Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا نعرف عن القصر الرئاسي بصنعاء؟ 

شيده صالح في الثمانينيات واحتله الحوثيون عند اقتحام العاصمة

التحالف وزّع صورة تظهر ارتباط دار الرئاسة بمواقع عسكرية (مواقع التواصل الاجتماعي)

على الرغم من مبانيه وقلاعه الحصينة التي شُيّدت في الثمانينيات من القرن الماضي، إلا أنها لم تمنع تهاويه السريع أمام جحافل الميليشيا الحوثية لدى اقتحامها صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014 لتتوالى الأحداث وتستخدم سراديبه السرية منطلقاً لمسيّراتها ومقذوفاتها، فتصبح، في تحوّل تراجيدي متسارع، إلى أهداف مشروعه للتحالف العربي. 

إنها دار الرئاسة، مقر الحكم المهيب، المنيف بمبانيه وملاحقه وحدائقه الغناء، جنوب صنعاء، الذي شيده الرئيس الراحل علي عبدالله صالح خلال الفترة من 1984 إلى 1988، لتغدو داراً باذخة الفخامة له وعائلته بعد أن ضاق به التطور الديموغرافي والسكاني من العيش في "القصر الجمهوري" الذي يقع في شارع جمال عبدالناصر بمديرية التحرير أمام مبنى السفارة المصرية، وسط العاصمة، وهو المقر الرئاسي التقليدي الذي تعاقب عليه  زعماء اليمن كافة.

ذكرى الدار المهيبة 

استهداف التحالف العربي فجر الجمعة (26-11-2021) لمواقع عسكرية سرية تقع بداخله، أعادت التذكير بالقصر المحاط بمزارع العنب والمشمش والرمان الذي ظل شاهداً على جملة التحولات السياسية العميقة التي عاشتها اليمن في عقدها الأخير، كيف لا وهو المقر المهيب لصالح الذي ظلت منارات حراساته المنقوشة وأسواره الحصينه تمنحه بهاء وهيبة لم تتِح لـ"الزعيم" وإن للحظة أن يتخيل نفسه خارجها يوماً لتأتي الأحداث فتخرجه منه، فغدا يتمثل قول البحتري: وشفَّتني القصور من عبد شمس/ لم يرُعني سوى ثرى قرطبي/ لمست فيه عبرة الدهر خمسي". 

في مرمى نيران التحالف

عقب اقتحامها صنعاء، سارعت ميليشيا الحوثي في 19 يناير (كانون الثاني) 2015 للسيطرة على الدار الرئاسية ومقار قوات الحماية الرئاسية بعد اشتباكات مع حراسة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي قُتل فيها عدد من أقربائه، ليكشف التحالف عن التفاصيل الكاملة لاستهداف مقاتلاته الدار بعد عملية استخبارية.

وأكد فى بيان رسمي له أن "استهداف معسكر دار الرئاسة استجابة للتهديد، وبعد عملية استخبارية دقيقة رصدنا تحركات لنقل أسلحة نوعية بعد الاستهداف الأخير للمعسكر والقيادات الإرهابية والقدرات النوعية أهداف مشروعة على مدار الساعة".

مبنى صالح التاريخي

تقع دار الرئاسة جنوب العاصمة صنعاء في مديرية السبعين، وتتقدم جبلين يسمّيان بـ"النهدين"، يمارس فيها الرئيس مهماته وتوجد خلفه معسكرات تابعة للألوية الأولى والثانية والثالث مدرع وجميعها تتبع الحرس الرئاسي التابع لتشكيل الحماية الرئاسية. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتتكون من مجمعات سكنية واسعة وحدائق ومخابئ وأنفاق سرية تقع تحت الأرض كشف عنها قادة عسكريون عقب سيطرة الميليشيا على صنعاء عام 2014، ولهذا يرجح أن الميليشيا تستخدمها اليوم للأغراض العسكرية والتخزين، وهو ما يؤكد صحة عمليات التحالف العربي.

القصر الآمن

انتقل صالح للعيش في دار الرئاسة نهاية الثمانينيات للابتعاد عن التطور الديموغرافي والسكاني الذي كان يحيط بالقصر الجمهوري، كونه يفتقر إلى الحماية العصرية الكافية، وفقاً لمصدر عسكري مطلع، موضحاً أن صالح سارع إلى إنشاء شبكة أنفاق وسراديب سرية تحت الأرض بالتزامن مع حرب الخليج الثانية خلال عام 1991، إضافة إلى تطوير شبكته الأمنية التي تحيط بالقصر من الاتجاهات كافة، ولهذا فهو يقيم في هذا القصر بشكل دائم، كما يستقبل فيه الوفود الرسمية والشعبية وغيرها. 

 

تفاصيل استخبارية

ووفقاً للمعلومات التي وصلت إلى قيادة القوات المشتركة، تبيّن الصور الاستخبارية والفضائية تفاصيل ارتباط القصر الرئاسي بمنشآت سرية تحت الأرض جنوب المبنى وبجبل النهدين اللذين يقعان خلف المبنى الرئاسي مباشرة، ورُصدت معها تحركات عسكرية للميليشيات المدعومة من إيران تم التعامل معها بنجاح.

وتتهم حكومتا اليمن والسعودية، إيران و"حزب الله" اللبناني بدعم ميليشيات الحوثي بالسلاح النوعي والأموال والخبراء والضباط المقاتلين والضلوع في هجمات صاروخية ومسيّرة تستهدف التجمعات السكانية والأعيان المدنية في المناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية والمدن السعودية.

ولا تعترف طهران بدعم الحوثيين عسكرياً في المعارك التي يخوضونها للهيمنة على البلاد.  ويكثف التحالف في الآونة الأخيرة، من عملياته ضد أهداف عسكرية للميليشيات الحوثية في صنعاء.

وقال إنه نفذ 15 استهدافاً ضد جماعة "أنصار الله" في مأرب، أدّت إلى تدمير 11 آلية عسكرية وأسفرت عن خسائر بشرية وصلت إلى 95 عنصراً من الجماعة، كما أعلن إلحاق خسائر في الأرواح والعتاد بعمليات في محافظة البيضاء.

وصرح التحالف أنه "نفذ 17 عملية استهداف ضد الميليشيا الحوثية في مأرب والبيضاء خلال الساعات الـ 24 الماضية".

استهداف نوعي

وكان التحالف بدأ قبل أيام عملية نوعية بتنفيذ غارات على أهداف عسكرية مشروعة في صنعاء، موضحاً أن العملية استهدفت مواقع سرية لنشاط الطائرات المسيّرة. 

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي