Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انتخابات في صربيا والمجر على وقع الحرب في أوكرانيا

ألسكندر فوتشيتش وفيكتور أوربان من الزعماء الأكثر بقاء في السلطة بأوروبا ويرغبان في تمديد ولايتيهما

رجل يدلي بصوته في بلغراد بصربيا (أ ف ب)

تشهد كل من صربيا والمجر الأحد، الثالث من أبريل (نيسان)، انتخابات عامة تجري على وقع الحرب في أوكرانيا. ففي الأولى، يأمل الرئيس الصربي الشعبوي ألسكندر فوتشيتش تمديد حكمه المتواصل منذ عشر سنوات طارحاً نفسه ضامناً للاستقرار، في حين يتوجه الناخبون في المجر إلى صناديق الاقتراع في انتخابات تشير التوقعات إلى احتمال فوز رئيس الوزراء القومي فيكتور أوربان فيها، وهو أحد أكثر الزعماء في أوروبا بقاءً في السلطة إذ بدأ حكمه قبل 12 عاماً.

حملة فوتشيتش

في صربيا، سيختار الناخبون رئيساً و250 نائباً في البرلمان إلى جانب انتخابات في عدد من البلديات. وتفيد نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة بأن حزب التقدم الصربي (وسط يمين) بزعامة فوتشيتش، سيؤكد هيمنته على البرلمان فيما الرئيس هو الأوفر حظاً للفوز بولاية جديدة.

غير أن بدء الحرب في أوكرانيا في نهاية فبراير (شباط)، غير مسار الحملة في حين توقع مراقبون في وقت سابق أن يكون التركيز على مواضيع مثل البيئة والفساد والحقوق.

واستغل فوتشيتش حرب أوكرانيا لمصلحته مثيراً الهواجس إزاء احتمالات حدوث عدم استقرار، ومقدماً في الوقت نفسه ضمانات بأنه وحده قادر على الحيلولة دون وقوع بلاده في أزمة مماثلة.

ورفع في منتصف الحملة شعاراً جديداً هو "سلام. استقرار. فوتشيتش". وقال في تجمع انتخابي، "هذه الأزمات ضربت اقتصادات أقوى بكثير من اقتصادنا إلا أننا نتمتع باستقرار تام ونواجه التحديات بنجاح"، واعداً بمتوسط أجور قدره ألف يورو في مقابل 600 راهناً.

التغيير في زمن الأزمات

وفي بلد كان يعد منبوذاً في مرحلة ما، لا تزال ذكرى الحروب الدامية في تسعينيات القرن الماضي خلال تفكك يوغوسلافيا والعقوبات الاقتصادية ماثلة في أذهان كثيرين.

ويقول زوران ستويليكوفيتش، المسؤول النقابي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بلغراد، إنه في الزمن الصعب يفضل الناس زعيماً يعدهم بالاستقرار بدلاً من المجازفة بالتغيير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويوضح لوكالة الصحافة الفرنسية، "الأزمات الكبيرة، أقله في المدى القريب، تصب دائماً في مصلحة من هم في السلطة. إنها تولد عدم اليقين والهواجس وتوقعات أن النظام سيضمن أدنى مستويات الأمن على الأقل".

وقبل أشهر قليلة فقط، بدت المعارضة وكأنها تتمتع بالزخم في هذا البلد البالغ عدد سكانه سبعة ملايين نسمة. ففي يناير (كانون الثاني)، تراجع فوتشيتش عن مشروع لتعدين الليثيوم أثار الجدل، في أعقاب تظاهرات عارمة في أنحاء البلاد نزل خلالها الآلاف إلى الشارع. وكان ذلك بمثابة هزيمة غير عادية لفوتشيتش الذي نادراً ما اضطر للتراجع عن قرارات طيلة فترة توليه السلطة.

وفيما لا يزال يعد الأوفر حظاً وفق الاستطلاعات، تأمل المعارضة في نسبة مشاركة كبيرة في الاقتراع تحتم إجراء دورة ثانية. وتشير الاستطلاعات الأخيرة إلى أن المنافس الرئيس لفوتشيتش سيكون قائد الجيش السابق زدرافكو بونوش، الجنرال المتقاعد الذي جاء ترشحه مفاجئاً والمدعوم من معسكر المعارضة المؤيد للاتحاد الأوروبي.

وقال بونوش، "المسألة لا تتعلق بما إذا كانت المعارضة ستكسب بضعة مقاعد إضافية، ولكن بما إذا كانت صربيا ستكون موجودة كبلد ديمقراطي وأوروبي إذا بقي (فوتشيتش) في السلطة للسنوات الخمس المقبلة".

تغير الأولويات

غير أن المحللين لا يرون فرصة تذكر أمام المعارضة لإزاحة فوتشيتش. ويقول رئيس المرصد المستقل للانتخابات "CESID" بويان كلاتشار، "ليست صدفة" أن يتبنى الحزب الحاكم خطاباً جديداً لأن الحرب "غيرت أولويات الناخبين".

ويضيف، "بتغيّر نقطة التركيز الرئيسة للحملة، تضررت المعارضة أكثر مقارنة بالحزب الحاكم" و"يبدو أنهم لم يكونوا جاهزين للتكيف مع الظروف الجديدة".

ولا تزال صربيا بعيدة في مواقفها عن أوروبا، إذ تدعم شرائح كبيرة من السكان الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وامتنعت نسبة كبيرة من المعارضة عن انتقاد الموقف الحكومي إزاء النزاع، وفق ستويليكوفيتش، ما سمح لفوتشيتش بالتحكم في الخطاب.

ويخوض فوتشيتش الانتخابات مع نقاط أخرى لصالحه. فخلال حكمه الطويل، أحكم قبضته على آليات السلطة في صربيا ومن بينها السيطرة الفعلية على المؤسسات وغالبية وسائل الإعلام.

وتغلق مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش، وينتظر صدور النتائج غير الرسمية مساءً.

أوربان بين روسيا والاتحاد الأوروبي

أما في المجر، فقلبت الحرب في أوكرانيا خطط رئيس الوزراء فيكتور أوربان وأجبرته على مناورات صعبة في الداخل بعد أكثر من عقد من العلاقات الوثيقة مع موسكو.

وتشير الاستطلاعات إلى أن تحالف المعارضة المكون من ستة أحزاب أصبح الآن على مسافة قريبة من حزب "فيدس" الحاكم بزعامة أوربان. وأظهر أحدث استطلاع حصول "فيدس" على 39 في المئة مقابل 36 للمعارضة، في حين أن خُمس الناخبين لم يقرروا بعد الحزب الذي سيصوتون له.

وصور زعيم المعارضة المحافظ بيتر ماركي زاي (49 عاماً)، الانتخابات على أنها اختيار للمجريين بين الشرق والغرب. وقال إن أوربان حوّل المجر نحو روسيا مما أدى إلى تآكل الحقوق الديمقراطية وإبعاد المجر عن الاتحاد الأوروبي الذي تنتمي إليه.

وصور أوربان (58 عاماً) نفسه على أنه مدافع عن المصالح المجرية برفضه عقوبات الاتحاد الأوروبي على النفط والغاز الروسيين. واتهم أوربان معارضيه بمحاولة إقحام المجر في الحرب الأوكرانية، وهو ما ينفيه المعارضون.

وقال أوربان على صفحته على "فيسبوك" الجمعة، إن "اليسار وقع اتفاقية مع الأوكرانيين. وإذا فازوا ستبدأ شحنات الأسلحة (إلى أوكرانيا)، وسوف يغلقون صنابير الغاز ويدمرون الاقتصاد".

ولم يستخدم أوربان حق النقض (الفيتو) ضد أي عقوبات للاتحاد الأوروبي ضد روسيا على الرغم من أنه قال، إنه لا يتفق معها. وسمحت حكومته بنشر قوات من حلف شمال الأطلسي في المجر، حيث أشار استطلاع في عام 2021 إلى تأييد الناس لعضوية الحلف بنسبة 80 في المئة.

وأيد أوربان قرار الاتحاد الأوروبي بإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، لكنه حظر شحن الأسلحة من الأراضي المجرية، قائلاً إن مثل هذه الخطوة قد تشكل خطراً أمنياً.

وتفتح مراكز الاقتراع في الساعة 04:00 وتغلق في الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات