Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حيازات "السيادي السعودي" من الأسهم الأميركية 56 مليار دولار

يعود هذا الارتفاع لصعود قيمة أسهم "لوسيد" لصناعة السيارات الكهربائية

السيادي السعودي يعزز استثماراته في أميركا (غيتي)

أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي زيادة حيازاته من الأسهم المسجلة في الولايات المتحدة بقيمة تقترب من 56 مليار دولار، اعتباراً من ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، مدعومة بارتفاع قيمة أسهم شركة "لوسيد" لصناعة السيارات الكهربائية. وفي إفصاح تنظيمي إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، ذكر الصندوق أن تلك القيمة تأتي ارتفاعاً من قيمة حيازاته بنحو 43.4 مليار دولار في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي. وزادت قيمة حيازات الصندوق في شركة "لوسيد" في ديسمبر الماضي إلى 38.6 مليار دولار، من 25.8 مليار دولار في نهاية سبتمبر.

دفعة قوية

كان إدراج "لوسيد" في يوليو (تموز) من العام الماضي بمثابة دفعة قوية لصندوق الثروة السيادي السعودي، على الرغم من تراجع أسهم شركة صناعة السيارات الكهربائية 28 في المئة منذ بداية العام الحالي.واستثمر الصندوق السيادي السعودي الذي يمتلك حالياً حصة في "لوسيد" تقترب من 62 في المئة، أكثر من مليار دولار في الشركة عام 2018 مقابل حصة كبيرة، وزاد استثماراته في فبراير (شباط) 2021. كما يمتلك الصندوق حصة 3.75 في المئة في شركة "أوبر تكنولوجيز" لخدمات نقل الركاب، فيما خفض الصندوق حصته في "برولوجيس" خفضاً حاداً، بينما زاد حصته بشكل كبير في "فارفيتش"، وهي منصة تكنولوجية في صناعة الأزياء إلى 3.3 مليون سهم من الفئة (أ)، لكنه رفع حصته أيضاً في "بنترست".

تنويع الاقتصاد

وصندوق الاستثمارات العامة  يعتمد على استراتيجية وطنية تهدف إلى تنويع اقتصاد السعودية وتقليل الاعتماد على النفط. وأعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأحد الماضي نقل أربعة في المئة من أسهم (أرامكو) إلى صندوق الاستثمارات العامة. وأضاف في تصريح نقله بيان لصندوق الاستثمارات العامة "أن نقل هذه الأسهم هو جزء من استراتيجية السعودية طويلة المدى الهادفة إلى دعم إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، كما يسهم في دعم خطط الصندوق الهادفة لرفع حجم أصوله تحت الإدارة إلى نحو أربعة تريليونات ريال سعودي (1.06 تريليون دولار) بنهاية عام 2025".ويبلغ عدد الأسهم المنقولة إلى الصندوق بموجب الصفقة نحو ثمانية مليارات سهم بقيمة سوقية قدرها 298.4 مليار ريال (79.6 مليار دولار)، استناداً إلى آخر سعر إغلاق لسهم "أرامكو" البالغ 37.30 ريال (9.94 دولار) في سوق الأسهم السعودية "تداول" يوم الخميس. وفي أعقاب خطوة نقل الأسهم أظهرت بيانات معهد صناديق الثروة السيادية "إس دبليو إف آي" الذي يتابع نشاط الصناديق السيادية حول العالم، تقدم صندوق الاستثمارات العامة إلى المرتبة السادسة عالمياً بأصول تبلغ 580 مليار دولار، مقارنة بالمرتبة الثامنة بأصول قيمتها 480 مليار دولار. وقلص الصندوق الفارق بينه وبين صندوق الاستثمار التابع لهيئة النقد بهونغ كونغ الذي يحتل المركز الخامس بأصول 585.7 مليار دولار.

استثمارات جديدة

ويخطط صندوق الاستثمارات العامة لاستثمار 10 مليارات دولار جديدة في أسواق الأسهم العالمية خلال 2022، بحسب ما ذكرت وكالة "بلومبيرغ" الشهر الماضي. ويأتي هذا التوجه من جانب الصندوق الذي يحتل المرتبة الثامنة عالمياً في خطوة تستهدف مضاعفة أصوله بأكثر من الضعف بحلول 2025، إذ يتطلع إلى شراء أسهم عالمية بناء على استراتيجية تركز على مجالات تشمل التجارة الإلكترونية ومصادر الطاقة المتجددة، وفق "بلومبيرغ". وبحسب الوكالة، فإن الإنفاق سيكون على الأسهم العالمية إضافة إلى استثمارات الصندوق المباشرة في الشركات الدولية وصفقاته المحلية.وتعول الرياض على الصندوق إقامة مشاريع ضخمة محلياً وخارجياً، ما من شأنه خدمة خطط البلاد لتنويع الاقتصاد وعدم الاعتماد على النفط.وذكرت وثيقة تحدد استراتيجية الصندوق خلال الفترة من 2021 إلى 2025، أنه يهدف إلى "تنمية وتنويع استثمارات محفظته الدولية على نطاق واسع في مختلف المناطق الجغرافية وفئات الأصول والقطاعات، بعيداً من الاقتصاد المحلي وصناعات النفط والغاز".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويستهدف صندوق الاستثمارات العامة ضمن استراتيجيته رفع حجم أصوله لتتجاوز أربعة تريليونات ريال، ما يعادل 1066 مليار دولار في 2025، واستحداث نحو 1.8 مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة بنهاية عام 2025، ويلتزم بضخ 150 مليار ريال سنوياً (40 مليار دولار) على الأقل في الاقتصاد المحلي على نحو متزايد حتى عام 2025.ولتحقيق هذا الهدف تركز استراتيجية الصندوق على الاستثمار في مجالات تشمل التجارة الإلكترونية ومصادر الطاقة المتجددة.

فرص محلية وعالمية

ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة محافظ استثمارية بارزة ترتكز على الاستثمار في الفرص الواعدة محلياً وعالمياً، كونه أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم.ويعمل الصندوق في 13 قطاعاً استراتيجياً حيث أنشأ 47 شركة، وقام باستحداث 400 ألف وظيفة بشكل مباشر وغير مباشر بحسب بيانات موقع الصندوق، ويعمل على تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030. 

ويسعى صندوق الثروة السيادي إلى أن يكون جهة استثمارية ذات تأثير عالمي، كما يسعى إلى أن يكون مساهماً مباشراً ومؤثراً في دفع عجلة التحول الاقتصادي للسعودية، ويأخذ دوراً بارزاً بشكل متزايد في الأسواق العالمية منذ أن تلقى 40 مليار دولار من احتياطات المملكة أوائل عام 2020، عندما تسبب الوباء في تدهور الأسهم، إذ استخدم الأموال لشراء حصص في شركات من بينها "سيتي غروب" و"فيسبوك" و"كرنفال كورب" المشغلة للسفن السياحية، والتي باعها بعد أشهر قليلة. ويعد صندوق الاستثمارات العامة أيضاً الداعم الرئيس لشركة "لوسيد" المصنعة للمركبات الكهربائية، كما استثمر في شركة "هايزون موتورز"، وهي مورد للمركبات التجارية التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين عديمة الانبعاثات، بما في ذلك الشاحنات والحافلات الثقيلة. واشترى صندوق الاستثمارات العامة حوالى 55.7 مليون دولار أميركي من أسهم شركة "هايزون موتورز"، كما استحوذت مجموعة استثمارية بقيادة الصندوق على نادي "نيوكاسل يونايتد" الإنجليزي.وتتوزع استثمارات الصندوق دولياً أيضاً على عدد من الشركات والصناديق الكبرى مثل "بلاكستون" و"سوفت بنك" و"ريلاينس" لقطاع التجزئة المحدودة و"لوسيد" و"أوبر" و"اكورانفست" و"بابيلون" للصحة وشركة "ماجك لييب"، واستثمارات مع الصندوق السيادي الروسي وبرنامج الاستثمار في البرازيل، إضافة إلى استثمار الملكية الخاصة الفرنسية.