14 أبريل (نيسان)، إنه بالنظر إلى الانتكاسات التي عانت منها روسيا في أوكرانيا فإنه "لا يمكن لأي منا أن يستخف بالتهديد الذي يمثله اللجوء المحتمل إلى أسلحة نووية تكتيكية أو أسلحة نووية منخفضة القوة".

اجتماع لمجموعة السبع

وأعلنت متحدثة باسم المستشار الألماني أولاف شولتز الجمعة، أن قادة القوى العظمى في مجموعة السبع سيعقدون اجتماعاً افتراضياً الأحد مخصصاً للحرب في أوكرانيا ويشارك فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقالت المتحدثة خلال مؤتمر صحافي، إن "الثامن من مايو هو يوم تاريخي يصادف نهاية الحرب العالمية الثانية التي نشرت الرعب والدمار والموت في أوروبا". وأضافت أن مع الحرب الحالية في أوكرانيا، "صارت لحمة مجموعة السبع أكثر أهمية من أي وقت مضى". وتتولى ألمانيا رئاسة مجموعة السبع هذا العام.

الكرملين: لا احتفالات في ماريوبول في يوم النصر

وأكد الكرملين الجمعة، أن روسيا لا تنوي إقامة احتفالات في مدينة ماريوبول الأوكرانية في التاسع من مايو لمناسبة الانتصار على ألمانيا النازية عام 1945.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافة، "هذا العام بالطبع، (الاحتفالات) مستحيلة لأسباب واضحة. لكن سيأتي الوقت الذي سيُقام فيه احتفال كبير هناك". وأضاف، "سيكون هناك روس بالطبع، عدد كبير من الروس في التاسع من مايو (في ماريوبول). لكن في ما يخصّ (توجّه) وفد رسمي (إلى هذه المدينة)، فلستُ على علم بذلك".

وتاريخ التاسع من مايو مهمّ جداً في روسيا التي تقيم كل عام عروضاً عسكرية أحدها في الساحة الحمراء في موسكو، لإحياء ما تعتبره انتصاراً في "الحرب الوطنية العظمى" ضد ألمانيا النازية. وأكد الكرملين مراراً أن القوات الروسية تقاتل "نازيين جدداً" في أوكرانيا بينهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي على الرغم من أنه يهودي، مكرراً التشبيهات التاريخية بين هذا التدخل العسكري والحرب العالمية الثانية.

وكان الأوكرانيون أكدوا أن الروس يستعدون لتنظيم عرض عسكري احتفالاً بالانتصار في ماريوبول في "يوم النصر" بالتاسع من مايو.

البنتاغون ينفي مساعدة أوكرانيا على استهداف جنرالات روس

وأقر بيسكوف الخميس بأن الدعم الغربي أدى إلى إبطاء الهجوم الروسي الذي بدأ في 24 فبراير (شباط).

وقال تعليقاً على معلومات لصحيفة "نيويورك تايمز" مفادها أن المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها واشنطن إلى الجيش الأوكراني أتاحت استهداف العديد من الجنرالات الروس قرب الجبهة، إن "الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحلف شمال الاطلسي برمته تتقاسم في شكل دائم معلومات استخباراتية مع الجيش الأوكراني. وبإضافة ذلك إلى إمدادات الأسلحة... فإن هذه الأنشطة لا تتيح إنهاء (الهجوم الروسي على أوكرانيا) سريعاً".

لكنه أضاف أن هذا الأمر "لن يحول" دون تحقيق أهداف التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وذلك بعد عشرة أسابيع من هجوم روسي خلف آلاف القتلى وتسبب بفرار أكثر من خمسة ملايين أوكراني.

وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نفت من جهتها تقديم معلومات استخبارية تتيح للقوات الأوكرانية استهداف كبار الضباط الروس بالقرب من الجبهة، وذلك خلافاً لما زعمت "نيويورك تايمز".

وأكد المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، أن الولايات المتحدة ترسل إلى كييف معلومات استخبارية "لمساعدة الأوكرانيين في الدفاع عن بلادهم"، لكنه أضاف "لا نقدم معلومات عن أماكن وجود كبار القادة العسكريين في ساحة المعركة، ولا نشارك في قرارات الاستهداف التي يتخذها الجيش الأوكراني".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مصادر لم تُسمّها داخل الاستخبارات الأميركية، أن المعلومات التي تقدمها الولايات المتحدة للجيش الأوكراني أتاحت استهداف كثيرين من الجنرالات الروس قرب الجبهة. ونقلت الصحيفة عن عدد من كبار المسؤولين الأميركيين أن من بين الجنرالات الروس الذين قتلوا بأيدي القوات الأوكرانية، تمّ استهداف "الكثير" منهم بمساعدة الاستخبارات الأميركية.

حملة عالمية لجمع الأموال

وسط هذه الأجواء، أطلق الرئيس الأوكراني الخميس حملة عالمية لجمع أموال لأوكرانيا عبر منصة خاصة أنشئت لهذا الغرض، وقال في رسالة مصورة نشرها على حسابه على "تويتر"، "بنقرة واحدة يمكنكم التبرع بأموال لحماية المدافعين عنا وإنقاذ المدنيين وإعادة بناء أوكرانيا"، معلناً عن منصة "يونايتد24". وأضاف "كل تبرع مهم للنصر".

في موازاة ذلك، أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي الخميس أن أكثر من ستة مليارات يورو "لمساعدة أوكرانيا وجميع من يدعمونها" تم جمعها خلال مؤتمر دولي للمانحين في وارسو.

الهجوم شرقاً

ميدانياً، واصلت القوات الروسية هجومها وخصوصاً في الشرق. وقال حاكم منطقة دونيتسك إن 25 مدنياً أصيبوا في ضربة ليل الأربعاء استهدفت حياً سكنياً في كراماتورسك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكدت موسكو أنها استهدفت مركز قيادة أوكرانيا ومخزني ذخيرة في هذه المدينة، مشيرة أيضاً إلى اطلاق صواريخ "عالية الدقة" في الجنوب وخصوصاً على مطار عسكري قرب كيروفوغراد وعلى مخزن ذخيرة ومستودع وقود في منطقة ميكولاييف.

لكن هيئة الأركان الأوكرانية قالت صباح الخميس إن "العدو خسر السيطرة على قرى عدة قرب منطقتي ميكولاييف وخيرسون".

وعند الحدود الشمالية لأوكرانيا، باشرت بيلاروس حليفة موسكو، الأربعاء، مناورات عسكرية لاختبار قدرات الرد لدى جيشها، بحسب وزارة الدفاع.

وأعلنت موسكو مساء الأربعاء أن جيشها قام بمحاكاة إطلاق صواريخ ذات قدرة نووية في جيب كالينينغراد الروسي الواقع بين بولندا وليتوانيا، وهما دولتان عضوان في الاتحاد الأوروبي.

تدمير المستشفيات

وقال زيلينسكي إن الهجوم الروسي دمر مئات المستشفيات والمؤسسات الأخرى وترك الأطباء من دون أدوية لمعالجة السرطان أو قدرة على إجراء الجراحات، وأضاف زيلينسكي، في خطاب عبر الفيديو أمام جماعة طبية خيرية، أن العديد من الأماكن تفتقر حتى إلى المضادات الحيوية الأساسية في شرق وجنوب أوكرانيا، وهي المراكز المحورية للقتال.

وأضاف، "إذا نظرتم إلى البنية التحتية الطبية فقط، فحتى اليوم دمرت القوات الروسية أو ألحقت أضراراً بما يقرب من 400 مؤسسة للرعاية الصحية: مستشفيات وعيادات خارجية". وأشار إلى أن الوضع كارثي في المناطق التي تحتلها القوات الروسية، وقال "هذا يصل إلى حد غياب تام للأدوية لمرضى السرطان. هذا يعني صعوبات شديدة أو غياباً كاملاً للأنسولين لمرضى السكري. من المستحيل إجراء عملية جراحية. إنه يعني، بكل بساطة، عدم وجود مضادات حيوية".

