Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقتل كاهن يصدم المصريين ودعوات لـ"رفض الفتنة"

طعنه متشرد على كورنيش الإسكندرية وتحريات الشرطة: المتهم "مهتز نفسياً" والنيابة تحقق

أعقب الحادث حال من التضامن على السوشيال ميديا وخشي المعلقون أن يؤدي للفتنة (مواقع التواصل)

شُيع جثمان القمص أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس بكرموز، الجمعة، في مدينة الإسكندرية شمال العاصمة المصرية القاهرة، بعد طعنه خلال سيره على طريق الكورنيش، في حادث صدم المصريين، بخاصة أنه الأول من نوعه منذ سنوات طويلة، ويتزامن مع شهر رمضان وصيام القيامة لدى الأرثوذكس، الطائفة الأكبر بين المسيحيين المصريين. وشهدت الجنازة مشاركة كبيرة من قيادات الكنيسة والأقباط.

وكان الكاهن يسير على الكورنيش في وقت الإفطار، مساء الخميس، متوجهاً إلى أتوبيس في رحلة ترفيهية مع بعض الشباب ضمن نشاطات الكنيسة، حين فوجئ بمسن ينهال عليه طعناً بسكين كانت بحوزته، وتركزت الطعنات على الرقبة، وألقى الأهالي القبض على منفذ الجريمة وسلموه لقوات الأمن، التي نقلت الكاهن المصاب إلى المستشفى، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة خلال محاولة إسعافه.

تفاصيل الواقعة

وذكرت صحف محلية أن تحريات الشرطة أفادت بأن المتهم "مهتز نفسياً" كما نقلت عن شهود عيان أنه سدد طعنات عدة في رقبة الكاهن، وأكدوا أن المتهم من المشردين الذين يفترشون المقاعد على الكورنيش، ثم أصدرت وزارة الداخلية بياناً مقتضباً جاء فيه أنه "تم ضبط مسن عمره 60 سنة، قام بالاعتداء على رجل دين مسيحي أثناء سيره بالكورنيش في منطقة سيدي بشر بالإسكندرية، باستخدام سكين كانت بحوزته، وجرى نقل المصاب لأحد المستشفيات لتلقى العلاج، لكنه توفي حال إسعافه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأمر النائب العام المصري، المستشار حمادة الصاوي، بسرعة إنجاز التحقيقات في واقعة قتل القمص أرسانيوس، وأوضح بيان للنيابة العامة أنها انتقلت لمناظرة الجثمان وندبت الطبيب الشرعي لتحديد سبب الوفاة، كما كلفت الشرطة بإجراء التحريات العاجلة حول الواقعة، مشيراً إلى أن المتهم عُرض على النيابة التي تواصل استجوابه وسؤال الشهود لاستكمال التحقيقات.

رفض الفتنة

وأعقب الحادث الصادم حالة من التضامن على مواقع التواصل الاجتماعي، ورفض من علقوا على الواقعة أن تؤدي للفتنة بين المصريين سواء مسلمين أو مسيحيين، ونشر كثيرون عبارات العزاء لأسرة القتيل وقيادات الكنيسة وكذلك للشعب المصري عامة.

وانتقل رفض الفتنة إلى القيادات الدينية الإسلامية، وعلى رأسها شيخ الأزهر، أحمد الطيب، الذي تقدم بالعزاء إلى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، ولعموم الإخوة المسيحيين، وأكد شيخ الأزهر أن "قتل النفس كبيرة من الكبائر التي تستوجب غضب الله وعذابه في الآخرة، وقد جعل الله قتلَ نفس واحدة كقتل الناس جميعاً". وأضاف بيان الطيب: "يتمنى شيخ الأزهر أن يتنبه الجميع إلى أن هذا الحادث وأمثاله هو طريق مُعبد لإشعال الحروب الدينية بين أبناء الوطن الواحد، بخاصة بعد أن نجَّى الله مصر من هذه الحروب بفضله تعالى وبيقظة شعبها وقادتها، ويُطالب الجميع بأن يتيقظوا لمثل هذا المخطط، وأن يعملوا على إجهاضه أولاً بأول".

كذلك، دان مفتي الجمهورية شوقي علام الحادث، مؤكداً في بيان له أن المسلمين والمسيحيين في مصر نسيج وطني واحد ويد واحدة في مواجهة قوى الشر، بحسب تعبيره، وأوضح أن "نموذج الوحدة الوطنية والتعايش والمحبة بين المصريين جميعاً دون أي لون من التفرقة نموذج يُحتذى به ويدرس، ولن تستطيع قوى الشر أن تنال من قوة ومتانة الوحدة الوطنية والنسيج الوطني الواحد"، وتوجه بالعزاء للبابا تواضروس وأسرة القتيل.

حادث غادر

من جانبها، نعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القمص أرسانيوس وديد، واصفة الحادث بالغادر، وقال بيانها، "الأب المبارك الذي كرس حياته لله، واليوم قدم حياته كلها شهادةً أمينة له". كما أرسل البابا تواضروس رسالة تعزية للأنبا هرمينا، الأسقف العام لكنائس قطاع شرقي الإسكندرية، جاء فيها، "نودع كاهناً فاضلاً وخادماً نشيطاً، محبوباً في سيرته أميناً في كنيسته، صاحب علاقات طيبة مع الجميع، ومشهود له من كل الذين تعاملوا معه في منطقة خدمته من كل الشعب مسلمين وأقباطاً، صغاراً وكباراً، وكذلك ذو سيرة ناجحة مع كل الآباء إخوته في الخدمة الكنسية".

ودان المجلس القومي لحقوق الإنسان الحادث الإجرامي، مؤكداً أنه تنافى مع كافة الشرائع والقيم الدينية والإنسانية، وطالب المجلس بتطبيق القانون بشفافية وحسم على مرتكب الجريمة. ونعت عديد من الأحزاب والقوى السياسية القمص أرسانيوس، ومنها حزبا الوفد والمصريون الأحرار، اللذان أعربا عن ثقتهما في أن جهات التحقيق ستقوم بما يلزم لتحقيق العدالة الناجزة.

وأعربت الطوائف المسيحية الأخرى عن تعازيها في مقتل القمص أرسانيوس، وأكد بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، الأنبا إبراهيم إسحق، أن هذه الأحداث لن تنال من قوة وترابط نسيج الوطن، كما شددت الطائفة الإنجيلية في مصر، على أن "مثل هذه الأعمال الشريرة، لن تنال من صلابة الوطن ومحبة المصريين الأصيلة".

ووفق صحف محلية، فإن القمص أرسانيوس وديد وُلِد في 4 أغسطس (آب) 1961 باسم رزق وديد، وحصل على دبلوم الصنايع قسم الميكانيكا، وتمت سيامته كاهناً في 16 يونيو (حزيران) 1995، ورُسِم في رتبة القمصية بيد البابا تواضروس في 16 أكتوبر (تشرين أول) 2021، كما أوضحت أنه كان مهتماً بخدمة الشباب، لذلك اختاره البابا الراحل شنودة الثالث كاهناً للخدمة الروحية.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار