Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش الليبي يضيق الخناق على عناصر "داعش" في الجنوب

تجدد الاشتباكات في محيط "غدوة"... ورصد عنصر أجنبي مسؤول عن عمليات التفخيخ

الجيش الليبي يواصل دحر عناصر داعش في الجنوب (أ ف ب)

تواصل قوات الجيش الليبي تضييق الخناق على عناصر تابعة لتنظيم "داعش"، في الجنوب الغربي، حيث تتخذ من مناطق جبلية وعرة مخابئ لها وقاعدة لهجماتها على المواقع العسكرية في مدينة سبها وبعض المناطق الصغيرة المحاذية لها، خصوصاً بلدة غدوة، التي واجهت في العامين الماضيين الكم الأكبر من هجمات التنظيم المتشدد.

وبعد أسبوع من استهداف سيارة مفخخة لنقطة عسكرية في سبها، ويومين من إحباط هجوم قادته عناصر تابعة لتنظيم "داعش" على منطقة غدوة، أسفرت دوريات المطاردة التي كثفها الجيش عن رصد موقع يحتمي به مسؤول التفخيخ في التنظيم، بحسب مصادر عسكرية.

تجدد الاشتباكات

اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة، قال إن "اشتباكات مسلحة جديدة، وقعت بين السرية العاشرة في اللواء طارق بن زياد ومسلحين في منطقة غدوة (70 كيلومتراً جنوب سبها)".

وأضاف المحجوب، أن "التطورات الأمنية المتسارعة التي تشهدها منطقة الجنوب الغربي، بدأت أثناء تسيير إحدى الدوريات من السرية، وجدت سيارة دفع رباعي متوقفة بجانب إحدى الدوائر الزراعية بين غدوة ومنطقة تراغن، وأثناء توجه الدورية للسيارة فوجئت بمن عليها من عناصر مسلحة يطلقون عليها الرصاص، فبادلتها إطلاق النار قبل أن تلوذ السيارة بمن فيها بالفرار".

وتابع: "بعدها، خرجت قوة من لواء طارق، السرية العاشرة ومجموعة من لواء 73 ولواء 128 لتمشيط الدوائر والمنطقة، حيث وجدت سيارتهم وعليها آثار دماء نتيجة الإصابات التي ألحقتها بهم سيارة الدورية"، مشيراً إلى أنهم عثروا في السيارة على بعض المتفجرات، وجاري البحث عن العناصر الإجرامية في المنطقة بأكملها.

وأعلن اللواء 73 مشاة التابع للقيادة العامة للقوات المسلحة، الثلاثاء، تجدد الاشتباكات في محيط دوائر غدوة مع عدد من أفراد تنظيم الدولة "داعش"، واستمرت حتى ساعة متأخرة من المساء، وانتهت بمصادرة عدد آلية تحوي عدداً من اللاصقات ومادة TNT المتفجرة.

غدوة آمنة

وبعد ساعات من تجدد الاشتباكات في غدوة، أعلن اللواء فوزي المنصوري، قائد عمليات منطقة سبها العسكرية، أن "وحدات الجيش تمكنت من طرد جماعات تنظيم داعش المتطرف من البلدة". وأوضح أن "التنظيم الإرهابي حاول التسلل للبلدة لشن هجوم إرهابي على المدنيين، لكن القوات المسلحة أحبطت مخططه وتجري عملية تمشيط واسعة لدوائر بلدة غدوة الزراعية، للقبض على فلولهم الفارين".

وعقب إعلان التصدي للهجوم على غدوة، ذكرت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش، أن "مجموعة جديدة من الهواتف المحمولة التي كانت بحوزة عناصر التنظيم، صودرت أثناء التصدي للهجوم، إضافة إلى كمية من المتفجرات بداخل سيارة"، مشيراً إلى رصد مسؤول التفخيخ والقيادي بتنظيم الدولة التونسي هشام بن هاشمي، ضمن تلك المجموعة الإرهابية، وأن عمليات البحث عنه مستمرة بالمناطق والمزارع المجاورة لغدوة.

وعرفت منطقة غدوة العدد الأكبر من الهجمات التي شنها تنظيم داعش في الجنوب الليبي، خلال السنوات الماضية، والتي توقفت منذ أشهر عدة، قبل أن تتجدد في الأيام الماضية، ما طرح كثيراً من الأسئلة حول الأهمية الاستراتيجية للبلدة الصغيرة الواقعة أقصى الصحراء الليبية، حتى تصبح هدفاً متكرراً لعناصر التنظيم.