ويقول الكرملين إنه لا يستهدف سوى المواقع العسكرية أو الاستراتيجية.

وفي واحدة من أكثر أعمال الحرب التي لاقت استنكاراً على نطاق واسع، تم تدمير مستشفى للولادة بالكامل تقريباً في التاسع من مارس (آذار) في مدينة ماريوبول. وزعمت روسيا أن صوراً للهجوم تم اختلاقها وقالت إن الموقع استخدمته مجموعات أوكرانية مسلحة.

عدم الاعتراف بأي مكاسب روسية

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية في بيان، إن المستشار أولاف شولتز والرئيس الأميركي جو بايدن اتفقا خلال اتصال هاتفي الخميس على عدم الاعتراف بأي مكاسب تحققها روسيا على الأرض في أوكرانيا.

وقال المتحدث إن الزعيمين نددا أيضاً "بالتصريحات الأخيرة للقيادة الروسية التي تهدف إلى تشويه سمعة القيادة الأوكرانية الشرعية الديمقراطية".

وقال البيت الأبيض في بيان بشأن الاتصال، إن بايدن "رحب بتقديم ألمانيا المساعدة الأمنية والتعهد أخيراً بالمزيد من المساعدات الإنسانية فضلاً عن شراكتهما الوثيقة خلال هذه الأزمة".

ألمانيا سترسل 7 مدافع "هاوتزر" ذاتية الدفع إلى أوكرانيا

وفي هذا السياق، قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت، الجمعة، إن بلادها ستسلم سبعة مدافع "هاوتزر" ذاتية الدفع إلى أوكرانيا، بالإضافة إلى خمسة مدافع "هاوتزر" تعهدت الحكومة الهولندية بتقديمها.

وفي الأسبوع الماضي، عدلت ألمانيا عن سياسة تنتهجها منذ فترة طويلة بعدم إرسال أسلحة ثقيلة إلى مناطق الحرب، وذلك بعد ضغوط من داخل البلاد وخارجها لمساعدة أوكرانيا في التصدي للهجمات الروسية.

وقالت لامبرشت ورئيس الأركان الألماني الجنرال إبرهارد تسورن، للصحافيين في بلدة سلياتش السلوفاكية، إن المدافع ستخرج من مخازن القوات المسلحة الألمانية وستُسلم بمجرد الانتهاء من أعمال الصيانة خلال الأسابيع المقبلة.

وتوقع تسورن أن يبدأ تدريب المجموعة الأولى المكونة من حوالى 20 جندياً أوكرانياً على المدافع ذاتية الدفع الأسبوع المقبل في بلدة إيدار-أوبرشتاين الألمانية، مضيفاً أن هؤلاء الجنود لديهم خبرة في تشغيل مدافع الـ"هاوتزر" سوفياتية الصنع.

وقال تسورن إن برلين ستوفر أيضاً دفعات أولية من الذخيرة لمدافع الـ"هاوتزر" التي أنتجتها شركة الدفاع الألمانية "كيه إم دبليو"، على أن تنسق كييف مباشرة مع الشركة عمليات شراء المزيد من الذخيرة.

وتعتبر مدافع "هاوتزر" ذاتية الدفع أحد أقوى أسلحة المدفعية الموجودة لدى الجيش الألماني ويمكنها إصابة أهداف على مسافة 40 كيلومتراً.

الاتحاد الأوروبي يعدل خطته لحظر النفط الروسي

أوروبياً، قالت ثلاثة مصادر في الاتحاد الأوروبي لـ"رويترز" الجمعة، إن المفوضية الأوروبية اقترحت تغييرات على الحظر المزمع فرضه على النفط الروسي في محاولة لكسب تأييد الدول المترددة.

وأوضحت المصادر أن الاقتراح المعدل، الذي كان مبعوثو الاتحاد الأوروبي يناقشونه في اجتماع صباح الجمعة، يشمل منح المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك مزيداً من الوقت للتكيف مع الحظر، ومساعدة تلك الدول في تحديث البنية التحتية النفطية لديها.

وأضاف أحد المصادر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الاقتراح المعدل يشمل أيضاً فترة انتقالية لمدة ثلاثة أشهر بدلاً من شهر قبل منع شركات الشحن في الاتحاد الأوروبي من نقل النفط الروسي.

وقالت المصادر إنه بموجب الاقتراح المعدل، ستتمكن المجر وسلوفاكيا من شراء النفط الروسي عبر خطوط الأنابيب حتى نهاية عام 2024، بينما قد تستمر جمهورية التشيك في شرائه حتى يونيو (حزيران) 2024، إذا لم تحصل على النفط عبر خط أنابيب من جنوب أوروبا في وقت مبكر.

وقال مسؤول إن بلغاريا طلبت أيضاً استثناءات، لكن لم تُعرض عليها تعديلات في المواعيد النهائية، معللاً ذلك "بأنه ليس لدى بلغاريا سبب واقعي". وأضاف المسؤول أن الدول الثلاث الأخرى التي حصلت على مزيد من الوقت "لديها مشكلة حقيقية".

وقال دبلوماسيون إن المحادثات كانت معقدة ولم يتضح ما إذا كان الاقتراح الجديد سيحظى بتأييد جميع دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27، وهو أمر ضروري حتى يسري حظر النفط.

وذكر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الجمعة، أنه سيدعو إلى اجتماع استثنائي لوزراء خارجية التكتل الأسبوع المقبل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية الأسبوع.

كان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان قال في وقت سابق الجمعة، إن المجر ستحتاج إلى خمس سنوات واستثمارات ضخمة في مصافي النفط وخطوط الأنابيب لتتمكن من تغيير نظامها الحالي الذي يعتمد نحو 65 في المئة منه على النفط الروسي. وأضاف أوربان أن رغبة بروكسل في فرض حظر على واردات النفط الروسية تجاوز "للخط الأحمر" ويمس بالوحدة الأوروبية التي ظهرت منذ بداية الحرب في أوكرانيا.

أما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فقالت الجمعة إنها واثقة من أن الاتحاد الأوروبي سيوافق على حزمة جديدة من العقوبات على روسيا.

ودعا وزير المالية الأوكراني سيرهي مارشينكو الجمعة إلى فرض حظر دولي كامل على النفط والغاز الروسيين. وقال في إفادة عبر الإنترنت، إن أوكرانيا تكافح لتحقيق التوازن في ميزانيتها بعد عشرة أسابيع من الحرب، وأضاف أنه بصفته وزيراً للمالية لا يمكن أن يكون راضياً عن الوتيرة التي تصل بها المساعدات المالية من الخارج. وفي إشارة إلى ما اعتبره "عدم كفاية العقوبات التي تم فرضها"، قال مارشينكو إن ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي يعني أن موسكو لديها فائض في الميزانية و"تشعر براحة تامة". وتابع قائلاً، "القضية الرئيسة هي فرض حظر كامل على شراء الغاز والنفط من روسيا الاتحادية. وهذا أمر يحتاج إلى تحرك وتعمل السلطات الأوكرانية بنشاط حياله".

أوكرانيا ستخسر ثلث محصولها من القمح

إلى ذلك، حذرت شركة "كايروس" لتحديد المواقع الجغرافية، في مذكرة نشرت الجمعة استناداً إلى تحليل صور عبر الأقمار الاصطناعية، بأن محاصيل القمح المقبلة في أوكرانيا ستتراجع بما لا يقل عن 35 في المئة عما كانت عليه عام 2021 بسبب الهجوم الروسي.

وأثار النزاع بلبلة كبيرة في موسم البذار الجاري وأرغم المزارعين على العمل تحت القصف فيما بات من الصعب الحصول على الوقود الضروري لنشاطهم. ويظهر الفرق في المحاصيل بوضوح من خلال صور الأقمار الصناعية بالمقارنة مع المواسم الاعتيادية، ما يعزز توقعات المحللين.

وقال كايروس" إنه سيكون بإمكان أوكرانيا في ظل الوضع الراهن إنتاج 21 مليون طن من القمح عام 2022، ما يقل بـ12 مليون طن عن محصول 2021، مع تراجع المحاصيل بنسبة 23 في المئة عن متوسط السنوات الخمس الأخيرة.

كما أفاد جوزيف شميدهوبر، نائب مدير قسم الأسواق والتجارة في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، الجمعة، بأن نحو 25 مليون طن من شحنات الحبوب عالقة في أوكرانيا وغير قادرة على مغادرة البلاد بسبب تحديات البنية التحتية وإغلاق موانئ البحر الأسود بما في ذلك ماريوبول.

وحذر شميدهوبر من أن امتلاء الصوامع قد يؤدي إلى نقص في منشآت التخزين خلال موسم الحصاد المقبل في يوليو (تموز) وأغسطس (آب). وأضاف، "على الرغم من الحرب، فإن ظروف الحصاد لا تبدو مريعة. قد يعني ذلك حقاً عدم وجود سعة تخزين كافية في أوكرانيا، خصوصاً إذا لم يكن هناك ممر مفتوح لتصدير القمح". وأشار من دون الخوض في تفاصيل، إلى وجود مصدر قلق آخر ألا وهو وجود تقارير عن تدمير بعض مخازن الحبوب خلال القتال في أوكرانيا.

لكن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، الجمعة، إن المعلومات عن سرقة روسيا للحبوب من أوكرانيا زائفة على الأرجح.

جرائم الحرب

على صعيد آخر، أفادت وزارة العدل الأميركية الخميس، بأن مسؤولين قضائيين في خمس دول غربية بينها الولايات المتحدة، تواصلوا مع المدعية العامة الأوكرانية أيرينا فينيديكتوفا في شأن سبل التحقيق حول ارتكاب جرائم حرب محتملة إثر الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وتشاور المسؤولون المذكورون من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا افتراضياً مع فينيديكتوفا. وقالت وزارة العدل الأميركية في بيان، إن المسؤولين الستة "ناقشوا تنسيق جهودهم لمحاسبة الأفراد الذين تعتبر أعمالهم الإجرامية بمثابة جرائم حرب في أوكرانيا".

وقال وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند، "يبقى التزامنا قوياً بالعمل مع شركائنا الدوليين، بمن فيهم المدعية العامة في أوكرانيا، بهدف التحقيق وملاحقة المسؤولين عن الفظائع في أوكرانيا". وأضاف/ "نواصل من دون هوادة جهودنا لإحالة من يسهلون الموت والدمار اللذين نشهدهما في أوكرانيا على القضاء".

وصرحت فينيديكتوفا الأسبوع الماضي لـ "دويتشه فيله" الألمانية، بأن المحققين الأوكرانيين حددوا "أكثر من ثمانية آلاف حالة" محتملة لجرائم حرب منذ بدء الهجوم الروسي. وأضافت أن هذه الجرائم تشمل "قتل مدنيين وقصف بنى تحتية مدنية وعمليات تعذيب"، إضافة إلى "جرائم جنسية" وقعت في "الأراضي المحتلة من أوكرانيا"، موضحة أن المدعين يحققون أيضاً في "استخدام أسلحة محظورة".

وأوردت وزارة العدل الأميركية أن غارلاند أبلغ محاوريه بالجهود الأميركية لمعاقبة الأوليغارشيين الروس الداعمين للرئيس فلاديمير بوتين، وبالمساعدة الجديدة لأوكرانيا التي طلبها البيت الأبيض من الكونغرس والبالغة قيمتها 33 مليار دولار.

المزيد من دوليات