Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التسوق من علامات تجارية مثل "هاينز" و"ياكولت" يسهم في تدمير الغابات 

شركات كبرى وجهات تمويل "تفشل في الحد من تلف غطاء الغابات الحيوي" ما يفاقم أزمة المناخ والكوارث البيئية

تُدمر مساحات شاسعة من الغابات المطيرة لإنتاج فول الصويا من أجل تغذية الماشية وإنتاج لحم البقر وزيت النخيل والجلود (غيتي)

أفاد أحد التقارير الصادرة حديثاً أن لفئة المتسوقين في المجتمعات الاستهلاكية يداً، وإن عن غير قصد، في تدمير الغابات الاستوائية المطيرة، حيث تنتج الشركات ملايين السلع اليومية التي تسهم في إزالة الغابات.

واللافت أن علامات تجارية رائدة منها "كرافت هاينز" Kraft Heinz و"ستارباكس" Starbucks و"ياكولت" Yakult و"ريتشلز أورغانيك" Rachel’s Organic، تشتري كميات كبيرة من المنتجات مثل فول الصويا لإطعام الحيوانات، ما يستدعي إزالة مساحات شاسعة من الغابات الاستوائية.

ويلفت التقرير إلى أن ما يقرب من 100 مؤسسة مالية كبيرة، بما في ذلك شركة "بلاكروك" Blackrock، تتغاضى عن مسألة إزالة الغابات المدارية في سياساتها العامة، في حين تخصص تمويلات بقيمة تريليونين و700 مليار دولار (تريليونا جنيه إسترليني)، من شأنها أن تؤجج أزمة المناخ وتهدد التنوع البيولوجي في العالم.

يُشار إلى أنه في كل 6 ثوان تُدمر مساحة من الغابات المطيرة بحجم ملعب كرة قدم، بهدف إنتاج سلع مثل فول الصويا ولحم البقر وزيت النخيل والجلود والأخشاب والورق، كما تؤكد المنظمة البيئية العالمية "غلوبال كانوبي" Global Canopy. ويُعد تدمير هذه الغابات أحد أكبر الأسباب الأساسية وراء نشوء أزمتي المناخ والتنوع البيولوجي.

وأجرى التقرير السنوي Forest 500 Report الذي تصدره هذه المؤسسة الخيرية، دراسةً تناولت 350 شركة في مختلف أنحاء العالم، تقوم بإنتاج أكبر كميات من هذه السلع أو المتاجرة بها أو استخدامها، إضافةً إلى مجموعة من المؤسسات المقرضة لها، وتصنيفها وفقاً لسياساتها الخاصة.

وتبين أن 107 شركة تستخدم في منتجاتها اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان والبيض، لا تعرف مدى الضرر الذي تلحقه بالبيئة من خلال نشاطها التجاري، لا سيما لجهة إزالة الغابات، عبر شراء منتجات فول الصويا لإطعام الحيوانات.

ومن بين تلك الشركات، شركة "كرافت هاينز" التي تنتج الأجبان والكريما، وشركة "ستاربكس" التي تستخدم ملايين الغالونات من الحليب سنويا. ويقدر الخبراء أن ما يقرب من 80 في المئة من محاصيل فول الصويا في العالم تُطعم للماشية في قطاعات اللحوم والألبان.

وقال الباحثون إن أياً من شركتي "ياكولت" و"غروب لاكتاليس" Groupe Lactalis اللتين تمتلكان شركة "ريتشيلز أورغانيك"، كانت لديهما أي وعود بإنهاء أزمة إزالة الغابات، ولم تكن لدى "كرافت هاينز" أي تعهدات بالحد من أزمة إزالة الغابات، من خلال منتجاتها من فول الصويا أو لحم البقر أو اللب والورق، وكذلك "ستاربكس" لا تمتلك أي سياسة في ما يتعلق بإزالة الغابات من خلال محاصيل فول الصويا التي تبتاعها.

وذكرت الدراسة بشكلٍ عام أن ثلث الشركات التي تقود الأنشطة التجارية المتعلقة بهذه السلع لم تقدم أي وعود علنية في ما يتعلق بتجنب إزالة الغابات.

وعملت بعض الشركات على نشر سياسات خاصة بمنع إزالة الغابات من خلال السلع التي تستخدمها، منها "يونيلفر" Unilever و"ماركس أند سبنسر" Marks and Spencer و"ساينزبيري" Sainsbury و"موريسونز" Morrison’s.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأجرت شركة "غلوبال كانوبي" أيضاً دراسة حول سياسات المؤسسات التي تمول العلامات التجارية الكبرى من خلال سندات وقروض ومساهمات، تبلغ قيمتها 5.5 تريليون دولار (4 تريليون جنيه إسترليني). واستنتجت أن 150 من أقوى المصارف والمؤسسات المقرضة، لم تنشر أي سياسات خاصة لضمان عدم ضلوع الشركات المعنية في إزالة الغابات. من بين هؤلاء، يبرز أربعة من أكبر مديري الأصول في العالم مثل شركة "بلاكروك"، كما جاء في التقرير.

ويقول نيكي مارداس المدير التنفيذي لشركة "غلوبال كانوبي" إنه "لن يكون هناك حل لأزمة تغير المناخ، ما لم يتم التوصل إلى حل في مسألة منع إزالة الغابات. ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من أكبر المؤسسات المالية في العالم تغض الطرف عن هذه القضية الحيوية".

ويضيف مارداس، "نجد أن البعض يطلق شعارات كبيرة حول أزمة تغير المناخ، بينما هم لم يتكبدوا حتى عناء وضع سياسة لمنع إزالة الغابات".

ويتابع قائلاً إن "هذا لا يضيف شيئاً ويبعث برسالة رهيبة إلى السوق. إن السياسات القوية تشكل الخطوة الأولى الأساسية التي يتعين اتخاذها، بحيث تضع توقعات واضحة للشركات التي تمولها، وتبدي نهجاً إستراتيجياً في التعامل مع أزمة المناخ والبيئة".

وتُعد إزالة الغابات وتغيير استخدام الأراضي من الأسباب الرئيسة التي تسهم في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الضارة، وفقاً لـ"الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" Intergovernmental Panel on Climate Change التابعة للأمم المتحدة.

وتقول الهيئة، إن نحو 23 في المئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية التي يسببها الإنسان، إنما تأتي من الزراعة والتحريج والاستخدامات الأخرى للأراضي. إن التغيرات في استخدام الأراضي مثل إزالة الغابات لإفساح المجال أمام استحداث أراض زراعية، تفضي إلى حدوث هذه الانبعاثات.

"المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي" Intergovernmental Science-Policy Platform on Biodiversity، كان قد أعلن في وقت سابق، أن التغيير في استخدامات الأراضي والبحار هو العامل الأكبر وراء أزمة التنوع البيولوجي.

وقد تعهدت الحكومات والشركات في "إعلان نيويورك عن الغابات" العام 2014، بإلغاء سياسة منع إزالة الغابات من قائمة سلاسل توريدها بحلول العام 2020. لكن منذ ذلك الحين، تسارع متوسط ​​فقدان الغابات المدارية بنسبة 44 في المئة، كما تقول شركة "كلايمت فوكوس" Climate Focus (تقدم استشارات للحكومات والمنظمات في مختلف أنحاء العالم) في ظل خسارة مساحة من الغابات تفوق المساحة الجغرافية للمملكة المتحدة كل سنة، على الأغلب بسبب التوسع في الإنتاج الزراعي.

وفي دراسة استقصائية جديدة أجرتها شركة "يوغوف" YouGov (تُعنى بأبحاث السوق وبتحليل البيانات عبر الإنترنت) لمصلحة "الصندوق العالمي للطبيعة" WWF، أيد أكثر من ثلثي الأشخاص - 68 في المئة - مبدأ وضع موعد محدد في قانون المملكة المتحدة للقضاء على جميع عمليات إزالة الغابات التي تتسبب بها سلاسل التوريد، في حين عارض الفكرة نحو 4 في المئة.

وقد أكد أكثر من ثلاثة أرباع الأشخاص (77 في المئة) أنهم لا يريدون للمنتجات التي يشترونها أن تسهم في إزالة الغابات حول العالم.

وأوضح متحدث باسم شركة "كرافت هاينز" أن تقريرها عن الحوكمة الاجتماعية البيئية يحدد الالتزامات التي تتقيد بها، بما في ذلك التزود بزيت النخيل المعتمد بنسبة مئة في المئة على الاستدامة، الذي يمكن تتبعه إلى المعاصر، بحلول السنة المقبلة.

ويضيف المتحدث باسم "كرافت هاينز" قائلاً إن "شراكتنا مع "تحالف الغابات المطيرة" Rainforest Alliane تعهدت إجراء تقييم موسع لسلسلة توريد السلع الأساسية التي تشكل مخاطر على الغابات، بما في ذلك فول الصويا، الأمر الذي سيساعد على تحديد الخطوات المقبلة التي يتوجب اتباعها. وستواصل "كرافت هاينز" الالتزام بتعهدها بالاستدامة، من خلال التزود بمنتجات صديقة للبيئة، وتدارك الآثار الحرجة التي يمكن أن تخلفها، بما في ذلك إزالة الغابات".

أما شركة "ياكولت فأكدت في بيان لها أن "حماية بيئة كوكب الأرض هي إحدى أهم المهمات التي نتشاركها جميعاً ونهدف إلى إظهار التزامنا بها من خلال جميع أنشطتنا". وأضاف، "سنواصل العمل على الحد من تأثير مجموعتنا على البيئة، في الوقت الذي نسعى فيه أيضاً إلى تحسين الطريقة التي ننشر من خلالها المعلومات المتعلقة بهذه الجهود".

شركة "بلاكروك" استندت إلى وثائق تمتلكها عن الزراعة المستدامة وزيت النخيل، وقالت، "إننا نطلب من الشركات الكشف عن أي مبادرات ومناهج سلوكية متطورة خارجياً تقوم بالتزامها، وأن تقدم تقارير عن النتائج". وتشير إحدى الوثائق المتعلقة بخططها لهذه السنة أيضاً أن "بلاكروك" ستطلب من الشركات إبراز خطط تظهر الممارسات المتبعة التي تواكب من خلالها الهدف العالمي المتمثل في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى الصفر بحلول السنة 2050.

طلبت "اندبندنت" من شركتي "لاكتاليس" و"ستاربكس" التعليق، لكنها لم تتلق رداً منهما قبل موعد نشر هذا الموضوع.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة