Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا تحقق لمهد الانتفاضة التونسية بعد عشر سنوات من انطلاقتها؟

شباب سيدي بوزيد منهكون ولكنهم لا يزالون يأملون بغد أفضل

تُعرَف سيدي بو زيد بأنها المدنية التي انطلقت منها شرارة الانتفاضة الشعبية التونسية صباح السابع عشر من ديسمبر (كانون الأول) 2010، بعدما أقدم الشاب محمد البوعزيزي في لحظة يأس على إحراق نفسه، تعبيراً عن غضب الكثير من شباب تونس على ضياع أحلامهم التي لخصها شعار الانتفاضة التي أسقطت نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي "شغل، حرية، كرامة وطنية".

الحصيلة المفقودة

عشر سنوات على اندلاع الانتفاضة التونسية من سيدي بو زيد والمدينة ما زالت تعيش ذات الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي عانت منها وما زالت تعاني من تجاهل وفقر وبطالة وغياب الوعود الوردية التي قُدمت لأهلها منذ عشر سنوات ولم ترَ طريقها إلى النور بعد.
وشهدت شوارع المدينة صباح يوم الجمعة 17 ديسمبر 2021، احتجاجات عكست حقائق ما وصلت إليه الأوضاع من تدهور، جراء ما قال رئيس "جمعية 17 ديسمبر" عبد الوهاب الجليلي، "تناسي الحكومات المتعاقبة خلال السنوات العشر الماضية لأهداف الثورة وحق أبنائها. والمدينة كان مخصص لها ما يقارب 2200 مليون دينار، أي ما يعادل 800 مليون دولار، لم تنل منها أي مليم، بل ذهبت كلها أدراج الرياح"، مذكراً بأهمية أن "تستعيد سيدي بو زيد حقها في التنمية والعيش الكريم وتصان كرامة أبنائها". واعتبر أن "استمرار تجاهل سيدي بوزيد سيقود مرة أخرى لثورة غضب".

تحرك حكومي كبير

وكانت تلك المدينة على امتداد السنوات التسع التي تلت اندلاع الانتفاضة، على صدام دائم مع الحكومات السابقة وفي كل احتفال بعيد الثورة كانت تُطرد أو تُشتم فيها الوفود الحكومية التي تأتي للمشاركة في الاحتفالات. إلا أنه هذا العام، وعلى الرغم مما شهدته سيدي بوزيد من احتجاجات من العاطلين عن العمل الذين تجمعوا أمام مقر المحافظة، فإن الوفد الحكمي الذي تقدمه وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي نجح في فتح حوار مع المحتجين واستمع إلى مطالبهم. وقال إن "الاوضاع في تونس صعبة وما كُشف من حقائق حول تغلغل الفساد في مفاصل الوزارات والمؤسسات مع تعيين الحكومة الجديدة شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، يفوق في كثير من الأحيان الخيال".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهتهم، نقل المحتجون رسائل واضحه إلى الوفد الوزاري مفادها أن "صبر العاطلين عن العمل نفد، وانتظار رحمة من السماء لا يعرفون موعدها أصبح مستحيلاً". وقالت الناشطة في إحدى المجموعات الحقوقية، رتيبة سويحي أن "عدداً كبيراً من العاطلين عن العمل وصلت أعمارهم إلى ما فوق الأربعين سنة وإذا لم يتم ادخالهم للعمل في مؤسسات الدولة فماذا بقي لهم من فرص في الحياة وكلهم حملة شهادات جامعية؟".

زمن الخيبة والخذلان

السنوات التي مرت على المنطقة كانت بالنسبة ليوسف الجلالي، وهو مدير مدرسة ابتدائية في سيدي بوزيد، عبارة عن "زمن الخيبة والخذلان". وقال لـ"اندبندنت عربية" إن "سيدي بو زيد نالت فتات الثورة وذر الرماد في عيون أبنائها وأهداف الثورة لم يتحقق منها شيء بل العكس ارتفعت نسب العاطلين عن العمل بشكل كبير وهل يمكن ان يكون للإنسان كرامة دون عمل".

واعتبر الجلالي أن "الاوضاع زادت سوء جراء منظومة الفساد التي تحكمت برقاب التونسيين في السنوات العشر الأخيرة وتكالب الاحزاب التي حكمت على اعتبار الحكم غنيمة يستفيدون منها وليس عملاً لمصلحة أبناء تونس"، مشدداً على أن "الاوضاع بعد قرارات الرئيس قيس سعيد يوم 25 يوليو الماضي أعادت إحياء الامل لدى الناس بأن مرحلة الفساد والاحزاب التي حمتها انتهت وهذا أحيى الأمل بغد أفضل".

صادروا الحلم

من جهة أخرى، وصف رابح الزعفوري، الكاتب العام لفرع سيدي بوزيد للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، ما تعيشه المنطقة بعد عشر سنوات من عمر الانتفاضة بـ"التاريخ المسروق والثورة المغدورة والأحلام الضائعة". وأضاف أن "المنطقة المحرومة المظلومة التي هُمشت منذ أكثر من ستين سنة، وخصوصاً في السنوات العشر الأخيرة تحقق فيها النذر القليل مما ينتظره أبناؤها مقارنةً بما قدمته من تضحيات وهناك عشرات المشاريع المعطلة منذ عام 2012 نطالب بإنجازها للتخفيف من أزمات المنطقة التي وعلى الرغم من كل ما عاشته ما زال الامل والتفاؤل بالمستقبل متجسداً في أحلام أبنائها. وغضبهم على تجاهل مطالبهم لا يعني أنهم سيتسلمون لليأس بل سيواصلون المشوار من أجل الحلم بغد أفضل".

كذلك رأت الاعلامية وفاء الهمامي أن "شباب سيدي بوزيد وعلى الرغم من كل المظالم، ما زالوا يؤمنون بأن القادم سيكون أفضل وأن تونس قطعت مع زمن الفساد وحكم العصابات".

المزيد من العالم العربي