Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زيلينسكي من الكوميديا إلى رئاسة أوكرانيا ومواجهة بوتين

بدأت مغامرته بشكل أشبه بمزحة... ويبدو أن بعض الدبلوماسيين الغربيين مفتونون بسحره

يشبّه البعض فولوديمير زيلينسكي بسيلفيو برلسكوني ودونالد ترمب (أ ف ب)

في الوقت الأخطر على صعيد المواجهة بين روسيا والغرب منذ نهاية الحرب الباردة، أصبح فولوديمير زيلينسكي رئيساً لـأوكرانيا، المكان الذي تحتدم فيه المواجهة.

وما يزيد الخطورة هو أن زيلينسكي (44 سنة) ليس سياسيّاً إنما هو ممثّل سابق. ما يجعله بحاجة إلى إقناع مواطنيه بأنه رجل دولة قوي، ولم تأت به الصدفة إلى الموقع الأول في البلاد.

شاهد روسيا وهي تحشد على حدود بلاده أكثر من 100 ألف عسكري، فيما تتصاعد تحذيرات واشنطن من أن الحرب "أصبحت وشيكة" وقد تحصل "في أي وقت".

أدرك زيلينسكي الوضع وقام بأفضل ما يعرفه: أخبر الأوكرانيين الذين يبلغ عددهم أكثر من 40 مليون شخص بالحفاظ على الهدوء.

وتوجه إليهم في يناير (كانون الثاني) الماضي بالقول "ماذا علينا أن نفعل؟ أمر واحد فقط... الحفاظ على الهدوء".

وأضاف "سنحتفل بعيد الفصح في أبريل (نيسان). ثم في مايو (أيار)، كما هي الحال دائماً، سنستمتع بالشمس والعطل وحفلات الشواء".

ثم أعلن يوم 16 فبراير (شباط)، اليوم الذي حدده بعض المسؤولين الأميركيين كبداية محتملة للغزو الروسي، عطلة وطنية "يوم الوحدة" يخرج خلاله المواطنون بالأعلام والبالونات.

مغامرة زيلينسكي

بدأت المغامرة السياسية لزيلينسكي بشكل أشبه بمزحة مساء 31 ديسمبر (كانون الأول) 2018، مع الإعلان المتلفز عن ترشحه للانتخابات الرئاسية.

وصعد نجمه بعدما أدى دور مدرّس تاريخ سليط اللسان في مسلسل تلفزيوني يصبح رئيساً بعدما صوّره أحد تلاميذه وهو يتكلّم بحماسة ضد الفساد ونشر المقطع على الإنترنت.

حقق العرض الكوميدي المسائي نجاحاً كبيراً فيما كانت البلاد تشهد تغييراً عميقاً.

فقد أطاحت ثورة أوكرانية مؤيدة للاتحاد الأوروبي عام 2014 الزعيم المدعوم من الكرملين فيكتور يانوكوفيتش وأتت بفريق سياسي جديد كان عليه أن يواجه صراعاً متصاعداً في شرق البلاد واقتصاداً يتجه نحو الانهيار.

شاهد الأوكرانيون الرئيس في العرض الكوميدي وهو يوجّه نكات فجّة لزوجته ويذهب إلى العمل على دراجة هوائية بنظرة مرتعبة.

وقد ساهم ذلك في جعل زيلينسكي يكسب قلوب الملايين ويفوز في الانتخابات الرئاسية على المرشح بيترو بوروشنكو في الجولة الثانية بأكثر من 70 في المئة من الأصوات.

لكن بعض الأوكرانيين استعدوا للأسوأ. فقد شبّهه ناقدوه بسياسيين مشاهير على غرار الإيطالي سيلفيو برلسكوني والرئيس الأميركي دونالد ترمب.

كذلك، لم يسهم قراره المبكر بضم أعضاء شركته للإنتاج "كفارتال 95" إلى فريقه الرئاسي، في بناء ثقة الجمهور.

رباطة جأش

بدا ظهور زيلينسكي الأولي في وسائل الإعلام مع قادة العالم الآخرين مصطنعاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال المحلل السياسي الأوكراني ميكولا دافيديوك "أعتقد أن شركاءنا الدوليين يواجهون صعوبة في التعامل معه. إنه ليس بمستواهم".

أضاف "إنهم يتحركون على مستوى عالٍ جداً لا يستطيع الوصول إليه، ولا يستطيع أن يفهمه".

لكن، يبدو أن بعض الدبلوماسيين الغربيين مفتونون بسحره.

وقال أحد الدبلوماسيين "بصراحة، أداؤه السياسي ليس سيّئاً جداً. إنه يظهر رباطة جأش. لديه وظيفة مستحيلة. إنه عالق بين ضغوط الروس والأميركيين".

تشكل المواجهة الحالية مع موسكو التي تضع أوكرانيا في قلب أخطر أزمة روسية غربية منذ نهاية الحرب الباردة، نقطة تحول في رئاسة زيلينسكي.

العلاقة مع بوتين

في العام 2019، وصل إلى الرئاسة الأوكرانية متعهداً فتح قنوات اتصال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوضع حد للصراع الدموي في شرق البلاد الذي أودى حتى الآن بأكثر من 14 ألف شخص.

وعقد الزعيمان قمة في باريس بعد أشهر قليلة من انتخاب زيلينسكي، وأشاد بها بوتين ووصفها بأنها "خطوة مهمة".

لكن زيلينسكي كان له رأي مختلف إذ صرّح "قال نظرائي إنها نتيجة جيدة جداً لاجتماع أول. لكنني سأكون صادقاً، إنها نتيجة منخفضة جداً".

ومنذ ذلك الحين، تشهد العلاقات بين الرئيسين تدهوراً مستمراً.

اتهم بوتين حكومة زيلينسكي "بالتمييز" ضد الناطقين بالروسية والتخلي عن الوعود السابقة لتسوية الصراع في الشرق.

والشهر الماضي، لم يلق اقتراح زيلينسكي عقد قمة ثلاثية مع بوتين والرئيس الأميركي جو بايدن آذاناً صاغية في موسكو.

لكن بعض المحللين يعتبرون أن زيلينسكي في طريقه للخروج منتصراً من الأزمة.

وقال روب لي، من معهد السياسة الخارجية للبحوث، "إذا لم تصعّد روسيا وتقلل وجودها قرب الحدود الأوكرانية، من المحتمل أن يكون ذلك محرجاً بعض الشيء للاستخبارات الأميركية، لكنه سيعزز موقف زيلينسكي".

وأوضح "هو لم يتراجع، والدعم الدفاعي لحلف شمال الأطلسي ازداد".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات