Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أميركا تؤكد أن قواتها في أوروبا لا تهدف "لإشعال" حرب مع روسيا

واشنطن وموسكو تتبادلان الاتهامات وأوكرانيا تقول إن فرص الحل الدبلوماسي "أكبر" من احتمال التصعيد العسكري

اعتبرت الرئاسة الأوكرانية، الأحد السادس من فبراير (شباط)، أن فرص إيجاد "حل دبلوماسي" للأزمة مع روسيا "أكبر بكثير" من "التصعيد" العسكري، في حين أكدت الولايات المتحدة أن الهدف من إرسال قواتها إلى أوروبا الشرقية ليس "إشعال" حرب مع روسيا.

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، لشبكة "إيه بي سي نيوز"، إن روسيا قد تغزو أوكرانيا في غضون أيام أو أسابيع وقد تضم منطقة دونباس الأوكرانية أو تشن هجمات إلكترونية أو غزواً واسع النطاق لأوكرانيا، لكن لا يزال بإمكانها اختيار مسار دبلوماسي للمضي قدماً.

وأكد سوليفان لـ"فوكس نيوز" أن "الرئيس (الأميركي جو بايدن) كان واضحاً على مدى شهور بأن الولايات المتحدة لا ترسل قوات من أجل إشعال حرب أو القتال في حرب ضد روسيا في أوكرانيا"، مضيفاً "أرسلنا قوات إلى أوروبا للدفاع عن أراضي (دول منضوية في) حلف شمال الأطلسي".

ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، قال من جهته، "فرص إيجاد حل دبلوماسي لخفض التصعيد أكبر بكثير من التهديد بتصعيد جديد"، وذلك بعد تحذيرات الاستخبارات الأميركية التي أكدت أن موسكو كثفت استعداداتها لغزو أوكرانيا على نطاق واسع.

وبعد الإعلان عن وصول التعزيزات العسكرية الأميركية إلى بولندا في إطار طمأنة الحلفاء القلقين من التوتر الروسي - الأوكراني، قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت إن ألمانيا تدرس إرسال قوات إضافية إلى ليتوانيا مع استمرار تزايد التوتر بشأن الحشود العسكرية الروسية بالقرب من أوكرانيا.
وقالت لامبرخت في مقابلة مع مجموعة فونك الإعلامية ستنشر على الإنترنت اليوم الأحد 6 فبراير (شباط)، وفي الصحف يوم الاثنين، إن ألمانيا "تقدم بالفعل مساهمة مهمة في ليتوانيا" من خلال قيادة مجموعة قتالية تابعة لحلف شمال الأطلسي. وأضافت "من حيث المبدأ هناك قوات إضافية متاحة كتعزيزات، ونحن نجري محادثات مع ليتوانيا في الوقت الحالي لمعرفة المفيد في هذا الصدد".

غزو شامل

وقال مسؤولان أميركيان، السبت 5 فبراير، إن لدى روسيا الآن نحو 70 في المئة من القوة القتالية التي تعتقد أنها مطلوبة للقيام بغزو شامل لأوكرانيا، وإنها ترسل مزيداً من مجموعات الكتائب التكتيكية إلى الحدود مع جارتها.

وأبلغ المسؤولان، اللذان طلبا عدم نشر اسميهما نظراً لحساسية المعلومات، وكالة "رويترز" بأنه خلال الأسبوعين الماضيين ارتفع عدد مجموعات الكتائب التكتيكية في منطقة الحدود من 60 إلى 83 حتى يوم الجمعة، وهناك 14 مجموعة أخرى يجري نقلها حالياً.

وقال المسؤولان، إنه بالنسبة إلى توقيت القيام بغزو فإنه من المتوقع أن تصل الأرض إلى ذروة التجمد في حدود 15 فبراير بما يسمح للوحدات العسكرية الروسية بعبور الطرق الوعرة. وستستمر مثل هذه الظروف حتى نهاية مارس (آذار).

وربما يشير هذا الجدول الزمني مع تزايد عدد وقدرات القوات الروسية قرب حدود أوكرانيا إلى إغلاق نافذة الدبلوماسية.

ولم يقدم المسؤولان الأميركيان دليلاً يدعم تقديراتهما لحجم القوات الروسية.

وعلى الرغم من حشد روسيا أكثر من 100 ألف جندي قرب الحدود فإنها تنفي التخطيط لغزو أوكرانيا، لكنها قد تقوم بعمل عسكري إذا لم تُلبّ مطالبها الأمنية. وتشمل هذه المطالب عدم قبول أوكرانيا، مستقبلاً، عضواً في حلف شمال الأطلسي. وهو مطلب قال الحلف والولايات المتحدة، إنه غير مقبول.

تعزيزات أميركية إلى بولندا

في السياق ذاته، أفاد ناطق باسم الجيش البولندي وكالة الصحافة الفرنسية، السبت، بأن نقل التعزيزات الأميركية إلى بولندا في إطار طمأنة الحلفاء القلقين من التوتر الروسي - الأوكراني "قد بدأ".

وأوضح الناطق الميجور برجنيسلاف ليتشينسكي "وصلت طلائع الجنود إلى مطار يسيونكا" في جنوب شرقي البلاد، مضيفاً أن الجزء الأكبر من الكتيبة الأميركية وقوامها 1700 جندي ستصل "قريباً".

وأعلنت إدارة بايدن، الأربعاء، عن نشر قرابة 3000 جندي أميركي في شرق أوروبا خلال الأيام المقبلة، وذلك وسط مواجهة مع روسيا بسبب أوكرانيا.

وقال وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتاك ووزارة الدفاع الأميركية، الأربعاء، إن نحو 1700 جندي من الفرقة 82 المحمولة جواً، المتمركزة في فورت براغ بولاية نورث كارولاينا سيصلون إلى بولندا لكن على أساس مؤقت.

وللجيش الأميركي بالفعل نحو 4500 جندي في بولندا سواء في إطار حلف شمال الأطلسي أو بشكل ثنائي يتمركز معظمهم في غرب بولندا على أساس دوري.

تبادل الاتهامات

وفيما يتواصل تبادل الانتقادات والاتهامات بين روسيا والولايات المتحدة حول أوكرانيا، أكدت واشنطن، من دون أن تقدم أدلة، أن موسكو تخطط لتصوير شريط فيديو عن هجوم أوكراني مفبرك يستهدف الروس لتبرير غزو روسي للدولة المجاورة.

وسبق أن طرحت الولايات المتحدة احتمال قيام روسيا بعملية "تحت راية زائفة"، وهو تعبير يعني أن دولة ما تستخدم رموز العدو للتمويه وإثارة الارتباك.

لكن الكرملين سارع إلى رفض هذه الاتهامات وحض على "عدم تصديق" السلطات الأميركية، في ما وصفها وزير الخارجية سيرغي لافروف بـ"الهذيان".

في المقابل، كثف الأوروبيون جهودهم الدبلوماسية لمنع وقوع نزاع على الخاصرة الشرقية للاتحاد الأوروبي. وأبدت أوكرانيا، الجمعة، "ارتياحها" للدعم الغربي الذي سمح على حد قولها بإفشال "استراتيجية الترهيب" التي تمارسها موسكو منذ بضعة أشهر.

وزار كييف، هذا الأسبوع، مسؤولون من بريطانيا وبولندا وتركيا وهولندا، وتستعد العاصمة الأوكرانية لاستقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، والمستشار الألماني أولاف شولتس في 14 فبراير (شباط).

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، الجمعة، إن الرئيس الأميركي جو بايدن يعتزم أن يبحث مع شولتس، الأسبوع المقبل، ما وصفته بالتزام مشترك لردع أي عدوان روسي آخر على أوكرانيا.

ورأى وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن "روسيا خسرت هذه المعركة".

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إن الوزير أنتوني بلينكن ونظيره الأوكراني ناقشا، الجمعة، الحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا، كما تحدث بلينكن عن اتصالاته التي أجراها، أخيراً، مع المسؤولين الروس.

وأضافت الخارجية أن بلينكن الذي تحدث مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، أكد استعداد الولايات المتحدة للتعامل مع المخاوف الأمنية الأميركية الأوكرانية، وأوضح رغبة واشنطن في فرض تبعات صارمة على روسيا إذا اختارت تصعيد الوضع.

بوتين يتسلح بدعم الصين

حصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، على دعم الصين في صراعه مع الغربيين حول أوكرانيا، فيما يكثف الأوروبيون جهودهم الدبلوماسية لتفادي حرب. وبعد لقاء مع شي جينبينغ قبيل افتتاح أولمبياد بكين، دعا الرئيسان في إعلان مشترك إلى "حقبة جديدة" في العلاقات الدولية ووضع حد للهيمنة الأميركية.

وندد البلدان اللذان تشهد علاقاتهما مع واشنطن توتراً متصاعداً، بدور التحالفين العسكريين الغربيين اللذين تقودهما الولايات المتحدة: الحلف الأطلسي وحلف "أوكوس" الذي أنشئ بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا عام 2021، باعتبارهما يقوضان "الاستقرار والسلام العادل" في العالم.

وأكد البيان المشترك أن موسكو وبكين "تعارضان أي توسيع للحلف الأطلسي مستقبلاً"، وهو المطلب الأول لروسيا من أجل خفض حدة التوتر بينها وبين الغرب حول أوكرانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتهم الغرب الكرملين بالتحضير لغزو أوكرانيا، مع نشر حوالى مئة ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدود هذا البلد المقرب من الغرب. وتنفي روسيا ذلك، مؤكدة أنها تريد فقط ضمان أمنها، وتؤكد في المقابل أنها تشعر بأنها مهددة من الحلف الأطلسي، وتطالب من أجل خفض التوتر بوقف سياسة توسيع الحلف وسحب قواته من أوروبا الشرقية، وهو ما يعتبره الأوروبيون والأميركيون غير مقبول.

وأيدت روسيا والصين مبدأ "أمن واحد لا يتجزأ" الذي يستند إليه الكرملين ليطالب بانسحاب الحلف الأطلسي من محيط روسيا، مؤكداً أن أمن البعض لا يمكن أن يتحقق على حساب البعض الآخر، على الرغم من حق كل دولة، بالتالي أوكرانيا أيضاً، في اختيار تحالفاتها.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الجمعة، إنه يعارض العودة إلى "حقبة مناطق النفوذ عندما كانت قوى عظمى تقرر ما ينبغي أو لا ينبغي على جيرانها الأصغر القيام به".

وقال دانييل كريتنبرينك كبير الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون شرق آسيا، إن الاجتماع بين الرئيسين الصيني والروسي في بكين كان يجب أن يكون فرصة للصين لتشجيع روسيا على تهدئة التوترات مع أوكرانيا.

وقال كريتنبرينك للصحافيين خلال الاجتماع الذي أدى إلى إعلان الصين وروسيا عن شراكة استراتيجية عميقة، إن مثل هذا النهج هو ما يتوقعه العالم من "القوى المسؤولة".

وأضاف "إذا غزت روسيا أوكرانيا، وتجاهلت الصين الأمر، فهذا يشير إلى أن الصين مستعدة للتغاضي عن محاولات روسيا لإكراه أوكرانيا أو دعمها ضمناً، حتى عندما تحرج بكين وتضر بالأمن الأوروبي وتخاطر بالسلام والاستقرار الاقتصادي العالمي". 

ماكرون يزور موسكو

قالت الرئاسة الفرنسية، الجمعة، إن إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي عازمان على "المضي إلى جوهر الأمور" خلال اجتماعهما، الإثنين، في موسكو عبر درس تدابير "خفض التصعيد" في الأزمة على حدود أوكرانيا.

وأضاف الإليزيه أن الرئيسين الروسي والفرنسي "سيأخذان الوقت اللازم لتناول كل القضايا المتعلقة بهذه الأزمة"، والأمر "لا يتعلق بتسوية كل شيء... (بل) الحصول على العناصر الكافية للقول إن لدينا الوسائل" لخفض التوتر.

ومن المنتظر أن يزور رئيس الدولة الفرنسي الكرملين قبل أن يتوجه إلى كييف، حيث يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء.

خلال محادثتهما الهاتفية، الخميس، قال بوتين لنظيره الفرنسي "أنا في انتظارك، أريد إجراء محادثة جوهرية معك، أريد المضي إلى جوهر الأمور، أنت محاور جيد"، بحسب الرئاسة الفرنسية.

وعلى عكس قادة آخرين قبله، يتجه إيمانويل ماكرون أولاً إلى روسيا لأنه "يجب حل المشكلة في موسكو، وليس في كييف"، وفق مستشار له أعرب عن أمله في تحقيق "تأثير أفضل بكثير" مما لو بدأت الجولة من أوكرانيا.

وقال الإليزيه، إن ماكرون يعتزم "الاتصال وبدء مفاوضات بأوضح الشروط الممكنة" مع بوتين.

انتشار قوات على حدود بيلاروس مع أوكرانيا

أظهرت صور جرى التقاطها عبر أقمار صناعية ونشرتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأميركية الأحد،  تفاصيل مناورات عسكرية على حدود بيلاروس مع أوكرانيا قبل التدريبات المشتركة التي أعلنتها موسكو ومينسك والتي وصفها حلف شمال الأطلسي بأنها أكبر انتشار في بيلاروس منذ الحرب الباردة.

وقالت روسيا وبيلاروس إنهما ستجريان تدريبات مشتركة في الفترة بين 10 و20 فبراير بهدف التدريب على التصدي لهجوم على الحدود الجنوبية لتحالفهما. وقدمت موسكو بعض التفاصيل عن الصواريخ والطائرات الحربية التي ستشارك في هذه التدريبات.

وأظهرت صور "ماكسار تكنولوجيز" وحدات عسكرية مسلحة بالصواريخ وقاذفات صواريخ متعددة وطائرات هجومية انتشرت في بيلاروس في ثلاثة مواقع قريبة من الحدود مع أوكرانيا. ولم يتسنَ لـ"رويترز" التحقق بشكل مستقل من هذه الصور.

ولم ترد وزارة الدفاع الروسية حتى الآن على طلب للتعليق. ولم يرد مسؤولون عسكريون في بيلاروس على مكالمات هاتفية الأحد.

وقالت "ماكسار تكنولوجيز" إنها جمعت صوراً لمعدات عسكرية بالقرب من يلسك وريشيتسا ولونينتس في الرابع من فبراير. وتقع جميع المواقع على بعد حوالى 50 كيلومتراً من الحدود الأوكرانية. وأظهرت صور الأقمار الصناعية ما قالت الشركة إنه 15 طائرة "سوخوي-25" هجومية ومنظومة "إس-400" للدفاع الجوي في مطار لونينتس وصواريخ "إس إس 26 إسكندر" وقاذفات صواريخ متعددة بالقرب من يلسك.

تدريب للناتو وسط برد قارس في إستونيا

في الممقابل، وفي غابة غمرتها الثلوج، يخرج جنود من مدرّعة ويغرقون في الثلج الذي يصل حتى أفخاذهم قبل أن يحاولوا التقدم داخل الغابة حيث يُقام تدريب "وينتر كامب" (معسكر الشتاء) في منطقة في إستونيا بعيدة 100 كيلومتر عن الحدود الروسية، لاختبار تعاطي قوات حلف شمال الأطلسي مع أحوال جوية شتائية قاسية.

ويشارك في التدريب السنوي هذا 1300 جندي بريطاني وفرنسي وإستوني، لكنه يتّخذ شكلاً خاصاً هذا العام في ظل الأزمة الأوكرانية.

ويقول سايمون وورث، قائد الكتيبة الفرنسية البريطانية المنتشرة في إطار حلف شمال الأطلسي في إستونيا، إن "هذه المناورة هي فرصة لإظهار أننا قادرون على العمل في الظروف الأكثر صعوبة وتطلّباً، في البرد وفي الغابة. ولإثبات أننا نستطيع مواجهة أي تحدّ في المستقبل".

وأكّد الكولونيل ايريك ماوغر، قائد الجنود الفرنسيين في إستونيا، "لسنا هنا لاستفزاز الروس. آليتنا وقائية ورادعة وغير هجومية"، مضيفاً "لكننا جاهزون وقادرون على الاستمرار بانتظار التعزيزات العسكرية".

وتهدف مناورة "وينتر كامب" أيضاً إلى اختبار قدرة الجنود على المقاومة وتعزيز فعالية المعدّات المستخدمة في ظروف جوية أقسى من تلك المحسوسة في فرنسا أو المملكة المتحدة ومختلفة جذرياً عن البيئة النصف صحراوية التي يتدرّب فيها الجنود الفرنسيون في الساحل الأفريقي حيث هم منتشرون منذ عام 2013.

المزيد من دوليات