مع قلة مساحات الترفيه وغيابها بشكل كامل في بعض المدن الأردنية، بدأت تنتشر في البلاد رياضة ما زالت غريبة وغير محببة لكثير من الأردنيين بسبب خطورتها، حيث يقبل كثير من الشباب الأردني على رياضة الباركور (Parkour) التي باتت متنفساً لكثير منهم، وهي نشاط بدني يتحدى الجاذبية والمرتفعات، بدأ من فرنسا وانتشر لاحقاً في كل دول العالم.
شعور بالحرية
بدأ مؤيد اللحام ابن الـ19 عاماً هذه الرياضة منذ عام 2013 عن طريق الصدفة، عندما كان في إحدى الحدائق العامة ويمارس القفز بشكل عشوائي، قبل أن يشجعه أحد الشبان المتمرسين.
ويقول مؤيد إنه يطمح للوصول إلى العالمية في هذه الرياضة التي تشعره بالحرية والانطلاق، حيث يختار أماكن أثرية وسياحية لممارسة هذه الرياضة، ومن ثم يقوم بتوثيق ما يفعله على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتحدث عن رفض والديه لممارسة هذه الرياضة في البداية لخطورتها، حيث كان يتدرب عليها بشكل سري حتى أتقنها، موضحاً أن الأمر عاد عليه بالنفع، فلم تعد مجرد رياضة للتسلية، بل وسيلة لكسب الرزق عن طريق تصوير الإعلانات التجارية.
رياضة جديدة
ينتشر عدد قليل من المراكز الخاصة بتعليم هذه الرياضة حديثة العهد في الأردن، والتي تعتمد على التحرك بحرية فوق وعبر أي تضاريس باستخدام قدرات الجسد فقط، ومن دون وجود أي أدوات، من خلال الجري والقفز والتسلق، وهي وفق متخصصين تركز على تطوير اللياقة البدنية، والتوازن، والوعي، وخفة الحركة، والدقة، والتحكم، والرؤية الإبداعية والتركيز.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى الرغم من ذلك تشهد المدينة الرياضية في العاصمة عمان كل عام التجمع الأكبر لمحبي رياضة "الباركور" في الأردن، من جميع الأعمار والمستويات، بهدف نشر هذه الرياضة والتعريف بها.
يوضح قيمون على هذه اللعبة أنها تحتاج إلى تركيز بالغ لأنها قائمة على مجموعة من الحركات الصعبة والأساسية كحركة الهبوط التي يتم فيها ثني الركبتين عند ملامسة أطراف أصابع القدمين للأرض، أما حركة الدحرجة فالهدف منها امتصاص الصدمة بعد الهبوط على أصابع القدمين، وذلك بالتدحرج على لوح الكتف وجزء من الظهر.
وهناك حركة القفزة الدقيقة من إلى نقطة معينة، إضافة للتوازن والمشي على قمة الحاجز باتزان، فضلاً عما يسمى توازن القطط وهو المشي باتزان على حاجز باستخدام الأطراف الأربعة.
رياضة خطرة
يتحدث متخصصون علاجيون عن إصابات خطيرة قد تتسبب بها هذه الرياضة، بخاصة أن البعض يمارسها في أماكن مرتفعة جداً، ما قد يؤدي إلى إعاقات دائمة على الرغم من فوائدها الإيجابية كالتخلص من الكبت والضغط، الأمر الذي يدفع البعض لتسميتها برياضة القفز عن حواجز الخوف.
ويواجه آخرون مشكلة عدم تقبل ممارسة هذه الرياضة في الأماكن العامة والحدائق والساحات، مع غياب الأماكن المخصصة لممارستها.
في المقابل، يؤكد أسامة سراحنة أنه من أوائل لاعبي رياضة "الباركور" في الأردن، حيث كان يتدرب مع أصدقائه داخل حدائق الحسين في العاصمة عمان. ويدرب مجموعة من الشبان والمراهقين، حتى أصبح عدد من يجيدون هذه الرياضة يقارب 200 شخص.
حالياً، يسمح اتحاد الجمباز الأردني للاعبي هذه الرياضة بممارستها داخل صالات مجهزة ومخصصة لحمايتهم من الإصابات، ولكن في نطاق محدود.
وتعد رياضة "الباركور" من الفروع الجديدة للعبة الجمباز، وتم التصويت على إقرار هذه الرياضة ليحتضنها الاتحاد الدولي للجمباز خلال الكونغرس الآسيوي للجمباز، في عام 2018.
وفي الأردن وافق اتحاد الجمباز أخيراً على اعتماد رياضة "الباركور"، وتشكيل نواة منتخب لتمثيل الأردن في البطولات المحلية والدولية.