Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سجال "حماس" و"فتح" قد يعرقل حوارات الفصائل في الجزائر

قد تكون الجلسات استطلاعية استكشافية فقط

"فتح" تعتقد أن "حماس" تفتقر النضج والموقف الموحد لبناء شراكة سياسية مشتركة (اندبندنت عربية)

على الرغم من الجهود الإقليمية التي تبذل في الفترة الحالية، لتقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية في محاولة جديدة لإنهاء الانقسام السياسي، قبيل عقد جلسات خاصة بهذا الملف في دولة الجزائر، إلا أن خلافاً جديداً تفجر بين حركتي "فتح" و"حماس"، إذ تبادلا الاتهامات حول الجهة التي تعطل المصالحة الوطنية.

الخلافات التي عادت للواجهة من جديد بين الحركتين الفلسطينيتين المتنافستين، جاءت في وقت تلقّت الحركتان دعوتين، الأولى من روسيا، والثانية من الجزائر، لتحريك ملف المصالحة الفلسطينية، وبناء شراكة سياسية وإنهاء الانقسام، لكن الطرفين ألقى كلّ واحد منهما المسؤولية على الآخر بأنه السبب في تعثر الجهود لتحقيق وحدة وطنية.

اتهامات متبادلة

وقال مسؤول العلاقات الدولية في حركة "حماس" موسى أبو مرزوق إنهم يرغبون في شراكة بين الفصال الفلسطينية وفق خط سياسي سليم، من دون التنازل عن الثوابت الوطنية بأي حال، وعلى رأس ذلك المقاومة المسلحة، لكن نحن أمام انسداد في الأفق والخيارات لدى حركة "فتح"، التي تعرقل هذا المسار، ولا تريد أن تذهب لأي من هذه الخيارات.

اتهام "حماس" هذا، أثار غضب حركة "فتح" التي تعتبر نفسها أنها هي التي تسعى لتحقيق المصالحة الفلسطينية ولا تعرقل مسارها إطلاقاً، وقال أمين سر اللجنة المركزية للحركة جبريل الرجوب إنهم لم يقطعوا الاتصالات مع "حماس"، على الرغم من عدم امتلاكهم موقفاً واضحاً حول الشراكة الوطنية، ودائماً يرفضون كلّ ما يطرحه الرئيس محمود عباس.

وأضاف الرجوب، "الإخوة في حماس لا يوجد لديهم نضج كامل، ولا وحدة موقف في مفهومهم لبناء الشراكة السياسية، كما أنه منذ كان خالد مشعل زعيم حماس السابق، ورئيسها الحالي، لم تصدر عنه كلمة واحدة على الأقل، تدعو للحوار الوطني أو تدعمه، لذلك أدعوهم لعقد حكومة وطنية ذات برنامج سياسي يتوافق مع الشرعية الدولية".

توتير الأجواء السياسية

واعتبرت "حماس" أن انتقاد الفتحاوي لها يأتي لتوتير الأجواء قبل الذهاب لجلسات حوار شأنها رأب الصدع والانقسام المستمر منذ عام 2007، ولفت متحدث الحركة حازم قاسم إلى أن الرجوب وكل قيادات "فتح" تعلم الحقيقة، ومن يعطل المصالحة الفلسطينية، هو نفسه الذي عطل مسار الانتخابات الشاملة.

وأضاف قاسم، "اختلاق الاتهامات الباطلة، وتحريف الحقائق، لن يغطي على ما تقوم به السلطة الفلسطينية من عرقلة برنامج المقاومة في الضفة الغربية لصالح إسرائيل، والتفرد بالقرارات في الساحة السياسية، وتأزيم مساعي إنجاز وحدة الوطنية"، وأوضح أن قيادة "فتح" مطلوب منها الالتزام بكل ما جرى التوافق عليه في جولات حوارات الفصائل المتعلقة بالمصالحة الوطنية، وكذلك المسارعة إلى عقد الانتخابات العامة، والعمل الجاد على إعادة بناء المؤسسات الوطنية على أسس ديمقراطية للخروج من الأزمة السياسية التي يعيشها الفلسطينيون.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشدد قاسم على ضرورة تخلي قيادة "فتح" عن نهج التفرد بالحالة الوطنية، والإقصاء لمختلف مكونات وفصائل فلسطين، والإدراك بأن العمل الوطني المشترك، والاعتماد على برنامج نضالي حقيقي، هو الخيار الأمثل للوصول إلى ما يريده الشعب.

الجزائر ترعى لقاءات الفصائل

وعلى الرغم من هذا السجال والتوتر، إلا أن الطرفين قبلا دعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لحضور لقاء جامع للفصائل لبحث سبل الحوار الوطني الفلسطيني، لوضع أرضية تفاهمات لتحقيق المصالحة، قبل انعقاد القمة العربية المقررة في مارس (آذار) المقبل.

وتعد هذه المرة الأولى التي تستضيف فيها الجزائر حواراً للفصائل الفلسطينية بغرض إنجاح المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام، والتمهيد لشراكة سياسية وفق برنامج مشترك بين "فتح" و"حماس"، ووجهت الرئاسة الجزائرية الدعوة أيضاً إلى "حركة الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".

وسبق أن استضافت المملكة العربية السعودية أول لقاء بين حركتي "فتح" و"حماس" من أجل تحقيق الوحدة الوطنية، ثمّ حذت حذوها اليمن، وروسيا، ومصر، والأخيرة أجرت جلسات عدة للفصائل، وتوصلت في أكثر من مرة لرؤية واضحة لإنهاء الانقسام لكن لم تنجح أي محاولة في هذا الملف.

تحرك استطلاعي

وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن الجهات الرسمية في الجزائر، ستبحث مع وفود الفصائل بشكل منفصل الرؤية لإمكانية إحداث اختراق حقيقي في ملف المصالحة، تكون قابلة للتنفيذ على الأرض وتساهم في تعزيز الحوار الإيجابي ووقف التراشق الإعلامي وتصحيح المسار السياسي.

ويعد تحرك الجزائر مبدئياً في ملف المصالحة المعقد، وهو بمثابة محاولة جس نبض حول إمكانية فتح باب المصالحة مرة جديدة، لكن المراقبين السياسيين يعتقدون أن هذه الجهود لن تؤدي إلى اختراق حقيقي ينهي الانقسام، وأكد الأمر القيادي في "حركة الجهاد الإسلامي" أحمد المدلل قائلاً إن جلسات الجزائر هي حوار استطلاعي، وسيكون ذلك عبر لقاءات منفصلة، كل فصيل على حدة، من أجل بلورة رؤية شاملة للمصالحة، قبيل انعقاد القمة العربية المرتقبة.

وأوضح عضو دائرة العلاقات الوطنية في حركة "حماس" إبراهيم المدهون أنهم معنيون بتحريك ملف المصالحة، ومستعدون لكل ما يطلب منهم، وفق رؤية الشراكة الكاملة والتوافق وإجراء الانتخابات وترتيب البيت الفلسطيني وإعادة الاعتبار للمؤسسات الوطنية.

ولإعطاء فرصة للحوار الجزائري، أجلت حركة "فتح" اجتماع المجلس المركزي، وقال عضو المجلس الثوري للحركة حاتم عبد القادر إن القضية تتعرض لأخطر وأسوأ تصفية منذ بدايتها، فهي اليوم تواجه خطراً وجودياً، لذلك نحن حريصون على إنجاح اللقاءات في العاصمة الجزائر، لعلها تنقذ الوضع السياسي المتأزم.

المزيد من متابعات