Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"العمالقة" تطوق شبوة وعينها على "مأرب"

القوة الضاربة هبّت بغطاء من التحالف العربي لإنهاك الحوثي عسكرياً وكسره في الميدان

تسعى القوات اليمنية لتحرير ما تبقى من مديريات المحافظة (اندبندنت عربية)

ها هي محافظة شبوة (شرق اليمن) تعود إلى واجهة الأحداث عقب شنّ ألوية العمالقة هجوماً كبيراً استهدف، اليوم، مواقع تمركز ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران التي سيطرت في سبتمبر (أيلول) الماضي على ثلاث مديريات في المحافظة النفطية المحاذية لمأرب. 

وفي عملية مباغتة بدأتها، اليوم، تمكنت قوات ألوية العمالقة التي وصلت إلى شبوة قبل يومين قادمة من الساحل الغربي للبلاد، من استعادة أجزاء واسعة في مديرية عسيلان التابعة لشبوة (شرق اليمن) عقب معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي لا تزال مشتعلة في الأجزاء الغربية للمنطقة. 

الحوثي يفقد عسيلان 

وعقب ساعات من إطلاق العمالقة عملية "تحرير شبوة" بإسناد جوي من مقاتلات التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، أكد مصدر محلي مسؤول في مديرية عسيلان أن وحدات من قوات العمالقة شنت هجمات مكثفة على مواقع ميليشيات الحوثي في أطراف المديرية النفطية تمكنت خلاله من تحرير جميع المواقع الأمامية لخطوط دفاعات ميليشيات الحوثي مع هروب عناصر الجماعة الطائفية باتجاه بيحان.

وأوضح أن العملية نجحت حتى الآن في استعادة عدد من المرافق والمباني الحكومية ومناطق مركز مديرية عسيلان، والسليم والصفراء وحيد (جبل) بن عقيل الاستراتيجي ومنطقة الهجر التاريخية ومفرق (تقاطع) الحمى وتتجه المعارك الآن على الضواحي الشرقية لمدينة النقوب.

وذكر المصدر، أن المعارك شهدت سقوط عدد من القتلى والجرحى من الجانبين، وسط حالة انهيار وفرار مجاميع الجماعة المدعومة من إيران خلال المواجهات باتجاه بيحان، فيما شوهد عديد من عرباتهم تحترق بفعل ضربات جوية شنتها مقاتلات التحالف العربي.

وتوقع المصدر أن تشهد الساعات المقبلة تقدم ميداني إضافي لقوات الشرعية اليمنية في مديريتي بيحان وعين. 

والاثنين، وصلت قوات عسكرية كبيرة تابعة لألوية العمالقة قادمة من الحديدة، لدعم قوات الجيش في تحرير المديريات الخاضعة لسيطرة الميليشيات في محافظة شبوة النفطية، في تحرك ينبئ عن تغيرات محتملة في المشهد العسكري باليمن.

وأعلن المركز الإعلامي لـ"ألوية العمالقة" أن "قوات عسكرية من الألوية انطلقت من جبهة الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي في شبوة"، لافتاً إلى أن "هذا التحرك بقيادة العميد أبو زرعة المحرمي سيسهم في تحرير المديريات التي سقطت بيد ميليشيات الحوثي في محافظة شبوة".

وجاءت هذه الخطوة بالتزامن مع أداء محافظ شبوة الجديد، عوض بن محمد الوزير، اليمين الدستورية أمام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي أكد في أول توجيهاته إلى المحافظ الجديد "تحرير ما تبقى من مديريات المحافظة".

واعتبر مراقبون أن تعيين البرلماني والزعيم القبلي المقرب من الرئيس اليمني، عوض الوزير، محافظاً، يأتي في إطار ترتيبات سياسية وعسكرية وشعبية واسعة تهدف إلى استكمال تحرير شبوة وفك الضغط الحوثي الخانق عن محافظة مأرب، وبدء عملية عسكرية في محافظة البيضاء بدعم من التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن.

وكان شهود عيان في شبوة قد أكدوا لـ"اندبندنت عربية"، أن القوات التي ترفع في واجهة عرباتها شعار "ألوية العمالقة" التي وصلت إلى بيحان، تتكون من مئات المقاتلين والعربات القتالية المدرعة والمدافع الرشاشة وأسلحة مدفعية نوعية.

مأرب... المهمة المرتقبة

ووفقاً لتحركات الشرعية اليمنية الأخيرة، فإن قوات العمالقة ستتولى مهمة إزاحة الميليشيات الحوثية من الأطراف الغربية لمحافظة شبوة النفطية في مديريات عسيلان وبيحان وعين، وقطع طرق إمدادها الآتية من محافظة البيضاء، التي تشترك مع محافظتي مأرب وشبوة في الحدود الإدارية والمنافذ البرية عبر الطرق الرابطة بين مديريتي حريب (مأرب) وعسيلان (شبوة)، يسبق الاتجاه شمالاً عبر صحارى صافر والعمود، وهو ما سيجعلها في تماس مع قوات الميليشيات التي تخنق محافظة مأرب من جهاتها الجنوبية الشرقية.

وسبق لقوات العمالقة أن شاركت في تأمين 250 كيلومتراً من الشريط الساحلي، فضلاً عن تأمين مضيق باب المندب الذي يعد أهم الممرات بالعالم للسفن التجارية، والحيلولة دون تهديد الملاحة الدولية.

الأمم المتحدة ومطار صنعاء 

من ناحية أخرى، دعت الأمم المتحدة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً إلى السماح باستيراد أجهزة اتصالات جديدة إلى مطار صنعاء الخاضع لسيطرة ميليشيات الحوثي لضمان "سلامة" الرحلات الجوية الإنسانية.

وقال ديفيد غريسلي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في بيان، "تعرضت أجهزة الاتصالات في مطار صنعاء لمشاكل فنية". وأضاف أنه "طوال فترة 18 شهراً الماضية، أبلغت أطقم الرحلات الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة عن 10 حالات على الأقل لم يتمكنوا من الاتصال ببرج المراقبة الجوية في مطار صنعاء أو كانت الاتصالات غير واضحة واحتمالية أن يكون هذا الوضع خطراً".

وبحسب البيان، فإن الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد في صنعاء، "عملت على شراء أجهزة المراقبة في عام 2019"، ووافقت الأمم المتحدة على نقلها، لكن خلية الإجلاء والعمليات الإنسانة التابعة للتحالف بقيادة السعودية "لم تأذن" لعملية نقل الأجهزة، "مشيراً إلى الحاجة لموافقة الحكومة اليمنية".

وأكد غريسلي، "أناشد الحكومة اليمنية بصورة عاجلة أن تسمح باستيراد الأجهزة، والتي تم التحقق من محتوياتها من قبل خلية الإجلاء والعمليات الإنسانة في ديسمبر (كانون الأول)2021".

وبحسب الأمم المتحدة، فإن "الأجهزة ضرورية لضمان استخدام مطار صنعاء للرحلات الجوية الإنسانية، بالتالي، استمرار العملات الإغاثة في اليمن".

وتمنع ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران عودة العمل في المطار الدولي الموقف منذ عام 2016، وتقتصر عمله على استقبال طائرات الأمم المتحدة منذ 2016، واستخدامه ممراً رئيساً للمساعدات إلى البلد الغارق في الحرب جراء الانقلاب الحوثي.

وبحسب التحالف، فإن عناصر الميليشيات يستخدمون المطار لأغراض عسكرية لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والمفخخة باتجاه السعودية.

وحول المواجهات المستعرة، يصف القيادي في الجماعة الحوثية، محمد علي الحوثي، أنها "حرب نفسية وإعلامية"، مشيراً، بحسب زعمه، إلى أن "أبناء المجاهدين من قبائل الشعب اليمني ومؤسساته العسكرية والأمنية يساندون الحوثيين" في مواجهاتهم ضد العمالقة وقوات التحالف.

المزيد من متابعات