Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

احتكار الجبن يثير حفيظة القطريين

"هاشتاغ" بلغ آفاق الفضاء الإلكتروني الخليجي بين معارض ومؤيد

أخذت أزمة الجبن واحتكاره في البلد الثري الذي يتصدر دول العالم في تصدير الغاز الطبيعي منحى تهكمي (غيتي)

"في السابق منعوا لبنة تركية، واليوم جاء الدور على جبنة بوك، كل هذا لأجل فرض منتج محلي"، قد تكون هذه الجملة التي أوردها مغرد قطري تشرح بعضاً من حالة الارتباك الرقمي و"الهاشتاغ" الذي بلغ الآفاق بسبب منع نوع من أنواع الجبن في قطر.

وبلغ هاشتاغ (أنقذوا الجبن من الاحتكار) التريند ليس في الدوحة وحسب، لكنه بات على نطاق خليجي واسع.

يقول المغردون الذين بدأت تغريداتهم توحي بشيء من الاستياء بسبب ما وصفوه أنه، "إجبار للمستهلك على منتج محلي جديد"، وهذا أمر دعا البعض منهم إلى المناداة بشعار "احتجاجي" كقرار المقاطعة مثلاً للمنتجات المحلية كحل أولي حتى عودة المنتج الذي يصنع في الدنمارك ويأتي بواسطة شركة إماراتية.

وتداول المشاركون في "الهاشتاغ" فيديوهات من داخل مراكز التسوق بمنتجات أجبان ليس من بينها الجبن المثير للجدل "بوك".

يشير المذيع الشهير، خالد جاسم، حسب صورة نقلها لـ"الهاشتاغ" المتداوَل في بلاده أن (أنقذوا الجبن من الاحتكار وجبن بوك) هي الأعلى تداولاً، وسط تساؤلات من متابعيه عن حقيقة منعها من دخول البلاد.

فيما يقول سعد المهندي وهو رسام كاريكاتير في جريدة الوطن القطرية، إن "القضية في ظاهرها الجبن، لكن مضمونها أكبر من أن يستوعبه البعض، أنقذوا الجبن من الاحتكار". ويضيف، "الذي اعتاد على احتكار مشاريع بالمليارات، ليس غريباً عليه احتكار الجبن".

وكتب عبد العزيز بن عبد الله، وهو كاتب في جريدة الشرق القطرية، "أسفاً لما يفعله البعض من احتكار وبمساندة قوى تستخفي عن الأعين! الشأن ليش في جبنة ولكن يبدو أن الكثير سأم الاحتكار والتفرد بكل شي، ليكن لهم نصيبهم المادي الربحي على حساب المواطن والمقيم!".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ترى أسماء، وهي كما يبدو شابة قطرية حسب ما توحي هوية حسابها في "تويتر"، أن من حق المستهلك أن يختار المنتج الذي يراه مناسباً، وكتبت "من الغريب إجبار المستهلك على علامة تجارية محددة، أنقذوا الجبن من الاحتكار".

ويتهم راشد المري عبر حسابه أن ثمة ذباباً إلكترونياً يقف وراء "الهاشتاغ" من أجل تشتيت الرأي العام عن الخمر التي ستباع في محطات الوقود، على حد تعبيره. وهو اتهام دعا مغرداً آخر إلى المطالبة بأن يكون هناك رد حكومي يفند ما وراء الجلبة التي أحدثها "الهاشتاغ".

"حرب النفط 1973.. حرب الأجبان 2021" تغريدة كتبها مغرد يبدو متهكماً من "الهاشتاغ" الذي شارك فيه الآلاف من القطريين والخليجيين الآخرين. كما يبدو أن أزمة الجبن واحتكاره في البلد الثري الذي يتصدر دول العالم في تصدير الغاز الطبيعي أخذت منحى تهكمياً بالنسبة إلى آخرين، يرون أنه من المهم أن يكون الرأي والمطالب أكثر من مسألة عودة الأجبان.

بالنسبة إلى مصطلح "الاحتكار" الذي كان أكثر الكلمات تداولاً في قطر اليوم، تقول شيخة المهندي، "التجارة والسوق لا يعنيان الاحتكار لإثبات جودة المنتج، يجب أن تكون هناك منتجات أخرى وللمجتمع حق الشراء بإرادته واختياره، لا أن تدفعه بقوة الاحتكار للشراء، فهذا دليل خوفك من المنافسة وعدم الثقة في منتجك".

الأجبان عبر التاريخ وأكثر الدول استهلاكاً

بالحديث عن الأجبان، انتشرت صناعة الجبن في أوروبا مع بدايات الميثيولوجيا الإغريقية، كما أصبحت صناعة الجبن مشروعاً متطوراً عند نشأة روما القديمة، عندما كانت الأجبان الأجنبية القيمة تنقل إلى روما لإرضاء أذواق الصفوة، لكن ثمة أبحاث تقول، إن "قطعة الدهون التي عثر عليها في معدة رجل الثلج، المومياء التي يبلغ عمرها خمسة آلاف عام، والتي تم اكتشافها في مقاطعة جنوب تيرول، من الممكن أن تكون قطعة جبن عتيقة" بما يعني أنها قد تكون "أقدم قطعة جبن في تاريخ البشرية".

كما تشتهر فرنسا بأنها تصنع أشهر الأجبان في العالم، تتخطى 370 نوعاً، وهي التي قال عنها مازحاً ذات يوم، شارل ديغول أشهر ملوك فرنسا، "كيف يمكنني أن أحكم بلداً فيه هذا العدد من أنواع الأجبان والأذواق"، وهو يشير بذلك إلى أن بلاده باختلاف الأذواق فيها تعددت أنواع الأجبان.

ويعد الجبن منتجاً ثانوياً يتم استخلاصه من الحليب عن طريق تخثره في شكل صلب، وهذا يتم عبر إخضاع الحليب لدرجات حرارة عالية مع إضافة بعض المواد، كما يمتلك قيمة غذائية عالية، فهو مصدر للبروتينات والدهون والأملاح والكالسيوم والفسفور والكبريت والحديد.

فيما تعد أكثر الدول استهلاكاً للجبن في العالم بحسب تقارير إخبارية، "الدنمارك، آيسلندا، فنلندا، فرنسا". ويبلغ متوسط الاستهلاك الفردي في الدنمارك للجبن نحو 28 كجم في السنة. فيما يقدر استهلاك الآيسلنديين بـ27.7 كجم، وفنلندا بـ27.3 كجم، وفي المرتبة الرابعة فرنسا بالقدر نفسه تقريباً.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات