أوقفت السلطات السودانية بث إذاعة "هلا 96" الشبابية مدة 46 يوماً بعد الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد في 25 أكتوبر (تشرين الأول).
يقول خالد يحيى، مدير الإنتاج في هذه الإذاعة السودانية من مقرها المطل على فرع النيل الأزرق في الخرطوم لوكالة الصحافة الفرنسية، "بعد إيقاف الإذاعة، راودني شعور الشخص الذي كانت لديه القدرة على النطق وفجأة توقفت... إنه شعور مؤلم".
وقف 3 إذاعات
وكان قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان نفذ انقلاباً عسكرياً في السودان في 25 أكتوبر، عندما حل كل مؤسسات السلطة الانتقالية وأطاح شركاءه المدنيين الذين كان يتقاسم معهم السلطة بموجب اتفاق أُبرم عام 2019 عقب إطاحة عمر البشير. ومنذ ذلك الحين، تشهد شوارع العاصمة وبعض الولايات احتجاجات مستمرة تطالب بالحكم المدني.
وتزامناً مع قرارات البرهان، أوقف الجيش بث إذاعات الموجات القصيرة ومن بينها "هلا 96" و"مونتي كارلو" و"بي بي سي"، كما اعتقل رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وكثيراً من أعضاء حكومته والسياسيين، إلا أن حمدوك عاد إلى السلطة بموجب اتفاق سياسي أُبرم في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) لم يرضِ الجميع ووصفه البعض بأنه "خيانة".
وتتولّى السلطة في السودان حكومة انتقالية حتى إجراء الانتخابات العامة في يوليو (تموز) 2023.
ورفضت وزارة الإعلام تجديد رخصة الخدمة العربية لإذاعة "مونتي كارلو" التي تبث من باريس، فيما حظّرت الخدمة العربية لهيئة "بي بي سي".
وقال أبي عبد الحليم، مدير البرامج في إذاعة "هلا 96"، "عادت جميع الإذاعات إلى العمل بعد مرور أسبوعين (على الانقلاب) باستثناء هلا وبي بي سي ومونتي كارلو".
وأوضح أنه "عندما سألنا السلطات عن السبب، تمت إحالتنا إلى ضابط جيش أبلغنا بأن لديه توجيهات من جهات عليا بسبب خط الإذاعة"، في إشارة إلى رفض المحتوى.
وسُمح لإذاعة "هلا 96" باستئناف البث الخميس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من المنوعات إلى السياسة
تأسست إذاعة "هلا 96" عام 2014 في ظل حكم البشير وتبث برامجها يومياً على مدار الساعة، التي تتمحور حول قضايا السياسة والثقافة والرياضة والمنوعات.
وأشار عبد الحليم إلى أن الإذاعة توقفت عن بث برامجها الاعتيادية عندما بدأت الاحتجاجات الشعبية ضد البشير "ورحنا نبث الأغاني الوطنية والحماسية، لكننا لم نتعرض للإيقاف إلا مرة واحدة مدتها 24 ساعة".
ويعمل في الإذاعة 35 من الصحافيين ومقدمي البرامج والفنيين والإداريين كلهم دون سن الأربعين.
وبحسب الإحصاءات الرسمية في السودان، يمثل الشباب أو من هم دون سن الأربعين نسبة 68 في المئة من التعداد الكلّي لسكان البلاد الذي يبلغ نحو 48 مليون نسمة.
والأربعاء، نظم عشرات الصحافيين السودانيين وقفة احتجاجية أمام مبنى الإذاعة ورفعوا لافتات كُتب عليها "لا لاعتقال الأثير" و"أطلقوا حرية هلا 96".
وطوال حكم البشير، ظل السودان يقبع في المرتبة 174 من أصل 180 في مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة. وعقب إطاحة البشير، تحسّن ترتيب البلاد التي احتلت المرتبة 159 في المؤشر.
وفي بيان أصدرته الشهر الماضي، أشارت المنظمة الدولية إلى أن "الصحافيين السودانيين في حالة حصار منذ يوم وقوع الانقلاب وهذا ما يضع البلاد في حال عزلة عن العالم".
والأسبوع الماضي، قدّم أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة تقريراً إلى مجلس الأمن الدولي قال فيه إن "الحكومة السودانية في حالة عداء مع الصحافيين".