Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نساء ستينيات في صفوف مدارس غزة

تحاول وزارة التربية والتعليم الوصول إلى نسبة صفر في المئة للأمية

حملت المرأة السبعينية هالة دفترها وقلمها، وبخطواتها البطيئة التي حكم العمر أن تكون كذلك، شقت طريقها إلى نادي محو الأمية للكبار، لتتعلم الكتابة والقراءة من جديد لعلها تستطيع مساعدة أحفادها في ما تكتسبه خلال مرحلة الدراسة أو تستفيد هي من ذلك في حياتها.

انطلقت هالة لتخوض غمار دراسة لغة الضاد بعد أمية رافقتها طيلة سنوات حياتها. وتقول إنها اتخذت قرارها متأخرة في الالتحاق ببرامج محو الأمية، وتعلم الكتابة ونقش حروف اللغة العربية، وكان من المفترض أن تلتحق في برامج محو الأمية وتعليم الكبار قبل عشرين عاماً.

تعبت في الدراسة

عوامل كثيرة شكلت ضغطاً على هالة لتعود إلى مقاعد الدراسة، كان أبرزها عندما أفضت بها الحال إلى فتح دكان صغير، وعانت فيه كثيراً في تسجيل الديون على مستحقيها. تستذكر ذلك بالقول "يأتيني كثيرون يرغبون في أن يستدينوا شيئاً ويقولون سجلي ذلك في الدفتر، حينها أشعر بالحرج وأستعين بأحفادي أو أحد المارة لمساعدتي في تدوين ذلك". وشكل ذلك ضغطاً على هالة، وكان السبب الرئيس في اتخاذ قرار العودة إلى الدراسة والالتحاق في نادي تعليم الكبار ومحو الأمية.

ضحكت هالة عندما سألناها عن وجودها داخل غرف الفصل الدراسي. وقالت "تعبت كثيراً في هذه الدراسة خصوصاً وأنا في عمر السبعين، بسبب المصطلحات الكثيرة والمترادفات في اللغة العربية، التي لم أسمع بها من قبل، لكنني شعرت بمتعة لم أشعر بها في حياتي في أنني أتعرف إلى أمر جديد، وخصوصاً أنني أستطيع اليوم الكتابة والقراءة ومناقشة المتعلمين".

نسبة الأمية في الأراضي الفلسطينية

تشير بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (مؤسسة حكومية) إلى أن معدلات الأمية في قطاع غزة انخفضت كثيراً، وكانت نسبتها في عام 2021 بين الأفراد أكثر من 15 سنة تقدر بحوالى 2.6 في المئة، وبلغت نسبتها في الفئة العمرية 65 سنة 27.9 في المئة، وتقدر بالأعداد حوالى 640 ألف أمي وأمية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والأمي في غزة، بحسب ما عرفته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو، بأنه الشخص الذي لا يستطيع أن يقرأ ويكتب جملة بسيطة عن حياته اليومية.

وتُعد هالة واحدة من بين 700 سيدة يفوق عمرهن 65 سنة، التزمن في مقاعد تعلم اللغة العربية وأساسيات الرياضيات، إلى جانب فنون أخرى.

وتقول منسقة النادي النهاري، في نادي محو أمية الكبار، نادية الهشيم، إنه بعد سلسلة تدريبات ودروس بات المسنّون قادرين على القراءة والكتابة بسهولة.

وتشير الهشيم إلى أنهم يستقبلون كبار السن الذين تزيد أعمارهم على 50 سنة، ويقدمون خدماتهم التعليمية والثقافية والاجتماعية والرياضية إلى جانب الدعم النفسي لنحو 700 شخص.

برامج محو الأمية تتبع مناهج خاصة

وفقاً لبيانات وزارة التربية والتعليم، فإنه يوجد في الأراضي الفلسطينية 187 مركزاً لمحو الأمية، من بينها 25 في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الطلبة الملتحقين بتلك المراكز في جميع الأراضي الفلسطينية 2307 تلاميذ من كلا الجنسين.

ويتوقع المدير العام للتعليم العام في وزارة التربية والتعليم محمد صيام أن تصل نسبة الأمية في قطاع غزة إلى صفر في المئة، خصوصاً وأن الأولوية لدى وزارته تتمثل في الإشراف على برنامج محو الأمية وتعليم الكبار سواء كان ذلك في الضفة الغربية أو قطاع غزة.

ويوضح صيام أن عدداً كبيراً يخرج سنوياً من بوتقة الأمية إلى آفاق التعلم، من كبار السن الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة. ووفقاً لحديثه، فإن الملتحقين بالمستوى الأول (لا يجيدون القراءة والكتابة) من محو الأمية 361 شخصاً في قطاع غزة. أما المستوى الثاني (يتمكنون من الكتابة والقراءة) فبلغ عددهم 266.

وبحسب صيام، فإن الطالب الأمي بعد انتهاء دراسة المنهج المخصص لهذه المرحلة يحصل على شهادة مصدقة من وزارة التربية والتعليم تعادل المرحلة الابتدائية، ثم ينتقل إلى التعليم الموازي، مؤكداً أن الحصار على قطاع غزة، والظروف القاسية التي يعيشها سكانه، أثرا على الالتحاق في التعليم بشكل عام. وعلى الرغم من ذلك، تحاول الوزارة منع التسرب من المدارس سواء كان للتلامذة النظاميين، أو أولئك الأشخاص التابعين لبرنامج محو الأمية.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات