Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تخوفا من تكرار سيناريو الجماعات الإرهابية... "الأوقاف" المصرية تنظم "اعتكاف رمضان"

3496 مسجداً مصرح لها بالعبادات في العشر الأواخر... وهذه هي الشروط السبعة للوزارة

للسنة الثالثة على التوالي، تضع وزارة الأوقاف المصرية شروطا مسبقة أمام الراغبين في الاعتكاف بالمساجد خلال شهر رمضان، حيث طالبت الوزارة بضرورة تطبيق الشروط، حتي يتسنى للمعتكف إكمال اعتكافه، محذرة من مخالفة أي منها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى عكس السنوات الماضية، التي شهدت انقساماً حاداً في الأوساط الدينية والإسلامية المصرية بشأن شروط الأوقاف أو الحكومة للاعتكاف، معتبرين إياها "تقييدا لممارسة سنن إسلامية مؤكدة"، يمر هذا العام وحِدّة الانقسام أقل، مع تشديد الأوقاف على أئمة المساجد المسجلين لدى الأوقاف، بعدم الحديث لوسائل الإعلام حول الأمر، وإبراز "ضرورة الخطوة لحماية الوطن"، وفق داعية وخطيب أزهري تحدث لـ"اندبندنت عربية".

ويعد الاعتكاف سنةً مؤكَّدة لدى المسلمين خلال شهر رمضان، وتحديدا في العشر الأواخر من الشهر، حيث يحافظ المعتكف على وجوده في المساجد طوال الليل والنهار لتلاوة القرآن وتأدية الفروض والعبادات.

 

7 شروط للاعتكاف

وبحسب شروط الأوقاف التي أعلنت عنها الوزارة هذا العام، "فإنه من أجل إتمام الاعتكاف لابد أن يكون بالمسجد الجامع وليس بـ"الزوايا" (مصلى صغير)"، معللة ذلك، "بأن الزوايا تكون لأداء الصلوات الراتبة فقط، ولا مجال فيها لإقامة شعائر الجمعة والاعتكاف".

وتشترط الأوقاف كذلك "أن يكون الاعتكاف تحت إشراف إمام من أئمة الأوقاف أو واعظ من وعاظ الأزهر الشريف أو خطيب مصرح له من وزارة الأوقاف تصريحاً جديداً لم يسبق إلغاؤه، وأن يكون المكان مناسباً من الناحية الصحية ومن حيث التهوية وخدمة المعتكفين، بناء على تقرير يرفع من مدير الإدارة التابع لها المسجد لمدير المديرية".

أيضا اشترطت الأوقاف "أن يكون المعتكفون من أبناء المنطقة المحيطة بالمسجد جغرافياً المعروفين لإدارة المسجد، وعددهم مناسب للمساحة التي يقام بها الاعتكاف والخدمات اللازمة للمعتكفين، ويقوم المشرف على الاعتكاف بتسجيل الراغبين في الاعتكاف وفق سعة المكان قبل بداية الاعتكاف بأسبوع على الأقل. فضلا على أن تكون إدارة الأوقاف التابع لها المسجد مسؤولة مسؤولية كاملة عن إدارة شئون الاعتكاف وعن أي خلل يحدث فيه، وعليها متابعته متابعة تامة. وكذلك اعتماد المسجد من قبل وزارة الأوقاف كمسجد مصرح له بالاعتكاف".

واختتمت الأوقاف شروط الاعتكاف بتحذير المخالفين لتلك الضوابط السابقة، منوهة إلى "أنه في حالة مخالفتها يعد اجتماعا خارج إطار القانون تتخذ ضده الإجراءات اللازمة".

 

 

وبحسب الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف المصرية، "فإن الوزارة تسعى من خلال تطبيقها لشروط الاعتكاف للتأكيد على أن المساجد للعبادة فقط، وليس للسياسة، وسوف تتصدى لأي تجاوزات"، مضيفاً "أن هذه الإجراءات تأتي لتفادي مغالطات بعض الجماعات المتشددة، ومنع تسرب أصحاب الأفكار المتشددة للمساجد من جديد خلال الاعتكاف، وخاصة في المساجد البعيدة عن الأنظار، التي تسيطر عليها بعض جماعات الإسلام السياسي في البلاد".

وأوضح طايع "أن الوزارة وضعت جميع المساجد تحت المراقبة المشددة هذا العام؛ لمنع حدوث أي تجاوزات داخلها طوال شهر رمضان، مثل التي كانت تحدث عبر السنوات الماضية خلال أدعية القنوت؛ لذلك ألزمنا الأئمة بعدم الخروج في أدعية القنوت عن الدعاء المأثور والمعروف للجميع". مشيرا إلى "أنه في إطار خطة الوزارة للاستعداد لشهر رمضان اعتمد وزير الأوقاف محمد مختار جمعة عدد (3496) مسجداً على مستوى الجمهورية للاعتكاف هذا العام، بحيث يكون لكل مسجد إمامٌ من الأئمة مسؤول عن إدارة جميع شؤون الاعتكاف". وذلك في وقت رصدت تقارير شبه رسمية، عدد المساجد في مصر بأكثر من 150 ألف مسجد.

وبحسب طايع "اعتمدت الحكومة أيضاً 5863 ساحة ومسجداً جامعاً، لكل منها إمامان، أحدهما أساسي، والآخر احتياطي لأداء صلاة عيد الفطر المبارك، على أن يكون كل من الاعتكاف وصلاة العيد بنفس ضوابط العام الماضي، مع الالتزام بالأماكن المحددة سواء للاعتكاف أم لصلاة العيد من ساحات ومساجد كبرى".

 

 

انقسام بشأن شروط الاعتكاف

وعلى الرغم من انخفاض وتيرة الانقسام هذا العام حول شروط الاعتكاف التي لم تختلف كثيراً عن شروط الأعوام الماضية، فإن الانتقادات لا تزال مستمرة من قبل بعض المتشددين، لما يعتبرونه تضييقا من الحكومة على "سنن الإسلام خلال الشهر الكريم"، فيما يرجع آخرون انخفاض وتيرة الانقسام، إلى مخالفة عشرات المساجد التي كانت تابعة لجماعات الإسلام السياسي وعدم تقيدها بتعليمات الحكومة في الاعتكاف.

وعلى مدار أعوام سابقة، تخوض الحكومة المصرية معارك متواصلة على منابر المساجد منذ عزل تنظيم (الإخوان)، الذي صنفته السلطات المصرية إرهابياً منذ عام 2013، وفرضت سيطرتها على المساجد التابعة له، ومنعت أي جهة غير الأوقاف من جمع أموال التبرعات داخل المساجد، أو في محيطها، كما وحّدت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة لعدم الخوض في أمور سياسية.

من جانبه أفاد رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف "أإن ضوابط وإجراءات تنظيم سير الاعتكاف بالمساجد، تعد محاولة قانونية لتنظيم عمل المساجد بشكل عام، للحفاظ على مكانة وقدسية شعائر الاعتكاف، بعدم التوظيف السياسي له". موضحا "أن الوزارة هي الجهة الرسمية المعنية بالإشراف التام على سير العمل الدعوي بالمساجد، وأن هذه الضوابط لا تعد تضييقا على أحد، بل على العكس، فالوزارة حريصة أشد الحرص على توفير مناخ صحي وبيئي مناسب للمعتكفين".

وتابع طايع "أن اختيار المساجد المخصصة للاعتكاف يتم بمراعاة التوزيع الجغرافي، الأمر الذي يتيح للجميع الحق في الاعتكاف، وأن جمع الأسماء ليس سوى للتأكد من مناسبة المساحة الخاصة بالاعتكاف لعدد المعتكفين، وليس لأغراض أخرى كما يروج البعض"، حسب تعبيره.

وبحسب مراقبين، تشدد الدولة في شروط الاعتكاف بعد أن كشفت تقارير العام الماضي، "أن جماعة الإخوان المصنفة إرهابية، استطاعت استغلال الاعتكاف لتجنيد بعض الشباب للانضمام للجماعات الإرهابية في سيناء".

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة