Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا نجد على منصة ترمب لـ"حرية التعبير"؟

"تروث سوشال" هي منصة الرئيس السابق المستنسخة عن "تويتر"، تقوم بعمل غرفة الصدى للنظام الإعلامي المغلق لجناح اليمين

لقد عدت! (دونالد ترمب / تروث سوشال)

على أثر قيام إيلون ماسك، وهو أغنى رجل في العالم، بالإعلان عن صفقة لشراء "تويتر" مقابل 44 مليار دولار، برزت منصّة تواصل اجتماعي جديدة احتلت قوائم متجر التطبيقات في "آبل".

وتُعتبر المنصّة التي أطلقها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب باسم "تروث سوشيل" Truth Social، والتي تهدف إلى "الوقوف في وجه غطرسة شركات التكنولوجيا العملاقة" كما وصفها، من بين أبرز المنصات الجديدة التي أطلقت كتحدٍ مباشر لمنصات التواصل الاجتماعي الأكثر استخداماً على غرار "فيسبوك" و"انستغرام" و"تويتر"، والتي يراها المستخدمون والشخصيات البارزة من جناح اليمين بأنها تقيّدهم أو تتآمر عليهم لحذف آرائهم بعد أن تم طردهم لانتهاك القواعد المتعلقة بنشر معلومات خاطئة ومضللة حول فيروس كورونا فضلاً عن العنف والمضايقة.

وغرّد ماسك الأسبوع الماضي ساخراً: لقد أطلقت "تروث سوشيل" (يا له من اسم رديء) بسبب الرقابة التي يفرضها "تويتر" على حرية التعبير. يجب وكان الأجدر أن تسمى المنصة "ترامبت" (Trumpet)! [في تعبير "ترامبت" لعب على الكلام، إذ ينسب اللفظ إلى اسم الرئيس السابق ترمب، ويشير في الوقت عينه وبسخرية إلى آلة البوق الموسيقية، التي يشار إليها مجازاً على أنها الصوت العالي المزعج].

وفي غضون ثلاثة أشهر من إطلاق المنصة، لم ينشر حساب الرئيس السابق سوى منشور واحد قبل أن يتم إطلاق التطبيق للاستخدام العلني في فبراير (شباط) وجاء في المنشور: "استعدوا! رئيسكم المفضلّ سيلقاكم قريباً!".

وفي 28 أبريل (نيسان)، نشر الحساب: "لقد عدت!" وأرفق ذلك بهاشتاغ #COVFEFE" (في إشارة منه إلى إحدى تغريداته المحذوفة عام 2017 والتي شجب فيها التغطية الإعلامية لإدارته) مع صورته وهو يستخدم الهاتف فيما يقف خارج منتجع "مارالاغو" خاصته في فلوريدا. وخلال الأيام القليلة التالية، قام بنشر عشرات المنشورات – من فيديوهات قصيرة مصوّرة تعود إلى خطاباته الانتخابية، واحتفال بأرقام المشاهدات التلفزيونية التي حققها، وعدد تحميلات تطبيقه، والكذب بشأن نتائج الانتخابات، والمظالم التي طاولته بسبب "الأخبار الكاذبة" والديمقراطيين.

وأصبح التطبيق متاحاً للتحميل في 20 فبراير (شباط) بيد أنه تمت إضافة معظم المستخدمين إلى قائمة انتظار (كان رقمي 327,997 في القائمة) ليتمكنوا من فتح التطبيق والبدء باستخدامه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأُرسلت إلينا رسالة إلكترونية في 6 مارس (آذار) مفادها: "نقدّر حماستكم للانضمام إلى معركتنا ضدّ الرقابة التي تفرضها شركات التكنولوجيا العملاقة"، بالإضافة إلى تحديث عن التطبيق الذي يُدخل المستخدمين على مراحل في مسعى "لمعالجة الأخطاء في الوقت الحقيقي" حيث تمت إضافة مستخدمين جدد.

وجاء في الرسالة الإلكترونية: "نقوم ببناء منصّة لمواجهة شركات التكنولوجيا العملاقة ولكن في وقتٍ قياسي. بالتالي، نحتاج إلى التأكد من إبقاء المنصة مستقرة لكي تزوّد المستخدمين بأفضل تجربة ممكنة. تكمن مهمتنا في استعادة الساحة الرقمية المفتوحة لحرية التعبير. ابقوا مطمئنين بأن فريق "تروث" بأكمله يعمل على مدار الساعة للسماح للجميع بالانضمام إلينا في أقرب وقت ممكن. أمور مذهلة بانتظاركم. شكراً لكم!".

وبتاريخ 24 أبريل (نيسان)، تلقيت رمز تأكيد عبر رسالة نصيّة تمكنني من البدء باستخدام التطبيق.

يمتاز التطبيق بحد ذاته بوضوحٍ تام ويسهل التعرف إليه من قبل أي شخص سبق أن استخدم تطبيقاً لوسائل التواصل الاجتماعي على هاتفه. هنا يُطلق على المنشورات اسم "تروثز" Truths أو حقائق وتحظى كلّ "تروث" تظهر على صفحة "تلقيمات" (Feed) المستخدم بقسم خاص للتعليقات ويمكن إعادة نشرها "re-Truthed" أو نقر زر الإعجاب بها في تفاعلاتٍ تحاكي الخيارات الموجودة على "تويتر".

ويضمّ أسفل الشاشة أربعة عناصر – صفحة رئيسية تضمّ تحديثات من الحسابات التي يتبعها المستخدم ووظيفة بحث (للحسابات و"الحقائق") فضلاً عن إنذارات (أو إشعارات التطبيق) والرسائل التي تمكّن المستخدمين من إرسال رسائل مباشرة لبعضهم البعض. ولكن هذه الوظيفة الأخيرة لم تصبح متوافرة بعد.

وعلى الرغم من أن التطبيق يروّج لنفسه على أنّه منصّة لـ"حرية التعبير" ضدّ الاستبداد المزعوم الذي تمارسه شركات مثل "تويتر"، إلا أنّ الحسابات التي يُنصح المستخدمون الجدد بمتابعتها تدور كلّها في فلك ترمب الواسع وهي تكرّس نفسها حصراً للنظام الإعلامي اليميني.

وفور الدخول إلى التطبيق، تبرز أمام المستخدم حسابات قد يرغب بمتابعتها وهي حسابات الرئيس السابق وولديه دونالد ترمب جونيور وإيريك ترمب ومدير التواصل الاجتماعي السابق في البيت الأبيض دان سكافينو وشخصيات بارزة من قناة "فوكس نيوز" على غرار شون هانيتي وماريا بارتيرومو ودان بونجينو وسواهم.

يحظى الرئيس السابق بأكثر من مليوني متابع وهو يتابع بدوره حسابين وحيدين هما: حساب "تروث سوشال" الرسمي وحساب فريق دعم مستخدمي المنصّة.

أمّا دونالد ترمب جونيور فلديه أكثر من مليون متابع وهو يتابع 130 حساباً غالبيتها لشخصيات منضوية تحت جناح اليمين ومسؤولين منتخبين ومرشحين وشركات إعلامية.

كما ينصح التطبيق المستخدمين بمتابعة حسابات مؤسسات إعلامية يمينية على غرار "نيوزماكس" Newsmax و"برايتبارت" Breitbart وشبكة "وان أميركا الإخبارية" One America News Network وصحيفة "إيبوك تايمز" The Epoch Times وشبكة "رايت سايد للإرسال" Right Side Broadcasting Network -التي صوّرت تغطية على مدار الساعة لجولات ترمب الانتخابية - فضلاً عن موقع التهكّم المحافظ "بابيلون بي" The Babylon Bee الذي تمّ تعليق حسابه على "تويتر" لأنه أساء تحديد جنس نائبة وزير الصحة الأميركي رايتشل ليفين المتحوّلة جنسياً.

متى قام المستخدم بمتابعة هذه الحسابات، فإنّ غالبية "الحقائق" التي تظهر على الخط الزمني أو التايملاين الخاص به تصبح مشابهة إلى حدّ ما أو مطابقة بشكلٍ كليّ للمنشورات الموجودة على "تويتر" – نصوص ساخرة بصورٍ منخفضة الدقة وانتقاداتٍ للرئيس جو بايدن والديمقراطيين في الكونغرس وشكاوى متعلقة "باليسار" الذي "يشعر بالانهيار" من عودة "حرية التعبير". حتى أنّ بعض "التروث" هي صور تم التقاطها من تغريدات نُشرت على "تويتر".

ويُفضي البحث عن وسائل إعلامية إخبارية رئيسية على غرار "سي أن أن " CNN إلى توجيهنا لحساباتٍ تحت مسمى "CNN IS A CONSPIRACY" (سي أن أن هي مؤامرة). يُشار إلى أنّ حساباً تم إطلاقه حديثاً لصحيفة "واشنطن بوست" Washington Post يحظى بـ67 متابعاً فقط بدءاً من 2 مايو (أيار).

ولم تفضِ الأبحاث عن "كوفيد" أو "اللقاحات" عن أي "حقائق أو تروثز مطابقة" بل مئات الهاشتاغ تُظهر "حقائق" تتضمن معلومات خاطئة ونظريات مؤامرة زائفة.

وفي سياق متصل، يُشار إلى أنّ تطبيق "بارليه" Parler الذي أُطلق عام 2018 وكان يصف نفسه "بمنصة التواصل الاجتماعي غير المتحيز والقائم على تجربة المستخدم الحقيقي ومشاركته" ويتيح "حرية التعبير من دون عنف أو رقابة"، سرعان ما تطوّر إلى انعكاس متكرر ومستنسخ للجناح اليميني الذي يهيمن عليه الدعم لترمب.

بحلول خريف العام 2020، أطلقت المنصة حملة "أوقفوا السرقة" Stop the Steal من كافة أنحاء الولايات المتحدة إلى ملايين المستخدمين بمن فيهم أشخاص شاركوا في تنظيم الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني) 2021.

وتم الحكم على أكثر من 800 شخص على ارتباطٍ بأعمال الشغب في الكابيتول بعد أن ترك العديد منهم أدلّة رقمية على منصات التواصل الاجتماعي حيث كثر الحديث عن خرافة "الانتخابات المسروقة" وخطط لتنسيق أحداث 6 يناير (كانون الثاني) وانتشرت بشكلٍ هائل على شكل منشورات على مجموعة "ذا دونالد" The Donald للرسائل الإلكترونية الموالية لترمب إلى مجموعة نظرية المؤامرة المعروفة باسم "كيو آنون" QAnon  والتي نشرها موقع 8 كيون (8Kun) وعلى تطبيقات الرسائل على غرار "غاب" Gab و"تلغرام" Telegram  وعلى منصات رئيسية مثل المجموعات على "فيسبوك" والمجتمعات الاخبارية مثل "ريديت" Reddit وعبر "تويتر".

ودفع الهجوم على الكونغرس والدعم العنيف على الإنترنت بكلّ من "تويتر" و"فيسبوك" إلى حظر ترمب وشخصيات أخرى عن منصتيهما فيما حذفت "أمازون" و"آبل" و"غوغل" تطبيق "بارليه" عن منصاتها ومنعت الدخول إليه.

وفي أعقاب الهجوم، حذف "تويتر" أكثر من 70 ألف حساب يروّج لمحتوى متعلق بمجموعة "كيو آنون" التي تنشر منشورات تروّج لنظرية المؤامرة والرواية التي لا أساس لها من الصحة والقائلة بأن الانتخابات سُرقت من ترمب الذي يتم تصويره كشخصية نبوية تقاتل سراً عصابة تنتمي إلى الحزب الديمقراطي وذلك كجزءٍ من مجتمع تقوده المؤامرة وتغذيه بشكل كبير معاداة السامية والعنصرية وخطاب الكراهية.

وازدهر هؤلاء المستخدمون في أماكن أخرى على الإنترنت واقتنعوا بأنهم مستهدفون "بالحظر" عن "تويتر" أو "الحجب" عنه عندما حاولوا العودة إليه.

 

كما تضمّ المنصّة شخصيات تمّ حظرها على تطبيقات أخرى لانتهاكها سياسات المحتوى ولكنها طوّرت قاعدة متابعين على منصات أخرى على غرار "تلغرام".

ويقول أحد روّاد نظرية المؤامرة رون واتكينز ومدير موقع مجتمع إخباري يسهّل منشورات لشخصيات من مجموعة "كيو": "أشكر "تروث سوشال" لاتصالهم بي هذا الصباح والتثبّت من حسابي". يُشار إلى أنّ واتكينز مرشّح لتسميته من قبل الحزب الجمهوري لخوض السباق لدخول الكونغرس في أريزونا وقد نفى مراراً ارتباطه بمجموعة "كيو آنون".

وترتبط الهاشتاغ المتعلقة بشعار حركة كيو آنون "حيثما يذهب أحدنا، نذهب جميعاً" (where we go one we go all) بمئات المنشورات الحديثة فيما يسهل البحث عن الحسابات المخصصة "للصحوة العظمى" (the great awakening) التي تعني بروز نهضة اليمين المتطرّف بقيادة ترمب وغيرها من الحسابات التي تشير إلى حركة "كيو آنون" وذلك من خلال خاصية البحث الموجودة على المنصة.

تظهر هذه المنشورات إلى جانب أخرى تحتفي بنهاية "تويتر" وباستحواذ ماسك عليه فضلاً عن أبرز الوسوم التي تشتكي من أسعار الغاز والتضخّم ومنشورات تمجّد الله ومنشورات غيرها تنطوي على أفكار المستخدمين بشأن الأحداث الجارية والسياسات العالمية التي تظهر بالطريقة نفسها عندما نقوم بالبحث عن كلماتٍ رئيسية أو كلمات مفاتيح على "تويتر" أو "فيسبوك".

يُشار إلى أنّه خلال بضع دقائق، تمت مشاركة منشور ترمب "لقد عدت" أكثر من 10 آلاف مرة.

وفي هذا الإطار، كتب المؤثر في حركة "كيو آنون" الذي يستخدم اسم QAnon John of The Patriot Voice لمتابعيه البالغ عددهم 16 ألفاً: "رئيس الولايات المتحدة كسر صمته على تروث سوشيل (POTUS Trump has broken his silence on @truthsocial). نظام جديد قادم!".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم