Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تذبذب النفط ترقبا لتحركات "أوبك+" و"برنت" يقترب من 90 دولارا

الأسعار تتعزز في أعلى مستوى من 7 سنوات وتوقعات بارتفاع المخزونات الأميركية

الأسواق تترقب غدا قرارات إجتماع "أوبك+" حول زيادة الإنتاج (أ ب)

سجلت أسعارالنفط اليوم تذبذباً واضحاً، ارتفاعاً وتراجعاً، لكنها بقيت مرتفعة قرب أعلى مستوياتها في سبع سنوات، في ظل تكهنات بأن تحالف "أوبك+" قد يذهب إلى أبعد من المتوقع بشأن زيادة الإنتاج في اجتماعه غداً الأربعاء، وتوقعات بارتفاع المخزونات الأميركية.  كانت أسعار الخام بدأت تعاملات اليوم على تراجع مع عمليات جنى الأرباح، إلا أن المخاوف من نقص الإمدادات جراء التوترات السياسية بين روسيا وأوكرانيا، صعدت بالأسعار، قبل أن تهبط مرة أخرى ثم تعاود الصعود ثانية ترقباً لاجتماع "أوبك+". 

وبحلول الساعة 16:05 بتوقيت غرينتش، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام "برنت" -تسليم أبريل (نيسان) 2022- بنحو 0.45 في المئة قرب مستوى 90 دولاراً إلى 89.66 دولار للبرميل. وكان عقد الشهر المقبل للتسليم في مارس (آذار) انتهى أمس الاثنين على ارتفاع بنسبة 1.3 في المئة عند 91.21 دولار للبرميل.  وزادت أسعار العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط" -تسليم مارس- بنسبة 0.4 في المئة، مسجلة 88.49 دولار للبرميل.

جنى أرباح

تأثرت أسعار الخام خلال جلسة اليوم بعمليات تصحيح وجني أرباح، بعد مكاسب شهرية قوية في يناير (كانون الثاني) بنحو 17 في المئة وسط نقص الإمدادات وعدم اليقين السياسي في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، مسجلاً أفضل أداء لشهر يناير منذ 30 عاماً في الأقل وكذلك أفضل أداء شهري منذ فبراير (شباط) 2021.  ولكن يكبح توسيع نطاق الخسائر مخاوف حيال نقص الإمدادات في وقت يعاني فيه السوق العجز بعد انتعاش قوي للطلب بعد وباء فيروس كورونا، يأتي هذا قبل صدور بيانات أولية عن مخزونات الخام في الولايات المتحدة

وسجل الخامان القياسيان أعلى مستوياتهما منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2014 يوم الجمعة، إذ بلغ "برنت" 91.70 دولار للبرميل والخام الأميركي 88.84 دولار ووصلا الأسبوع الماضي الصعود على مدى ستة أسابيع متتالية، وهي أطول سلسلة مكاسب أسبوعية سعرية لها منذ أكتوبر الماضي، عندما ارتفعت أسعار مزيج "برنت" لمدة سبعة أسابيع، في حين ارتفع خام "غرب تكساس الوسيط" على مدى تسعة أسابيع. وفي وقت لاحق تصدر اليوم بيانات أولية عن مخزونات الخام في الولايات المتحدة يصدرها معهد البترول الأميركي وسط توقعات بأن تقارير الإمدادات الأميركية هذا الأسبوع ستظهر زيادة في مخزونات الخام، إذ يتوقع المحللون ارتفاع مخزونات الخام بمقدار 1.8 مليون برميل. وتصدر غداً الأربعاء البيانات الرسمية عبر وكالة الطاقة الأميركية. 

جهود مستمرة 

ومن جهته أشاد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، محمد باركيندو، بالجهود المستمرة التي تبذلها دول إعلان التعاون لتعزيز استقرار سوق النفط، وسط تقلبات متزايدة منذ تفشي جائحة كورونا.  وعقدت اللجنة الفنية المشتركة لتحالف "أوبك+" (JTC)، اليوم الثلاثاء، اجتماعها التاسع والخمسين لدراسة التطورات في سوق النفط العالمية والاتجاهات الناشئة، استعداداً للاجتماع الـ37 للجنة المراقبة الوزارية المشتركة (JMMC)، والاجتماع الوزاري الـ25 للتحالف، المقرر عقدهما غدًا الأربعاء.  حسب ما جاء في بيان صحافي صدر عن منظمة "أوبك"، وجه باركيندو في كلمته الافتتاحية، الشكر إلى أعضاء اللجنة الفنية المشتركة، على جهودهم الدؤوبة والتزامهم الراسخ بمهمة اللجنة. 

مرونة وتعاون

وقال باركيندو "أثني على منتجي إعلان التعاون لمرونتهم في التكيف باستمرار مع ديناميكيات سوق النفط المتقلبة التي شهدناها خلال هذه الجائحة، وما زلنا نراها الآن". 

وأشار الأمين العام الذي تنتهي ولايته الثانية في يوليو (تموز) إلى أن "هذا الموقف الذكي واليقظ سيستمر تماشياً مع تعهد وزراء إعلان التعاون في الاجتماع الوزاري الـ23 للدول الأعضاء في أوبك وغير الأعضاء بالبقاء في حالة انعقاد وإجراء تعديلات فورية إذا لزم الأمر"، مضيفاً أن هذا النهج المدروس والقائم على الحقائق "يواصل تعزيز الشعور بالاستقرار والطمأنينة للسوق". 

واختتم محمد باركيندو كلمته قائلاً "لقد صمد إطار عمل إعلان التعاون عالي الفاعلية هذا أمام اختبار الزمن، ولا يزال يُنظر إليه على أنه أداة رائدة في الصناعة للتعاون العالمي في مجال الطاقة". 

اجتماع "أوبك+" 

وتتجه أنظار المتعاملين الآن إلى الاجتماع الوزاري لدول تحالف "أوبك+" غداً الأربعاء لتقييم أوضاع السوق. ويأتي الاجتماع المرتقب عبر الفيديو بين الأعضاء الـ13 في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، والدول العشر المتحالفة معها، في إطار اللقاءات الدورية للتحالف منذ انتشار كورونا. وبعد خفض قياسي في إنتاجها في 2020، تخفف "أوبك+"، من قيودها تدريجياً مع انتعاش الطلب من أسوأ تأثير لجائحة "كورونا" لكن لم يلتزم كل المنتجين بأهداف زيادة الإنتاج، بخاصة نيجيريا وأنغولا في غرب أفريقيا.  وحتى مع تحقيق منتجين آخرين أهداف الإنتاج، التي ترتفع في الآونة الأخيرة بمعدل 400 ألف برميل يومياً شهرياً في أرجاء التحالف، يقول محللون إن فائض الطاقة الإنتاجية يتضاءل. 

الالتزام بسياسة الإنتاج 

ويتوقع عدد من المحللين على نطاق واسع أن يحافظ التحالف النفطي، الذي تقوده السعودية وروسيا، على سياسة الإنتاج من دون أي تغيير بالالتزام بخطته المتفق عليها مسبقاً، وهي زيادة إنتاج مارس بواقع 400 ألف برميل يومياً، إذ لا يزال هناك أعضاء في المجموعة يكافحون حتى يصل إنتاجهم للمستويات المتفق عليها سابقاً، حيث أبلغ مصدرون في "أوبك+" وكالة "رويترز" أن الزيادة الحادة في الأسعار ربما تدفع التحالف إلى دراسة خطوات أخرى.  وأظهرت بيانات اطلعت عليها وكالة "رويترز" أن إنتاج "أوبك+" النفطي كان أقل من المستوى المستهدف بأكثر من 800 ألف برميل يومياً في المتوسط العام الماضي، وأن المجموعة خسرت إيرادات بمليارات الدولارات وألحقت أضراراً بأعضائها الذين يجدون صعوبة في جمع أموال للاستثمار. 

وبناء على متوسط سعر 70 دولاراً للبرميل لسلة النفط الخام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، فإن فقدان 800 ألف برميل يومياً من الإنتاج النفطي، وهو ما يعادل نحو نصف الاستهلاك اليومي لبريطانيا، يعادل نحو 21 مليار دولار خسائر في إيرادات التحالف لعام 2021.  وأظهر مسح لوكالة "رويترز" يوم الاثنين أن إنتاج منظمة "أوبك" قل مرة أخرى في يناير عن الزيادة المخطط لها بموجب اتفاق تحالف "أوبك+"، الأمر الذي يسلط الضوء على معاناة بعض المنتجين لضخ المزيد حتى مع ارتفاع الأسعار. \

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فيما يرى بنك الاستثمار الأميركي "غولدمان ساكس" أن ارتفاع أسعار خام "برنت" قرب 90 دولاراً للبرميل قد يدفع "أوبك" وحلفاءها إلى زيادة أكبر من المتوقعة في الإنتاج. وحسبما نقلت "بلومبيرغ"، أوضح محللو البنك في تقرير أن نتائج الاجتماع المقرر عقده غداً الأربعاء لا تزال متوازنة بالتساوي بين زيادة قدرها 400 ألف برميل يومياً لشهر مارس، وزيادة أكبر. 

ولكن أشار التقرير إلى أنه على "أوبك+" موازنة عدد من العوامل التي يمكن أن تضعف الأسعار، منها تجدد التكهنات حول المزيد من الإفراج عن الاحتياطي الاستراتيجي للولايات المتحدة.  وكتب المحللون في تقرير "نحن نرى إمكانية متزايدة لزيادة أسرع في الإنتاج خلال هذا الاجتماع، في ظل وتيرة الارتفاع الأخيرة والضغط المحتمل من الدول المستوردة". 

وأشار التقرير إلى أن مثل هذه الخطوة من قبل "أوبك+" ستؤدي إلى تراجع قصير المدى لأسعار الخام ولكن لن تغير وجهة نظر البنك الصعودية. 

التوترات الجيوسياسية 

كما عززت التوترات بين الغرب وروسيا حول أوكرانيا أسعار النفط بقوة الفترة الأخيرة، وسط مخاوف تعطل إمدادات الطاقة من روسيا إلى أوروبا، وروسيا ثاني أكبر منتج للنفط في العالم.  قالت واشنطن ولندن يوم الاثنين إن الولايات المتحدة وبريطانيا مستعدتان لمعاقبة النخب الروسية المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين بتجميد أصول وحظر سفر إذا دخلت روسيا أوكرانيا مع تصاعد التوترات في الأمم المتحدة. 

المزيد من البترول والغاز