Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مأرب تراقب شبوة وتترقب مواجهة كبرى

الحوثي يتقدم في بيحان ويقترب من حدود المدينة النفطية

جنود يتبعون الشرعية في أحد جبهات شبوة (اندبندنت عربية)

اتخذت المواجهات العنيفة التي تحيط بمحافظة مأرب بين ميليشيات الحوثي وقوات الجيش اليمني المسنودة بالمقاومة الشعبية، أبعاداً استراتيجية جديدة بتوسيع رقعة المواجهات وتنويعها، لتشمل المناطق الجنوبية في تطور ميداني لافت لسير المعارك يؤكد عزم المليشيات المدعومة من إيران زيادة الضغط الخانق على المعقل الأهم للحكومة الشرعية نحو إسقاطها بأي ثمن.

فالمواجهات التي ظلت تدور منذ فبراير (شباط) الماضي على التخوم الشمالية والغربية لمأرب (شرق اليمن) بطريقة الهجوم الحوثي الضاغط، على الرغم من مبادرة السلام السعودية والنداءات الدولية للتهدئة، وهو ما يقابل بدفاع الجيش تحول إلى مواجهات متعددة، تتخذ من التغيير الميداني استراتيجية قتالية جديدة تتمثل بفتح ثغرات إضافية أهمها تلك التي في جبهة البيضاء المحاذية لمنطقة بيحان التابعة لمحافظة شبوة (جنوب شرقي)، في مسعى حوثي إلى إحداث اختراق جوهري يعزز من فرص سيطرته على محافظة النفط والغاز بعد أيام من التصعيد المتجدد الذي شهدته مختلف جبهات القتال الواقعة على خطوط تماس المعارك التي أشعلتها ميليشيات الحوثي مطلع العام الحالي.

"القنذع" طعنة أخرى للشرعية

وتمكنت المليشيات بعد معارك امتدت لأيام من السيطرة على عقبة القنذع (مرتفع جبلي شاهق يطل على مدينة بيحان) عقب أيام من سيطرتها على مديريتي نعمان وناطع بالبيضاء، ونشرت قناة المسيرة التابعة للميليشيات قد أذاعت صوراً من المواقع المذكورة عقب سيطرتهم عليها، وهو ما عده مراقبون مكسباً للجماعة التي تسيطر على شمال اليمن.

تحشيد ثنائي

في أعقاب هذه التطورات، دفع الحوثيون والقوات الحكومية اليمنية بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى التخوم الغربية لمديرية بيحان بعد أن حقق المتمردون تقدماً مقلقاً للشرعية جنوباً، التي وضعت ثقلها العسكري في سلة مأرب المعقل المتبقي الوحيد لها شمالاً، مما ينذر بتوغل أكثر للمليشيات في بيحان المحاذية لمأرب من جهاتها الجنوبية والشرقية التي تبعد عن مدينة حريب أولى مناطق محافظة مأرب، نحو 60 كيلومتراً فقط في منطقة ذات طبيعة صحراوية منبسطة تتخللها سلسلة جبلية وعرة تحاذي الطرقات الرئيسة الدولية الرابطة بينهما.

 

ووفقاً للنقيب مطلق جوهر، ركن التوجيه المعنوي في اللواء 21 التابع للقوات الحكومية المرابطة في بيحان، فإن الجانبين أرسلوا تعزيزات عسكرية ضخمة إلى الضواحي الغربية لبيحان تحسباً لمواجهات محتملة بعد سيطرة الحوثيين على منطقتين في محافظة البيضاء القريبة، وبدء تقدمهم نحو بيحان التي سبق وتم دحرهم منها في 15 ديسمبر (كانون الأول) 2017.

وبالتزامن مع موجات النزوح الجماعي لأهالي المناطق التي شهدت مواجهات في نعمان وناطع والقنذع هرباً من سعير آلة القتل، أكد جوهر أن "قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية في أتم جاهزيتها ومعنوياتها لدحر الجماعة من المناطق التي سيطروا عليها أخيراً" من دون إبداء مزيد من التفاصيل.

النصر المبين

وكما جرت العادة، احتفت جماعة الحوثي بانتصاراتهم في البيضاء وحدود بيحان، ووفقاً لما نقلته قناة المسيرة الناطقة باسمهم، فقد سيطرت الميليشيات مساء السبت على مديريتي ناطع ونعمان في محافظة البيضاء المحاذيتان لبيحان التابعة لمحافظة شبوة، عقب مواجهات محدودة مع القوات الحكومية في معركة أطلقت عليها المليشيات "عملية المصر المبين".

وصعدت الجماعة المدعومة من إيران جهودها العسكرية للسيطرة على مأرب منذ فبراير (شباط) الماضي، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل مئات من الجانبين، ومن شأن السيطرة على المنطقة الغنية بالنفط أن تعزز الموقف التفاوضي للحوثيين في محادثات السلام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومنذ ثلاثة أسابيع تشهد محافظة البيضاء معارك عنيفة بين الطرفين، حقق فيها الحوثيون تقدماً في معظم جبهات القتال تزامناً مع ضغوط دولية تقودها الأمم المتحدة وواشنطن من أجل إنهاء الحرب التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف بينهم عدد من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة.

وما زال نحو 3.3 ملايين شخص نازحين، بينما يحتاج 24.1 مليون شخص يمثلون أكثر من ثلثي السكان إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكدت مراراً أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حالياً.

"حرب مفتوحة لمشروع سلالي طائفي"

تطورات البيضاء وبيحان دفعت محافظ شبوة محمد صالح بن عديو إلى القول إن الحرب مع مليشيات الحوثي حرب مفتوحة على كل الأرض اليمنية، كونها "حرب مقاومة لمشروع قائم على السلالية الطائفية رجعي يهدف إلى استعباد اليمنيين".

 

وأضاف بن عديو في سلسلة تغريدات عبر "تويتر" أن مليشيات الحوثي تسعى لإعادة اليمنيين لعقود التخلف ومحو هويتهم، مشيراً إلى أن الحرب ضد الحوثي "هي حرب تقاوم كل ما ينتقص من آدمية الإنسان ويخضعه للفرز العرقي السلالي".

وتابع، "منذ وقت مبكر اتخذت شبوة قرارها بالتمسك بالهوية والمرجعيات الوطنية، وقاومت المشروع الانقلابي الحوثي وقدمت مئات الشهداء والجرحى، وصنعت ملحمة النصر والتحرير، وجاد أبناؤها بدمهم في كل محافظات الوطن، وهي اليوم وغداً لن تكون إلا في صدارة المشروع المقاوم لهذه المليشيات".

أهمية تستحق الدماء

وتكتسب معركة مأرب أهميتها من كونها آخر معاقل الحكومة المعترف بها شمال البلاد، وتعد بمثابة العاصمة السياسية والاقتصادية للحكومة،

فعلاوة على رمزيتها الجمهورية وقيمتها العسكرية كونها المحافظة التي تضم بين جنبات صحاريها وجبالها أكبر وأعتى ألوية قوات الشرعية، فهي تكتسب بالقدر ذاته أهمية اقتصادية كونها من أهم المحافظات اليمنية الغنية بالنفط، إضافة إلى الغاز المسال.

كما تضم مقر وزارة الدفاع ومركز القيادة والسيطرة وعدداً من المناطق العسكرية التي تتفرع منها ألوية قتالية مختلفة، ومقر قيادة تحالف دعم الشرعية ومراكز تدريب قوات الجيش ومخازن الإمداد والتموين ومطار صافر الترابي المحاذي لمنطقة بيحان، الذي يستخدمه التحالف لإمداد الجيش بحاجاته من المؤن والعتاد.

وعلى الرغم من الأثمان البشرية الباهظة التي دفعها الجانبان، فإن الأهمية التي تكتسبها هذه المنطقة على المستويات كافة تفسر هذه الاستماتة التي دفعت الجيش الحكومي إلى أن يتداعى لنصرة "أكبر قلاع الجمهورية اليمنية" كما تسميها الحكومة، في حين تضع الميليشيات التي تسيطر على صنعاء ثقلها البشري والعسكري في هذه المعركة على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تتكبدها على مدار الساعة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي