Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سوناك يستعد لرحلة مظلمة في الماضي المخزي لقلب لندن التجاري

يكشف وزير المالية خططاً لمخالفة قانون الاتحاد الأوروبي في مجال التنظيم بغرض تعزيز "النمو" و"التنافسية الدولية". ويبدو هذا التوجه تكراراً للتنظيم "السهل" الذي طُبِّق في عهد حزب العمال وأدى إلى الأزمة المالية. ويكتب جيمس مور قائلاً إن سوناك يجب أن يعرف ذلك

"المستفيدون الحقيقيون الوحيدون من هذا، إلى جانب المصرفيين سيكونون الذين يعيشون مثلي من الكتابة عن الفضائح المالية" (رويترز)

من المحتمل تماماً أن تكون القصة الأكثر إثارة للخوف هذا اليوم، أو حتى هذا الأسبوع، خرجت من وزارة المالية، بفضل خططها لمستقبل القلب التجاري للندن.

فقد حدد وزير المالية ريشي سوناك ما وصفه بفرصة "تسنح مرة كل جيل" "لإصلاح تنظيم الخدمات المالية البريطانية بعد مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي".

الآن، أقرُّ بأن الأمر لا يبدو مخيفاً كثيراً. فهو يتضمن الكلمة "تنظيم". ويشمل بريكست والاتحاد الأوروبي. فهل هو علاج جيد للأرق؟

لكن إذا قرأ المرء إعلان سوناك، وفكر فيه قليلاً، سيجد أنه بعيد كل البعد عن ذلك. هو يفوق أكثر أفلام العام إثارة للرعب إلى الآن في نظري. وللعلم، هذا الفيلم هو "البيت الليلي" الذي يمكن للمرء أن يشاهده، للغرابة، عبر خدمة البث "ديزني بلاس". والإشارة إلى "ديزني" مناسبة لأن وزير المالية يعد على ما يبدو لإعطاء القلب التجاري للندن جهتين رقابيتين أشبه بميكي ماوس.

هو يريد أن يضع لهيئة السلوك المالي وهيئة التنظيم التحوطي "هدفاً يتمثل في تسهيل نمو الاقتصاد البريطاني وتنافسيته الدولية في الأجل البعيد".

وستنال الهيئتان سلطات لتحلا محل القانون الأوروبي قواعدهما الخاصة ليكون النظام التنظيمي البريطاني "أكثر رشاقة ويركز على توجيه النمو".

فلننظر أولاً في الجزء المتعلق بـ"التنافسية الدولية للاقتصاد البريطاني". يتلخص أحد التفسيرات في أن سوناك يضع (بطل سباقات السيارات) لويس هاملتون في مقعد السائق بسيارة بريطانية من سيارات الفورمولا 1 للفوز بسباق إلى القاع.

هل تخفف سنغافورة العبء على مصارفها؟ فلننظر في قواعدنا ونفعل الشيء نفسه. هل قرر الأستراليون أن الأوان قد آن للتراخي؟ ستصل هيئة السلوك المالي وهيئة التنظيم التحوطي إلى مقركم الرئيس في لمح البصر مع مجموعة جديدة لطيفة من الوسادات الناعمة.

يبدو هذا كله، جزئياً على الأقل، مدفوعاً برفض الاتحاد الأوروبي منح المعادلة إلى القلب التجاري للندن بعد بريكست، في حين أن الخدمات المالية مستثناة من اتفاق بريكست المترنح الآن. وفي نظري الساخر، يبدو سوناك يقول: "عليك اللعنة، أيها الاتحاد الأوروبي. إن لم تدعنا نلعب، سيكون ثمة خزان من المال القذر والتعاملات المراوغة على عتبة بابك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ربما ستشعر بروكسل في النهاية بقليل من الغثيان إزاء هذا الاحتمال، لكنها أيضاً ذكية بما يكفي لتفهم أن المملكة المتحدة تشترك هنا في لعبة تتساوى فيها المكاسب والخسائر. فمهما كانت المنافع التي قد تجنيها لندن من هذا النهج الجديد، هو سيرتد عليها حتماً في مرحلة ما. هذه هي الحال دائماً. لكن المشكلة أن الارتداد سيصيب بقية الناس في الوقت نفسه.

تنظيم رشيق لتشجيع النمو؟ هل من المؤكد أنه أمر جيد؟ هل من المؤكد أن عمل الجهات التنظيمية بهذه الطريقة منطقي؟ لا، مع الأسف. لقد بين التاريخ تكراراً مخاطر التركيز على تعزيز النمو المتفلت في الخدمات المالية في غياب أي ضوابط تنظيمية فاعلة.

يمكن العثور على دراسة حالة ممتازة حول كيف يمكن لذلك أن ينحو منحى سيئاً جداً في الكتاب "آلة التقطيع"، وهو الرواية الحاسمة لانهيار "رويال بنك أوف سكوتلاند".

وهو يستهدف الرئيس السابق لهيئة الخدمات المالية، كالوم ماكارثي، والرئيس التنفيذي للمصرف، حون تاينر، وآخر حكومة عمالية. ويقول الكتاب بأن هؤلاء "ركزوا كثيراً على جعل لندن الوجهة المختارة من المصارف والمؤسسات المالية الدولية وفاخروا كثيراً بالنهج 'السهل' فلم يروا سوء التصرف والسلوك المخاطر لدى القطاع المصرفي البريطاني".

وكلف هذا السلوك دافعي الضرائب البريطانيين مليارات الجنيهات الإسترلينية في عمليات الإنقاذ حين انهار كل شيء، وهي أموال لم تُستعَد كلها قط. وسدد هذا السلوك ضربة مدمرة إلى الاقتصاد البريطاني. ومما زاد من الصدمة التي تسببت بها الأزمة المالية الجائحة القاتلة وبريكست.

لكن ها نحن مجدداً، بفضل بريكست هذا، نرى سوناك يزعم بجرأة أن هذا النهج الجديد والخطر هو منفعة لصرح يتداعى منذ يوم بنائه.

الجانب الأفضل من الأمر هو أن سوناك مصرفي سابق. هو يجب أن يعي الخطر تماماً. فقد كان يعمل مع صناديق تحوط خلال المرحلة النشطة من الأزمة، بعدما حقق سمعة لعمله في "غولدمان ساكس".

في جملته الختامية، يقول بالفعل إنه يريد أن تدعم خططه الاقتصاد البريطاني "من دون الانحراف عن التزامنا المستمر بالمعايير الدولية العالية".

لكن الجملة تبدو غير مسموعة، همسة أُضِيفت في نهاية صرخة.

المستفيدون الحقيقيون الوحيدون من هذا، إلى جانب المصرفيين الذين لا يواجهون أبداً تقريباً محاسبة حقيقية حين تقع المشاكل، سيكونون الأشخاص الذين يعيشون مثلي من الكتابة عن الفضائح المالية. وهكذا إن لم يستطع المرء إرسال ماله إلى الخارج، قد يرغب في وضعه تحت سريره. ومن المحتمل أن يسوء الأمر وبسرعة.

© The Independent