Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف نجح موسم التسوق العالمي في ظل التضخم؟

ارتفاع الأجور ومليارات خطط التحفيز دفعت إلى زيادة أعداد المستهلكين بنسب قياسية

ارتفعت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة بنسبة 8.5 في المئة على أساس سنوي خلال الفترة بين 1 نوفمبر و24 ديسمبر (رويترز)

كشف تقرير حديث، أن مشاكل سلاسل التوريد ومتحورة "أوميكرون" لم يفسدا موسم التسوق في العطلات. وفي الواقع، اتجه المتسوقون بأعداد كبيرة نحو مراكز التسوق متجاهلين موجة التضخم القياسية وارتفاعات الأسعار. وعلى الرغم من البداية الهزيلة، ارتفعت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة بنسبة 8.5 في المئة على أساس سنوي خلال الفترة بين 1 نوفمبر (تشرين الثاني) و24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وفق تقرير جديد صادر عن شركة "ماستر كارد". وساعد ارتفاع مبيعات الملابس، خصوصاً، على زيادة حجم الإنفاق. ويقول ستيف سادوف، كبير المستشارين في "ماستركارد"، "لقد تفاخر المستهلكون طوال الموسم، إذ شهدت مبيعات الملابس في المتاجر الكبرى نمواً قوياً، حيث سعى المتسوقون للحصول على ملابس جيدة من دون النظر إلى الأسعار".

3 ملاحظات حول صناعة التجزئة

وتضمن التقرير الذي أعدته "ماستر كارد"، 3 ملاحظات كبيرة حول حالة صناعة البيع بالتجزئة. الأولى تتعلق بالتسوّق المبكر، حيث نمت مبيعات التجزئة في السوق الأميركية بنسبة 0.3 في المئة خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بانخفاض حاد عن الشهر السابق وأقل مما توقعه الاقتصاديون. لكن ربما بدت هذه البيانات ضعيفة لأن كثيراً من الناس قاموا بالتسوق خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عندما قفزت المبيعات بنسبة 1.8 في المئة.
وبيّن التقرير أن المستهلكين ليس لديهم مشكلة في سحب محافظهم في وقت مبكر عن المعتاد، حيث حاولوا تجنّب الشحنات المتأخرة ونقص المنتجات واستفادوا من العروض الترويجية الخاصة. وبين 11 أكتوبر و24 ديسمبر، ارتفع إجمالي مبيعات التجزئة بنسبة 8.6 في المئة مقارنةً بأرقام ذات الفترة من العام الماضي.
الملاحظة الثانية تتعلق بزيادة حركة السير على الأقدام، بسبب تأخر الشاحنات خلال يوم "بلاك فرايداي".

 

وتبيّن وفق التقرير، أن هذا اليوم هو أكبر يوم في موسم التسوق في العطلات. وخلال عطلة نهاية الأسبوع بـ"عيد الشكر"، ارتفعت مبيعات التجزئة الأميركية بنسبة 14.1 في المئة على أساس سنوي.
ولعب التسوق بشكل شخصي دوراً رئيساً، حيث قفزت المبيعات في المتاجر خلال عطلة نهاية الأسبوع في عيد الشكر بنسبة 16.5 في المئة مقارنةً بعام 2020. وخلال فترة العطلة بأكملها، ارتفعت المبيعات بنسبة 8.1 في المئة مقارنةً بعام 2020 و2.4 في المئة مقارنةً بعام 2019.

أما الملاحظة الثالثة، فتتعلق بنمو التسوق عبر الإنترنت، حيث إنه وفي ظل الظروف الحالية، تستمر التجارة الإلكترونية في الاستحواذ على شريحة أكبر من الكعكة. فقد نمت المبيعات عبر الإنترنت بنسبة 11 في المئة مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي. وشكّل التسوق عبر الإنترنت 20.9 في المئة من إجمالي المبيعات خلال فترة الأعياد. وهذه زيادة من 20.6 في المئة خلال 2020 و14.6 في المئة في 2019.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لماذا نجح موسم التسوق؟

لكن لماذا نجح موسم الأعياد المهم للغاية في أن يكون مربحاً لتجار التجزئة على الرغم من كثير من المنعطفات والتحديات التي تواجهها أسواق التجزئة في الوقت الحالي؟
وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار، كان الأميركيون حريصين على إنفاق الأموال الإضافية التي جنوها خلال فترة الوباء. وأدت شيكات التحفيز ومدفوعات الائتمان الضريبي للأطفال، لعشرات الملايين من العائلات إلى زيادة الدخل هذا العام وتسببت هذه الخطط التحفيزية في تقليص حجم الضغوط المالية.
وأسهم ذلك في حدوث فجوة بين ما يقوله المستهلكون عن شعورهم تجاه الاقتصاد وكيف يتصرفون بالفعل. كما أن سوق الأوراق المالية المزدهرة التي ترفع الثقة وتزيد الأجور، عززت المعنويات في مواجهة القلق من التضخم المرتفع. ومع ذلك، يراقب الاقتصاديون والمستثمرون عن كثب ما يحدث لأنماط التسوق حيث يتم استخدام مدخرات عصر الوباء، ويجبر التضخم المستمر بعض العائلات على اتخاذ خيارات صعبة.
ووجدت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة "غالوب"، أن 45 في المئة من الأسر الأميركية أفادت بأن التضخم "يسبب لأسرهم درجة معينة من الصعوبات المالية". ومما لا يثير الدهشة، أن الأسر ذات الدخل المنخفض هي الأكثر تضرراً. ومن بين أولئك الذين يكسبون أقل من 40 ألف دولار في السنة، قال 71 في المئة، إن الزيادات الأخيرة في الأسعار تسببت بصعوبات. بالنسبة إلى الأسر ذات الدخل المتوسط، كان هذا الرقم 47 في المئة. وانخفض بشكل أكبر إلى 29 في المئة بالنسبة للأسر التي تدر 100 ألف دولار في السنة أو أكثر.