وكان آخر هجوم لـ"داعش" على غدوة في شهر أغسطس (آب) الماضي، حين أعلنت الإدارة العامة للدوريات الصحراوية بالمنطقة الجنوبية، التابعة لوزارة الداخلية بالحكومة الليبية، أن "قوات الإدارة صدت بالتعاون مع كتيبة خالد بن الوليد بالقوات المسلحة، هجوماً لتنظيم "داعش" الإرهابي استهدف البلدة، وأدى إلى مقتل ثلاثة أفراد من التنظيم، حاولوا الدخول لمنطقة غدوة، في محاولة لاختطاف أحد المواطنين".

وقالت الإدارة، وقتها، إن "إرهابيين قتلا بعد اشتباكات مع قوات الإدارة العامة للدوريات الصحراوية، بينما أقدم الثالث على تفجير نفسه بعد محاصرته من قبل القوات المسلحة والشرطة".

بوابة إلى سبها

جمال الشطشاط، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنغازي، يرى أن "سبب استهداف عناصر تنظيم داعش المستمر لغدوة، يكمن في موقعها الذي يربط سبها، أكبر مدن الجنوب، بالحدود مع دول الجوار الأفريقي في مالي والنيجر تحديداً، ما يعطيها أهمية استراتيجية لتواصل عناصر التنظيم بين ليبيا وهذه البلدان، التي لا يخفى نشاط تنظيم داعش فيها".

وتابع: "غدوة أيضاً موقع ملائم للاختباء للعناصر المتطرفة، كونها محاطة بمزارع كبيرة وكثيفة من أشجار النجيل، كما تحدها مناطق جبلية صحراوية وعرة، من الصعب جداً على الجيش رصدهم ومطاردتهم فيها".

ويعتقد الشطشاط أن "الهجمات على غدوة ستتكرر ولو على فترات متقطعة للأسباب المذكورة، خصوصاً أن بقايا تنظيم داعش المطرودة من مناطق كثيرة في الشمال الليبي تجمعت في الفيافي الصحراوية الجنوبية، وهي تسعى للثأر وإرسال رسائل مفادها أن التنظيم ما زال حياً وقادراً على تنفيذ عمليات تستهدف المفارز العسكرية في سبها ومحيطها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تحرك دول الجوار

ما يجري في الجنوب الليبي، لم يغب عن عيون دول الجوار، التي عانت لسنوات وما زالت تعاني من تحركات الجماعات الإرهابية وعصابات التهريب والجريمة المنظمة انطلاقاً من الأراضي الليبية، التي توفر المأوى والسلاح والظروف الملائمة لنشاطات هذه المجموعات.

فقبل أيام قليلة، أمرت رئاسة الأركان الجزائرية بـ"رفع درجة اليقظة والحيطة والحذر في القطاع العملياتي، المتاخم للحدود الليبية، لمواجهة التحديات الأمنية المفترضة في المنطقة الحساسة".

ودعا رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق سعيد شنقريحة، السبت الماضي، في زيارة إلى القطاع العملياتي بجنوب شرقي جانت، المتاخم للحدود مع ليبيا، الجزائريين إلى "المحافظة وتعزيز نعمة الأمن التي تنعم بها الجزائر"، مشيداً بـ"الجهود المضنية التي يبذلها من الجيش الجزائري، في ظروف طبيعية ومناخية صحراوية صعبة".

وفي النيجر، رحب رئيس الوزراء، أوهومودو محمدو، بموافقة البرلمان النيجيري لقوات برخان الفرنسية وتاكوبا الأوروبية بالانتشار في بلاده، لمواجهة تحديات الوضع الليبي ودول أخرى مجاورة تشهد اضطرابات أمنية.

كان البرلمان النيجري وافق بأغلبية كبيرة على قرار يسمح بنشر قوات أجنبية في البلاد، لمواجهة التهديدات الأمنية الخطيرة في عدد من الدول المجاورة للنيجر، بما في ذلك ليبيا ومالي وبوركينا فاسو وتشاد ونيجيريا.

اتفاقية حماية الحدود

ومع تجدد نشاطات الجماعات المتطرفة في الجنوب الليبي، عاد النقاش حول الحاجة إلى تفعيل الاتفاقية المشتركة لحماية الحدود بين ليبيا ودول الجوار، والتي تلح السلطات الليبية على تنفيذها.

وكانت هذه الاتفاقية محل نقاش مستفيض لوزراء خارجية دول جوار ليبيا في اجتماعين بطرابلس والجزائر، في سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن بعدهما عن خطة لتطبيق هذا الاتفاقية، لكنها لم تبصر النور حتى يومنا هذا.

قالت وزيرة خارجية ليبيا، نجلاء المنقوش، وقتها، إن "كل دول الجوار أبدت رغبتها في تفعيل الاتفاقية الرباعية مع ليبيا لتأمين الحدود المشتركة".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي