Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا تضع علاقات تل أبيب وموسكو في مأزق

إسرائيل أمام معضلة التنديد والحفاظ على التنسيق الأمني في سوريا وأجهزة الأمن تبحث مدى التأثير تجاه إيران

مخاوف على سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا حال إدانة غزو روسيا لأوكرانيا (أ ف ب)

حتى وإن قررت القيادة الإسرائيلية، من سياسيين وعسكريين وأمنيين، التوقف عن إطلاق التصريحات بكل ما يتعلق بالحرب الأوكرانية خشية زعزعة العلاقات مع روسيا بكل ما يتعلق بالوضع في سوريا، فإن تل أبيب وجدت نفسها أمام معضلة، لم تتمكن على مدار 48 ساعة من الاجتماعات المتواصلة من الحسم بشأنها، بعد أن طلبت منها الولايات المتحدة التنديد بالموقف الروسي، فيما قال وزير المالية، أفيغدور ليبرمان، إن "على إسرائيل أن تبقى في الظل"، وحذرت جهات أمنية من تداعيات أي موقف إسرائيلي مندد أو مُعادٍ لروسيا".

وتضع تل أبيب المسألة الإيرانية على رأس أولوياتها، خصوصاً بكل ما يتعلق بما تسميه تموضع طهران في سوريا، فمن جهة لا يمكن للأولى خلق أزمة في العلاقات مع روسيا، حرصا على الحد الأدنى من التنسيق بين الطرفين بكل ما يتعلق بالسياسة الإسرائيلية تجاه إيران وحزب الله في سوريا، حيث إنه من دون هذا التنسيق سيكون سلاح الجو الإسرائيلي معرضاً لخطر كبير من قبل المنظومات الروسية المضادة للطائرات وغيرها من المعدات العسكرية القادرة على منع وعرقلة نشاطه في سوريا.

حرب ليست لها

وتبقى الأزمة الأكبر لإسرائيل في كيفية عدم تجاهل المطلب الأميركي بالتنديد بالموقف الروسي لمنع أي توتر في العلاقة مع الإدارة الأميركية في الوقت الذي تسعى فيه تل أبيب للحفاظ على علاقات جيدة مع موسكو إزاء آلاف اليهود الموجودين بالأخيرة من دون إلحاق أي ضرر انتقاماً من أي موقف ضد روسيا.

وبحسب تقرير إسرائيلي لمسؤولين أمنيين سابقين، حول المطلب الأميركي بالتنديد بالموقف الروسي، جاء "بوتين مسؤول عن مصير مئات آلاف اليهود الروس، وموسكو أصبحت في السنوات الأخيرة لاعبة مهمة في شرق البحر المتوسط، حيث تحوم طائراتها القتالية في سماء سوريا. ليس لإسرائيل سبب للتدخل في حرب ليست لها، وعليه، فإن شجب العدوان الروسي كفيل بأن يبدو غريباً بعض الشيء على لسان وزير كبير في دولة تُبقي منذ نحو 55 سنة احتلالاً عسكرياً لملايين المواطنين عديمي الحقوق".

ويواصل متخذو القرار في إسرائيل، الأحد، البحث في كيفية التعامل مع مطلب تأييد مشروع قرار تنديد الموقف الروسي. ويرى مسؤولون إسرائيليون أنه لن يكون هناك أي خيار أمام تل أبيب سوى الانضمام إلى التنديد على أثر صنيع وزير الخارجية يائير لبيد.

تداعيات الحرب على العمليات ضد إيران

جاءت مطالبة القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية بعدم إطلاق تصريحات حول الغزو الروسي لأوكرانيا، خشية أن تؤثر في التنسيق الأمني بين روسيا وإسرائيل في سوريا، ووقف هجمات الأخيرة ضد أهداف إيرانية هناك، حتى إنه صدر قرار بفض تظاهرتين مقابل السفارة الروسية في تل أبيب والقنصلية الروسية في حيفا، ضد العملية العسكرية الروسية واعتقال أربعة متظاهرين، وهو أمر أثار نقاشاً داخلياً حاداً في إسرائيل، أعلن خلاله أنه سيتم استمرار البحث حول موقفها وإذا ما كانت ستعلن تنديدها بالموقف الروسي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعالت في تل أبيب الأصوات الداعية إلى عدم اتخاذ موقف يستفز روسيا في وقت تشير تقديرات أمنية إلى أنه في حال خرج بوتين من الحرب في أوكرانيا متضرراً اقتصادياً بشكل كبير بعد فرض عقوبات أميركية وغربية شديدة على بلاده، فإنه "سيتزايد التخوف من أنه سيغير سياسته مقابل إسرائيل في سوريا ودول بعيدة أكثر، تعمل فيها من أجل إحباط تموضع إيراني"، في إشارة إلى العراق واليمن.

ووفقاً للتقديرات في جهاز الأمن الإسرائيلي، قد يفرض بوتين، من أجل تحسين مكانته، قيوداً على إسرائيل في تنفيذ عمليات عسكرية بالشرق الأوسط، خصوصاً في الأراضي السورية، من خلال وضع مصاعب أمامها في إطار التنسيق الأمني معها.

واعتبرت هذه التقديرات أنه في وضع كهذا ستتاح الفرصة لإيران لنقل أسلحة أكثر تطوراً إلى سوريا ودول أخرى بالمنطقة، "لأن بوتين سيحتاج إلى مداخيل من صفقات أسلحة كبيرة، وسيرغب في إحداث توازن رعب مقابل قوات عسكرية غربية موجودة في المنطقة"، وفق مسؤول أمني إسرائيلي.

خشية

وضمن التخوفات الإسرائيلية أنه في حال تقدمت قوات عسكرية تابعة لحلف الشمال الأطلسي باتجاه البحر المتوسط أو دول في المنطقة سيستخدم بوتين أجهزة متطورة للتشويش على أجهزة "جي بي أس"، وفي الوقت نفسه يشن حرباً إلكترونية وهجمات سيبرانية بهدف عرقلة القوات العسكرية، وبمثل هذا الوضع، أضاف المسؤول الأمني سيتم تقييد حرية عمل الجيش الإسرائيلي وحتى عرقلة منظومات تكنولوجية عسكرية ومدنية في إسرائيل".

وفي ملخص الاجتماعات الأمنية لم يخفِ مسؤولون في جهاز الأمن خشيتهم من أن التنديد الإسرائيلي بالحرب الروسية على أوكرانيا سيدفع ببوتين إلى اتخاذ خطوات في غير صالح تل أبيب، خصوصاً تجاه الهجمات التي يشنها سلاح الجو الإسرائيلي ضد أهداف في سوريا، بالتالي يزيد التعاضد العسكري والسياسي بين إيران وروسيا.

ونقل عن مسؤول أمني أنهم في إسرائيل اعتقدوا على مدار فترة طويلة أن روسيا غير معنية بالتموضع الإيراني في سوريا، لكنها اليوم ستسعى إلى تقريب إيران منها ومنحها حرية التصرف أكثر في سوريا.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات